أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الإعلام يظل حائط صد صلب في مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف، وأداة لكشف خطاب العنف، وتفكيك سردية الإرهاب، وفضح خوائها وتجردها من الإنسانية، واتباعها أساليب التضليل، ونشر الوعي الزائف.

أحمد أبو الغيط يتوجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة السلام إطلاق الترجمات العالمية لكتابَي أحمد أبو الغيط: توثيق للتاريخ وشهادة على الدبلوماسية المصرية

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط في افتتاح أعمال الدورة العادية (55) لمجلس وزراء الإعلام العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

 

وقال أبو الغيط: "لا يخفى على حضراتكم ما يعتري المشهد الإعلامي – في المنطقة العربية وفي العالم على اتساعه – من تغيرات وتحولات غير مسبوقة سواء بواقع التكنولوجيا الجديدة التي أفرزت أنواعاً غير معهودة من المحتوى، أو بسبب بزوغ جيل جديد بتذوق مختلف، واهتمامات غير تقليدية. 

 

وأضاف الأمين العام: "وليس الجديد كله شر أو خطر، ويفرض الواقع دائماً تكيفاً مرناً مع المتغيرات، وليس جموداً أو تكلساً، ولكن لا يخفى على أحد ما صارت تثيره وسائل التواصل الاجتماعي على نحو خاص من مشكلات حتى في الدول التي لها باع في صيانة حرية التعبير، فهذه الوسائط – وبحكم طبيعة تصميمها وأساليب جني الأرباح من خلالها – تعتمد على نشر الآراء المتطرفة والمثيرة أكثر من غيرها، وتسهم في زيادة حدة الاستقطاب الاجتماعي والسياسي، وتركز على الشاذ من الآراء، أو الغريب والمتشدد منها، بل وتضع المتلقي فيما يشبه الفقاعة المغلقة التي لا يستمع فيها سوى لصدى صوته، ولا يتعرض سوى للآراء التي يعتنقها بحسب أسلوب عمل الخوارزميات المعروفة. 

 

وأشار إلى أن الإعلام العربي يقع تحت ضغط مستمر يتمثل في اقتحام هذه المجالات الجديدة، والاشتباك مع الأفكار والتوجهات التي تنتشر على هذه المنصات... عبر توفير معلومة ذات مصداقية، ورأى تدعمه الخبرة والبيانات، فأكثر ما تفتقده وسائل التواصل الاجتماعي هو هذه الموثوقية، وذلك التدقيق. 

 

واستطرد قائلا: "ويتعين على إعلامنا أن يبقى مترفعاً عن ساحات الاستقطاب، فولاؤه للقارئ وحده أو للمشاهد وحده، وهو يضع نصب عينيه دوماً المصلحة الوطنية بمعناها الشامل والدقيق.. فلا ينغمس في تحريض طائفي أو ديني.. بل يتبنى ميثاق الشرف الإعلامي، مرجعاً أخلاقياً وبوصلة مهنية، وطريقاً لا بديل عنه لتعزيز الثقة بينه وبين الجمهور. 

 

ولفت إلى أن القمة العربية العادية (29) التي عقدت في الظهران بالمملكة العربية السعودية عام 2018 اعتمدت الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 كإطار عمل استراتيجي يهدف إلى تعزيز دور الإعلام في دعم أولويات التنمية في العالم العربي... من خلال ربط الرسالة الإعلامية بأهداف التنمية المستدامة وإبراز الجهود الوطنية في مجالات التعليم، والصحة، وحماية البيئة، وتوحيد الخطاب الإعلامي التنموي العربي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية.

 

وأن هذه الخريطة تمثل خطوة أساسية في مسار تحقيق الرؤية العربية للتنمية المستدامة لعام 2045 والتي اعتمدتها القمة العربية في دورتها العادية (34) التي انعقدت في بغداد خلال العام الجاري، إذ تضع الأسس الإعلامية الداعمة للتحول التنموي الشامل الذي تتطلع إليه دولنا، وتُسهم في تهيئة بيئة معرفية ومجتمعية تساعد في تحقيق أهداف الرؤية العربية للتنمية المستدامة نحو مستقبل مزدهر ومستدام. 

 

وأكد أن القضية الفلسطينية تمر بواحد من أخطر مراحلها وأشدها قسوة بعد حرب راح ضحيتها أكثر من 69 ألف شهيد ودمار غير مسبوق لغزة تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي عامداً لكي يجعل القطاع غير قابل للحياة.

