"الأحمر" في مهمة البقاء.. مواجهة مفصلية أمام المغرب بحثًا عن إحياء الآمال العربية
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
الرؤية - أحمد السلماني
تتجه أنظار الجماهير العمانية والمغربية - والعربية كافة- عند السادسة والنصف من مساء الجمعة بتوقيت مسقط إلى استاد المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة؛ حيث يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ثاني مواجهاته في المجموعة الثانية من النسخة الحادية عشرة لبطولة كأس العرب 2025، التي تستمر منافساتها حتى الثامن عشر من ديسمبر الجاري.
ويدخل الأحمر مباراة مفترق طرق أمام المنتخب المغربي، رافعًا شعار التعويض بعد خسارته أمام المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف في الجولة الافتتاحية، وهي نتيجة وضعت منتخبنا في المركز الثالث بالمجموعة دون رصيد من النقاط، ومتقدمًا بفارق هدف واحد فقط عن منتخب جزر القمر صاحب المركز الأخير.
الأحمر في اختبار إنقاذ
واختتم منتخبنا الوطني حصته التدريبية الرئيسية مساء اليوم على أرضية استاد المدينة التعليمية، وسط أجواء يطغى عليها التركيز العالي والحاجة الملحّة لتجاوز ازمة البداية. ويُدرك الجهاز الفني بقيادة البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش أن لقاء الغد يمثل مفصلًا دقيقًا في مسار المنتخب، حيث لا مجال لهدر المزيد من النقاط إذا ما أراد الأحمر الحفاظ على حظوظه في بلوغ الدور ثمن النهائي. وسقط منتخبنا في الاختبار الأول أمام السعودية رغم الأداء الجيد، مما ألقى بظلاله على مسار المنافسة قبل الاصطدام بالخصم المغربي الذي يدخل المواجهة في حالة فنية ومعنوية عالية كما وتعيش الكرة المغربية ابهى فتراتها على مستوى كافة منتخباتها.
طموحات الأحمر… بين الحاجة إلى الفوز وتجنّب سيناريو الخروج المبكر
وبات لزامًا على لاعبي المنتخب الوطني تعديل الكفّة واستعادة الثقة المفقودة قبل مواجهة المغرب، خاصة وأن الخسارة مجددًا ستعني مغادرة البطولة. ويتطلع الأحمر إلى تصحيح مساره سريعًا قبل خوض مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام جزر القمر على استاد 974 يوم الاثنين المقبل، وهو سيناريو لا يُمكن أن يتحمّل دخوله دون رصيد أو بأمل ضعيف. ومما يزيد من حساسية المواجهة أن الفوز المغربي غدًا سيمنح “أسود الأطلس” بطاقة التأهل المباشرة إلى الدور التالي، وهو ما يفرض على كيروش ولاعبيه الدخول بأعلى درجات التركيز التكتيكي والذهني.
كيروش أمام مهمة شاقة… وملف التعديلات الفنية يفرض نفسه بقوة
ويدخل كارلوس كيروش مباراة الغد وهو مطالب بإجراء تعديلات فنية في التشكيلة الأساسية لمجاراة الديناميكية العالية للمنتخب المغربي. وأظهرت الحصة التدريبية الأساسية نية المدرب في الدفع ببعض الأسماء الجديدة أو إعادة ترتيب مراكز لاعبين أساسيين، حيث يعمل الجهاز الفني على تجهيز عبدالله فواز في وسط الميدان وعودة الظهير محمود مبروك بعد اكتمال جاهزيته. كما يُتوقع أن يشغل أحمد الخميسي مركزه الطبيعي في قلب الدفاع إلى جانب غانم الحبشي وثاني الرشيدي، مع إمكانية إشراك مصعب الشقصي في خط الدفاع تبعًا لتطورات الحالة البدنية للاعبين.
وفي محور الوسط، تتعدد الخيارات بين حارب السعدي وعبدالله فواز ومصعب المعمري أو عاهد المشايخي، بينما ينتظر أن يقود صلاح اليحيائي وناصر الرواحي وعصام الصبحي الخط الأمامي. وتُعد هذه التعديلات نتيجة مباشرة لغياب مجموعة من العناصر المؤثرة أبرزهم أرشد العلوي وأمجد الحارثي وخالد البريكي وعبدالرحمن المشيفري ومحسن الغساني، وهو ما دفع الجهاز الفني لإعادة ترتيب الأوراق والبحث عن معادلة تجمع بين الانضباط والجرأة التكتيكية.
