أحمد عبد القوى يكتب: لماذا مريم؟!!
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
لطالما حمل اسم مريم مكانة خاصة عبر التاريخ، فهو اسم يرتبط بالنقاء والطهارة والقوة، وله جذور عميقة في الثقافات والديانات المختلفة.
واليوم، يعيد هذا الاسم إحياء مكانته من خلال الابتكار التكنولوجي، ليكون عنوانًا لأول مساعد رقمي ذكي في المطارات المصرية، تحت مسمى "اسأل مريم".
واسم مريم له أصول سامية مشتركة بين اللغات العبرية والعربية، ويعني في بعض التفسيرات "السيدة" أو "المرتفعة".
هذا الإرث العظيم يجعل من اسم مريم رمزًا عالميًا للطهارة، الحكمة، والقدرة على تقديم الدعم، وهو ما جعل اختياره عنوانًا للمساعد الرقمي الذكي خطوة تحمل رمزية كبيرة.
ففي خطوة غير مسبوقة، أطلقت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، بالتعاون مع أورنچ مصر، أول مساعد افتراضي تفاعلي داخل المطارات المصرية باسم "اسأل مريم".
هذه الخدمة، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تقدم للمسافرين تجربة سلسة ومتكاملة من خلال أجهزة تفاعلية حديثة موزعة في مطار القاهرة الدولي.
"مريم" ليست مجرد نظام ذكاء اصطناعي، بل هي امتداد لفكرة الدعم الإنساني الممزوج بالتكنولوجيا، إذ تتيح للمسافرين الحصول على إجابات فورية حول الرحلات، إجراءات السفر، والمرافق، إضافة إلى معلومات سياحية وخدمية.
وبفضل قدرتها على التحدث باللغتين العربية والإنجليزية، تمثل "مريم" رفيقًا رقميًا قادرًا على تلبية احتياجات جميع المسافرين، لتصبح رمزًا للتواصل الذكي والمرن.
يتجاوز اختيار اسم مريم حدود التكنولوجيا، ليعكس رؤية استراتيجية نحو التحول الرقمي في قطاع الطيران المدني المصري.
فقد أكد المهندس أيمن عرب، رئيس الشركة القابضة للمطارات، أن إطلاق خدمة "اسأل مريم" يمثل خطوة محورية نحو تحويل المطارات المصرية إلى مراكز تشغيل رقمية متكاملة.
كما أشار إلى أن هذه الخدمة ستُعمم قريبًا على جميع المطارات المصرية، بدءًا من مطار سفنكس الدولي بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، مما يعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة والسفر.
أرى أن اختيار اسم مريم لهذا المساعد الرقمي ليس مجرد قرار تقني، بل هو انعكاس لفكرة أعمق: أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قريبة من الإنسان ومتصلة بثقافته وتاريخه. مريم، الاسم الذي عبر عن الطهارة والقداسة عبر العصور، أصبح اليوم رمزًا للتواصل الذكي والمبتكر، ليعيد تعريف تجربة السفر في مصر، ويعكس التزام الدولة بالابتكار والتطور الرقمي.
هكذا، تستمر مريم في رحلتها، من صفحات التاريخ إلى شاشات الذكاء الاصطناعي، لتكون دليلًا على أن التكنولوجيا ليست بعيدة عن القيم الإنسانية، بل هي امتداد لها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مقال مريم اورنج المطارات المصریة اسم مریم
إقرأ أيضاً:
التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية
أكدت الدكتورة فاتن سليمان، عضو هيئة خبراء التراث العرب، أن إدراج طبق الكشري المصري على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو يُعد خطوة مبهجة ويستحق الاحتفال، مؤكدة أن مصر تسعى دائمًا لتوثيق تراثها المادي وغير المادي بما يعزز حضور هويتها الثقافية على الساحة العالمية.
وأضافت سليمان، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح" عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أنه تم تقديم طبق الكشري لجميع الحاضرين في احتفال خاص خلال فعاليات اليونسكو، وأشاد الجميع بمذاقه نظرًا لكونه توليفة مميزة من النكهات المصرية الأصيلة التي يصعب ألا ينال إعجاب من يتذوقها، مؤكدة أن هذا التقدير العالمي يعكس الامتداد الثقافي للمطبخ المصري.
استشاري نفسي يوضح كيفية التعامل مع الأطفال المتعرضين للتحرش مؤرخ فني: فيلم الست عظيم ومختلف ويركز على الجانب الإنساني لأم كلثوموأشارت، إلى أن توثيق التراث غير المادي أصبح ضرورة عالمية، إذ تتجه الدول جميعها إلى تسجيل ممارساتها الثقافية لحماية هويتها، موضحة أن إيطاليا وثقت أيضًا طريقة الطهي الإيطالي مؤخرًا، مؤكدة أن التراث غير المادي يمثل روح التراث، كونه يعبر عن الممارسات التي تمثل الشعوب وتساعدها على حفظ هويتها للأجيال المقبلة.
وتابعت، أن الطعام بالنسبة للمصريين ليس مجرد غذاء، بل هو أسلوب حياة وثقافة وهوية؛ إذ يستخدم في الأوقات السعيدة والحزينة، وفي المناسبات الدينية والشعبية مثل الأعياد وشم النسيم، لافتة إلى أن المصريين يوظفون الطعام للتعبير عن الفرح والتكافل، ويعد «العيش والملح» رمزًا أصيلًا في العلاقات الاجتماعية، ما يجعل الحفاظ على هذا التراث وتوثيقه أمرًا ضروريًا لتعريف الأجيال القادمة بجذور ثقافتها.