ما فرص نجاح المبادرة الأميركية لوقف حرب السودان؟
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
تواجه المبادرة الأميركية لوقف الحرب في السودان اختبارا معقدا بين تصلب المواقف الميدانية لطرفي النزاع وتضارب الرؤى السياسية، في وقت تؤكد واشنطن أنها تعمل مع شركائها الإقليميين لانتزاع هدنة إنسانية تعيد تحريك مسار الحل السياسي المتعثر.
وفي هذا الإطار، قال الأكاديمي والباحث السياسي السوداني الرشيد محمد إبراهيم إن بيان الجيش السوداني يعكس تمسكه بمسار "السلام وفق الرؤية السودانية" واشتراطه تحقيق العدالة قبل أي وقف لإطلاق النار.
ووفق حديث إبراهيم لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن مجلس الدفاع السوداني رحّب بالمبادرة الأميركية "لكن لا سلام يُفرض من الخارج، ولا سلام دون عدالة ولا مصالحة دون محاسبة".
كما أن موقف الجيش "ينطلق من تفويض شعبي للدفاع عن الدولة"، لافتا إلى أن قرارات الاستنفار "مبررة في ظل هجمات مليشيا الدعم السريع"، معربا عن قناعته بأن أي هدنة "لن تُقبل إلا وفق الرؤية السودانية وانسحاب المليشيا من منازل المدنيين والمدن".
وكان البيت الأبيض قد أكد أن واشنطن تعمل بالتعاون مع شركاء عرب للتوصل إلى تسوية سلمية توقف الحرب، رغم الواقع الميداني المعقد للغاية في السودان.
لكن مجلس الدفاع السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه أعلنا رفضهما "أي تسوية تساوي بين الدولة وقوات الدعم السريع"، مؤكدين التمسك بالقتال حتى الانتصار.
موقف الدعم السريع
في المقابل، أكد الصحفي والمحلل السياسي حافظ كبير أن موقف قوات الدعم السريع "ثابت منذ بداية الحرب"، وأنها "تقبل بأي هدنة إنسانية أو اتفاق سلام يحقن دماء السودانيين ويخفف معاناتهم".
وحسب توصيف كبير، فإن الجيش السوداني هو الطرف "الذي يوقع في السر ويخرق في العلن"، متهما ما سماها "كتائب الإسلاميين المتحالفة معه" بعرقلة المسار السياسي والتركيز على الحرب وآثارها.
ورأى كبير أن التطورات الميدانية في دارفور "طبيعية في ظل القصف بالطائرات المسيّرة والبراميل المتفجرة" على حد قوله، مؤكدا أن الدعم السريع "تسعى لتأسيس مؤسسات مدنية وإدارة محلية في المناطق التي تسيطر عليها"، نافيا أن يقود ذلك إلى تقسيم البلاد.
إعلانويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
فرص النجاح
أما من واشنطن، فرأى المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس واريك أن فرص نجاح المبعوث الأميركي لشؤون أفريقيا مسعد بولس "مرهونة بقدرته على إقناع الدول الداعمة للطرفين بوقف تمويل الحرب".
ويستند واريك في حديثه إلى أن "كلا الجانبين في السودان غير قادر على الحسم العسكري ميدانيا"، مشيرا إلى أن استمرار الدعم الخارجي سيُبقي الحرب دائرة.
ويؤكد واريك أن الهدف الأميركي الحالي هو "انتزاع هدنة مؤقتة لوقف القتال وتخفيف المعاناة الإنسانية"، لكنه يقر بأن "التوازن العسكري وتعدد القوى المحلية يجعل الوصول إلى اتفاق دائم مهمة شديدة التعقيد".
وفي غياب مؤشر واضح على مسار تسوية سلمية، دعت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش، إلى فرض ضغوط قوية لوقف الحرب، مشيرا إلى أن الوضع في السودان خرج عن السيطرة وأن أطرافا خارجية تواصل تزويد الجانبين بالسلاح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات الدعم السریع فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
فيديو - نازحون من الفاشر يروون فظائع الحرب: تركنا أحبتنا تحت الركام
أوضح تقرير صادر عن الهيئة الدولية لتصنيف الأمن الغذائي أن المجاعة بدأت تضرب مدينتي الفاشر وكادوقلي، محذرًا من اتساع نطاقها لتشمل أكثر من 20 منطقة في إقليمي دارفور وكردفان.
في خيام مهترئة ببلدة تاويلا شمال دارفور، يجلس مئات النازحين الذين فرّوا من مدينة الفاشر بعد سقوطها في أيدي قوات الدعم السريع، وقد بدت على وجوههم ملامح التعب والخوف والذهول مما شهدوه على مدى عام ونصف من الحصار والمجازر.
ويروي النازح حبيب الله يعقوب وهو جالس أمام خيمته كيف تحوّلت حياتهم إلى كفاح يومي من أجل البقاء قائلا:"الظروف كانت صعبة جدًا، لا طعام ولا وسيلة نقل، حتى الخروج من المنزل لجلب الماء كان مغامرة.. أصابتني رصاصة طائشة عندما خرجت لأملأ وعائي بالماء".
وتجلس سامية إبراهيم تحت خيمة صغيرة مع طفلها، ما تزال عيناها غارقتين في الصدمة وهي تتحدث عن رحلة الفرار من الفاشر:"قوات الدعم السريع ضربتنا وأهانتنا، أخذوا كل ما نملك وتركوا لنا لا شيء.. لا أعرف أين زوجي، لا أعلم إن كان حيًا أم ميتًا.. في الطريق رأينا جثثًا في كل مكان."
Related الصليب الأحمر يحذّر من تصاعد أعمال العنف ضد العاملين الإنسانيين في غزة والسودان دعوات لوقف "كابوس العنف" في السودان.. وحكومة البرهان تدرس مقترحًا أميركيًا لوقف النارالسودان: حربٌ أهلية ومصالح دولية وإقليمية.. فهل يمهّد سقوط الفاشر لتقسيم السودان مجددا؟وتقول منظمات الإغاثة إن آلاف النازحين يتدفقون حاليًا على بلدات قريبة مثل تاويلا ومليط وتاويشة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، بينما لا يزال مصير عشرات الآلاف داخل الفاشر مجهولًا.
وأفاد تقرير صادر عن الهيئة الدولية لتصنيف الأمن الغذائي (IPC) بأن المجاعة تضرب حاليًا مدينتي الفاشر وكادوقلي في جنوب كردفان، وتهدد بالامتداد إلى أكثر من 20 منطقة في دارفور وكردفان. وحذرت الهيئة من أن تاويلا نفسها أصبحت مهددة بالمجاعة، مع انهيار سلاسل الإمداد وارتفاع أعداد الجوعى.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل أكثر من 40 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، فيما اضطر أكثر من 14 مليون سوداني إلى النزوح داخل البلاد وخارجها. ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تتفشى الأمراض والمجاعة على نطاق واسع، وتنهار الخدمات الطبية والإنسانية بشكل شبه كامل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة جمهورية السودان قوات الدعم السريع - السودان نزوح
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم