سعيد ياسين (القاهرة)

أخبار ذات صلة كريم العراقي.. مسيرة أدبية وفنية حافلة د. عبدالله الغذامي يكتب: النسق بين الشعرنة والعقلنة

من «مذكرات زوجة أبي» مروراً بـ«العقد الأزرق» وصولاً إلى «رماد أحمر»، تشعر الكاتبة المصرية عبير ضاهر بأن رواياتها الثلاث حققت لها السعادة، وجاءت تأكيداً على قيمة ما تكتب وتشجعها على الاستمرار.

فبعدما تقبض على الفكرة، وتقوم بتسجيلها، تحتشد الملَكات الأدبية لكتابة رواياتها، ثم تظل تدور في فلكها تارة بالقراءة عن الخلفية النفسية أو الاجتماعية لشخصيات في الرواية، وتارة لتاريخ المكان الذي وقعت فيه الأحداث، وغالباً ما تظل تتنقل بين هذا وذاك، وسط محاولات متكررة وبمزاج متحفز يتوهج وينطفئ، إلى أن يأتي الإلهام ويتبلور العمل تدريجياً حتى يكتمل بعد رحلة متقطعة مرهقة ومضنية.

رماد أحمر
وقد تعمدت ضاهر، كما قالت لـ«الاتحاد»، تحويل قصة الحب الحالمة إلى صراع في رواية «رماد أحمر» بمسحة من الفضول الزائد وبعض الفراغ مع ذات متضخمة لإحداث عاصفة عاطفية هائلة، إذ ماذا ستكون النتيجة السردية لو ظل الأمر مجرد قصة حب شفافة صنعتها الصدفة وشيء من الاحتياج المتبادل، فسيكون بالتالي إيقاعها هادئاً وأجواؤها نقية رائقة، ولكن خالية أيضاً من التشويق. كما أنها رأت كذلك ضرورة أن لا نستلهم من التكنولوجيا الحديثة في علاقاتنا الإنسانية أشياء وتقنيات، وبخاصة مسألة التتبع، فالنثر في الرماد حسب الرواية أشعل ناراً في الصدور تحولت إلى حقد أسود استهدف ودهس مشاعر مسالمة.
 وصنفت الكاتبة أيضاً روايتها «العقد الأزرق» بأنها سردية نفسية،  فيما احتوت رواية «مذكرات زوجة أبي» على مواضيع فلسفية واجتماعية وإنسانية أكثر شمولاً، وركزت على صراع الأجيال، وسلطت الضوء خاصة على ما وراء بعض ما تتم بلورته وصياغته، ومن ثم تقديمه في العلن على أنه شروح لقواعد الحياة ومبادئها أو جوهر الأشياء وربما حكمة السنين.

ثقافات متنوعة
وتوقفت ضاهر عند دوافعها للاتجاه للكتابة الأدبية بشكل عام والرواية بشكل خاص، وقالت إنه يحضرها قول يوسف إدريس: أنا أكتب كتاباً فيصل لإنسان بمكان ناءٍ وهو حزين، فيمسك كتابي فيؤنسه.. فلهذا الشخص أنا أكتب، مؤكدة أنها تفعل الشيء نفسه في الرواية التي تحقق لها هذا الهدف بجدارة واستحقاق. وأشارت إلى أنها قرأت أول رواية وهي في مرحلة التعليم الإعدادي، وكانت لإحسان عبد القدوس فتأثرت به وأحبت القصص والروايات والعوالم السردية، كما استفادت كثيراً من دراستها للأدب الإنجليزي والأدب العالمي، والاطلاع على أساليب وطرق السرد والكتابة غير تلك التي تعودتها، ومن ثمّ تعرفت على ثقافات أخرى متنوعة ومدهشة.
وترى عبير ضاهر أن النشر الإلكتروني والسوشيال ميديا سهّلا المهمة على المبدعين الجدد في وصول الكتاب إلى القارئ، وهذا هدف كل مبدع، وهو ما تم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة ويسر وعلى نطاق واسع، سواء أتيح الكتاب مجاناً في منصات تحميل الكتب المنتشرة بكثافة، أو في مواقع ومنافذ الطلب الإلكترونية، مؤكدة أن تجربتها مع دور النشر كانت جيدة إلى حد ما، ولكنها أيضاً ليست أفضل شيء، وأن أكثر المعوقات التي واجهتها تمثلت في كثرة الوعود التي قد لا تنفذ والمبالغة في التكلفة المادية أحياناً.

