#سواليف

أهمية #انتخابات #رئاسة #بلدية_نيويورك ، تخرج عن المجال والسياق المحلي كثيراً.

عملياً، هذه الانتخابات تعبير للهزات التي تعصف بالمجتمع الأمريكي، على #الجالية_اليهودية الكبيرة التي فيه. ذلك ان فوز المرشح الديمقراطي #زهران_ممداني وإن كان بفارق صغير، سيكون #هزة_أرضية في #تاريخ #يهود_الولايات_المتحدة، وربما يعيدها إلى فترات مظلمة ومتحدية.

وللمفارقة، قسم كبير من المقترعين اليهود – وأساساً لأبناء الجيل الشاب – كفيلون بأن يساهموا في هذا التغيير، إذا ما نجح ممداني في الحفاظ على التفوق الذي أبقى عليه في أثناء حملة الانتخابات حيال خصمه الأساس، الحاكم السابق آندرو كومو.

لكن فضلاً عن الخطر الفوري، فإن دخول مؤيد الـ BDS متحمساً لمنصب رئيس البلدية، الذي تعهد باعتقال نتنياهو لدى وصوله إلى نيويورك ويعارض وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، هو دخول يمثل تحدياً لا يقل خطورة. يحاول ممداني خلق فصل مصطنع وبلا أساس بين عدائه العلني للصهيونية وبين اللاسامية، التي يعلن أنه يتحفظ عليها. إن صعوده إلى مركز المنصة يضع أمام الجالية اليهودية، وليس فقط في نيويورك، تحدياً عميقاً في مستوى الهوية اليهودية – الأمريكية.

مقالات ذات صلة جنرال إسرائيلي: حماس تعود في غزة أقوى من أي وقت مضى لهذا السبب 2025/11/05

جالية على الدرب الذهبي

بحث يهود الولايات المتحدة طوال القرن العشرين عن الدرب الذهبي بين الولاء لإرث ومؤسسات المجتمع الأمريكي الذي استوعبهم، وبين صلتهم للصهيونية وتماثلهم مع أبناء شعبهم، سواء كان هؤلاء إخوانهم الذين عادوا إلى وطنهم أم أقرباءهم الذين علقوا في براثن الطاغية النازي في أوروبا – خشية أن يتهموا بالولاء المزدوج.

هكذا امتنع معظم زعماء الجالية اليهودية عن الضغط على روزفيلت ليطلق صوتاً واضحاً ضد فظائع المحرقة خشية أن يعد الأمر كـ “مبادرة فئوية” تغطي على المصلحة الأمريكية الكبرى في إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية.

في العقد الأول لوجود دولة إسرائيل، خاف زعماء الجالية على مكانتهم، فيما كانوا مضطرين للتصدي لموجة لاسامية متجددة كانت ذروتها لجنة مكارثي التي كان معظم ضحاياها يهود.

ولم تأت الانعطافة إلا في الستينيات: فقد باتت إسرائيل في نظر البيت الأبيض شريكاً استراتيجياً، وأصبح التنافر في الهوية اليهودية الأمريكية آخذاً بالتبدد. خرجت الجالية من الظلال وسمحت لنفسها بأن تؤيد دولة إسرائيل علناً وعلى الملأ، دون أن تخشى من تهمة “اللا أمريكية”.

واليوم، المسائل الحساسة للهوية والصلة، والتي بدا أنها تبددت، فتحت من جديد. في هذا يكمن معنى عميق لظاهرة ممداني. في الماضي، اضطر سياسيون نقديون لإسرائيل أن يثبتوا بالثناء بأنهم ليسوا معادين لها. أما اليوم فالصورة مغايرة تماماً. أمام جالية يهودية ممزقة ونقدية أكثر تجاه إسرائيل، وأمام ضعف دراماتيكي للمنظمات التي تعمل من أجلها، نضجت الظروف لممداني؛ يتحدى جوهر الصهيونية، ويعرفها كغير شرعية، ويخرج قسماً من يهود نيويورك – ممن تعدّ الصهيونية جزءاً لا يتجزأ من هويتهم – إلى خارج المعسكر.

يتنكرون لإرثهم الثقافي والقيمي

تكمن المفارقة الحزينة في وجود استطلاعات تتوقع أن يحظى بتأييد لا بأس به في أوساط اليهود الذين يؤيدون “مذهبه” الاجتماعي الديماغوجي والشعبوي، وينجرون وراء الراديكالية السائدة التي يمثلها – في ظل تنكرهم لإرثهم الثقافي والقيمي.

الأيام وحدها ستقول إذا كانت هذه موجة عكرة لكن عابرة، أم أن أمامنا تسونامي حقيقي، يحتاج إلى شد المنظومات وإعادة التفكير، سواء من جانب زعماء الجالية في نيويورك وفي المجال الأمريكي كله، أم من جانب دولة إسرائيل وقادتها. قد تكون النتيجة محملة بالمصير: عودة عصر الخوف اليهودي وانعدام الأمان في الولايات المتحدة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف انتخابات رئاسة بلدية نيويورك الجالية اليهودية زهران ممداني هزة أرضية تاريخ يهود الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مندوب تل أبيب: فوز زهران ممداني بانتخابات نيويورك يوم أسود على إسرائيل

وصف مندوب تل أبيب السابق لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، فوز المرشح المسلم للحزب الديمقراطي الأمريكي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، بأنه "يوم أسود على محبي إسرائيل".