معالجة الأخطاء… وضرورة رفع النسق الهجومي
وتتركز ملاحظات كيروش الفنية على ضرورة تحسين جودة التحضير الهجومي وتقليل الأخطاء غير المبررة في التمرير، إلى جانب زيادة الكثافة العددية في الثلث الأخير واستعادة فعالية الارتداد السريع. كما شدّد الجهاز الفني على أهمية التعامل المثالي مع الكرات العرضية والالتزام بقواعد الضغط العالي، وهي الجوانب التي لم تظهر بالصورة المطلوبة في مواجهة السعودية. وقد فتح هذا الباب أمام احتمالية إشراك جميل اليحمدي والمنذر العلوي لمواجهة بطء التحولات الذي بدا واضحًا في الجولة الأولى.
المغرب… خصم مكتمل فنّيًا ومُرعب تكتيكيًا
يدخل المنتخب المغربي مواجهة الغد وهو في معنويات مرتفعة بعد تحقيقه أكبر نتيجة في الجولة الأولى بفوزه على جزر القمر بثلاثية مقابل هدف. ويواصل “أسود الأطلس” تأكيد تطور كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، ثم تحقيق منتخب الشباب لقب كأس العالم تحت 20 عامًا، إضافة إلى تتويج المنتخب المحلي بلقب أمم أفريقيا للمحليين تحت قيادة المدرب طارق السكتيوي.
ويمتلك المنتخب المغربي تشكيلة حافلة بالأسماء المميزة، رغم غياب عناصر مؤثرة مثل أشرف بن شرقي ويوسف مهري وحمزة هنوري. وبرز في المباراة الماضية كل من طارق تيسودالي وكريم بركاوي، إلى جانب الصلابة الدفاعية الممثلة في سفيان بوفتيني الذي سجل من كرة ثابتة، وهو السلاح الذي يراهن عليه السكتيوي كثيرًا. كما أظهر الفريق تنوعًا واضحًا في أفكاره الهجومية من خلال الاعتماد على الركنيات والكرات الثابتة، مع انضباط كبير في وسط الميدان واستحواذ بلغ 55% وخلق خمس فرص خطيرة في مباراته الافتتاحية.
السكتيوي: الإصابات أربكت الحسابات… لكن الطموح كبير
وخلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة، أكد المدرب طارق السكتيوي أن فريقه يفتقد لعدد من اللاعبين بسبب الإصابات التي حرمت المغرب من خدمات أكثر من عشرة لاعبين، بينهم نجوم بارزون. وأوضح السكتيوي أن القائمة الحالية تضم 23 لاعبًا فقط، منهم ثلاثة حراس مرمى، مؤكدًا في الوقت نفسه ثقته في المجموعة المتواجدة وقدرتها على تحقيق نتائج إيجابية. ووجّه رسالة مؤثرة قال فيها: “ما الذي يمنع المدرب العربي أو الأفريقي من أن يكون أفضل من المدرب الأوروبي؟ نحن فقط بحاجة إلى تغيير نظرتنا”
واضاف"المنتخب العماني قوي ومنظم ويديره مدرب كبير وبخبرة كبيرة".
كيروش: مستعدون للمواجهة… وعلينا أن نكون أكثر تركيزًا
من جانبه، أكد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش خلال المؤتمر الصحفي أن المنتخب المغربي يملك إمكانات عالية ويقدم كرة قدم منظمة وقوية، مشيرًا إلى أن منتخبنا سيدخل المواجهة بحماس كبير ورغبة في تعويض خسارة الجولة الأولى. وشدد على أن المباراة ستكون صعبة، وأن الفوز يتطلب التزامًا تكتيكيًا كاملًا من اللاعبين مع تقليل الأخطاء في المناطق الحساسة من الملعب.
عبدالله فواز: مصممون على العودة
وأعرب لاعب منتخبنا الوطني عبدالله فواز عن جاهزية اللاعبين للمواجهة، مؤكدًا أن الخسارة أمام السعودية لن تُثنيهم عن محاولة العودة مجددًا إلى مسار البطولة. وقال: “نعرف تمامًا حجم المسؤولية… ونطمح لتحقيق نتيجة إيجابية تعيدنا إلى المنافسة”.
طاقم باراجواني لقيادة اللقاء
وأسندت لجنة الحكام في بطولة كأس العرب إدارة المباراة إلى طاقم تحكيم باراجواني بقيادة الحكم خوان جابرييل بنيتيز، ويعاونه مواطناه إدواردو كاردوزو وميلسياديس سالديفار، بينما سيكون النرويجي إسبين أسكاس حكمًا رابعًا، والبرازيلي رودولفو توسكّي مسؤولًا عن تقنية الفيديو المساعد “الفار”، بمساعدة التايلاندي سيفاكورن بو-أودوم.
