لا يختلف اثنان على أن قضيتَي المسرّحين عن العمل من بعض شركات القطاع الخاص والباحثين عن العمل، تشكلان أهمية كبيرة لصون المجتمع واستقراره الاجتماعي ونموه وتطوره، وتعظيم عائدات إنتاجه في شتى المجالات.
ولنكن واقعيين أن الحكومة لوحدها لا تستطيع وأي حكومة أخرى استيعاب مخرجات التعليم في مؤسساتها بشكل سنوي - نظرا لاعتبارات عدة- فكل ما يمكنها استيعابه هو احتياجاتها في القطاعات المختلفة من خلال طرح فرص التعيين السنوية وفق المطلوب.
ولا يستطيع القطاع الخاص كذلك أن يقوم بنفس الدور؛ نظرًا لأن حجم هذا القطاع أقل من أن يلبي ويستوعب 100 ألف باحث عن عمل، بمعدل سنوي قرابة الـ50 ألفا من الخريجين؛ كونه أيضا يعاني من جوانب متعددة تحتاج إلى معالجات جذرية.
لكن الرهان الأوحد على هذا القطاع الذي يواجه عديد التحديات، وعلينا أن ندرك أن توسعة السوق بات أمرًا ملحًّا من خلال تخفيف الإجراءات وجعلها أكثر مرونة والنظر في تخفيف الأعباء المالية على كل الخدمات التي يحتاجها، وابتكار إجراءات مشجعة وعصرية ومتدرجة، وحتى في مسألة التعمين التي يجب أن تكون مرنة لندعم الجادين من أصحاب هذه الشركات في النمو والتطور بشكل مريح وآمن، وكذلك قضية الغرامات المالية التي لا بد أن تكون لها نظرة أقل صرامة، بدل أن تغلق مؤسسة ناشئة عليها التزامات مالية يمكن تجاوزها، إلى جانب توفير الفرص خاصةً للشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل عمود الاقتصاد في أي مجتمع في العالم، وإيجاد الحلول مع الشركات المتعثرة التي تفرض أرقامًا لواقع المسرّحين عن العمل شهريًّا لإيجاد حل مع القطاعات الأخرى بخلاف وزارة العمل لضمان استمرارها.
القطاع الخاص أولوية قصوى ويحتاج لكي ينمو ويكون قادرًا على استيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين، خطوات خارج الصندوق وتكاملية مع المؤسسات الحكومية والعمل في مسار واحد، من خلال توسعة السوق التي تهدف إلى تقوية الاقتصاد لإيجاد حالة تدوير يستفيد منها الجميع، بزيادة استقطاب الشركات العالمية والسياح وجعل بيئة الأعمال أكثر جاذبية ومرونة للداخل والخارج.
لا أحد يُنكر أن هناك جهودا كبيرة تُبذل لتعزيز دور القطاع الخاص لكن مع المراحل التي نقطعها لا تحقق الأثر الاقتصادي المطلوب؛ لأننا تأخرنا كثيرا في بناء منظومة اقتصادية مؤثرة في المنطقة رغم ما يتوفر لدينا من إمكانيات كبيرة تحتاج إلى خطوات أكبر في استغلالها.
وجود قطاع خاص قادر على استيعاب تقلبات السوق يعني وجود فرص عمل، وبناء هذا الكيان المهم سيخفف العبء عن الحكومة، ووجود قطاع فاعل ومؤثر سيقلل من عملية تعثر الشركات والتسريح لأبنائنا الذين يحتاجون إلى معالجة أوضاعهم من خلال إعفاءات من الكهرباء والماء ودعم حكومي مادي لتوفير الحد الأدنى للمستلزمات الأساسية للعيش لهذه الفئة حتى يحصل على فرصة عمل أخرى يبدأ معها تحمّل نفقاته دون أثر رجعي، فانهيار أي أسرة في المجتمع تحت وقع متطلبات الحياة اليومية أمر يحتاج إلى إعادة نظر فاحصة ودقيقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القطاع الخاص من خلال
إقرأ أيضاً:
عُمان:العلاقات مع العراق قديمة ومتينة
آخر تحديث: 26 نونبر 2025 - 10:01 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- أكد القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان، الاربعاء، أن سلطنة عمان حققت طفرة كبيرة بعمل القطاع الخاص في العراق، فيما أشار الى أن العام الحالي شهد طفرة في تعاملات القطاعين الخاصين للبلدين.وقال القائم بأعمال سفارة سلطنة عُمان لدى العراق محمود بن مهنا الخروصي، للإعلام الرسمي ، إن “العلاقات العراقية العُمانية قديمة ومتينة وممتدة منذ زمن طويل”، مشيراً الى أنه “تم تعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر خلال العام الحالي، ولا سيما بعد الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى مسقط، والتي أثمرت عن توقيع 24 مذكرة تفاهم واتفاقيتين“.وأوضح أن “الاتفاقية الأولى تتعلق بالتأشيرات الخاصة بالجوازات الدبلوماسية والخاصة وجوازات الخدمة”، منوها بأن “التأشيرة العُمانية متاحة للعراقيين عبر الموقع الالكتروني لشرطة عُمان السلطانية، إذ يمكن الحصول عليها خلال ساعات قليلة الكترونياً“.وأشار الى أن “الجانب العراقي بدوره أتاح التأشيرة الالكترونية للعُمانيين في أي وقت عبر المواقع الرسمية، وهو ما جاء ثمرة للتفاهمات المشتركة بين البلدين”، لافتاً الى أن “العمل المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية العراق يشهد تطوراً ملحوظاً، وهناك حراك اقتصادي قوي في مجالات الاستثمار والشركات، خصوصاً في قطاع الطيران بأنواعه المختلفة، وقطاع النفط، إضافة الى قطاعات أخرى“.وتابع أن “العام الحالي شهد تحقيق أرقام مهمة على مستوى التعاملات بين القطاع الخاص في البلدين“.