معركة الحرب والسلام: من مظاهرات المدن الأوروبية إلى الأسافير
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
كمبالا: التغيير
في ساحةٍ باردة وسط العاصمة النرويجية أوسلو، ارتفعت أصوات الهتاف بالعربية والإنجليزية والنرويجية “كفى حرباً.. أوقفوا الدمار.. نريد سلاماً لأهلنا في السودان”.
كانت الناشطة السودانية سارة ضيف الله المقيمة في النرويج، تقف وسط الحشد مع أبنائها، تهتف “مجرمو الحرب إلى الجحيم.. تجار الحرب إلى الجحيم.
معركة الحرب والسلام- على اختلاف أمزجة وتوجهات السودانيين- تجسدت في الوقفات الاحتجاجية المختلفة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي بين من يؤيد فرض السلام عبر مبادرة المجموعة وبين من يشكك في نوايا بعض أطرافها الإقليمية، وبين من يؤيدون السير في خيار الحرب.
وقفات سودانية وأوروبية ضد الحربخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت أوسلو تصاعداً في الحراك السوداني والنرويجي تضامناً مع ضحايا الانتهاكات التي طالت المدنيين بالفاشر في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حيث نظم ناشطون وحقوقيون وقفات ومظاهرات متتالية بدأت أمام وزارة الخارجية النرويجية، ثم اتسعت لتضم مئات السودانيين من مدن مختلفة، إلى جانب متضامنين نرويجيين وفلسطينيين.
وتوضح سارة ضيف الله في حديثها مع (التغيير)، أن الوقفة لم تكن “مجرد حدث رمزي”، بل “صرخة غضب ضد استمرار الحرب وتورط أطراف إقليمية في تغذيتها”، مشيرة إلى أن المشاركين طالبوا الحكومة النرويجية ودول الترويكا بالتحرك الجاد لإنقاذ المدنيين.
وفي باريس، امتلأت ساحة الباستيل بمئات السودانيين والعرب والفرنسيين الذين ندّدوا بما وصفوه بالإبادة الجماعية في دارفور، ورفعوا شعارات تطالب بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وامتد الحراك إلى برلين ولندن ومدن أمريكية وكندية، حيث خرج السودانيون في تظاهرات متزامنة مع تصاعد الانتهاكات في الفاشر، وسط جدل متزايد حول مبادرة المجموعة الرباعية الهادفة إلى إنهاء الحرب.
“بارقة أمل”.. دعم مدني واسع للرباعيةفي الداخل والخارج، وجد طرح “الرباعية” صدىًّ واسعاً لدى القوى المدنية والديمقراطية، حيث وقّع أكثر من 200 من الناشطين والسياسيين والفنانين على مذكرة بعنوان “بارقة أمل” لدعم جهود الرباعية لسلام السودان، وسلمت المذكرة إلى وزراء خارجية دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر)، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
المذكرة دعت إلى تبنّي خارطة الطريق المقترحة بشكل كامل، وتفويض مجلسي الأمن والسلم والأمن الأفريقي لاتخاذ قرارات قوية لحماية المدنيين.
وطالبت الآلية الرباعية بالضغط على القوات المسلحة والدعم السريع للقبول الفوري بوقف العدائيات والتوقيع على هدنة إنسانية دون شروط، تمهيداً لعملية سياسية تُعيد للسودان وحدته واستقراره.
وسمان يوحدان الشارع الرقميبالتوازي مع مظاهرات المدن الأوروبية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل واسع، حملة رقمية موحدة استخدم فيها النشطاء والسياسيون والفنانون وسمَيْ “أنقذوا السودان” و”لازم تقيف”، في دعوة جماعية لوقف الحرب فوراً.
وجاء في نص الحملة التي تداولها السودانيين: “عامان ونصف من الجحيم عاشها شعبنا تحت نار حربٍ إجرامية حصدت الأرواح ودمّرت المدن وشردت الملايين. عامان ونصف من الموت والدمار والجوع والمرض والفقر، دفن الناس أحبّتهم في أرضٍ غريبة ليست أرضهم. كفى حرباً.. أوقفوا الدمار.”
وسوم معادية لأبوظبيوفي مقابل هذه الدعوات، شهدت المنصات الرقمية موجةً من الوسوم المعادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حمّلتها قطاعات من الشارع السوداني، المسؤولية عن تمويل الحرب وتأجيج الصراع، في ظل انقسام واضح في المزاج العام بين من يرى أن مبادرة الرباعية تمثل فرصة أخيرة للسلام، ومن يشكك في نوايا بعض أطرافها الإقليمية.
