في أميركا.. متهم بارتكاب عشرات الجرائم ولا أحد يعرف اسمه
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
على مدى أكثر من 3 عقود، عاش رجل غامض في الولايات المتحدة كشبح بلا هوية، متخفيا خلف عشرات الأسماء المستعارة ومخلفا وراءه سجلا إجراميا يمتد من السرقة إلى الشروع في القتل. وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا صحفيا يكشف القصة المذهلة لهذا المحتال الذي تلاعب بالهويات ووثائق الدولة، مستغلا اسم "كارل أفينغر" المسروق لسنوات، ليبلغ ذروة جرأته في عملية احتيال عقاري كبرى في كوينز بنيويورك عام 2023.
ففي قضية هزّت المدينة، قام المتهم وشركاؤه بتزوير ملكيات عقارات بقيمة مئات الآلاف من الدولارات، لكن انكشاف هذه الجريمة الأخيرة لم يكشف اسمه الحقيقي، بل فتح فصلا جديدا من الغموض. فقد واجه الرجل القضاء باسم "جون دو" (مجهول الهوية)، بعد أن فشل المحققون في تأكيد هويته، رغم وجود سجلاته الإجرامية المتراكمة منذ عام 1992. فكيف استطاع سارق الهويات الأول في أميركا خداع نظام العدالة لعقود، ولماذا بقي اسمه الحقيقي حتى اللحظة لغزا؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: المقهورون في إسرائيل بحاجة إلى ممداني خاص بهمlist 2 of 2ستراتفور: هل تتخذ الولايات المتحدة إجراء عسكريا في نيجيريا؟end of listوهذا ما يستعرضه التقرير في قصة لم تُغلق فصولها بعد.
بداية القصة: السارق بلا هويةبدأت القصة في عام 1992 عندما اعتقل شاب يبلغ من العمر 16 عاما عرّف نفسه باسم إلفيس تيلر (Elvis Teller) بتهمة السطو في مانهاتن، وعلى مدى السنوات التالية، استخدم المتهم أسماء متعددة مثل ماركو فيراري، جون ستامب، بوبي جاكسون، وكارل أفينغر، ليُعتقل أكثر من 30 مرة بتهم مختلفة، من السرقة إلى الشروع في القتل.
سرقة الهوية: كيف أصبح "كارل أفينغر"خلال فترة سجنه عام 2002، تعرف المتهم على سجين يدعى دواين أفينغر، حكى له عن عائلته في ولاية كارولاينا الشمالية، وبعد خروجه من السجن عام 2003، استغل المتهم هذه المعلومات، ودخل منزل العائلة حيث سرق محفظة كارل أفينغر الحقيقي، متضمنة بطاقته الشخصية ورقمه التأميني.
ومنذ ذلك الوقت، تبنّى هوية "كارل أفينغر" وبدأ باستعمالها في سلسلة جرائم جديدة، مما دمّر حياة الضحية الحقيقي، الذي عانى من صعوبات في السكن والعمل بسبب السجل الإجرامي المنسوب إليه ظلما.
من المخدرات إلى الاحتيال العقاريفي عام 2006، اعتُقل في أوكلاهوما بعد أن ضُبط بحوزته 51 رطلا من الماريجوانا أثناء قيادته سيارة ميني فان. استخدم حينها اسم "كارل إي. أفينغر"، لكن سرعان ما كُشف زيف هويته، فقُدمت ضده تهم انتحال شخصية، وقضى 3 سنوات في السجن.
إعلانعاد بعدها إلى نيويورك، وواصل جرائمه تحت أسماء متعددة حتى عام 2022، وشملت جرائمه القيادة بدون رخصة، والتهديد، والتزوير، مما أدى إلى تراكم سجل إجرامي ضخم باسمه المستعار.
الاحتيال العقاري في كوينزوفي عام 2023، بدأ المتهم أكثر عملياته جرأة بالتعاون مع شريكة جديدة هي أوتمن فاليري (Autumn Valeri)، وهي نائبة رئيس في شركة عقارية تدعى فيف ريالتي (Fave Realty).
ابتكر الثنائي خطة احتيالية تضمنت:
تحديد منازل فارغة في أحياء راقية. تزوير صكوك ملكية لها ونقلها إلى شركات وهمية يملكانها. تزوير توقيعات المالكين الأصليين وأختام الموثقين. إعادة بيع العقارات مقابل مئات الآلاف من الدولارات.لكن هذه الخطة انهارت بعد سرقة منزل في كيو غاردنز هيل (Kew Gardens Hills) لعائلة تمتلكه منذ 83 عاما، باعا المنزل مقابل 600 ألف دولار، لكن المالكة اكتشفت السرقة عند تلقيها إشعار نقل الملكية.
