منتخبنا الوطني يستهل مشواره في كأس العرب بخسارة دراماتيكية مثيرة أمام السعودية 2 / 1
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
كتب – فيصل السعيدي
استهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشواره في النسخة الحادية عشر لبطولة كأس العرب 2025 المقامة منافساتها حاليا في العاصمة القطرية الدوحة بالخسارة أمام شقيقه المنتخب السعودي بهدفين لهدف في المواجهة التي جرت مساء اليوم على استاد المدينة التعليمية بالدوحة برسم الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الثانية.
وعقب شوط أول سلبي النتيجة بادر المنتخب السعودي بهز الشباك في الدقيقة 54 عن طريق المهاجم فراس البريكان، ونجح منتخبنا الوطني في إدراك التعادل عن طريق مدافعه غانم الحبشي في الدقيقة 70 ، قبل أن يستعيد المنتخب السعودي تقدمه في النتيجة بهدف ثان حمل إمضاء المهاجم البديل صالح الشهري في الدقيقة 77.
وبهذه النتيجة ارتقى المنتخب السعودي لوصافة جدول ترتيب فرق المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط متخلفا بفارق هدف فقط عن منتخب المغرب الذي تصدر المجموعة مستفيدا من فوزه على حساب منتخب جزر القمر بثلاثة أهداف لهدف، فيما احتل منتخبنا الوطني المركز الثالث أمام منتخب جزر القمر اللذين قبعا في ذيل جدول ترتيب فرق المجموعة بجراب خال من النقاط بعد إسدال الستار على مباراتي الجولة الافتتاحية للمجموعة الثانية.
الشوط الأول
بدأت المباراة باستحواذ سلبي سعودي حتى جاء التهديد الأول برأسية سالم الدوسري التي قابل فيها عرضية نواف بوشل من الجهة اليمنى، بيد أنها اعتلت الخشبات الثلاث في الدقيقة السادسة، وبدا جليا افتقاد لاعبو منتخبنا الوطني للتنظيم الدفاعي والاتزان التكتيكي على مستوى الخطوط الثلاث خلال فترة جس النبض، وواجهوا صعوبة بالغة في الصعود بالكرة من المناطق الخلفية، حيث كان بناء الهجمات أشبه بمخاض متعسر وعملية ولادة قيصرية.
وعقب انقضاء فترة جس النبض مباشرة تهيأت ركلة حرة مباشرة لمنتخبنا الوطني انبرى لتنفيذها علي البوسعيدي، كاد من خلالها أن يغالط حارس المرمى السعودي نواف العقيدي، ولكن لسوء الطالع مرت بمحاذاة القائم الأيمن للعقيدي بحلول الدقيقة السادسة عشر.
وامتلك المنتخب السعودي وسط الملعب بشكل واضح للعيان، واستعاد زمام المبادرة الهجومية مجددا ولكن هجماته افتقدت للدقة والفاعلية والنجاعة، في الوقت الذي انكمش فيه منتخبنا الوطني فيه منتصف ملعبه واعتمد في المقام الأول على تحصين مناطقه الخلفية وتأمين المنافذ المؤدية إلى مرماه، في ظل عدم تمكنه من فرض أسلوبه وإيقاعه في هذا الشوط.
وتصاعدت حدة وتيرة الضغط الهجومي السعودي المتواصل بحلول الدقيقة الخامسة والعشرين، قابله تكتل دفاعي واضح لمنتخبنا الوطني الذي واجه صعوبات في مجاراة نسق وإيقاع المنتخب السعودي هجوميا، وبدا جليا سعي مدرب منتخبنا كارلوس كيروش لسد جميع الفجوات والثغرات في خطوطه الخلفية، ممارسا أسلوب الضغط العكسي على المنتخب السعودي، الذي ظل بدوره يناوش هجوميا ولكن على استحياء ووجل!
وأظهر منتخبنا الوطني حضورا هجوميا محتشما حيث افتقد للجرأة الهجومية، ولم يهدد مرمى المنتخب السعودي في الثلث الأخير من ملعبه بالنظر إلى انكماشه في الخطوط الخلفية وعدم امتلاكه لزمام المبادرة في الضغط الهجومي عبر التنويع في الهجمات تارة من العمق وتارة أخرى من الأطراف.