استطلاع رأي.. ضوء على المزاج العامويشير مؤسس ومدير مشروع الفكر الديمقراطي والباحث المدني د. شمس الدين ضو البيت، إلى أن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه الصحفي ضياء الدين بلال خلال اليومين الماضي على صفحته بالفيسبوك، تعكس إحباط الشعب السوداني من استمرار الحرب.
ويقول ضو البيت على صفحته بالفيسبوك، إن غالبية المتفاعلين يرون أن الحركة الإسلامية هي العائق الرئيس أمام السلام، يليها الإمارات، ثم قوى الحرية والتغيير والدعم السريع/تأسيس، مع الإشارة إلى أن بعض المشاركين ذكروا الجيش وأطرافًا دولية أخرى.
وجاءت الإجابات لتكشف عن مزاج عام يميل إلى تحميل الحركة الإسلامية مسؤولية استمرار الحرب، إذ أجاب نحو 158 متفاعلاً بأن الإسلاميين هم العائق الأكبر أمام السلام، بينما حمّل 70 شخصاً المسؤولية لدولة الإمارات، 35 لـ قوى الحرية والتغيير، ومثلهم تقريباً لقوات الدعم السريع وتحالف تأسيس، في حين توزعت بقية الأصوات بين من أشار إلى الجيش والبرهان أو إلى دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولفت ضو البيت إلى أن خلاصة الاستطلاع أن الغالبية الصلبة من المتفاعلين (53%) حدّدوا الحركة الإسلامية بالعائق للسلام (23%) الإمارات، (11%) قوى الحرية والتغيير و(11%) الدعم السريع/تأسيس).
بعض المتفاعلين لم يجيبوا على السؤال، أو ذكروا أن الذي يعيق السلام معروف، حين توزعت بقية الأصوات بين من أشار إلى الجيش والبرهان أو إلى دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبحسب تحليل ضو البيت، فإن هذه الأرقام تحمل دلالات واضحة، أبرزها أن حملة الحركة الإسلامية لإعادة تقديم نفسها بصورة جديدة “قد فشلت فشلاً ذريعاً”، لأن العينة – على حد قوله – تنتمي إلى جمهور ضياء الدين بلال، المعروف بدعمه لموقف الإسلاميين والجيش، ومع ذلك حمل أكثر من نصف المتفاعلين التيار الإسلامي المسؤولية عن الحرب.
تقييم الرباعية والهدنة المحتملةمن جانبه، يرى المفكر والباحث د. النور حمد، أن جهود الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر قد أنعشت الآمال مجدداً بإمكانية الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء تدفق المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومعينات أخرى لتخفيف المعاناة التي يعيشها الملايين منذ أكثر من عامين ونصف.
ويقول في مقابلة مع (التغيير)، إن وفود قوات الدعم السريع أبدت مرونة واستجابة متكررة لكل الدعوات إلى التفاوض في جدة وجيبوتي والمنامة وجنيف، وصولاً إلى الدعوة الأمريكية الأخيرة في واشنطن. في المقابل، ظل ممثلو الجيش السوداني ينسحبون من المنابر تارةً وينقلبون على ما تم الاتفاق عليه تارةً أخرى، بل ويغيبون تماماً عن بعضها.
ويضيف أن الخطاب الصادر من بورتسودان يؤكد أن الإتجاه الرسمي هناك ما يزال “خيار الحرب”، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية الذي قال فيه: “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.
كما لفت إلى أن البرهان يواجه ضغوطاً وتهديدات من داخل معسكر الإسلاميين، خاصة من فصائل المؤتمر الوطني التي تلوح بإزاحته بالقوة إن مضى نحو قبول الهدنة المقترحة.
واعتبر حمد، أن مطالب الجيش بشروط مثل خروج قوات الدعم السريع إلى مناطق محددة خارج المدن وإشراك تركيا وقطر في الرباعية، ليست سوى “محاولات لكسب الوقت”.
ويؤكد أن القاهرة، الرياض وبورتسودان لا يقفون بصدق وراء جهود وقف الحرب، وأن الورقة التي تُناقش حاليًا في واشنطن لا تعكس بالضرورة وجهة النظر الحقيقية لكل أطراف الرباعية.
ويضيف حمد أن غياب التدخل الأمريكي الجاد سيؤدي إلى استمرار الحرب، لأن الإخوان المسلمين لا يبدون أي رغبة في الهدنة أو السلام، بل يسعون لاستمرار النزاع لصالحهم، إذا لم تفرض واشنطن الهدنة وخارطة الطريق بالصيغة التي أعلنت في سبتمبر الماضي مستخدمة كل عوامل الضغط التي لديها، بما في ذلك القوة العسكرية، لإيقاف الحرب وحماية المدنيين السودانيين.
