أطباء بلا حدود: 10 آلاف نازح من الفاشر وصلوا إلى طويلة في أوضاع كارثية
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
آلاف المدنيين الهاربين من الفاشر لم يجدوا في محلية طويلة مياهاً كافية أو طعاماً أو مأوى أو مرافق صحية وفقا للمنظمة الدولية..
التغيير: الخرطوم
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الخميس، وصول 10 آلاف نازح إلى محلية طويلة بولاية شمال دارفور، ضمن موجة الفارين من مدينة الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، مؤكدة أنّ الوافدين الجدد وجدوا المخيمات مكتظة وظروفاً إنسانية بالغة القسوة.
وقالت المنظمة إن آلاف المدنيين الهاربين من الفاشر لم يجدوا في محلية طويلة مياهاً كافية أو طعاماً أو مأوى أو مرافق صحية، فيما تتفاقم الاحتياجات الإنسانية مع استمرار تدفّق المزيد من الأسر.
ونقلت أطباء بلا حدود عن إحدى النساء النازحات روايتها للتنقّل المستمر داخل الفاشر مع أسرتها بحثاً عن مكان آمن، بينما خرج زوجها بحثاً عن الطعام قبل أن يُقتل نتيجة القصف. وأوضحت المنظمة أنّ الأسرة عثرت عليه بعد فرارها من المدينة، ووصلت إلى طويلة في ظروف صعبة، حتى إن طفليها كانا يتناوبان على ارتداء حذاء واحد.
وفي سياق متصل بالجرائم والانتهاكات التي شهدتها الفاشر، أكدت كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية أنها وثّقت تطورات الوضع في المدينة منذ وقت مبكر.
وقال ناثان، وهو باحث إنساني بالجامعة، خلال حديثه في فعالية بالولايات المتحدة الاثنين، إن قوات الدعم السريع ركّزت اهتمامها بالفاشر منذ نهاية 2023، مشيراً إلى أن إنقاذ المدنيين كان ممكناً قبل عامين ونصف.
وأوضح الباحث أن القوات، بعد سيطرتها على الجنينة وزالنجي ونيالا، وجّهت معداتها ومقاتليها نحو الفاشر منذ مارس 2024، مضيفاً أن الحصار على المدينة استمر 18 شهراً، وهو ما وصفه بأنه أطول بثلاث مرات من حصار ستالينغراد، وفق تشبيهه.
وأضاف أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت إنشاء سواتر ترابية بارتفاع كبير حول المدينة، مؤكداً أن الأيام الأولى بعد سقوط الفاشر شهدت أعمال قتل واسعة وفق شهادات مصادر محلية كان يتواصل معها قبل أن ينقطع الاتصال لاحقاً.
وشدّد ناثان على أن المجتمع الدولي كان قادراً على التدخل لإنقاذ المدنيين، لأن التحضيرات لعملية الحصار والهجوم استمرت فترة طويلة سبقت سقوط المدينة.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حرباً واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع امتدت من الخرطوم إلى معظم الولايات، بما في ذلك دارفور وكردفان، مسبّبةً انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية وتفاقماً غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. وتسببت المعارك في موجات نزوح ضخمة داخل البلاد وخارجها، فيما تتزايد انتهاكات المدنيين مع غياب أي مسار سياسي فعّال لوقف القتال.
الوسومأطباء بلا جدود الجرائم الانتهاكات حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجرائم الانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: عشرات الآلاف من سكان غزة يحتاجون للعلاج
جنيف"أ ف ب": ناشد مسؤول في منظمة "أطباء بلا حدود" الدول بفتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذرا من أن المئات ماتوا وهم ينتظرون ذلك.
وقال هاني إسليم الذي ينسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لصالح المنظمة، في مقابلة إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 8 آلاف مريض تم إجلاؤهم من غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، فيما تقول إن أكثر من 16500 مريض ما زالوا يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع الفلسطيني.
وقال إسليم في مقر منظمة أطباء بلا حدود في جنيف بعد مرافقة أطفال من غزة مصابين بأمراض خطرة إلى سويسرا لتلقي العلاج، إن هذا العدد يستند فقط إلى المرضى المسجلين للإجلاء الطبي وأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.