وتواصل العقم الهجومي لمنتخبنا الوطني بانتصاف مدة الشوط الأول، ولم تتجلى بوادر التحسن الهجومي لاسيما في ظل هيمنة المنتخب السعودي على منطقة المناورات، التي بدا معها مهاجم منتخبنا عصام الصبحي وحيدا معزولا بين الجدار الاسمنتي السعودي.
وبدا جليا تعويل لاعبو الأحمر على سلاح الانضباط التكتيكي والصلابة النفسية والذهنية على مدار مجريات ووقائع الشوط الأول، وفي الأثناء سنحت فرصة للأخضر السعودي داخل مربع العمليات عندما أطلق صالح أبو الشامات تصويبة مباغتة كادت تخادع حارس مرمى منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني، بيد أنها مرت بمنأى عن الخشبات الثلاث في الدقيقة الخامسة والثلاثين.
وتسارعت وتيرة أداء المنتخب السعودي مشددا ضغطه وحصاره الهجومي الخانق بحلول الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الشوط الأول، في الوقت الذي أبقى فيه نجوم منتخبنا الوطني على ثقتهم وتركيزهم وتنظيمهم الدفاعي الفولاذي، ووقفوا سدا منيعا أمام جميع المحاولات الهجومية السعودية.
وعكس مجريات اللعب تماما تمكن منتخبنا الوطني من فك شفرة التنظيم السعودي وزيارة شباك الحارس نواف العقيدي عندما تابع المهاجم عصام الصبحي كرة ارتدت من قبضة يدي العقيدي فأودعها سهلة تهادت في الشباك، ولكن لسوء الطالع تدخلت صافرة الحكم الأردني أدهم المخادمة لإلغاء الهدف بداعي وقوع مهاجم منتخبنا عصام الصبحي في مصيدة التسلل.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني على وقع تغيير مبكر بإقحام ورقة جميل اليحمدي بدلا من مصعب المعمري، وطرأ تحسنا هجوميا ملحوظا على أداء منتخبنا الوطني في الشوط الثاني، ولاحت فرصة هجومية أولى لمنتخبنا عندما أفلت نواف العقيدي الكرة من قبضة يده وتحولت إلى يوسف المالكي الذي أسقطها داخل المنطقة وسط دربكة دفاعية سعودية ولكنها مرت بردا وسلاما على مرمى الأخضر في الدقيقة السادسة والأربعين.
وما هي إلا دقيقتين فقط وتحضر ردة الفعل الهجومية السريعة من المنتخب السعودي عندما هيأ النجم سالم الدوسري كرة خطرة على قوس منطقة الجزاء لصالح أبو الشامات، بيد أن الأخير تعامل معها برعونة وأطاح بها فوق العارضة في الدقيقة الثامنة والأربعين.
وزفت الدقيقة الرابعة والخمسين البشرى للمنتخب السعودي برصاصة أولى أطلقها المهاجم فراس البريكان على يسار الحارس إبراهيم المخيني، مستغلا كرة عرضية نموذجية أرسلها له سالم الدوسري بالملي متر بعدما اخترق الجبهة اليسرى لمنتخبنا الوطني.
وكاد منتخبنا الوطني يدرك التعادل سريعا عندما تهادت كرة داخل مربع العمليات لناصر الرواحي وسط ارتباك دفاعي سعودي واضح، ولكن الرواحي لم يحسن التعامل جيدا مع الكرة ليصوبها ضعيفة ويحولها المدافع لركلة ركنية لم تثمر عن شيء في الدقيقة السابعة والخمسين.
وارتفع منسوب الثقة عاليا لدى عناصر المنتخب السعودي، في الوقت الذي اهتزت فيه معنويات نجوم منتخبنا واضطربت فيه خطوطهم عقب الهدف، وسعى كيروش جاهدا لاعادة ترميم صفوف منتخبنا وإنعاش الزخم المعنوي لدى لاعبينا، ولكن امتلاك المنتخب السعودي لوسط الملعب وتحكمه بمنطقة المناورات أسهم في الحد من خطورة منتخبنا هجوميا.
وعانى منتخبنا نسبيا في التدرج بالكرة وبناء الهجمات المتسقة في ظل سيطرة المنتخب السعودي الميدانية واستحواذه شبه المطلق على الكرة، ولكن منتخبنا أبى إلا أن يعود في النتيجة ونجح في إدراك التعادل بحلول الدقيقة السبعين بفضل رأسية متقنة من المدافع غانم الحبشي استقرت في شباك الحارس السعودي نواف العقيدي.
