فيما يتعلق بمبادرة وزارة الإسكان الخاصة بالحوافز المرتبطة بالاستدامة والبناء الأخضر، أود أن أؤكد أنها تمثل نقلة نوعية في مسار التنمية العمرانية في مصر. فهي لا تقتصر على كونها منظومة حوافز مالية أو تنظيمية، بل تعكس رؤية وطنية واعية تُعيد صياغة العلاقة بين التطوير العمراني والاستدامة، وتضع الأساس لمدن أكثر كفاءة وذكاءً، قادرة على مواجهة تحديات التغير المناخي وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة لكل المواطنين.


ما قامت به وزارة الإسكان يُعد خطوة جريئة ومدروسة في آنٍ واحد، إذ أدركت أن التحول نحو العمران المستدام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال منظومة متكاملة تجمع بين التشريعات والتمويل والبناء المؤسسي، لتشجع المطورين على تبني معايير البناء الأخضر دون أن يتحملوا عبئًا إضافيًا. وتشمل هذه المنظومة حوافز في مختلف مراحل التطوير – من التصميم إلى التنفيذ – إضافة إلى دعم التمويل الأخضر، واستخدام المواد الصديقة للبيئة، بما يخلق دورة تطويرية أكثر توازنًا وعدالة.
وقد جاءت هذه المبادرة برؤية شاملة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية تشكل خارطة الطريق للتحول نحو البناء الأخضر في مصر:
المحور الأول: مرحلة الإطلاق والتوعية (2025)، وهي حجر الأساس للمنظومة، وتشمل بدء تطبيق الحوافز البنائية في المشروعات الجديدة، وإنشاء المنصة الإلكترونية الوطنية للعمران الأخضر، وبناء القدرات داخل القطاع الحكومي، إلى جانب إعداد دليل وطني للبناء الأخضر، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة في المباني الحكومية. كما تتضمن هذه المرحلة إطلاق برامج توعية وطنية وتفعيل دور المجلس المصري للبناء الأخضر لنشر ثقافة الاستدامة.
المحور الثاني: مرحلة التفعيل والتوسع (2026)، وهي الخطوة التي تشهد دمج منظومة التمويل الأخضر بالتعاون مع القطاعين المصرفي والصناعي، وإصدار أدوات مالية جديدة مثل السندات والصناديق العقارية الخضراء، ومنح شهادات الكربون للمشروعات المطابقة للمعايير. وتستهدف هذه المرحلة أيضًا دعم الصناعات المحلية لتطوير مواد بناء خضراء، وتوسيع نطاق المباني التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتحقق كفاءة عالية في استهلاك الموارد.
المحور الثالث: مرحلة التطبيق الكامل (2028–2030)، وهي مرحلة التحول الشامل نحو نموذج عمراني أكثر استدامة ومرونة، يتم فيها تقييم الأداء وتوسيع تطبيق المنظومة على المشروعات العامة والخاصة معًا. وتشمل هذه المرحلة تطوير نظم تراخيص جديدة تعتمد على كفاءة الطاقة، وتوفير حزم تمويل متخصصة للبناء الأخضر، وتدريب الكوادر الهندسية والفنية على إدارة وصيانة المشروعات المستدامة، إلى جانب رفع وعي المستخدمين لترسيخ ثقافة الاستدامة في السلوك المجتمعي.
إن هذه المبادرة ليست مجرد حزمة حوافز، بل رؤية تنموية تُعيد تعريف مفهوم التنمية العمرانية في مصر. فهي تخلق بيئة أكثر تشجيعًا للمطورين، وتفتح الباب أمام استثمارات خضراء جديدة، وتدعم الاقتصاد الوطني من خلال ترشيد الموارد وتقليل الانبعاثات. والأهم من ذلك أنها ترسخ مبدأ أن الاستدامة ليست رفاهية، بل هي طريقنا لبناء مستقبل أكثر كفاءة وازدهارًا للأجيال القادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الإسكان والبناء الأخضر التطوير العمراني

إقرأ أيضاً:

مدبولي لـ رئيس قيرغيزية: زيارتكم ستضع مرحلة جديدة من التعاون المكثف

عقب عودته من الدوحة، ومشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، وكذا القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع، شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع الرئيس صادير جباروف، رئيس الجمهورية القيرغيزية، في فعاليات المائدة المستديرة الاقتصادية المشتركة التي عقدت ظهر اليوم، بمقر هيئة الاستثمار.

وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين المصري والقيرغيزى، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين في العديد من المجالات، وعلى رأسها مجالات الأدوية، والطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، والبترول، والتعدين.

وفى مستهل الفعاليات ألقي الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة رحب في مستهلها  الرئيس صادير جباروف، رئيس الجمهورية القيرغيزية، والوفد المرافق، وذلك باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس قيرغيزي إلى مصر، بل وأيضا أول زيارة إلى القارة الأفريقية.

وأكد رئيس الوزراء، اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين بلدينا الصديقين، لافتا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجمهورية القيرغيزية في عام 1991، مشيراً إلى أن الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حلت عام 2022.

وأشار رئيس الوزراء ، إلى أن منتدى الأعمال المصري القيرغيزي يمثل اليوم فرصة مهمة لإعطاء دفعة قوية على مسار تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاعات ذات الاهتمام المشترك مثل البنية التحتية، والطاقة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات والرقمنة، والصناعات الدوائية.

وأعرب رئيس الوزراء، عن سعادته بعقد هذا المنتدى اليوم بحضور الرئيس "جباروف"، لافتا إلى أن ذلك سيسمح للجانبين باستكشاف آفاق التعاون الممكنة في المجالات العديدة التي تتميز بها كل من مصر والجمهورية القيرغيزية، هذا فضلا عن استعراض الفرص الاستثمارية والتجارية والاقتصادية الواعدة المتاحة بالبلدين.  

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي ، أن مباحثات اليوم خلال فعاليات المائدة المستديرة تعكس الرغبة المشتركة والإرادة السياسية الراسخة لدي الجانبين للارتقاء بالعلاقات الثنائية بشكل ملموس خلال الفترة القادمة، فضلا عن أنها تأتي تأكيدا لضرورة مواصلة العمل على زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المتبادلة والتصنيع المشترك بين دوائر الأعمال في البلدين، بما يتناسب مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتين والامكانات الاقتصادية الواعدة التي تتمتعان بها.

وأعرب رئيس الوزراء ، عن ترحيبه في هذا السياق بقرار الجمهورية القيرغيزية بافتتاح سفارة مقيمة لها في القاهرة، وهو ما يمثل خطوة محورية على مسار تطوير التعاون بين الدولتين وتكثيف التفاعل بين مسئوليها.

وأكد رئيس الوزراء ، ثقته في أن هذه الزيارة ستضع الأساس لمرحلة جديدة من التعاون المكثف بين البلدين، بما من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة ويلبي تطلعات شعبينا الصديقين في التقدم والرفاهية والازدهار.

وفى ختام كلمته، جدد رئيس الوزراء الترحيب ب الرئيس صادير جباروف، رئيس الجمهورية القيرغيزية في مصر، معربا عن تمنياته الطيبة لفخامته ولشعب الجمهورية القيرغيزية.

طباعة شارك رئيس الجمهورية القيرغيزية مدبولي مصر رئيس الوزراء

مقالات مشابهة

  • أردوغان: مبادرة تسوية الأزمة الكردية دخلت مرحلة جديدة
  • أردوغان يعلن مرحلة جديدة مع الكورد.. وكلمة لأوجلان في البرلمان
  • مدبولي لـ رئيس قيرغيزية: زيارتكم ستضع مرحلة جديدة من التعاون المكثف
  • وزير الخارجية: زيارة جلالة السُّلطان إلى إسبانيا تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الثنائية
  • المنتدى العربي للطاقة المتجددة: دعوة لإدماج التعليم الأخضر في المناهج العربية
  • 1000 مشروع تكنولوجي جديد يقود التحول نحو الاقتصاد الأخضر
  • منافع مذهلة.. خبراء تغذية يكشفون "أكثر أنواع الشاي فائدة"
  • البنك الدولي: تحسين كبير في كفاءة وموثوقية الكهرباء بالأردن
  • وزير البيئة يطلق مرحلة جديدة في قطاع إدارة النفايات