ليلة لا تُحتمل فيها الأخطاء
يدخل منتخبنا الوطني مواجهة الغد وعيونه على النقاط الثلاث دون غيرها، فأي نتيجة أخرى تعني نهاية مبكرة لمشواره في البطولة. وتمثل مباراة المغرب الفرصة الأخيرة لإثبات الذات في مجموعة معقدة وخصوم يمتلكون جودة عالية، ولا شك أن الانضباط والهدوء والذكاء التكتيكي ستكون مفاتيح العبور نحو أمل التأهل قبل المواجهة الأخيرة أمام جزر القمر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مدرب الأردن يرد على الانتقادات : حققنا أهداف التأهل.. ولا أريد مواجهة المغرب في مونديال 2026
ردّ المغربي جمال السلامي، المدير الفني لمنتخب الأردن، على الانتقادات التي طالته في الفترة الماضية عقب تراجع نتائج النشامى وديًا، رغم الإنجاز التاريخي بالتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، مؤكدًا أن العمل المنهجي الذي يقوده يسير في الاتجاه الصحيح، وأن التقييم الحقيقي يجب أن يكون بنهاية التجربة وليس خلال الطريق.
ويبدأ المنتخب الأردني مشواره في بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر، غدًا الأربعاء، بمواجهة قوية أمام الإمارات ضمن مباريات المجموعة الثالثة.
وخلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة، قال السلامي: "عندما تم التعاقد معي كانت أهداف المرحلة واضحة: التأهل إلى كأس آسيا 2027، وهو ما تحقق، بالإضافة إلى بلوغ نهائيات كأس العالم 2026. لذلك فالانتقاد جزء من اللعبة، لكننا حققنا المطلوب حتى الآن".
الاختلاف في الأراءوأوضح مدرب النشامى أن الاختلاف في الآراء طبيعي، لكنه يتمسك بخطته منذ اليوم الأول، مضيفًا: "من الأفضل أن يتم تقييمي بعد نهاية التجربة. أما الانتقادات خلال الطريق فلا يجب أن تهز الثقة أو تكسر البرنامج الموضوع للتطوير".
وأشار السلامي إلى أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، مستشهدًا بخسارة المنتخب القطري أمام فلسطين في افتتاح مبارياتهم، بالإضافة إلى خروج منتخبات كبيرة مبكرًا من البطولات الكبرى، معتبرًا أن التفكير الإيجابي والطموح هما الأساس.
المباريات الودية تجريبيةوكرر المدرب المغربي أن المباريات الودية بالنسبة له تجريبية، هدفها اختبار الجوانب الفردية والجماعية قبل الاستحقاقات الرسمية.
قرعة كأس العالموعن قرعة كأس العالم المرتقبة، أكد السلامي أنه لا يتمنى أن يقع منتخب الأردن في مجموعة واحدة مع منتخب بلاده المغرب، قائلاً: "أحلم بالتأهل إلى الدور الثاني من المونديال".
وتحدث السلامي عن مواجهة الإمارات في كأس العرب، مشيرًا إلى أن المنتخب المنافس تغيّر كثيرًا منذ آخر لقاء بينهما في تصفيات كأس العالم، وأن المباراة الافتتاحية تبقى دائمًا لها حساباتها الخاصة.
وعبّر السلامي عن سعادته بالمشاركة في كأس العرب في قطر، واصفًا البطولة بمحطة مهمة في طريق الإعداد لكأس العالم، ومؤكدًا أن الجماهير الأردنية تملك طموحات كبيرة، وأن أجواء البطولة تشعل الحماس داخل اللاعبين.
تصريحات يزيد أبو ليلىمن جهته، أكد يزيد أبو ليلى، حارس مرمى المنتخب الأردني، أن الفريق في أتم الجاهزية لخوض البطولة بعد سلسلة من المباريات الودية القوية، مشيدًا بدعم الاتحاد والجهاز الفني.
وقال أبو ليلى: "نشعر في قطر وكأننا في بلدنا الثاني. نطالب جمهورنا بالحضور المكثف في المدرجات، ونعدهم بأن نقدم الأداء الذي يليق بالنشامى".
وأضاف أن هناك انطباعًا خاطئًا لدى البعض بأن اللاعبين في حالة راحة، موضحًا أن الفترة الماضية شهدت تدريبات مكثفة للوصول إلى أعلى درجات الجاهزية قبل انطلاق البطولة.