وارتفع منسوب الثقة والزخم المعنوي الهائل لدى لاعبو منتخبنا في أعقاب هدف التعادل، وظل اللعب سجالا بين المنتخبين مع أفضلية نسبية سعودية كاد أن يترجمها سالم الدوسري بهدف ثان في الدقيقة الرابعة والسبعين، ولكن لحسن الطالع مرت كرته بردا وسلاما على مرمى الحارس إبراهيم المخيني.
ونجح المهاجم البديل صالح الشهري في إعادة التقدم للمنتخب السعودي عندما تابع من مسافة قريبة كرة عرضية ناجحة أرسلها له سالم الدوسري على طبق من ذهب من الرواق الأيسر، لم يجد فيها الشهري بدا من إيداعها شباك الحارس إبراهيم المخيني في الدقيقة السابعة والسبعين.
وناضل منتخبنا لتعديل الكفة وشهدت الدقيقة السابعة والثمانين الزج بورقة المهاجم محمد الغافري بديلا لعصام الصبحي في تغيير مركز بمركز يهدف لتنشيط الجبهة الهجومية وضخ الحيوية بالذات في أوردة وشرايين الخط الهجومي لمنتخبنا.
وكاد سالم الدوسري يضاعف تقدم المنتخب السعودي بهدف ثالث بحلول الدقيقة التاسعة والثمانين حينما تابع من مسافة قريبة كرة عرضية أرسلت له من الجهة اليمنى، بيد أن كرته ارتطمت في القائم الذي تعاطف مع منتخبنا وناب عن إبراهيم المخيني في إبعاد الكرة عن منطقة الخطر المحدق حوله.
واحتسب حكم اللقاء الأردني أدهم المخادمة سبعة دقائق كوقت مقدر بدلا من ضائع، شن خلالها منتخبنا هجوما عكسيا مضادا في أكثر من مناسبة وسط اندفاع هجومي واضح سعيا لإدراك التعادل، وفي الوقت الذي جاهد وكافح فيه منتخبنا للعودة أتيحت فرصة أخرى لسالم الدوسري من أجل تعزيز تقدم منتخب بلاده بهدف ثالث ولكن يقظة وبراعة إبراهيم المخيني وقفت بالمرصاد لمحاولة الدوسري الهجومية وحالت دون ولوج الكرة داخل الشباك، ليطلق بعدها المخادمة صافرته النهائية معلنا فوز المنتخب السعودي بهدفين لهدف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتخب السعودی لمنتخبنا الوطنی إبراهیم المخینی منتخبنا الوطنی بحلول الدقیقة فی الوقت الذی نواف العقیدی سالم الدوسری الشوط الأول فی الدقیقة بید أن
إقرأ أيضاً:
ضمن جولات كأس العرب أمس الكويت ومصر يتعادلان.. والمغرب يستهل مشواره بثلاثية على جزر القمر
الدوحة "د.ب.أ" شهدت منافسات أمس من بطولة كأس العرب لكرة القدم في الدوحة انطلاقة قوية ومبكرة لمنتخبات الكويت ومصر والمغرب وجزر القمر، وإن كانت النتائج قد اختلفت بين تعادل مثير للأول، وفوز مستحق للمغرب على جزء القمر، في يوم مليء بالأحداث والتحولات داخل أرضية الملعب.
الكويت ومصر
اكتفى المنتخبان الكويتي والمصري بالتعادل 1 - 1 في افتتاح مبارياتهما ضمن المجموعة الثالثة، في مباراة حافلة بالفرص الضائعة والقرارات التحكيمية المؤثرة، والتي شهدت طردًا وركلتي جزاء، إحداهما مهدرة.
بدأ المنتخب المصري اللقاء بضغط هجومي مبكر، حيث كاد غنام محمد أن يفتتح التسجيل بتسديدة في الدقيقة الأولى تصدى لها الحارس سعود الحوشان. وتواصلت المحاولات المصرية عبر رأسية من محمد النني وأخرى من ياسين مرعي، لكن الحارس الكويتي ودفاعه كانا في الموعد.
