لجريدة عمان:
2025-11-05@20:13:28 GMT

جلالة السلطان يعزي رئيس الفلبين

تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT

جلالة السلطان يعزي رئيس الفلبين

العُمانية: بعث حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / برقية تعزية ومواساة إلى فخامة الرئيس فيرديناند ماركوس الابن رئيس جمهورية الفلبين في ضحايا إعصار ( كالمايجي ) الذي ضرب وسط الفلبين.

أعرب جلالة السُّلطان المعظم فيها عن بالغ أسفه وتعاطفه، راجيًا الله تعالى أن يجنب هذه البلاد الصديقة، وسائر دول العالم شر الحوادث والكوارث، لتنعم الشعوب بالسلامة والاطمئنان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البناء الحضاري وأمانة السلطان هيثم التاريخية

ينظر كثيرون إلى مشروع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- «النهضة المتجددة» من الزاوية الاقتصادية المتمثلة في الإصلاح الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل والاستدامة وتطوير منظومة قوانين الاستثمار، وكلها مسارات حقيقية ومهمة.. لكن جوهر مشروع جلالة السلطان المعظم أبعد بكثير وأعمق من هذا المسار.

يتمثل جوهر مشروع السلطان هيثم -أيده الله- كما أستطيع أن أراه في «البناء الحضاري» الذي يجعل الإنسان ومجتمعه مركز الثقل، فيما يكون الاقتصاد وسيلة لتحقيق المشروع وليس جوهرا أو غاية له. والبناء الحضاري في فكر السلطان منظومة متكاملة تبدأ من الاهتمام بالتعليم في كل مراحله ودعم مسارات المعرفة والإبداع، وترسيخ قيم المواطنة، والمبادئ الأخلاقية، والهوية الوطنية، وكل مفردات الثقافة بما في ذلك الدبلوماسية الثقافية العابرة للحدود، وتعظيم مكانة عُمان وحضارتها، وبناء القوة الناعمة بوصفها أداة من أدوات السياسة، وتبني الاقتصاد القائم على الإبداع ونشر ثقافة السلام والوئام بين العالم.

وتحضر كل هذه المفردات في خطابات جلالة السلطان المعظم داخل البلاد وخارجها، وهي مفردات تؤكد إرث عُمان ورسالتها للسلام، وتستدعي مسؤولية تاريخية تُلزم الدولة والمجتمع معا بأن يكون التقدّم متجذرًا في القيم وموجها للإنسان قبل غيره وتكون السياسة الخارجية مستمدة من هذه الجذور وهذه الغايات.

لا شك أن جلالة السلطان يبذل جهودا كبيرا في بناء الأدوات التي من شأنها أن تدعم هدف البناء الحضاري وفي مقدمة ذلك بناء اقتصاد قوي متنوع وقادر على الاستدامة إلا أن جوهر اشتغاله عند النظر إلى المشهد بشكل متكامل نجده يرتكز على العمق الحضاري والمنجز الإبداعي للعمانيين.. ولما أبدعه الأسلاف من فكر ومعرفة ونظم سياسية وقيم ومبادئ أسست لحضارة عُمان عبر العصور الطويلة.

دار هذا الهاجس في ذهني وأنا أستمع أمس الأول إلى كلمات جلالة السلطان المعظم خلال زيارته لمملكة إسبانيا. فقد تحدث عن الجوانب الثقافية والتاريخية في الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الشيوخ الإسباني وقال متحدثا عن الشعب الإسباني: «لقد تفاعل وما زال يتفاعل مع جميع الحضارات بروح فذة تجلت في العلوم والفنون والشواهد الأثرية».

ثم قال في كلمته في حفل العشاء الرسمي متحدثا عن إسبانيا نفسها هذه المرة: «لطالما كانت جسرا حضاريا وإنسانيا يربط بين الشرق والغرب ومركزا للإشعاع الثقافي والتنوع الفكري». كانت هذه الروح المتوهجة من مشروع جلالة السلطان «الحضاري» حاضرة بقوة في كلماته وفي نظرته للأمم والشعوب الأخرى وهذا الأمر تكرر كثيرا خلال مختلف الزيارات التي قام بها جلالته -أيده الله- حيث زار فيها أهم المعالم الحضارية في تلك البلاد وسياقها التاريخي.

ولو عدنا إلى خطابات جلالة السلطان المعظم التي خاطب فيها العمانيين منذ العتبات الأولى لتقلده زمام الأمور في البلاد نجد تلك الروح حاضرة بقوة، بل وتؤسس لعقيدة ينطلق منها فكر جلالة السلطان السياسي. ولو عدنا إلى الخطاب التأسيسي الأهم لجلالة السلطان هيثم -حفظه الله- في فبراير من عام 2020 فسنجد هذا الخطاب يكاد يسيطر على الطرح العميق للخطاب.

فبعد التأبين التاريخي للسلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- كان أول ما خاطب به العمانيين قوله: «لقد عرف العالم عُمان عبر تاريخها العريق والمشرّف، كيانا حضاريا فاعلا، ومؤثرا في نماء المنطقة وازدهارها، واستتباب الأمن والسلام فيها، تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها، وتحرص على أن تظل رسالة عُمان للسلام تجوب العالم، حاملة إرثا عظيما، وغايات سامية، تبني ولا تهدم، وتقرب ولا تباعد، وهذا ما سنحرص على استمراره، معكم وبكم، لنؤدي جميعا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري وأمانتنا التاريخية».