حالة التباسأما الصحفي والمحلل السياسي علاء الدين بشير، فيرى أن الرأي العام السوداني – سواء في الداخل أو الخارج – بات يعتبر السلام “مسألة حياة أو موت”، بعد أن ذاق ويلات النزوح وفقدان الأحباء وتدمير الممتلكات.
لكنه يشير إلى أن حالة من الالتباس تسيطر على قطاع واسع من السكان في وسط وشمال السودان، إذ يرفض كثيرون أي تسوية قد تُبقي على قوات الدعم السريع ضمن الترتيبات المستقبلية، معتبرين أنها مصدر تهديد مباشر لاستقرارهم.
ويعتبر بشير في إفادته لـ(التغيير)، أن مبادرة الرباعية هي “المحاولة الجادة الوحيدة” منذ اندلاع الحرب، لكنها ما تزال قاصرة وتعتمد كلياً على الولايات المتحدة، التي لا تبدي – بحسب وصفه – اهتماماً كافياً بالقارة الأفريقية.
ويرى أن فرص نجاح الجهود الحالية مرهونة بأن تتحول قضية السودان إلى قضية رأي عام داخل أمريكا، كما حدث في الحرب الأهلية السابقة التي انتهت باتفاق السلام الشامل، حين ضغطت مجموعات دينية وحقوقية داخل الكونغرس الأمريكي لدفع الإدارة نحو تبني الملف بقوة.
ويختم بشير بالقول: “ما لم تتبن واشنطن قضية إحلال السلام في السودان بنفس الجدية التي تبنت بها قضايا مثل غزة أو جنوب السودان، فإن هذه الحرب ستطول، ومعاناة الشعب السوداني ستتضاعف”.
الوسومأوسلو الإسلاميين الإمارات الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السعودية السودان النرويج الولايات المتحدة د. النور حمد شمس الدين ضو البيت ضياء الدين بلال علاء الدين بشير مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أوسلو الإسلاميين الإمارات الجيش الحرية والتغيير الدعم السريع السعودية السودان النرويج الولايات المتحدة د النور حمد ضياء الدين بلال مصر قوات الدعم السریع الحرکة الإسلامیة الولایات المتحدة الحریة والتغییر استمرار الحرب بین من إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تدفع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر إلى تقسيم السودان؟
سارع قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى نفي التقارير التي أشارت إلى عزمه فصل إقليم دارفور عن بقية أنحاء السودان، وذلك بعد أن سيطرت قواته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم.
التغيير _ وكالات
وقال دقلو، في خطاب مصوّر، إن هذه مجرد شائعات أطلقها – بحسب وصفه – المرجفون والساعون إلى الفتنة، لكنه في الخطاب ذاته أعلن أن قوات من الشرطة الفيدرالية التابعة لحكومة تأسيس التي يقودها ستنتشر في الفاشر لحفظ الأمن بعد انسحاب القوات العسكرية، مؤكدًا أن حكومته ماضية في حفظ الأمن وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقال دقلو: “تحرير الفاشر هو انتصار عسكري مهم، لكنها ستظل رمزًا لوحدة السودان”.
ورغم تأكيدات قائد قوات الدعم السريع وتطميناته بعدم رغبته في الانفصال، إلا أن العديد من المؤشرات والشواهد تشير إلى أن الأمور قد تمضي في اتجاه الانفصال أو التقسيم على أقل تقدير
قال قائد قوات الدعم السريع السودانية، الفريق محمد حمدان دقلو، إن “تحرير الفاشر انتصار عسكري مهم، لكنها ستظل رمزاً لوحدة السودان”
وتقول الكاتبة والمحللة السياسية شمائل النور إن ما وصفته بـ”سلوكيات قوات الدعم السريع” جعل الهوة بينها وبين المجتمع السوداني تتسع كثيراً.
“بعد الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر، فإن هذا السلوك قد يسهم في انفصال إقليم دارفور باعتبار أن المجتمع بشكل عام قد يتقبل فكرة الانفصال عن هذه المجموعة التي تقوم بمثل هذه الأفعال المشينة”.
في يونيو الماضي، شكّلت قوات الدعم السريع وفصائل أخرى – من بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تمتلك نفوذاً واسعاً في ولاية جنوب كردفان – حكومة موازية أطلقت عليها اسم حكومة تأسيس، وقالت إنها تسعى إلى وقف الحرب وحماية المدنيين.
وفي أغسطس الماضي، تم الإعلان رسمياً عن هيكل الحكومة ومسؤوليها، حيث تم تعيين حميدتي رئيساً للمجلس الرئاسي (بمثابة رئيس الجمهورية)، ومحمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء، كما ذهبت الحكومة إلى أبعد من ذلك حين عينت قوني مصطفى شريف مندوباً للسودان لدى الأمم المتحدة.
منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، طُرحت العديد من الوساطات الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل تفاوضي ينهي الأزمة.
وظلت الحكومة السودانية، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، ترفض تلك المقترحات، لكنها في المقابل سلّمت الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام الشخصي للسودان رمطان لعمامرة خارطة طريق خاصة بها تتضمن رؤيتها لحل الأزمة.
غير أن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان – التي تقاتل إلى جانب الجيش – رفض هذه الخارطة، معتبراً أنها ستؤدي إلى تقسيم السودان.
وقال مناوي في حديث لبي بي سي إن المسودة تتضمن “بنداً يشير إلى تجميع قوات الدعم السريع في مناطق سيطرتها ونفوذها الأهلي في إقليم دارفور. هذا المقترح هو دعوة لتقسيم السودان. كيف يمكن لقوات الدعم السريع أن تتجمع في دارفور وتمارس نشاطها من هناك؟ هذه دعوة واضحة للتقسيم، وأنا أرفضها رفضاً قاطعاً، ولم تتم مشاورتنا فيها من الأساس”.
وترسم شمائل النور عدة سيناريوهات لتطور الأوضاع خلال الفترة المقبلة، قائلة إن السيناريو الأول يتمثل في بدء حرب استنزاف كبيرة في محور القتال بإقليم كردفان، إذا أصرت الأطراف المتحاربة على خيار الحل العسكري.
أما السيناريو الثاني – الذي ترجّحه – فهو تقسيم السودان على غرار ما حدث في ليبيا، وذلك عبر مفاوضات تؤدي إلى قيام حكومتين.
الأولى تحت سيطرة الجيش في الخرطوم، والثانية تحت سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور.
وتضيف أن هذا السيناريو مرتبط بإيجاد مخرج للقوات المشتركة التي تقاتل مع الجيش وينحدر قادتها وجنودها من إقليم دارفور.
انفصال دارفور غير واردفي بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة، ينشغل القادة العسكريون والمسؤولون الحكوميون حالياً بكيفية تدارك الموقف واستعادة زمام المبادرة وقلب الطاولة على قوات الدعم السريع في محاور القتال، كما أكد الفريق عبد الفتاح البرهان في خطاب متلفز بُث بعد يومين من سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع.
ويبدو أن هناك ثقة لدى بعض المسؤولين في عدم قدرة حكومة الدعم السريع على إدارة شؤون الإقليم أو المضي نحو الانفصال، كما يرى وزير الإعلام خالد الأعيسر.
“شروط تشكيل دولة جديدة غير متوافرة، والحكومة المركزية لا تزال تتمتع بدعم شعبي واسع، حتى داخل إقليم دارفور، حيث ترفض الأغلبية أن تنعزل منطقتهم عن السودان”.
من جانبه، يرى رئيس تحرير صحيفة إيلاف، خالد التجاني، أن ربط سيناريو تقسيم السودان بالحالة الليبية أمر غير منطقي.
“هناك تعقيدات جيوسياسية كبيرة في المشهد السوداني تختلف عن الأوضاع في ليبيا. الواقع في دارفور معقد للغاية؛ فهناك تداخل قبلي وإثني واسع، مما يجعل من الصعب على جهة واحدة، مثل قوات الدعم السريع، إدارة الإقليم، الذي يفتقر أصلاً إلى الموانئ والمنافذ”.
ورغم تشكيكه في احتمال انفصال دارفور بسبب غياب المنافذ البحرية، إلا أن ذلك لم يمنع جنوب السودان من الانفصال عن السودان في ظل عدم وجود موانئ وذلك منذ عام 2011
ويرى التجاني أن المقاربة بين التجربتين غير منطقية.
“في تجربة جنوب السودان، كان هناك شبه إجماع دولي على منح الإقليم حق تقرير المصير والانفصال، استناداً إلى اختلافات ثقافية ودينية وإثنية واضحة بين الشمال والجنوب. أما في دارفور، فالوضع مختلف؛ فالثقافات والأديان واللغة واحدة، والأهم أن هناك شبه إجماع دولي على رفض فكرة التقسيم والانفصال”.
الجدير بالذكر أن جنوب السودان كان قد انفصل عن السودان في عام 2011 بعد استفتاء شعبي على مبدأ تقرير المصير، ما أدى إلى فقدان السودان نحو ثلث مساحته الجغرافية جنوباً، بما فيها من ثروات وموارد نفطية.
نقلاً عن “بي بي سي” _ محمد محمد عثمان
الوسومالجيش الحرب الدعم السريع السودان الفاشر تقسيم السودان