هل تتحول جائزة الفيفا للسلام إلى وسيلة لدعم النفوذ السياسي عبر كرة القدم ؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم لإطلاق "جائزة الفيفا للسلام" لأول مرة خلال قرعة كأس العالم في واشنطن ديسمبر المقبل، يرى البعض أن الخطوة تحمل بعداً آخر يتعلق بمحاولة المؤسسة الدولية الأكبر في عالم الرياضة استعادة مكانتها وصورتها الأخلاقية أمام الرأي العام العالمي، بعد سنوات من ملفات الفساد والانتقادات التي لاحقت الاتحاد في فترات متعددة.
الفيفا الذي مر بأزمات تحقيقات دولية واسعة في العقد الأخير، يسعى اليوم لإعادة تشكيل هويته على المستوى العالمي، بشكل يبرز الدور الإنساني والاجتماعي الذي يمكن للرياضة المساهمة فيه، وهو ما يفسر التوجه نحو تأسيس جائزة تستهدف تعزيز قيمة "السلام" في عالم يشهد انقسامات وصراعات وتوترات ممتدة في أكثر من منطقة.
الجائزة الجديدة تأتي في توقيت تشهد فيه كرة القدم العالمية توسعاً غير مسبوق في النفوذ السياسي والإعلامي، مع تحوّل البطولات الكبرى إلى كيانات اقتصادية هائلة تتنافس دول العالم على احتضانها، وهو ما يجعل الفيفا بحاجة إلى تعزيز ممارساتها الأخلاقية ورسائلها الإنسانية، لتكون متوازية مع حجم نفوذها المتزايد في السنوات الأخيرة.
إضافة جائزة تُمنح سنويا باسم الجماهير حول العالم، يعكس رغبة الاتحاد الدولي في إعادة مركز القوة داخل منظومة اللعبة للجماهير بصورة أكثر رمزية، بعد سنوات اتُّهم فيها الفيفا بأن الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية كانت أكثر تأثيراً من صوت المشجعين. وقد يمنح ذلك الجائزة قيمة مضاعفة، كونها ليست تكريماً رياضياً، بل تكريماً للقيم الإنسانية على مستوى دولي مفتوح.
و توقيت الإعلان عن الجائزة تزامناً مع اقتراب مونديال 2026، يعزز من فرص توظيفها كأداة لإعادة تسويق صورة الفيفا، خصوصاً أن البطولة المقبلة ستكون الأضخم في تاريخ كأس العالم من حيث عدد الدول وعدد المستضيفين وحجم الاستثمار داخل الأراضي الأميركية. وبالتالي، فإن تقديم الجائزة ضمن حدث عالمي بهذا الحجم، قد يكون جزءاً من استراتيجية تسويق ناعمة تستهدف تحسين الانطباع العام وتخفيف إرث الماضي من الأزمات.
ومن المتوقع أن يثير الإعلان المزيد من النقاش خلال الأسابيع المقبلة، خاصة حول قائمة الأسماء أو الجهات المحتملة التي قد يتم ترشيحها للجائزة الأولى في 2025، إلى جانب الجدل حول المعايير التي قد يعتمد عليها الاتحاد في عملية التقييم، لتجنب الانتقادات المتعلقة بالتحيز السياسي أو الانتقاء الرمزي على حساب الشفافية.
وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن لمتابعة تفاصيل الحدث الرسمي الأول للجائزة، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستكون "جائزة الفيفا للسلام" مجرد خطوة رمزية لتحسين الشكل العام، أم أنها ستتحول بمرور الوقت إلى محرك مؤثر فعلياً في دعم المبادرات الإنسانية والمجتمعية حول العالم؟
وفي كل الحالات، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يبدو عازماً على إظهار نفسه بصورة أكثر انفتاحاً وتأثيراً في دوائر صناعة القرار القيمي داخل الرياضة العالمية، في وقت تتزايد فيه أهمية الدور الاجتماعي لكرة القدم، ليس فقط كلعبة للفوز والخسارة، ولكن كلاعب أساسي في هندسة ثقافة التعايش والتهدئة بين الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جائزة الفيفا للسلام الفيفا البطولات الكبرى
إقرأ أيضاً:
الفيفا يطلق “جائزة السلام” لأول مرة خلال قرعة مونديال 2026
صراحة نيوز- أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” عن إطلاق جائزة سنوية جديدة باسم “جائزة الفيفا للسلام”، ستُمنح للمرة الأولى خلال حفل سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026، المزمع إقامته في العاصمة الأميركية واشنطن.
وقال رئيس “الفيفا” السويسري جاني إنفانتينو، الأربعاء، في بيان رسمي: “كرة القدم رمز للسلام، ونيابة عن مجتمع كرة القدم العالمي، ستكرم جائزة الفيفا للسلام الجهود الكبيرة للأفراد الذين يوحدون الشعوب وينشرون الأمل بين الأجيال القادمة”.
ويأتي هذا الإعلان قبل مشاركة إنفانتينو في منتدى الأعمال الأميركي في ميامي، الذي حضره أيضاً الرئيس دونالد ترامب والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بطل مونديال قطر 2022.
ولم يتم الإعلان عن هوية الفائز بالنسخة الأولى للجائزة، لكن التكهنات تشير إلى احتمال منحها لترامب، الذي يُتوقع حضوره حفل سحب القرعة في الخامس من ديسمبر بمركز كينيدي في واشنطن. وكان ترامب قد أعلن برفقة إنفانتينو في أغسطس الماضي أن القرعة ستُجرى في نفس المركز.
من الجدير بالذكر أن ترامب، منذ عودته لولاية ثانية في يناير، أصر على استحقاقه جائزة نوبل للسلام لدوره في حل بعض النزاعات الدولية، لكن لجنة نوبل تجاهلت طلبه الشهر الماضي ومنحت الجائزة لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
وتُقام نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخباً في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو المقبلين.