أكد أن جدة التاريخية تجربة فريدة ومرجعية سياحية..، الدخيل لـ(البلاد): نخطط مع جودة الحياة لمواكبة مستهدفات رؤية 2030
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
حوار : ياسر خليل
كشف المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للسياحة عبدالله الدخيل ، أن المملكة أصبحت الآن من أهم الوجهات العربية والعالمية للسياحة، إذ يقصد وجهاتها السياح والزوار من داخل السعودية والمنطقة العربية وكافة دول العالم.وقال في حوار خاص به ” البلاد ” ، إن مرجعية المرشدين السياحيين تتبع وزارة السياحة، ويتم الترخيص لهم من قِبلها.
وفيما يلي نص الحوار :
• بداية .. ما تقييمكم لفعاليات موسم جدة، وما خططكم لتفعيل برامجه السياحية خلال صيف هذا العام؟
•• جدة لها تقويم خاص، هو تقويم جدة، وضم تقويم جدة منذ انطلاقه العديد من الفعاليات النوعية والعالمية المتنوعة، حيث شهد مجموعة فريدة من الفعاليات والحفلات والعروض الفنية والمسرحية والغنائية العربية والعالمية، كما يقدم عروضا ترفيهية ومعارض متخصصة في مجالات عديدة، إلى جانب الألعاب الشاطئية والمغامرات المائية والغوص واليخوت وغيرها الكثير من الأنشطة والبرامج والفعاليات التي تناسب كل الأذواق والأعمار ، كما يلقى تقويم جدة رواجا كبيرا خلال فصل الصيف، و”روح السعودية” تقوم بالترويج له داخل وخارج المملكة، ويلقى الإقبال الملفت من كافة الشرائح والفئات.
• تشهد منطقة البلد التاريخية حراكاً سياحياً ملحوظاً، فهل تشارك في فعاليات هذا الصيف؟
•• إلى جانب ما تمتلكه جدة من سواحل وشواطئ رائعة، فإن من أبرز ما يميز جدة أيضا عمقها التاريخي والتراثي، من خلال المنطقة التاريخية، التي أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي ، كما تشهد جدة هذه الأيام إقبالاً خاصاً من السياح والزوار تزامنا مع حملة “صيف السعودية”، التي أطلقتها الهيئة السعودية للسياحة في شهر مايو الماضي تحت شعار “لا تروح بعيد”، والتي تقدم من خلاله مجموعة واسعة من العروض والمنتجات السياحية المتميزة لإبراز تنوع الوجهات الصيفية في المملكة وما تتضمنه من فعاليات وأنشطة نوعية لجذب الزوار من الداخل والخارج ، كما يعد التجول في منطقة جدة التاريخية تجربة سياحية وثقافية فريدة، تشبه التجول في متحف حضاري مفتوح، كما تعتبر جدة من أكثر الوجهات السعودية جذباً واستقبالاً للسياح على مدار العام.
• هل يوجد تواصل بين الهيئة السعودية للسياحة وكوادر الإرشاد السياحي؟
•• مرجعية المرشدين السياحيين تتبع وزارة السياحة، ويتم الترخيص لهم من قِبلها. وكانت الهيئة السعودية للسياحة قد أطلقت “خبير السعودية”، وكان بمثابة مرجع للعاملين في مجال السياحة، لتنمية أعمالهم، وتعزيز معرفتهم، وتطرير أدواتهم لخدمة السائح وجذبه والتسويق لأعماله وللمعالم السعودية البارزة.
• ما علاقتكم بالجهات ذات العلاقة مثل جودة الحياة؟
•• نعمل مع برنامج جودة الحياة بصورة دائمة، حيث يدعم البرنامج كافة القطاعات ذات العلاقة بجودة الحياة، ومن ضمنها السياحة، ولذلك نحن على تواصل دائم ووثيق ونعمل بالتنسيق معا وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
• هل تتابعون العروض السياحية في المطاعم والفعاليات؟
•• من الجيد أن تقدم كافة المنشآت والمرافق ذات العلاقة بالسياحة عروضاً سياحية لإثراء تجربة السياح والزوار، وهناك بعض المنشآت والمرافق السياحية في مناطق مختلفة بالمملكة تتشارك مع الهيئة السعودية للسياحة في المواسم والفعاليات، وتدخل ضمن البرامج السياحية بما تقدمه من عروض وخدمات وخصومات وما إلى ذلك من الخدمات التي تقدم للسائح والزائر.
• ما نصيحتكم للشباب الذين يودون السفر إلى مختلف الدول السياحية؟
•• أصبحت المملكة الآن من أهم الوجهات العربية والعالمية للسياحة، ويقصد وجهاتها السياح والزوار من داخل السعودية والمنطقة العربية وكافة دول العالم، وانصح الجميع لاسكتشاف والاستمتاع بالوجهات السياحية السعودية مع التنوع الهائل والمقومات المتوفرة والخيارات المتنوعة طوال العام.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جورجيا.. وجهة سياحية غنية بسحر الطبيعة وعمق الحضارة والتنوع الثقافي
الرؤية- أحمد الجهوري
في ملتقى قارتي آسيا وأوروبا، تتجلى جورجيا بوصفها واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع في طياتها ثراء الطبيعة، وعمق التاريخ، وأصالة الإنسان، حيث تتعانق الجبال الشاهقة مع الأنهار المتدفقة، وتنتشر الغابات الكثيفة والينابيع المعدنية، وتتجاور المدن الحديثة مع الأزقة القديمة التي تحمل عبق القرون الماضية. وبدعوة إعلامية من الإدارة الوطنية للسياحة في جورجيا، أُتيحت فرصة استثنائية لاكتشاف هذا البلد عن قرب، والاطلاع على ملامح تنوعه الجغرافي، وغناه الحضاري، ودفء ضيافته التي تُعد من أبرز سمات الشخصية الجورجية، إلى جانب التعرّف على ثقافته، ومطبخه التقليدي، وإرثه التاريخي العريق.
انطلقت الرحلة من العاصمة تبليسي مع الوصول إلى مطارها الدولي، حيث بدأت أولى محطات البرنامج بزيارة كنيسة ميتيخي التاريخية، التي شُيدت في القرن الخامس الميلادي بأمر من الملك فاختانغ غورغاسالي، والتي تتربع على منحدر صخري يطل على نهر متكفاري في مشهد يجمع بين جلال المكان وروعة الطبيعة. واستُكملت الجولة بزيارة قلعة ناريكالا التي تعلو المدينة وتحرسها منذ قرون طويلة، حيث أتيح للزوار الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل للعاصمة وأحيائها القديمة ومعالمها الحديثة. ثم جاءت محطة شارع شاردين، أحد أقدم شوارع تبليسي وأكثرها حيوية، والذي تحوّل إلى مركز نابض بالمقاهي والمعارض الفنية والمطاعم، قبل الانتقال إلى منطقة الحمامات الكبريتية في حي ليغفتاخيفي العريق، حيث تتصاعد أبخرة المياه الساخنة من القباب المبنية بالطوب الأحمر في مشهد تاريخي فريد، يعكس هوية تبليسي القديمة ويمنح المكان بعدًا إنسانيًا وحضاريًا خاصًا.
وفي اليوم التالي، توجّه الوفد الإعلامي إلى مدينة أخالتسيخه في إقليم سامتسخي–جافاخيتي، وهي مدينة تاريخية تقع في الجنوب الغربي من جورجيا، وتُعد من أبرز المدن التي احتضنت تعاقب الحضارات. وكانت الزيارة الأبرز إلى قلعة راباتي، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع الميلادي، والتي خضعت لعمليات ترميم شاملة أعادت إليها رونقها التاريخي، لتتحول اليوم إلى معلم سياحي وثقافي بارز يجسّد التعايش الحضاري بين الثقافات المختلفة، ويضم في أروقته وساحاته نماذج معمارية تجمع بين الطابعين الإسلامي والمسيحي.
ومن عبق التاريخ، انتقلت الرحلة إلى عمق الطبيعة في منتجع سايرمي الجبلي الصحي، الواقع في غرب جورجيا على ارتفاع يقارب تسعمائة وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر، وسط غابات كثيفة وبيئة طبيعية نقية. ويُعد هذا المنتجع من أقدم الوجهات العلاجية في البلاد، حيث يحتوي على عدة ينابيع معدنية تختلف في تركيبتها وخصائصها العلاجية، وقد ذاع صيته منذ القرن التاسع عشر بوصفه مقصدًا للاستشفاء والعناية بالصحة.
وشملت الزيارة جولة داخل المنتجع، والاطلاع على منظومة توزيع المياه المعدنية، وتجربة تذوق مياه سايرمي ذات الفوائد الصحية المتعددة، إلى جانب ممارسة نشاط الرماية في أحد الميادين المخصصة، في تجربة جمعت بين الترفيه والتركيز والانضباط.
كما شهد البرنامج تجربة الانزلاق الهوائي عبر أطول مسار من نوعه في منطقة جنوب القوقاز، بطول يصل إلى ثمانمائة متر، حيث انطلق المشاركون من أعالي الجبال محلقين فوق الغابات وحدائق المنتجع في تجربة مليئة بالإثارة، عكست الجمال الطبيعي والتنوع البيئي الذي تتميز به جورجيا.
وفي واحدة من أكثر محطات الرحلة إبهارًا، تمت زيارة كهف بروميثيوس، الذي يُعد من أغنى وأجمل الكهوف في أوروبا، حيث يمتد المسار السياحي داخله لأكثر من ألف متر، متخللًا شبكة من القاعات الطبيعية التي يبلغ عددها ست عشرة قاعة، تتزين بتكوينات صخرية مذهلة من الهوابط والصواعد، إلى جانب الأنهار والبحيرات الجوفية، التي أضفت على المكان طابعًا جماليًا فريدًا يعكس عظمة التشكيلات الطبيعية عبر آلاف السنين، كما أتاح الكهف للزوار تجربة الإبحار بالقوارب داخل مياهه الجوفية في مشهد استثنائي قلّ نظيره.
واختُتمت الرحلة بالعودة إلى العاصمة تبليسي، حيث خُصص وقت حر لاستكشاف المدينة ومرافقها وأسواقها، قبل الانتقال في اليوم الأخير إلى المطار وفق مواعيد الرحلات الجوية، بعد جولة سياحية وإعلامية متكاملة كشفت عن الوجه الحقيقي لجورجيا بوصفها دولة تجمع بين التاريخ العريق، والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي، والضيافة الإنسانية الراقية، لتؤكد مكانتها كوجهة سياحية واعدة على خارطة السياحة العالمية.