الصدر الغائب الحاضر: الانتخابات العراقية تبحث عن توازن مفقود
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
6 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: يسود المشهد الانتخابي العراقي ارتباك غير مسبوق مع اقتراب موعد الاقتراع، بعد أن اختار التيار الصدري البقاء خارج السباق، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعيد رسم خريطة القوى الشيعية من جديد، وتضع المكونات الأخرى أمام واقع سياسي مغاير لما اعتادته الدورات السابقة.
ويؤكد باحثون في الشأن السياسي أن غياب القاعدة الصدرية الصلبة سيترك فراغاً واضحاً في المحافظات الجنوبية والعاصمة بغداد، حيث كان التيار يمثل الكتلة الجماهيرية الأكثر قدرة على تعبئة الشارع وإحداث توازن انتخابي داخل البيت الشيعي.
ويشير مراقب مقرب من مفوضية الانتخابات إلى أن “نسب المشاركة المتوقعة في محافظات مثل البصرة وميسان وذي قار قد تهبط إلى أدنى مستوياتها خلال عقدين”، محذراً من أن هذا التراجع “سيؤثر على شرعية العملية الانتخابية وصورتها العامة أمام المجتمع الدولي”.
ويفيد مصدر سياسي أن القوى المنضوية ضمن “الإطار التنسيقي” تسعى لاستثمار الغياب الصدري بإعادة ترتيب مواقعها الميدانية، لكنها تواجه معضلة افتقاد الزخم الشعبي الذي كان يمنحها غطاءً وطنياً.
ويرى محللون أن هذا الفراغ قد يشجع الكيانات المدنية والمستقلة على خوض التجربة بثقة أكبر، غير أن غياب الكتلة الصدرية سيبقى بمثابة الثقل المفقود الذي يصعب تعويضه.
ويقول خبير انتخابي إن “مأزق المكون الشيعي اليوم ليس في الأرقام فحسب، بل في الرمزية السياسية”، مبيناً أن “التيار الصدري مثّل لعقدين محور التوازن بين الشارع والدولة، وخروجه من المعادلة يعني فقدان تلك الحلقة التي كانت تحدّ من انفراد بعض القوى بالقرار”.
ويضيف أن “المشهد المقبل مرشح لأن يكون أكثر هدوءاً ظاهرياً، لكنه أكثر هشاشة من الداخل”، لافتاً إلى أن “الاحتجاجات الصدرية قد تعود في أي لحظة لتخلط الأوراق مجدداً”.
وفي أروقة التحليل، تتقاطع التقديرات على أن البرلمان المقبل لن يشهد انقلاباً في موازين المكونات، لكن غياب الصدر سيبقى العنوان الأكبر لكل نقاش سياسي بعد الانتخابات، بما يحمله من دلالات حول مستقبل الزعامة الشيعية في عراق ما بعد الصدرية الانتخابية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً: