رأي الوطن : خطوة لتوطين صناعة السيارات وتطويرها
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
يُشكِّل توطين صناعة السيَّارات ـ بمختلف أنواعها وأشكالها ـ تحدِّيًا كبيرًا؛ نظرًا للتنافسيَّة الكبيرة التي تشهدها هذه الصِّناعة بَيْنَ الدوَل والشركات على حدٍّ سواء، وحجم التطوُّر المُطَّرد الذي تشهده، والذي تحرص على مواصلة تطويره الشركات المُصنِّعة بحثًا عن التميُّز، خصوصًا بما تحمله من مكاسب اقتصاديَّة كبرى تدعم الاقتصاد الوطنيَّ وسياسته السَّاعية للتنويع، بالإضافة إلى فرص العمل الكبيرة التي تخلقها والاستثمارات المُتعدِّدة التي تجذبها وما تُحقِّقه من قِيمة مضافة للثروات الطبيعيَّة، كما أنَّها تُعدُّ إحدى الصِّناعات التي تصنع سمعة طيِّبة للدوَل المُصنِّعة؛ لأنَّها أضحت من السِّلع الأساسيَّة التي يحتاجها البَشَر في كافَّة رُبُوع المعمورة، وباتَتْ أحَدَ أهمِّ متطلَّبات العصر الحديث والتي تشهد نُموًّا تقنيًّا مع متطلَّبات البَشَر في العديد من الاستخدامات.
ورغم التنافسيَّة الشَّديدة، استطاعت سلطنة عُمان دخول سُوق صناعة السيَّارات حديثًا، كخطوة مهمَّة منطلِقةً من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، والتي توفِّر عَبْرَ خططها وبرامجها الطموحة كافَّة الاحتياجات والسُّبل لتوطين مِثل هذه الصِّناعات المهمَّة. وكانت باكورة المصانع المرتبطة بصناعة السيَّارات في البلاد، إقامة شركة كروة موتورز، إحدى الشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُمانيِّ، مصنعًا متخصِّصًا في صناعة الحافلات بمتوسِّط إنتاج يبلغ حوالي (600) حافلة سنويًّا، وهي انطلاقة قويَّة اعتمدت في مرحلتها الأولى على إنتاج حافلات مونديال قطر 2022، ناهيك عن قيام الشركة بإنتاج مجموعة متنوِّعة من حافلات المدينة وحافلات المدارس وحافلات الخطوط الطويلة والحافلات الفاخرة، لِتُثبتَ قدراتها التنافسيَّة، خصوصًا وأنَّ المصنع المقام على مساحة (600) ألف متر مربَّع في المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، مُجهَّز بأحدث التقنيَّات التكنولوجيَّة، ويضمُّ ورش إنتاج مختلفة لأعمال التقطيع واللحام والصباغة، وتجميع المُكوِّنات والمواد، والمعدَّات والمُحرِّكات، بالإضافة إلى ورش صيانة مركزيَّة، ومخازن، ومحطَّات كهرباء، ومحطَّة وقود، ومبنى الإدارة ومرافق أخرى.
ونتيجة للسمعة الطيِّبة التي حقَّقتها الشركة، استطاعت توقيع اتفاقيَّة تعاون وخدمات تصنيع مع شركة «تاج الدقم» تستهدف من خلالها نقل عمليَّات تصنيع المَرْكبات المُدرَّعة والمُصفَّحة إلى شركة «كروة» في المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، وهي خطوة تأتي في إطار استراتيجيَّة الشركة لتنويع خطوط الإنتاج والاستفادة من القدرات التصنيعيَّة المتوافرة فيها، كما أنَّها خطوة تعكس الالتزام بتعزيز الصِّناعة المحلِّيَّة، والتوسُّع في الأسواق الإقليميَّة والدوليَّة، وتنشيط الحركة التجاريَّة في المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، ودعم استقطاب الاستثمارات إلى المنطقة وتوفير سُبل نجاحها واستمرارها.
