الملكة الأردنية رانيا: وصف مسؤول إسرائيلي سكان غزة بالحيوانات خطاب كراهية ممنهج لتبرير العنف ضدهم
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
ألمانيا – أكدت ملكة الأردن رانيا العبد الله، خلال كلمتها في قمة “عالم شاب واحد” بمدينة ميونخ، أن “وصف مسؤول إسرائيلي سكان غزة بأنهم حيوانات بشرية كان يسير وفق نهج قديم مجرب”.
وفي خطابها أمام آلاف الشباب المشاركين من نحو 190 دولة، تحدثت الملكة عما وصفته بـ”خطاب كراهية ممنهج” في إسرائيل منذ اندلاع الحرب ضد حركة الفصائل الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية، قالت الملكة إن “بعض المسؤولين الإسرائيليين يستخدمون دليلا قديما ومجربا لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتبرير العنف ضدهم”، مشيرة إلى تصريح وزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت الذي وصف مقاتلي حركة الفصائل بـ”الحيوانات” عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023، وهو توصيف رأت الملكة أن وسائل إعلام إسرائيلية وسعته ليشمل الفلسطينيين عامة.
وأضافت: “في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر، عندما أعلن مسؤول إسرائيلي حصارا تاما على غزة، وصف السكان بأنهم حيوانات بشرية، كان يسير وفق نهج قديم مجرب: أقنع الجمهور بأنك تتعامل مع وحوش، فلا يصبح العنف مقبولا فحسب، بل ضروريا”.
وشبهت الملكة هذه اللغة الخطابية بما استخدمته “ألمانيا النازية ضد اليهود”، حين وصفتهم بـ”القوارض”، مضيفة: “كل فظاعة فريدة من نوعها، لكنها جميعا تبدأ بالكلمات”.
وأوضحت أن هدفها ليس “المقارنة بين الآلام”، بل التذكير بأن “كل حياة إنسانية متساوية في قيمتها”. مؤكدة أن “التغاضي عن خطاب الكراهية هو تجاهل لبدايات كل إبادة جماعية في التاريخ”.
كما أشادت الملكة رانيا بما وصفته بـ”أكبر حركة تضامن شعبية وعفوية في عصرنا” في إشارة إلى المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم، وانتقدت من “يختارون الصمت لأنهم لا يريدون أن يشعروا بعدم الارتياح”.
وأشارت إلى أن الكثيرين حول العالم أصيبوا بخيبة أمل نتيجة الحرب على غزة، موضحة أن العامين الماضيين شهدا ولادة حركة عالمية مؤيدة للفلسطينيين وصفتها بأنها “أضخم حركة شعبية عفوية عرفها العالم في الذاكرة الحديثة”.
وخاطبت الجمهور، قائلة: “إعلموا أن الأمل ليس مجرد تفاؤل ساذج، بل شجاعة تتحدى اليأس، إنه ما يدفع الناس للمطالبة بحرية شعب لم يلتقوه قط”،
كما أكدت أن “الحب يتطلب قوة أكبر من الكراهية، وأن تكون شاهدا على الفظائع ليس بلا ألم، لكن وجع القلب هو ثمن اليقظة”.
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
زياد بهاء الدين: المنطقة تشهد مزيدا من العنف وعزم إسرائيلي للاستفادة من الوضع الحالي
شهدت فعاليات اليوم الأول من الدورة الثانية من منتدى القاهرة الدولي (CAIRO FORUM 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، جلسة هامة بعنوان "معضلة الشرق الأوسط: إلى أين؟ هل سنصل يومًا إلى ما بعد؟ وكيف سيبدو الأمر؟"
وقال الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، والذى أدار فعاليات الجلسة، إن الوضع في المنطقة حاليا مازال يشهد مزيدا من العنف مرة أخرى، وعزم أكبر من الجانب الإسرائيلي للاستفادة من الوضع الحالي فى صالحها بأي ثمن، بالنظر إلى عدد الضحايا والقتلى في غزة، إلى جانب الموقف الإسرائيلي المتزايد تجاه الضفة الغربية، وغزة، والشرق الأوسط، ولبنان.
من جانبه، قال طارق يوسف زميل أول في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية – قطر، إن الوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة يعتبر فرصة تاريخية للتعاون، لأنه لأول مرة يكون هناك إجماع عربي على الخطر الذي تمثله إسرائيل في المنطقة، بعد مهاجمة 6 دول عربية، وأصبح من الصعب تجاهل الدور الذي تلعبه إسرائيل في إعادة صياغة الشرق الأوسط، موضحا أن ما يسمى بالمظلة الأمنية الأمريكية في الخليج قد تعرضت للتشكيك، وأصبح هناك اقتناع بأن الحماية الأمريكية لا يمكن الاعتماد عليها، وهو ما يفسر لجوء بعض الدول في المنطقة إلى عقد شراكات للدفاع لمواجهة التوسع الإسرائيلي، لذا فإن هناك فرصة لتنويع الشراكات، وسياسات المشتريات الدفاعية، وتوطين السياسات الدفاعية، والبحث عن حلول إقليمية، في ظل وجود قوة مهيمنة محتملة جديدة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف طارق يوسف، أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية حاولت الولايات المتحدة فرض نظام إقليمي يقوم على ثلاث ركائز، الاعتماد على اتفاقيات أبراهام، أي التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وقد تم الدفع به بقوة في العديد من المنصات المختلفة، والركيزة الثانية لذلك النظام كانت عزل واحتواء إيران، وجعل إيران الفزاعة التي كانت عليها، والتي أصبحت كذلك لسنوات عديدة، والركيزة الثالثة كانت استبعاد تركيا من أي نظام إقليمي.