الرواية والسيناريو
وأوضحت ضاهر أن كتابة الرواية أفادتها في السيناريو والحوار، لأن كتابتها لها كانت أولاً وقد أفادتها في صقل طريقة رسم الشخصيات نفسياً ووجدانياً وشعورياً، ولا توجد لديها شخصية في أي عمل لا تمتلك جذوراً أو من دون أبعاد أو أثر في الأحداث ولو كانت مساحة حضورها قليلة، وترى أن تحويل الروايات إلى أفلام ومسلسلات يساهم في شهرة الكاتب، كما حدث مع الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ وكذلك إحسان عبدالقدوس ويحيى حقي ويوسف إدريس، وصولاً لأحمد مراد في «تراب الماس» و«الفيل الأزرق» و«كيرة والجن».
وأعربت عبير ضاهر عن تقديرها لدور الناقد في مسيرة المبدع، مبرزة أنها تستفيد منه، وخاصة إذا كان موضوعياً، والكثير من النقاد منصفون ويملكون رؤية ويكون تقييمهم بنّاءً، وفي المقابل يوجد أيضاً بعض من قد تداخله مشاعر سلبية ويحاول إيقاف الكاتب عن الاستمرار، من خلال الانتقاد غير الموضوعي، الأمر الذي يمكن أن يصيب الكُتاب بتداعيات سلبية نفسية خاصة بالنسبة للكاتب المبتدئ.

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

افتتاح الملتقى الأول للتوظيف والإبداع بكلية الفنون الجميلة تحت شعار: "من الإبداع إلى الاحتراف"

افتتح الدكتور محمد عبد العظيم، نائب رئيس جامعة المنصورة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على كلية الفنون الجميلة، فعاليات الملتقى الأول للتوظيف والإبداع، الذي نظمته الكلية تحت شعار: "من الإبداع إلى الاحتراف"، وقد أُقيم الملتقى تحت إشراف الدكتورة ريم خيري، وكيلة الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور وكلاء الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، ومشاركة كثيفة من طلاب الكلية وخريجيها، ونخبة من ممثلي المؤسسات الفنية والمهنية، والشخصيات البارزة في مجالات الديكور والنحت والجرافيك والهندسة المعمارية.

يستهدف الملتقى تأهيل الخريجين للانخراط في سوق العمل من خلال فتح قنوات تواصل فاعلة مع جهات التوظيف، وعرض مشروعات التخرج، وتبادل الخبرات مع المتخصصين، وتنمية المهارات الفنية والإدارية، إلى جانب دعم التواصل بين الأجيال من الخريجين وبناء روابط مهنية مستدامة.

وأكَّد الدكتور شريف خاطر حرص الجامعة على دعم طلابها وخريجيها من خلال تنظيم فعاليات نوعية تواكب تطورات سوق العمل وتعزز قدراتهم الفنية والمهنية، وأشار إلى أن الملتقى يأتي في إطار استراتيجية الجامعة لربط الدراسة الأكاديمية بالواقع العملي، وتشجيع الإبداع، وتحفيز الابتكار في المجالات الفنية.

وأشاد رئيس الجامعة بجهود كلية الفنون الجميلة في تنظيم هذا الحدث، الذي يمثل منصة فعّالة للتواصل بين الطلاب والخريجين ومؤسسات التوظيف والإنتاج الإبداعي.