وعلى الرغم من السيطرة المصرية، هدد الكويت المرمى في الدقيقة التاسعة من عرضية أربكت الدفاع المصري، قبل أن يهدر يوسف ناصر فرصة محققة أمام المرمى في الدقيقة 20، وردّ المصريون بفرصة سهلة ضائعة لمحمد شريف الذي أنهى الهجمة بإخراج الكرة خارج الخط في الدقيقة 28.
وفي الدقيقة 36، حصل منتخب مصر على ركلة جزاء بعدما تعرض إسلام عيسى للدفع داخل المنطقة، لكن عمرو السولية أهدرها بتسديدة بعيدة عن المرمى، ليضيع أفضل فرصة للشوط الأول. ورغم المحاولات المتبادلة، انتهى النصف الأول بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الثاني، عاد محمد شريف ليهدر فرصة انفراد تام في الدقيقة 50، ليقرر المدرب حلمي طولان الدفع بكل من مروان حمدي و"أفشة" لتنشيط الهجوم. وجاءت الرد من المنتخب الكويتي في الدقيقة 64 حين استغل فهد الهاجري عرضية داخل المنطقة وسجل هدفًا برأسية متقنة وسط غياب الرقابة.
وكاد الكويت أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 81 عبر هجمة مرتدة خطيرة، لكن الحارس محمد بسام تألق وأبعد الكرة في اللحظة الأخيرة. وبعد دقيقتين فقط، تعرض الحارس الكويتي سعود الحوشان للطرد بعد حصوله على الإنذار الثاني إثر تدخل قوي على مروان حمدي، ليحتسب الحكم ركلة جزاء جديدة لمصر.
ونجح محمد مجدي "أفشة" في ترجمة الركلة إلى هدف التعادل في الدقيقة 88، قبل أن يضغط المنتخب المصري بقوة في الدقائق الأخيرة، لكن الدفاع الكويتي المتماسك حال دون تحقيق الفوز.
بهذه النتيجة، يبدأ المنتخبان مشوارهما بنقطة لكل منهما في مجموعة تضم أيضا الإمارات والأردن، اللذين يلتقيان في مواجهتهما الأولى.
المغرب وجزر القمر
على الجانب الآخر، قدّم المنتخب المغربي عرضًا قويًا في مستهل مشواره بالمجموعة الثانية، محققًا فوزًا مستحقًا 3 - 1 على منتخب جزر القمر في مباراة سيطر عليها منذ دقائقها الأولى وحتى النهاية.
لم يحتج لاعبو المغرب سوى إلى خمس دقائق للتسجيل، حيث تابع سفيان بوفتيني ركلة ركنية نفذها أسامة طنان، موجهًا الكرة برأسية سكنت الشباك بعد ارتطامها بالقائم الأيسر. ولم يمض وقت طويل حتى عزز طارق تيسودالي التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة العاشرة من متابعة لركلة ركنية أخرى، وسط ارتباك دفاعي لدى منتخب جزر القمر.
ورغم دخول لاعبي جزر القمر أجواء المباراة تدريجيًا وتهديدهم المرمى بعدة كرات، إلا أن المغرب استعاد سيطرته مجددًا قبل نهاية الشوط الأول، حيث أرسل حمزة الموسوي كرة عرضية متقنة حولها كريم البركاوي برأسه داخل الشباك في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، منهيا الشوط الأول بثلاثية نظيفة.
في الشوط الثاني، حاول منتخب جزر القمر تقليص الفارق، ونجح في ذلك في الدقيقة 56 عبر هدف عندما اصطدمت كرة عرضية بجسد محمد بولاكسوت ودخلت المرمى المغربي.
ورغم تحسن مستوى جزر القمر، استعاد المغرب زمام المبادرة وشكل خطورة عبر تيسودالي والبركاوي وزحزوح، وأهدر لاعبه كريم البركاوي فرصة محققة في الدقيقة 67 حين أبعد المدافع الكرة من على خط المرمى، كما رفض الحكم منح المغرب ركلة جزاء بعد تدخل على صابر بوجرين، عقب مراجعة تقنية الفيديو.
واستمرت المحاولات من الجانبين في الدقائق الأخيرة دون تغيير في النتيجة، لينتهي اللقاء بفوز مغربي مستحق يمنحه أول ثلاث نقاط في المجموعة.