موقع 24:
2025-08-12@15:56:15 GMT

كركوك.. عراق مُصغّر ورطتها أنها قُدس الجميع

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

كركوك.. عراق مُصغّر ورطتها أنها قُدس الجميع

صورة عراقية ظاهرها البساطة والإهمال والتلوث وباطنها صراع سياسي واقتصادي وربما أمني

حين تتجول في أحيائها المتعبة والمهملة ستجد أنها مدينة لا تختلف عن باقي المدن العراقية سوى تنوع سكانها العِرقي الذي جعلها توصف بأنها عراق مُصغّر.
مدينة مُنهكة في كل ظروفها، تشهد على واقعها المؤلم قلعتها التاريخية التي تقف مثالاً للإهمال والنسيان، وسحابات التلوث البيئي التي تُخيّم على المدينة من جراء النار المشتعلة من آبار النفط.


صورة عراقية ظاهرها البساطة والإهمال والتلوث، وباطنها صراع سياسي واقتصادي وربما أمني.
كركوك العراقية كانت دوماً بؤرة لصراع سياسي بين القوى السياسية واستقطاب مُبطّن لنزاع إقليمي، يختفي خلف قوى سياسية تدافع عن مصالح تلك القوى، خصوصاً عندما تكون هذه المحافظة بؤرة خصبة لمنافذ الطاقة، رغم أن مكونات المدينة الثلاث العرب والكرد والتركمان تتطابق في مناطقهم وطرائق حياتهم صفات متشابهة في الفقر والبطالة والأوضاع السيئة، يوحي للناظر أن لا حواجز تحجب هؤلاء عن بعضهم سوى ذلك الصوت المتصاعد من بعض القوى السياسية، والصراخ المتعالي بأحقية استملاك هذه المدينة من أحد تلك المكونات. وبين كرّ وفرّ للقوى السياسية المتصارعة على مقدرات هذه المدينة، كان آخرها تسليم مقر العمليات المتقدم في كركوك التابع إلى قوات الحكومة الاتحادية في بغداد إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، لتثير بذلك غضباً وتظاهرات واعتصامات بين المكونات الأخرى، قد تنذر باندلاع شرارة صراع يتعدى السياسي إلى مواجهة مسلحة، خصوصاً أن هذه المدينة تشبه برميل بارود قد ينفجر في أيّ لحظة ليحرق العراق.

قرار محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي بإخلاء جميع مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك من قبل قوات الحكومة الاتحادية، وتسليمها إلى حزب البارتي من أجل تطبيع الأوضاع في المحافظة، وعودة حزب بارزاني للمشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك أسوة بالأحزاب العربية والتركمانية، مما جعل الموقف يزداد تعقيداً بعد التلويح بتدخل أميركي إلى جانبه تدخل تركي إذا استمر وضع التأزيم لصالح حزب الديمقراطي الكردستاني، مما سيعطي حجة لتدخل إيراني لصالح أطراف تناهض هذا الوجود في المحافظة.
من جانبها دعت الكتلة النيابية التركمانية في مجلس النواب العراقي إلى إبعاد المحافظة عن الصفقات السياسية والمجاملة، معبّرة عن تخوّفها من تصاعد الخلاف السياسي بين بغداد وأربيل قد يدفع فاتورته أهالي المحافظة، وتدخل دولي فوري خشية تدهور السِلم المجتمعي في المحافظة، الخطوة التي يتوقع أن يعقبها الصراع على منصب محافظ كركوك، ومحاولات السيطرة على مفاصل الحكومة المحلية، لتعويض الخسائر السابقة التي حصلت أثناء طرد حزب بارزاني من المحافظة.
صراع وصل إلى ذروته حين هددت بعض قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني ملوّحة بقدرة الإقليم على حجب المياه التي تصل المحافظات الوسطى والجنوبية، وحجب تلك الحصص المائية عبر سدود الإقليم كإجراء عقابي، في حال استمرار أزمة تصدير النفط إلى تركيا عبر ميناء جيهان. تصعيد مقابل رافق إغلاق طريق كركوك – أربيل البري من قبل مسيرات مناهضة لعودة حزب البارتي، مما قد يؤدي إلى المزيد من الضحايا والخسائر وعودة لسيناريو عام 1959 بين الأكراد والتركمان، يخلّف عواقب وخيمة لحكومة السوداني التي تُدار وفق إدارة ائتلاف الدولة.

الاتهامات لم تقتصر على حزب بارزاني في مناطق كركوك، بل تجاوزت كركوك إلى مناطق شيخان والقوش وصَعيّدة في محافظة نينوى، على اعتبار أنها مشمولة بالمادة 140 التي تخص المناطق المتنازع عليها، في حين أنها تابعة إدارياً لنينوى حسب اتهام النائب السابق لمحافظة نينوى محمد الشَبَكي، الذي أضاف أن الإقليم يسعى لتمرير قانون النفط والغاز للاعتراف بأحقيته باستخراج النفط من مناطق خارج حدود الإقليم، مما يعتبر تجاوزاً على المادتين 12 و13 في الموازنة الاتحادية.
في عام 2015 نشر الكاتب الكندي جيسي روزنفيلد في موقع ديلي بيست الأميركي مقالاً يتحدث فيه عن “اندلاع قتال في المستقبل بين الأكراد والميليشيات الشيعية مما سيهدد بتفجير أطراف كركوك حيث تتواجد حقول النفط القريبة منهم، بينما داعش يراقب ويترقب” وذلك بسبب أهمية كركوك النفطية ووقوعها في قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد.
كركوك العراقية هي جوهر الصراع، تتجمع على أرضها كل القوى الطامعة لتشن حربا بالوكالة، ومحاولات إقليمية لإعادة العمل على إرجاع الخط النفطي كركوك – حيفا وتنظيف أنابيبه وصيانتها وحراستها.
غرابيب الليل التي لا تريد للعراق الاستقرار والأمان تريد جعل كركوك جُرحاً نازفاً، يشمل أقطاب القوى المنخرطة في الصراع بالمنطقة، يساعدها في ذلك نظام سياسي فاشل يختلق الأزمات وكأنه يستمتع بأوقاته، لكنه لا يدرك أن شرارة هذا البرميل إن انفجرت فإنها لا تُبقي ولا تذر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني كركوك

إقرأ أيضاً:

هكذا تسبب أحد الضحايا في مقتل الجميع.. مفاجأة صادمة وراء كارثة الغواصة تيتان

شهد العالم حادثة مأساوية في أعماق المحيط الأطلسي تتعلق بالغواصة تيتان، التي فقدت الاتصال خلال مهمة استكشافية، بعد أن تعرضت لانفجار تحت ضغط الأعماق مما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها.

ووفقًا للتحقيقات، كانت هذه الكارثة من الممكن تجنبها تمامًا، إلا أن أحد الضحايا الذين لقوا حتفهم هو من تسبب في انفجار الغواصة تيتان.. فماذا حدث؟

وأظهر التحقيق الذي أجرته السلطات أن ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي الراحل لشركة أوشن جيت، كان يتبنى أسلوبًا سلطويًا في إدارة الشركة. 

وكان يهدد الموظفين ويسخر منهم، وعندما كانوا يعبرون عن مخاوفهم بشأن قضايا تتعلق بالسلامة، كان يقوم بفصلهم.

تشير الأدلة والتحقيقات بشأن انفجار الغواصة، إلى أن نوع الثقافة السائدة في الشركة قد ساهم بشكل كبير في وقوع الكارثة.

كما أظهرت التحقيقات أن الشركة قد تعمدت تضليل الجهات الرقابية، مُستخدمةً سمعتها العلمية كستارٍ للعبور فوق الرقابة. وقد قلصت الإجراءات الهندسية المعتمدة وزورت بيانات مهمة تتعلق بالسلامة.

ومن المعروف أن الغواصة تعرضت لضرر إضافي نتيجة تخزينها في الخارج خلال الشتاء الكندي لعام 2023، حيث تعرضت لدورات متكررة من التجمّد والذوبان مما أدى إلى تدهور هيكلها الخارجي.

لو كان ستوكتون راش قد نجا من الحادث، كان من المحتمل أن يواجه اتهامات جنائية بسبب إهماله. 

وكان من بين الضحايا الآخرين المستكشف الفرنسي بول-هنري نارغوليه، ورجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، والملياردير الباكستاني البريطاني شاهزاده داوود وابنه سليمان البالغ من العمر 19 عامًا.

أكدت عائلة شاهزاده داوود، أن التقرير لا يغير من حقيقة المأساة التي عاشوها، وأن الحاجة للمحاسبة وتعديل القوانين يجب أن تتبع هذه الفاجعة. وأعربوا عن أملهم في أن يساهم إرثهم في إحداث تغيير يساهم في إنقاذ أرواح مستقبلية.

في الوقت ذاته، تلاحق عائلة نارغوليه الشركة قضائيًا، متهمةً إياها بإخفاء معلومات حساسة بشأن تاريخ الغواصة وصلابتها، مُطالبة بتعويضات مالية تجاوزت 50 مليون دولار.

طباعة شارك غواصه تيتان تيتان غواصه

مقالات مشابهة

  • هل يمكن إحياء أنابيب نفط كركوك بانياس؟.. تفاصيل مثيرة يكشفها متخصص
  • خبير نفطي:خط كركوك -ميناء بانياس لا يصلح لنقل النفط الخام
  • بيان القاعدة في حضرموت.. تماهٍ واضح مع أجندة الحوثي لنشر الفوضى وضرب الاقتصاد
  • هيفاجئ الجميع.. إمام عاشور يعلن موعد عودته للمشاركة في مباريات الأهلي
  • باستخدام كاميرا الوجه.. كركوك تجري أول محاكاة انتخابية
  • القضاء يؤجل الحكم بنزاع على أراض بين فلاحين كورد وعرب في كركوك
  • منافسات قوية ومشاركة نوعية ببطولة النخبة لألعاب القوى التي تقام في ملعب تشرين بدمشق
  • برلمانية: الوقف السني تحول الى “سلة فلوس” يطمع بها الجميع
  • أشعة الشمس تجفف سدود حصاد الأمطار في كركوك
  • هكذا تسبب أحد الضحايا في مقتل الجميع.. مفاجأة صادمة وراء كارثة الغواصة تيتان