وفي كلمته، أعرب الدكتور محمد عبد العظيم عن اعتزازه بتنظيم هذا الملتقى، الذي يعكس توجه الجامعة نحو دعم التواصل بين الكلية وخريجيها عبر الأجيال، وبناء شراكات حقيقية مع المجتمع، وأكد أهمية ربط الدراسة الأكاديمية بالمهارات العملية، وعرض مشروعات وأعمال الخريجين، وفتح آفاق جديدة لهم في سوق العمل.

كما أكَّد الدكتور محمد عبد العظيم أن الملتقى يُعَد خطوة عملية نحو تفعيل دور الكلية في خدمة المجتمع، وتعزيز قدرتها على تقديم خريجين مؤهلين للواقع العملي، مشيرًا إلى أهمية ترسيخ ثقافة الابتكار وتطوير أدوات الخريجين في مجالات الفن التطبيقي.

وعبّر عن خالص شكره لجميع الجهات المشاركة والداعمة، مؤكدًا استمرار الكلية في تنظيم فعاليات مماثلة تُسهم في ربط التعليم الأكاديمي بمتطلبات سوق العمل، وتخدم توجهات جامعة المنصورة نحو بناء مستقبل مهني وإبداعي مستدام لأبنائها.

من جانبها، أوضحت الدكتورة ريم خيري أن الكلية تسعى إلى بناء مجتمع فني متكامل ومستدام، من خلال إطلاق منصة لرابطة الخريجين، وتقديم محتوى تدريبي ومهني موازٍ للدراسة الأكاديمية، يواكب تطورات سوق العمل، ويدعم المشروعات الفنية وريادة الأعمال.

وقد جاء تنظيم الملتقى في إطار حرص الجامعة على تمكين خريجيها، وتعزيز فرص التحاقهم بسوق العمل، من خلال ربط الإبداع الأكاديمي بالواقع المهني، وتشجيع ريادة الأعمال والمبادرات الفنية الواعدة، بما يتماشى مع توجهات جامعة المنصورة لدعم التنمية المستدامة.

وشهد الملتقى حضورًا ومشاركة فاعلة من عدد من شركات التصميم الداخلي، والبنوك، والمؤسسات التدريبية، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين والمصممين في مجالات الديكور والجرافيك والنحت والهندسة المعمارية، إلى جانب مشاركة نحو 200 طالب وخريج من مختلف أقسام الكلية.

وصاحب الملتقى معرضٌ لأعمال الخريجين، قدَّم خلاله طلاب الكلية نماذج من مشروعاتهم الإبداعية في مختلف التخصصات، كما تضمنت الفعاليات جلسات نقاشية وورش عمل حول التسويق الذاتي، والعمل الحر، والدراسة بالخارج، وإعداد الملف الفني الاحترافي.

وشهدت فعاليات الملتقى تفاعلًا لافتًا من الطلاب والخريجين، حيث أُتيحت لهم فرصة الحوار المباشر مع ممثلي الجهات المشاركة، واستعراض فرص العمل المتاحة، ومتطلبات الوظائف. كما قُدمت استشارات مهنية، وجلسات تحفيزية، وورش عمل تطبيقية في مجالات متنوعة، منها: صناعة الملامس، وبناء المجسمات، وإدارة المشروعات الفنية، وإنشاء المكاتب الخاصة، واستراتيجيات المشاركة في المسابقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • خطاب المفتتح والخاتمة قراءة في رواية «الروع»
  • قصة رواية بلغت العشرين
  • لماذا النزوح العربي إلى الرواية التاريخية؟
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: اتفاق وقف النار مع إيران يجب أن يشمل أيضا غزة
  • افتتاح الملتقى الأول للتوظيف والإبداع بكلية الفنون الجميلة تحت شعار: "من الإبداع إلى الاحتراف"
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران يجب أن يشمل غزة أيضا
  • الكونجرس الأمريكي لا قيمة له عند ترامب.. والبيت الأبيض أيضاً
  • حتى نحن نجهل إيران أيضا
  • التشادي روزي جدي: الروایة العربية طریقة للاحتجاج ضد استعمار أفريقيا
  • حوار مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي: مسيرة فنية طويلة من الإبداع والتميز