إنَّ النجاحات التي حُقِّقت هي الدَّافع الرئيس لهذه الاتفاقيَّة المُهمَّة، التي رفعت سقف الطموحات والتطلُّعات، ومن المتوقَّع أنْ تُسهمَ الاتفاقيَّة في تعزيز أداء صناعة السيَّارات في السَّلطنة وتحقيق أهدافهما في تعزيز الاستثمارات في المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، وغيرها من المناطق الاقتصاديَّة والحُرَّة والصناعيَّة. فقَدْ أثبتَتِ التجربة ما يُحقِّقه هذا التَّعاون البنَّاء في تعظيم المكاسب المُحقَّقة للمستثمرين، ما يفتح الآفاق لتطوُّر صناعة السيَّارات في السَّلطنة عَبْرَ جذب الشركات الكبرى للاستثمار في البلاد، والاستفادة ممَّا تُقدِّمه من حوافز للمستثمرين، وما تملكه من موقع جغرافي فريد يقع في قلب حركة التجارة العالَميَّة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی المنطقة الاقتصادی ة بالدقم ة الخاص ة التی
إقرأ أيضاً:
تحقيق أميركي مع خصمي ترامب السابقين في السي آي إيه والتحقيقات الفدرالي
ذكرت وسائل إعلام أميركية أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) فتح تحقيقا جنائيا بشأن مديره السابق جيمس كومي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق جون برينان، وهما من أبرز منتقدي الرئيس دونالد ترامب.
وقالت القناة الإخبارية الأميركية "فوكس نيوز ديجيتال" أمس إن التحقيق يتعلق "بمخالفات محتملة" مرتبطة بالتحقيق في شبهات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز بها ترامب عام 2016، وتصريحات زائفة محتملة أمام الكونغرس.
ونقلت القناة عن مصادر في وزارة العدل الأميركية أن مدير "سي آي إيه" جون راتكليف الذي عيّنه ترامب أحال "أدلة على مخالفات ارتكبها برينان" على مدير "إف بي آي" كاش باتيل الذي عيّنه أيضا ترامب، من أجل النظر في إمكان إطلاق ملاحقة قضائية.
ورفضت وزارة العدل تأكيد فتح تحقيق بشأن كومي وبرينان. وقالت المتحدثة باسم الوزارة أمس "نحن لا نعلق على التحقيقات الجارية".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عندما سُئلت عن التقرير في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إنها "سعيدة لسماع الخبر".
وأضافت ليفيت "لقد انقلب هذان الشخصان الشائنان على دستورنا وبلدنا. وأنا متأكدة من أنهما كذبا على الكونغرس بالفعل".
وتابعت "يقع على عاتق وزارة العدل التحقيق في هذا الأمر وملاحقتهما قضائيا إذا فعلا ذلك".
وتم تعيين كومي وبرينان في المنصبين من جانب الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، علما بأن علاقاتهما شائكة بترامب منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض.
وأقال ترامب كومي عام 2017 عندما كان مكتب التحقيقات الفدرالي يجري تحقيقا في ما إذا كان أي من أعضاء حملة الرئيس الجمهوري قد تواطأ مع موسكو للتأثير على الاقتراع الرئاسي لعام 2016 بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
إعلانوتولى المحقق الخاص روبرت مولر هذا التحقيق، وخلص إلى أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لمصلحة ترامب. وقال لاحقا إن التحقيق "لم يثبت أن أعضاء حملة ترامب تآمروا أو نسّقوا مع الحكومة الروسية في أنشطتها للتدخل في الانتخابات".
وفي عام 2018، ألغى ترامب التصريح الأمني لبرينان، متهما مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق بتقديم "ادعاءات لا أساس لها وشائنة" عن إدارته.
يذكر أن ترامب اتخذ عددا من التدابير العقابية ضد خصومه منذ توليه مهام منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وجرد الرئيس الجمهوري مسؤولين سابقين من تصاريحهم الأمنية والحماية الشخصية التي كانوا يتمتعون بها، واستهدف شركات محاماة عملت في قضايا سابقة ضده، كما ألغى التمويل الفدرالي لجامعات مرموقة.