بعد فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك.. شبح الاعتقال يُطارد نتنياهو داخل أمريكا فوز زهران ممداني يهزّ تل أبيب.. ضربة موجعة للوبي الإسرائيلي في قلب أمريكا

وفي تصريح لقناة 14 الإسرائيلية، اتهم أردان الأربعاء، ممداني بـ"معاداة السامية"، زاعما أنه "فاز في الانتخابات رغم خطابه المعادي لإسرائيل، وهذا مؤشر خطر كبير علينا جميعا في المستقبل".

 

وأعرب أردان عن حزنه لانتخاب ممداني، قائلا: "هذا يوم أسود للولايات المتحدة الأمريكية، وليهود نيويورك، ولكل من يحب إسرائيل".

 

يذكر أن الحزب الديمقراطي الأمريكي حقق انتصارات في 4 منافسات رئيسية، شملت رئاسة بلدية نيويورك وانتخابات حكام ولايتي نيوجيرسي وفرجينيا، إضافة إلى الاستفتاء في ولاية كاليفورنيا.

 

وأصبح ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، بحصوله على 50.4% من الأصوات، وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية.

 

وفي انتخابات حكام الولايات، فاز مرشح الحزب الديمقراطي ميكي شيريل بمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي بعد حصوله على 56% من الأصوات، متقدما على منافسه الجمهوري جاك تشاتاريلي الذي حصل على 43.4%، والمدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

كما فازت مرشحة الحزب الديمقراطي أبيجيل سبانبِرجر في انتخابات حاكم ولاية فرجينيا، بعد حصولها على 56.9% من الأصوات، بينما حصلت المرشحة الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز على 42.9%.

 

من هو المسلم زهران ممداني حاكم نيويورك الجديد؟

 

حقق زهران ممداني انتصاراً تاريخياً بانتخابه كأول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، والأصغر منذ أكثر من قرن.

 

قبل عام، كان زهران ممداني شخصيةً سياسيةً غير معروفة أما الآن، فسيكون الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عامًا أول عمدة مسلم لنيويورك، بشهرةٍ تتجاوز حدود المدينة، لتشمل أمريكا والعالم أجمع.

 

من هو زهران ممداني ؟

شهد زهران ممداني، صعودًا صاروخيًا وبفضل حضوره الذكي على وسائل التواصل الاجتماعي وحملته الشعبية التي حظيت باهتمام إعلامي واسع، قدّم ممداني نموذجًا يُحتذى به في حشد الناخبين التقدميين عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي يتناقض مع مرشح الحرس القديم، حاكم الولاية السابق المدان أندرو كومو الذي ترشح كومو مستقلاً واستفاد من دعم المانحين فاحشي الثراء والشركات.

يمثل “ممداني” وكومو جناحين مختلفين تمامًا للحزب الديمقراطي الذي تتضاءل شعبيته على الصعيد الوطني؛ أحدهما غير محبوب على الإطلاق وغير مُلهم بشكل مثير للغضب، والآخر طموح ومثير للاهتمام بحق وقد أشار سكان نيويورك إلى رؤيتهم لأمريكا التي يجب أن يثقوا بها.

 

أصوله زهران 

من أوغندا إلى كوينز

وُلد ممداني في كامبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك عندما كان في السابعة من عمره. والتحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل لاحقاً على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين، إذ شارك في تأسيس فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" داخل الحرم الجامعي.

 

وُلد ممداني ونشأ في كامبالا، عاصمة أوغندا، وانتقل إلى مدينة نيويورك مع عائلته في سن السابعة وهو ابن مخرج سينمائي مشهور وأستاذ بجامعة كولومبيا، التحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم الحكومية، حيث شارك في تأسيس أول فريق كريكيت فيها.

 

حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين عام ٢٠١٤، حيث أسس أول فرع لمنظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.

 

قبل دخوله معترك السياسة، عمل ممداني منظمًا مجتمعيًا ومستشارًا في مجال منع حبس الرهن العقاري وفي نوفمبر 2020، انتُخب لعضوية مجلس ولاية نيويورك ممثلًا للدائرة السادسة والثلاثين، ليصبح أول أوغندي، وواحدًا من ثلاثة مسلمين فقط يشغلون هذا المنصب.

 

التقى الفنانة والرسامة وصانعة الخزف الأمريكية السورية راما دوجي عبر تطبيق مواعدة عام 2021، وتزوجا في حفل أقيم في قاعة المدينة في وقت سابق من هذا العام

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم سعيد عن فوز «ممداني» بمنصب عمدة نيويورك: تحوّل جوهري في المزاج السياسي الأمريكي
  • خبراء: فوز "ممداني" بمنصب عمدة نيويورك تحول جوهري في المزاج السياسي الأمريكي
  • نيويورك بعد فوز ممداني.. صعود جيل المهاجرين وتبدل المزاج الأمريكي
  • هذه الصلاحيات التي يملكها ممداني في نيويورك.. بماذا يختلف عن حاكم الولاية؟
  • إسرائيل تهاجم ممداني وتدعو يهود نيويورك للهجرة
  • مندوب تل أبيب: فوز زهران ممداني بانتخابات نيويورك يوم أسود على إسرائيل
  • حكومة نتنياهو تهاجم ممداني وتدعو يهود نيويورك للهجرة إلى إسرائيل
  • زهران ممداني: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون
  • زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد: نيويورك ستكون المدينة التي يعيش فيها المهاجرون