2 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: توقعت العتبة الحسينية المقدسة، تسجيل اعداد غير مسبوقة في زيارة الأربعين لهذا العام مقارنة بالأعوام الماضية.

وقال مستشار العتبة فاضل عوز ان “هذا العام شهد زيادة عالية جدا في عدد الزوار، حتى ان جميع المدن المقدسة في البلاد من كربلاء والنجف الأشرف والكاظمية المقدسة وسامراء تشهد اكتظاظ بالزائرين”.

وبين، ان “هذه الزيادة سنوية وتزيد كل عام لأحياء زيارة الأربعين وان هذا العام هو الأكثر عدداً منذ اعوام مضت”.

وأشار عوز الى ان “هنالك جهود عالية المستوى في العتبة والمحافظة والدوائر الخدمية، كما شهدنا انسيابة عالية فضلا عن تعاون الزائرين ومساهمتهم في انجاح الجانب الخدمي من خلال تنظيف الشوارع ومساعدة المواكب وان الجميع تحمل انجاح الزيارة من جميع الجوانب”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi

عند الحديث عن تأثير أي نشاط تنموي أو اقتصادي، غالبًا ما يواجه المسؤولون – ولا سيما التنفيذيين منهم – سؤالًا جوهريًا: متى يبدأ التأثير الحقيقي بالظهور؟ وهل ما نقدمه من تحليلات هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، أم أنه قراءة قابلة للتطبيق يمكن قياس أثرها؟ وعند تأمل المشهد السياحي السعودي وما يشهده من حراك متسارع، يتضح أن تغير الانطباعات الدولية بات أمرًا ملموسًا، حتى من خلال أدوات بسيطة؛ كفيديوهات الأجانب الذين يشاركون تجاربهم داخل المملكة، أو التقارير الصحفية العالمية التي تتناول التحولات السعودية من زاوية السياحة وتجربة الزائر.

هذا المدخل يقود إلى ضرورة توضيح جوهر التحول؛ فالسياحة في المملكة أصبحت ركيزة مركزية في رؤية السعودية 2030، لا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واعدًا فحسب، بل بوصفها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة السعودية عالميًا. وقد عمد المخططون في هذا السياق إلى وضع القطاع السياحي في قلب التحول الوطني، مستندين إلى تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي قادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما تؤكده مؤشرات الأداء المرتبطة بالرؤية.

ومن منظور اتصالي، يتضح أن “صورة الوجهة السياحية” ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يراه السائح، ويسمعه، ويعيشه خلال وجوده في أي دولة. وتجمع الدراسات على أن الصورة السياحية تُبنى من مزيج من العناصر: المعالم، البنية التحتية، مستوى التفاعل الثقافي، وقيمة التجربة نفسها. وهذه العناصر مجتمعة تُسهم في تشكيل الانطباع العام لدى الزائر، وتحمل أثرًا مباشرًا على صورة الدولة خارجيًا.

في السعودية، اتسع نطاق القطاع ليشمل السياحة الثقافية، والترفيهية، والبيئية، وسياحة اليخوت الفاخرة، إلى جانب السياحة الدينية التي تظل ركنًا رئيسًا في سوق السفر العالمي. وتلعب الجهات الرسمية، وعلى رأسها الهيئة السعودية للسياحة، دورًا محوريًا في الاتصال المؤسسي الدولي عبر حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” وبرامج الترويج المستهدفة، التي تبرز الثقافة السعودية وتراثها الغني وتجارب الزوار المختلفة. كما تعمل الهيئة على إشراك الشركاء الدوليين، تنظيم الفعاليات العالمية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل رسالة المملكة كوجهة عالمية متنوعة. 

وخلال الفترة الماضية، حرصت على متابعة حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” ورصد أدائها في مختلف الأسواق الدولية. وعلى الرغم من النجاحات الواسعة التي حققتها هذه الحملات بوصفها واجهة محورية لصورة السعودية السياحية عالميًا، فإن تطويرها يستدعي قراءة نقدية لبعض الجوانب التي يمكن تحويلها إلى عناصر قوة تعزز حضورها وتأثيرها.

ومن أبرز التحديات التي لاحظتها الحاجة إلى مزيد من التجانس في الرسائل البصرية والقصصية، ولا سيما في أسواق أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى. فغياب هذا التجانس قد يؤدي إلى تفاوت الانطباعات بين جمهور وآخر. ويمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة عبر بناء هوية سردية موحدة تستند إلى القصص السعودية الأصيلة، مع القدرة على التكيّف مع خصوصيات كل سوق مستهدف.

كما أن الحملات – شأنها شأن العديد من الحملات الإعلامية العالمية – تعتمد في بعض الأحيان على محتوى دعائي مباشر دون إظهار كافٍ للتجارب الحقيقية للزوار، مما قد يحد من مستوى المصداقية. ويمكن تجاوز ذلك عبر تعزيز دور المحتوى التوليدي من المستخدمين (UGC)، وإبراز قصص الزوار الدوليين بوصفها شهادات حيّة داعمة للثقة، مع ضرورة تبني استراتيجية منظمة لدعم هذا النوع من المحتوى وجذب شرائح جديدة من الزوار المحتملين.

ويظهر كذلك جانب يحتاج إلى تطوير، ويتمثل في ضعف الربط بين الرسائل الاتصالية والقطاعات السياحية المتخصصة كالسياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والتجارب الثقافية العميقة. ويمكن تحويل هذا الجانب إلى فرصة عبر تجزئة المحتوى وإطلاق حملات دقيقة تستند إلى البيانات السلوكية لكل فئة من السياح، إلى جانب الاستفادة من صناع المحتوى المحليين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا لثقافتهم وقادرين على تقديمها بطريقة جاذبة للسياح.

أما التحدي المتعلق بالمنافسة الإقليمية القوية، فيمكن أيضًا تحويله إلى مساحة تميز من خلال إبراز الهوية السعودية المتفردة، وما تحمله من عمق ثقافي، وتنوع جغرافي، وضيافة أصيلة، وهي عناصر جوهرية يصعب تقليدها وتمنح المملكة ميزة تنافسية واضحة في سوق السياحة العالمي. وبهذه الخطوات، يمكن لحملات “Visit Saudi” الانتقال من الترويج التقليدي إلى اتصال مؤسسي دولي مؤثر يعزز مكانة المملكة عالميًا.

بقي القول، تمثل السياحة السعودية اليوم أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة المملكة عالميًا. ومع استمرار تطوير حملات “Visit Saudi” وتعزيز سرديتها وتخصيص محتواها، يمكن للسعودية ترسيخ حضورها كوجهة دولية أصيلة وحديثة في آن واحد. فالعالم يبحث عن تجارب جديدة، والمملكة تمتلك المقومات، والرؤية، والهوية القادرة على صناعة هذا التحول.

ـــ

أكاديمي ومتخصص في الاتصال المؤسسي

السياحة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أزمة منتصف العمر عند المرأة بعد الأربعين.. طرق فعالة في التعايش وتقليل التوتر النفسي
  • قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
  • الكاف: إقامة 50 منطقة للمشجعين في جميع أنحاء المغرب وإصدار مليون FAN ID
  • وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة
  • الملاعب الرياضية في مكة المكرمة.. وجهة الشباب لتعزيز النشاط البدني وصناعة مجتمع رياضي واعد
  • السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi
  • حجاج 2026: الداخلية تكشف شروطًا صارمة قبل السفر إلى الأراضي المقدسة
  • شرطة أبوظبي تشارك في فعالية «شتاكم في المقطع»
  • أمانة العاصمة المقدسة: 8 تنبيهات لمرتادي الأسواق المركزية
  • أخطر 5 أخطاء صحية ترتكبها النساء بعد سن الأربعين دون قصد