والواضح أن جلالة السلطان المعظم قد وصف هذا الدور بأنه «أمانة تاريخية»، ولا يخلو هذا القول من التزام سياسي وأخلاقي.. وحضاري. وهذا ما يؤيد القول إن جوهر مشروع السلطان هيثم «حضاري» عميق. والمشاريع الحضارية وراءها دول حقيقية وثقيلة كما أن وراءها قادة عظام يستندون إلى إرث من التقاليد السياسية والثراء الفكري الذي يستطيع أن يعينهم على السير في المشروع الكبير.

وفي 18 نوفمبر 2020 وجه جلالة السلطان المعظم خطابا إلى العمانيين جاء فيه متحدثا عن عُمان: «كما تمكنت من بناء نهضة عصرية جعلت الإنسان محور اهتمامها، وقد شكل إرثنا التاريخي العريق، ودورنا الحضاري والإنساني الأساس المتين لإرساء عملية التنمية التي شملت كافة ربوع السلطنة».

وهذه مجرد نماذج وإلا فإن الدلائل على مستوى الخطاب السياسي الصادر عن جلالة السلطان المعظم كثيرة جدا ولا يكاد خطاب من خطاباته يخلو منها.

أما على مستوى المشاريع المتحققة على أرض الواقع فهي كثيرة أيضا. ليس أولها اهتمام جلالته الكبير بالتعليم في عُمان بدءا من التعليم المدرسي وليس انتهاء بالتعليم العالي والبعثات الخارجية والعمل الجاد على تحقيق المؤسسات الجامعية العمانية تقدما في المؤشرات العالمية وفي جودة التعليم. والأمر كذلك في التوسع في بناء المتاحف والمؤسسات الثقافية ودعم الحركة الإبداعية والفكرية والبحث العلمي. ولا يمكن هنا تجاوز مشروعين مهمين: الأول هو بناء استراتيجية تعظيم مكانة وتاريخ عمان، واستراتيجية «القوة الناعمة». وهي مشاريع عميقة تتفرع عنها مشاريع تنفيذية من شأنها أن تحدث تغيرا جذريا.

ثمة نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها وهي أن مشروع «النهضة المتجددة» القائم على «البناء الحضاري» يحمل صفة الامتداد مع ما أنجزه الأسلاف وليس قطيعة معه.. وهذا ما يجعل مشروع جلالته ينجح بشكل كبير ويحقق تناغما مع الداخل العماني ومع الصورة التي يعرفها العالم عن عُمان.

لكن مشروع السلطان هيثم يحمل، أيضا، فرص النجاح على المستوى العالمي؛ فالعالم الذي يعيش أزمة أخلاق، وأزمة قيم وهي أركان مهمة لأي تقدم حضاري في أمس الحاجة إلى من يبعث الروح في «البناء الحضاري» ليعود العالم مرة أخرى إلى قيمه ومبادئه وإلى تاريخه المتراكم عبر المنجز الإنساني ويخرج من سيطرة «الحضارة» المادية التي فرغت الإنسان من حقيقته الإنسانية.

هذا التوجه النادر في هذا النوع من البناء من شأنه أن يبني دفاعات أخلاقية ومعرفية ضد الاستقطاب والتشظي الأخلاقي والقيمي ويعيد بناء العلاقة بين الشعوب على أسس من الإنسانية والعدالة، وهو يساهم في الإصلاح الاقتصادي ويجعله أقل هشاشة أمام العواصف لأن القيم تُوفر شبكة أمان معنوية مهمة.

وفي الحقيقة فإن هذا المشروع ليس طارئا على سيرة الدولة ولا على سيرة القائد.. فقد تَشكل وعي السلطان هيثم داخل المؤسسة الثقافية العُمانية، وعمل طويلا في ملفات التراث والعلاقات الثقافية مع العالم؛ لذلك تبدو اللغة الحضارية المتقدّمة في خطاباته امتدادا طبيعيا لتكوين معرفي ومهني سابق. ومن هنا يأتي الشعور بـ«الأمانة التاريخية» التي تحدث عنها جلالته فهي كما نفهمها أمانة مبنية على وعي حقيقي بمعنى البناء الحضاري ودوره.

هذا المشروع وهذا الوعي العميق به يضعان حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم في مصاف القادة التاريخيين ليس على مستوى عُمان ولكن على مستوى العالم في لحظة يبدو فيها العالم في أمسّ الحاجة لأمثال هذا القائد العظيم الذي تفخر به عُمان وهي تسير نحو المستقبل.

مقالات مشابهة

  • البناء الحضاري وأمانة السلطان هيثم التاريخية
  • جلالة السُّلطان المعظم يختتم زيارته إلى إسبانيا
  • جلالة السُّلطان المعظم وملك إسبانيا يعقدان لقاءً مع عددٍ من رجال الأعمال
  • تكريمًا لجلالةِ السُّلطان المعظم.. ملكُ إسبانيا يُقيم مأدبة عشاء
  • منح جلالة السلطان "مفتاح مدينة مدريد".. وكلمة سامية أمام مجلسي النواب والشيوخ الإسبانيين
  • جلالة السلطان يزور قاعة مجلس مدينة مدريد ضمن زيارة دولة لإسبانيا
  • جلالةُ السُّلطان المُعظم يصل إسبانيا
  • جلالة السلطان يصل إلى مملكة إسبانيا.. ومراسم استقبالية ملكية غدًا في مدريد
  • جلالة السلطان يصل إلى مملكة إسبانيا الصديقة