 

وتابع: "لقد تفاعل الإعلام العربي مع مأساة قطاع غزة وأهله بأشكال مختلفة... إلا أن هناك الكثير الذي يمكن عمله من أجل تحسين التفاعل مع الحركة العالمية – الإنسانية والمبدئية – التي نهضت للدفاع عن الفلسطينيين الذين واجهوا – ولا يزالون – آلة قتل وحشية غاشمة... هناك في تقديري الكثير الذي يمكن عمله بعد من أجل إيصال القضية الفلسطينية – بأبعادها الإنسانية والتاريخية – لجيل جديد على مستوى العالم... جيل يريد أن يعرف بنفسه ما جرى ويجرى... بعد أن خرج من أسر دعايات روجت لعقود لسردية إسرائيلية زائفة ومضللة... وصور فظائع غزة، وما جرى لأطفالها، ليست في حاجة إلى بيان، ولا ينفع معها تضليل أو تدليس. 

 

ونوه إلى أن الإعلام العربي مطالب بمخاطبة العالم بغربه وشرقه بلغات يفهمها.. وبناء جسور من الثقة مع هذه الأجيال الجديدة، تواصلاً وتفاعلاً... وهو مطالب أيضاً بالتصدي للسردية الإسرائيلية التي تنقل نصف الحقيقة حيناً، وزيفاً كاملاً في معظم الأحيان.

 

وأضاف أبو الغيط قائلا: " واليوم لدينا فرصة؛ فهناك آذان تريد أن تسمع الحقيقة... وثمة قلوب وعقول صارت أكثر استعداداً للاستماع للصوت الفلسطيني والعربي. 

 

وأكد الحاجة لمتابعة تفعيل خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، بما في ذلك لتكريس حضور عربي مؤثر في الفضاء الرقمي.. وقال: " وقد شاهدنا جميعاً أن أغلب الأصوات التي انتصرت لفلسطين قد وجدت مكاناً لها على هذا الفضاء... قبل أن يجبر الإعلام الرسمي على أن يفسح لها المجال، ويعطي الفرصة للجمهور للاستماع لرواية أخرى

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبو الغيط سلاح حاسم ضد التطرف الإعلام العربی أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني الرابع عشر

شارك قطاع الشئون الاقتصادية، برئاسة السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية في جامعة الدول العربية، في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي – اليوناني الرابع عشر، الذي يُعقد يومي 27-28 /11 /2025 في العاصمة اليونانية أثينا.

جاءت تلك المشاركة في ضوء دعم وتعزيز التعاون القائم بين الأمانة العامة وغرفة التجارة العربية اليونانية.

ويمثل المنتدى منصة رفيعة المستوى لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول العربية وجمهورية اليونان، في مجالات استراتيجية تشمل الإنشاءات والطاقة المتجددة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية.

وفي كلمته الافتتاحية، أبرز السفير الدور المهم للجامعة العربية في دعم التكامل الاقتصادي العربي–اليوناني، مستعرضا أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة، مع الإشارة إلى جهود الجامعة العربية لإعداد اتفاقية الاستثمار العربية الجديدة لتعزيز الاستثمار العربي البيني وفق أحدث المعايير الدولية.

كما تناول الأبعاد الإقليمية والإنسانية، مشيراً إلى الأوضاع في فلسطين وجهود مؤتمر شرم الشيخ الدولي لوقف إطلاق النار، مؤكداً أهمية دعم التنمية الاقتصادية جنباً إلى جنب مع الاستقرار السياسي لتحقيق تنمية مستدامة.

ويجمع المنتدى كبار المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين من الدول العربية واليونان لمناقشة سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية، وتبادل الخبرات، وتطوير مشاريع مشتركة تُسهم في التنمية المستدامة للطرفين.

طباعة شارك جامعة الدول العربية علي بن إبراهيم المالكي المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني غرفة التجارة العربية اليونانية الدول العربية فلسطين وقف إطلاق النار مؤتمر شرم الشيخ اليونان

مقالات مشابهة

  • النشار تروي كواليس الفوز بجائزة الإعلام العربي بفلاش توعوي
  • أبو الغيط: جامعة الدول ستظل شريكا موثوقا للتعاون العربي الأوروبي
  • الجامعة العربية تشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني الرابع عشر
  • الوزير الأول: التنسيق والتشاور مع مصر لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية
  • أبو الغيط: توحيد الخطاب وتعزيز تعاون المؤسسات الإعلامية ضرورة لتحقيق أهداف التنمية العربية
  • أبو الغيط يؤكد دور الإعلام في مواجهة التطرف وتعزيز الرواية العربية
  • أبو الغيط: القضية الفلسطينية تشهد أخطر مراحلها
  • أبو الغيط: الإعلام يظل حائط صد في مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف
  • أبو الغيط في مجلس وزراء الإعلام العرب: معركة الوعي لا تقل خطورة عن معركة السلاح