وأضاف "تقديرنا هو أن العدد يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف هذا العدد".
حتى الآن، استقبلت أكثر من 30 دولة مرضى من قطاع غزة لكنّ عددا قليلا منها، بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة، قبلت أعدادا كبيرة.
وفي أوروبا، استقبلت إيطاليا أكثر من 200 مريض، في حين اقتصر عدد الذين استضافتهم فرنسا على 27 مريضا في نهاية أكتوبر. ولم تستقبل ألمانيا في المقابل أي مريض من غزة.
- تباطؤ وتيرة الإجلاء -
استقبلت سويسرا في نوفمبر الماضي 20 طفلا من غزة وصلوا على دفعتين.
ويعاني الأطفال ال13 الذين رافقهم إسليم الأسبوع الماضي والذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و16 عاما، أمراض قلب خلقية والسرطان في حين يحتاج بعضهم إلى جراحة عظام معقدة.
وأشار إلى أنه لولا الإجلاء لما تمكن بعض هؤلاء الأطفال من النجاة، مضيفا أنهم ذهبوا مباشرة إلى الجراحة بعد وصولهم إلى سويسرا لتجنب "أضرار لا يمكن إصلاحها".
وأعرب إسليم عن أسفه لأن وتيرة عمليات الإجلاء الطبي أصبحت بطيئة مع تدهور الأوضاع في غزة.
في البداية، كان متوسط عدد المرضى الذين يغادرون القطاع شهريا حوالى 1500 مريض، لكن بعدما أغلقت إسرائيل معبر رفح إلى مصر في مايو 2024، انخفض المتوسط الشهري إلى حوالى 70 مريضا.
ويبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، لم يساهم في تسريع العملية.
من جهة أخرى، قال إسليم إن نسبة رفض السلطات الإسرائيلية لطلبات الإجلاء انخفضت من متوسط يبلغ 90% إلى 5% فقط في الأشهر الأخيرة، مضيفا أن هذا المعدل لا يزال مرتفعا للغاية.
وأضاف أنه "لا ينبغي لها أن تمنع أي مريض من مغادرة غزة للحصول على العلاج".
- أوقفوا "قائمة التسوق" -
وقال إسليم إنه رغم هذه التحولات، لم تكن هناك زيادة كبيرة في عمليات الإجلاء، إذ نفذت 148 عملية في تشرين الأول/أكتوبر و71 عملية في الشهر الماضي، ومن المتوقع تنفيذ حوالى 30 عملية إجلاء فقط في ديسمبر.
وأوضح أن المشكلة تكمن في العملية الطويلة و"المسيسة" في كثير من الأحيان التي يتعين على الدول اتباعها لقبول المرضى من القطاع مضيفا "تستغرق البلدان وقتا طويلا لاتخاذ القرار أو تخصيص الميزانية لهؤلاء المرضى، لكنهم لا يستطيعون الانتظار حتى يتم هذا النقاش".
وتوفي أكثر من 900 شخص أثناء انتظارهم أن يتم إجلاؤهم من غزة منذ أكتوبر 2023، وهو رقم قال إسليم إنه أقل من العدد الحقيقي.
ولفت المسؤول إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن "99,9% من البلدان تطلب الأطفال" وأوضح "إنهم يتجاهلون تماما البالغين (الذين هم أيضا) يحتاجون إلى الدعم والمساعدات المنقذة للحياة"، مشيرا إلى أن ثلاثة أرباع الذين ينتظرون الإجلاء الطبي هم فوق سن 18 عاما.
وتفرض الحكومات أيضا معايير أخرى، منها رفض استقبال المرضى المصحوبين بأفراد عائلاتهم، لا سيما أولئك الذين لديهم إخوة تزيد أعمارهم عن 18 عاما.
وفي مواجهة كل ذلك، دعا إسليم البلدان إلى "التوقف عن إجراء هذه الاختيارات كأنها قائمة تسوق" و"التركيز فقط على الحاجات وإنقاذ الأرواح البشرية".