بغداد- أعلن قادة أبرز القوى السنّية في العراق الأحد تشكيل تجمّع "المجلس السياسي الوطني" بهدف "توحيد الرؤى والقرارات" بعد الانتخابات التشريعية التي خاضوها بقوائم منفصلة.

وعقد في بغداد اجتماع ضمّ قادة خمسة أحزاب سنية رئيسية، تقدمهم رئيس البرلمان السابق محمّد الحلبوسي زعيم حركة "تقدّم" التي نالت الحصة الأكبر بين القوى السنية في البرلمان المنتخب (27 مقعدا)، ورئيس "تحالف السيادة" رجل الأعمال خميس الخنجر الخاضع لعقوبات أميركية.

واتفق المجتمعون على "تشكيل +المجلس السياسي الوطني+ بوصفه المظلّة الجامعة (...) الذي ينسّق المواقف ويوحّد الرؤى والقرارات، إزاء مختلف الملفات الوطنية الكبرى"، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية.

وأكّدوا أن المجلس "سيكون منفتحا على جميع الشركاء الوطنيين ومتمسكا بالثوابت الجامعة التي تصون وحدة العراق واستقراره وتحفظ حقوق جميع مكوّناته دون استثناء".

ومنذ أول انتخابات متعددة شهدها العراق في 2005 بعد عامَين من الغزو الأميركي الذي أطاح نظام صدام حسين، أصبح رئيس مجلس النواب سنيا، ورئيس مجلس الوزراء شيعيا وهو الممثل الفعلي للسلطة التنفيذية، ورئيس الجمهورية كُرديا، بناء على نظام محاصصة بين القوى السياسية النافذة.

ومنذ إطاحة صدام حسين، أصبحت الغالبية الشيعية في العراق تهيمن على سياسة البلاد.

الأسبوع الماضي، أعلن تحالف "الإطار التنسيقي" المؤلف من أحزاب شيعية مقرّبة من إيران، تشكيل أكبر كتلة نيابية وشروعه في اختيار رئيس لمجلس الوزراء.

وفي اليوم التالي، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال محمّد شياع السوداني أن ائتلافه الذي تصدّر نتائج انتخابات 11 تشرين الثاني/نوفمبر بحصوله على 46 مقعدا برلمانيا من أصل 329، قد انضمّ إلى الكتلة البرلمانية الأكبر.

وحصدت هذه الكتلة أكثر من 175 مقعدا، أي أكثر من نصف مقاعد البرلمان.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

المرشح التوافقي يحكم السياسة العراقية المقبلة

28 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: براقب المحللون تحركات الإطار التنسيقي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مشيرين إلى أن التنافس بين المرشحين المعروفين يواجه عقبات جدية.

وركّزت التحليلات على أن الفصائل التي تشكل الإطار التنسيقي، تمارس ضغطًا سياسيًّا معقدًا، ما يزيد من احتمالية اختيار مرشح توافقي، يملك قبولاً داخليًّا وخارجيًّا، رغم امتلاكه تمثيلاً برلمانيًّا محدودًا.

وأظهرت التجارب أن القوة العددية لا تضمن السيطرة على منصب رئاسة الوزراء  حيث التوازنات الإقليمية والدولية تلعب دورًا أكبر من الأصوات الشعبية، وأن الولايات المتحدة وإيران تتابعان عن كثب مسار التشكيل الحكومي، فيما تتنوع التحليلات حول درجة تأثير كل طرف على القرار النهائي.

وواجهت العملية الانتخابية تحديات قانونية كبيرة، إذ تلقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أكثر من 872 طعنًا على النتائج خلال ثلاثة أسابيع، ومن المتوقع أن تصادق المحكمة الاتحادية العليا على النتائج بعد الانتهاء من هذه الطعون. واعتبر خبراء أن هذه المرحلة حاسمة، إذ تشكل الشرعية القانونية للانتخابات أساس أي تفاوض على السلطة، وتحدد إطار المناورات السياسية القادمة بين الأطراف الشيعية والسنة والأكراد.

و الأعراف السياسية في العراق تجعل من الصعب انتخاب رئيس وزراء يمتلك أكبر كتلة برلمانية حيث أن كل رئيس وزراء منتخب حتى الآن لم يأتِ من الكتل الأكثر تمثيلًا.

وتشير قراءات الى أن تأثير مقتدى الصدر واللاعبين الإقليميين والدوليين يجعل من المرجح اختيار شخصية توافقية، ، ممن يحظون بقبول نسبي لدى الأكراد والولايات المتحدة، دون أن يكونوا محصنين داخليًّا بالكامل.

ويواجه العراق تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع الدين العام ونقص السيولة، إلى جانب ضغوط أمريكية لتفكيك الفصائل المسلحة خارج سيطرة الدولة. واعتبر محللون أن الحلول السياسية المستقبلية ستتطلب إدارة دقيقة للتوازن بين الضغوط الإقليمية والاحتياجات الداخلية، فيما يظل الملف الأمني ومحاربة النفوذ الإيراني محورًا أساسيًّا في تحديد شخصية رئيس الوزراء القادم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حضرموت اليمنية.. نذر حرب بين القبائل وقوات تدعمها أبو ظبي
  • المرشح التوافقي يحكم السياسة العراقية المقبلة
  • هجوم كورمور.. الحكومة العراقية تشكل لجنة تحقيقية بإسناد من التحالف الدولي لكشف المنفذين
  • البرلمان الجديد أمام صياغة دستور 2005 لمواجهة الانسداد المتكرر في تشكيل السلطات
  • صقر غباش ورئيس الجمعية الوطنية التنزانية يبحثان تعزيز العلاقات البرلمانية
  • بعد أن عوّل العراقي على صناديق الأمل : آليات نفوذ غير معلنة تشكل الخريطة السياسية
  • سيناريوهات الحكومة العراقية المقبلة ما بعد الانتخابات البرلمانية
  • الحكيم والعامري يؤكدان على الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة
  • الرئاسات الثلاث في سلة واحدة: أسرع طريق للحكومة العتيدة
  • من يُمسك بخيوط اللعبة؟ كواليس الحديث عن تغيير رئيس وزراء العراق