فقدت العائلة كل ذكرياتها ومقتنياتها العائلية التي رماها الثنائي في القمامة، مما أثار تحقيقا واسعا قادته المدعية العامة ميليندا كاتز في كوينز.
كشف الحقيقةوفي مارس/آذار 2024، وبعد أن انتشرت أخبار القضية، اتصل كارل أفينغر الحقيقي من تينيسي بالمدعين العامين مؤكدا أن الرجل المتهم ليس هو، وأظهرت التحقيقات أن المتهم استخدم اسمه لأكثر من 20 عاما، ومنذ تلك اللحظة، تحوّل التحقيق إلى لغز هوية.
من هو حقا؟عندما واجهته المحكمة، زعم المتهم أن اسمه كريغ تايلور وأن والدته تدعى مارغريت كيرتس. لكن المرأة التي زعم أنها والدته أكدت لاحقا أن اسمه الحقيقي هو أنجيلو ألكسندر فوربس (Angelo Alexander Forbes) من جزر البهاما، وأنه مولود عام 1976.
رغم ذلك، لم يتمكن المحققون حتى الآن من تأكيد هويته الحقيقية.
نهاية مفتوحةوفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، اعترف المتهم بسرقة هوية كارل أفينغر، وحُكم عليه بالسجن ما بين 3 سنوات ونصف و7 سنوات، إضافة إلى 9 سنوات محتملة في قضايا أخرى تتعلق بالاحتيال العقاري.
أما شريكته السابقة فاليري فقد خسرت رخصتها العقارية وحُكم عليها بـ5 سنوات من المراقبة، أما هو، فقد حضر جلسة المحاكمة الأخيرة باسم "جون دو" (John Doe)، وهي تعني باللغة الإنجليزية "مجهول الهوية"، في انتظار الحكم النهائي في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
هذه القصة جعلت البعض يبحث عن سبب عجز نظام العدالة تحديد من يقف أمامه، إذ كيف لرجل قضى أكثر من 30 عاما ينتحل أسماء الآخرين، يتلاعب بالوثائق، يخدع النظام، ويبقى حتى اللحظة بلا اسم حقيقي؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب لا يعرف مؤسس باينانس رغم عفوه عنه
صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يعرف من يكون تشانغ بينغ تشاو مؤسس "باينانس" ورئيسها التنفيذي السابق رغم أنه عفا عنه مؤخرا وأزال كافة العقوبات التي كانت تمنعه من إدارة المشاريع المالية، وذلك وفق تقرير "آرس تكنكيا" التقني.
ويشير التقرير إلى مقابلة أجراها ترامب مع مراسلة شبكة "سي بي إس" وخلالها أكد ترامب أنه لا يعرف من هو تشاو، ولكن كل ما يعرفه هو أن إدارة بايدن سجنته 4 أشهر بعد اعترافه بالجريمة.
وأضاف ترامب "حسنا، هل أنتم مستعدون؟ لا أعرف من هو، أعلم أنه حكم عليه بالسجن 4 أشهر أو ما شابه، وسمعت أنها كانت حملة شعواء من قبل حكومة بايدن".
وكان تشاو اعترف في أبريل/نيسان 2024 بالفشل في الحفاظ على برنامج كاف لمكافحة غسل الأموال كما هو مطلوب بموجب قانون سرية البنوك، ونتيجة إقراره بهذا الذنب حكم عليه بقضاء 4 أشهر في السجن رغم مطالبات الحكومة الأميركية بمد فترة سجنه لتصل 3 سنوات، وخرج تشاو من السجن في سبتمبر/أيلول 2024.
ويساهم العفو عن تشاو في عودة "باينانس" بشكل كامل إلى السوق الأميركية، إذ كانت الشركة تعتمد على بورصة منفصلة للسوق الأميركي منذ عام 2019.
كما أنه يتسق مع توجه أسرة ترامب بالاستثمار في العملات الرقمية، إذ كان لشركة "باينانس" دور بارز في طرح عملة "يو إس دي 1" (USD1) التي تقدمها شركة "ورلد ليبرتي" (World Liberty) المدعومة من قبل آل ترامب.
ومن جانبه، أوضح ترامب أن عفوه عن تشاو لم يكن مرتبطا باستثمارات أسرته بالعملات الرقمية، وبرر العفو قائلا "سمعتُ أنه كان ضحية لهجوم حكومة فاسدة" واصفا سلفه جو بايدن بأنه "كان أكثر الرؤساء فسادا، وكان أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة على الإطلاق".