من جانبها قالت ميريت مبروك، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، أن مفهوم وقف إطلاق النار هو منح أوروبا والولايات المتحدة فرصة للتراجع عن أي جهود لتوجيه اللوم إلى إسرائيل على ما يحدث، رغم أن شهر سبتمبر الماضي شهد إصدار الأمم المتحدة تقريرًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يفيد بأن إسرائيل كانت ترتكب إبادة جماعية.
وتناولت ميريت أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لتعطيل أكثر من 45 قرارًا بخصوص إسرائيل وفلسطين، معظمها يتعلق بمعاملة إسرائيل ووضع القدس، واستبعدت ميريت وجود إرادة سياسية من الجانب الإسرائيلي أو العربي أو الأوروبي للخروج من هذا الوضع، أو أن يؤدي أي نوع من الشراكة العالمية الموحدة إلى تقدم في هذه القضية.
وناقشت الجلسة تطورات الوضع على الأرض في الوقت الحالي وإعادة الإعمار، وقال خالد عز العرب، أستاذ مساعد ممارس ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية، إن الواقع على الأرض يعكس وضع غير مستقر للغاية والسبب في ذلك هي أن هناك أموراً لم تُنجز بعد، في لبنان وإيران من المنظور الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الدرس الذي خرج به الإسرائيليون بعد السابع من أكتوبر هو أن استراتيجية الاحتواء قد فشلت، ويجب عليهم أن يواجهوا أعدائهم، وقد دخلوا في هذه المواجهات العسكرية مع حزب الله ومع إيران، لكنهم لم يتمكنوا من تدميرهم، على الصعيد الإيراني لم يحدث تغيراً كبيراً في السياسة، ومازالوا مصرين على أنهم سيواصلون برنامجهم النووي، مما يعني أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، لم يحقق النصر العسكري عليهم، ولم يترجم إلى إنجاز سياسي واضح في الوقت الحالي.
وتوقع عز العرب، أن يحدث تغيرا ملحوظا في الأشهر القليلة القادمة، وأن نشهد تصعيداً وتدهوراً للوضع، لأن كل من إيران وحزب الله ليس لديهما مصلحة في الحفاظ على الوضع الراهن، مما يعزز فرصة اشتعالاً جديداً للعنف هناك.
أما بالنسبة لغزة فالأمر أكثر تعقيداً ، حيث من المفترض أن يتم تنفيذ خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، ولكن لسوء الحظ إحدى النقاط الرئيسية هي وجود قوة دولية ، وهو ما يحمل علامة استفهام، هل ستكون مسؤولة أمام إسرائيل أم لا، وما هي الدول المستعدة للمساهمة في هذا، وهل ستكون مسؤولة عن نزع سلاح حماس.
ويرى عز العرب، أن السبب في عدم تقديم إسرائيل لرؤية بديلة لليوم التالي هو أن "اليوم التالي" الوحيد المقبول من وجهة نظر إسرائيل هو يوم لا يوجد فيه المزيد من الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وتفريغ غزة من سكانها، والذي توقف بسبب الإصرار المصري على عدم قبول ذلك، ولكن حتى تسمح الظروف بذلك من وجهة نظر إسرائيلية، فإن الخيار الوحيد هو عدم صياغة رؤية لـ "اليوم التالي"، والإبقاء على نمط الفصل العنصري.
من جانبها تناولت الدكتورة مجد النبر، المدير العام، قائد الفريق والباحث الأول في التنمية المستدامة بمعهد وانا في الأردن، محدودية الموارد ودورها في الصراعات في المنطقة، وقالت "نحن من بين البلدان التي تعاني من موارد طبيعية محدودة للغاية في العالم. عندما يتعلق الأمر بالمياه، وعندما يتعلق الأمر بالغذاء، وأيضاً عندما يتعلق الأمر بالطاقة"، لافتة إلى أن 15 من أصل 17 دولة من الدول الأكثر معاناة من شح المياه في العالم تقع في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، خمس من هذه الدول الـ 12 تقع في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا (WANA.
وأكدت مجد النبر، أن محدودية الموارد مثل المياه يستخدم في سياقات عمل مختلفة كأداة لفرض النفوذ، وبالتالي التحكم في إنتاج الغذاء، ثم صدمات الأسعار للمواد الغذائية، وصولا حدوث توتر اجتماعي وصراع اجتماعي في مناطق مختلفة.