مؤتمر مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط يجمع ممثلين عن جماعات إقليمية في تل أبيب
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
ناقش المؤتمر قضايا الهوية وحقوق الأقليات، وأوصى بتأسيس مكتب ارتباط إقليمي ومنصة إعلامية وصندوق شكاوى، ودعا إلى محاربة التطرف ودعم حق مكونات المنطقة في تقرير مصيرها ضمن أطر قانونية ودولية.
اجتمع ممثلون عن جماعات الأقليات من مختلف أنحاء الشرق الأوسط في تل أبيب يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر في مؤتمر حمل عنوان "مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط"، في حدث وُصف بأنه الأول من نوعه في المنطقة، برعاية وإشراف المتخصص في شؤون الشرق الأوسط اللبناني-الإسرائيلي إيدي كوهين .
المؤتمر جمع شخصيات من الطوائف العلوية والدروز والأكراد والآشوريين والإيزيديين، وهدف إلى مناقشة قضايا الهوية والاضطهاد وسبل تعزيز التواصل بين الأقليات، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية عميقة.
منصة حوار تتجاوز الحدودوبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، رغم التحديات الأمنية وصعوبات السفر التي منعت بعض المشاركين من الحضور شخصيًا، مثل الشيخ الدرزي مروان كيوان من مدينة السويداء في جنوب سوريا، إلا أن المؤتمر شكّل مساحة حوار نادرة بين ممثلي الأقليات في المنطقة.
كيوان الذي شارك عبر الفيديو قال إن "آفة الإرهاب الإسلامي انتشرت كالسرطان في قرى جنوب سوريا" ودعا إلى "التحرر الكامل من الكيان السوري الإرهابي ومحاسبة النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين"، على حد تعبيره.
من جهته، رأى كوهين أن المؤتمر "ليس لقاءً أكاديميًا فحسب، بل مبادرة إنسانية تهدف إلى ربط الأقليات ببعضها البعض، ومدّ الجسور مع إسرائيل باعتبارها حليفًا طبيعيًا وشريكًا في مستقبل مشترك".
رسائل دعم وشراكة من ممثلي الأقلياتعبّر المتحدثون عن قناعة مشتركة بأن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا من دون الاعتراف بحقوق الأقليات وإنهاء التمييز ضدها. وقال الناشط الكردي آلان والي المقيم في ألمانيا إن "أعداء إسرائيل هم أنفسهم أعداء الأكراد، وأمن إسرائيل هو أمننا" مؤكدًا أن "السلام مع إسرائيل متجذر في التاريخ والعلاقات القديمة بين الشعبين".
كما شارك في المؤتمر ممثلون عن الأقليات داخل إسرائيل من بينهم رئيس مجلس عين قنية المحلي وائل مغربي الذي أشار إلى تزايد عدد الدروز الراغبين في الحصول على الجنسية الإسرائيلية لتصل نسبتهم اليوم إلى أكثر من 20 بالمئة من سكان الجولان.
Related إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى"حماية الدروز"نتنياهو: نفذنا عملية تحذيرية لحماية الدروز في صحنايا وعلى النظام السوري أن يتحرك بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بالجولاني؟ توصيات المؤتمر: خارطة طريق جديدة للأقلياتنشر إيدي كوهين على منصة إكس التوصيات النهائية للمؤتمر ووصفها بأنها خطوة عملية نحو بناء شبكة تواصل إقليمية متكاملة للأقليات في الشرق الأوسط. التوصيات شملت تأسيس مكتب ارتباط إقليمي افتراضي يضم شخصيات سياسية وناشطين من سوريا والعراق ولبنان وإسرائيل بتمويل ذاتي لتنسيق الجهود ومتابعة التطورات المتعلقة بحقوق الأقليات.
كما أوصى باعتماد شركة قانونية إسرائيلية تُعد تقارير شهرية تُرفع إلى مكتب رئيس الوزراء ولجنة الأمن في الكنيست ووزارة الخارجية مع إمكانية إصدار تقارير عاجلة عند الضرورة.
ودعا إلى إنشاء منصة إعلامية رسمية تصدر نشرة نصف شهرية حول أوضاع الأقليات وتعمل على بناء شراكات مهنية مع المؤسسات الصحافية الكبرى لتعزيز الشفافية والمساءلة. وتضمنت التوصيات أيضًا إطلاق صندوق شكاوى خاص لتلقي المظالم الفردية والجماعية من أبناء الأقليات مع ضمان السرية التامة وحماية البيانات.
كما شدد المؤتمر على ضرورة محاربة جميع أشكال التطرف الأيديولوجي والديني والسياسي بما في ذلك تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام لما تمثله من خطر على الحريات الدينية وحقوق الأقليات.
وختم كوهين بأن المؤتمر يؤكد دعم حق مكونات المنطقة في تقرير مصيرها بحرية ضمن الأطر القانونية والدولية وبناء أنظمة حكم محلية تراعي الخصوصيات الدينية والثقافية والفكرية وتشكل رافعة للتنمية والعدالة والمواطنة المتساوية.
نحو رؤية مشتركةاختُتم المؤتمر بالتشديد على أن مستقبل الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى على الإقصاء أو الكراهية بل على احترام التنوع والاعتراف بالآخر معتبرين أن الدفاع عن حقوق الأقليات هو دفاع عن الإنسان أولًا وعن استقرار المنطقة بأكملها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة تل أبيب إسرائيل أخبار
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب تل أبيب إسرائيل أخبار إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة حروب غزة تهريب المخدرات الصحة إيران باكستان فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في المنتدى الدولي للسلام والثقة المنعقد في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، على أن الوضع في قطاع غزة لا يزال في مرحلة دقيقة تتطلّب تدخلاً دولياً مكثفاً.
وأوضح أن وقف إطلاق النار القائم، رغم أهميته، يبقى هشًّا بفعل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ما يفرض — بحسب قوله — ضرورة وجود دعم دولي حقيقي يضمن صموده ويمنع انهياره.
وأشار أردوغان إلى أن أي مسار جاد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن الفلسطينيين، مؤكداً وجوب إشراكهم بشكل كامل في كل مراحل العملية السياسية، وأن الهدف النهائي يجب أن يظل ثابتًا: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود معترف بها دوليًا.
وفي سياق حديثه عن الأزمات العالمية، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده لتقديم دعم ملموس لكل المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن مسار مفاوضات إسطنبول ما يزال يشكل أرضية فعّالة يمكن البناء عليها لاستعادة التفاهم وفتح الطريق أمام تسوية مستدامة.
وشدد أردوغان على أن تركيا — انطلاقًا من إرثها التاريخي وموقعها الجغرافي ودورها الحضاري — تتحمل مسؤولية خاصة في دعم الاستقرار الدولي. وقال إن أنقرة تعمل «بكل ما تملك من إمكانات» لتعزيز مناخ الحوار، والحد من النزاعات، وتوسيع الجهود الدبلوماسية التي تعيد الثقة بين الأطراف المتنازعة.
ويأتي خطاب أردوغان في ظل تسارع التطورات الإقليمية والدولية، ليؤكد مجددًا رغبة تركيا في لعب دور محوري في صناعة السلام، سواء في الشرق الأوسط أو في ساحات الصراع العالمية، من خلال حضورها الدبلوماسي النشط وشراكاتها المتعددة.