شبكة انباء العراق:
2025-12-04@23:51:26 GMT

كعكة النحس

تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT

بقلم : نورا المرشدي ..

في الماضي، كانت الكعكة رمزًا للفرح الخالص.
نحتفل بها بقلوب طفولية، نغنّي حولها، نطفئ شموعها بحماسة، ونتمنى أمنيات لا نبوح بها.
الكعكة كانت لحظة صدق… لحظة جماعية نقول فيها للعمر: “مرحبًا بك كما أنت.”

لكن في زمننا، تغيّر طعم الكعكة.
أصبحت تُقدّم في مناسبات لا تستحق الفرح.
صارت تُزيَّن في مكاتب المسؤولين عند كل إخفاق، وتُقطّع في مؤتمرات الفشل، وتُوزّع في حفلات ترقياتٍ بلا معنى.


كأن السكر غطاء للنحس، وكأن الطحين صار وسيلة لإخفاء المرارة.

حتى في النوادي والأفراح، لم تسلم الكعكة من التحوّل…
أصبحت “سيدة الحفل”، تُحمل على الأكتاف، تُصوّر من كل الزوايا، وتُصمم بحجم المبالغة لا بنية الفرح.
لم تعد مجرد تفصيلة، بل أصبحت مقياسًا اجتماعيًا لمستوى الرفاه أو التباهي.

في بلادٍ تُطفأ فيها الكهرباء ويُرفع الدعم عن الخبز،
يُحتفل بـ “نجاح خطّة اقتصادية” بكعكة.
في مستشفى يفتقر إلى أبسط دواء،
تُؤتى بكعكة لتكريم مسؤولٍ “أشرف على تطوير الرؤية”.
وفي مدارس نُهبت ميزانيتها،
تُوزَّع كعكة بمناسبة “بداية العام الدراسي”.

حتى الكيكة تغيّرت… تغيّر لونها، تغيّر شكلها، ولم تعد تُقاس بطعمها أو معناها، بل بمظهرها.
كم طبقة فيها؟ كم تكلفة تزيينها؟ كم صورة ستخرج منها؟
تحوّلت من لحظة فرح إلى عرضٍ استهلاكي، من ذكرى دافئة إلى مجرّد حدث للتفاخر أو التغطية الإعلامية.

صار كل ما يُقال بالكعكة لا يليق أن يُقال بالكلمات.
تُزيَّن الوجوه بالكريمة، وتُمرّر الخيبة بهدوء…
وتُرفع صور الاحتفال على المنصات، بينما الواقع يتفتّت.

لقد كانت الكيكة يومًا ما معنى أجمل…
ببساطتها، بذكرياتها، بلونها المائل قليلاً، وبشموعٍ تنطفئ بضحكاتنا.
لا صور مزينة ولا طاولات فاخرة، فقط لحظة صافية نحتفل فيها بالحياة.
لكن حتى الكيكة، اختلفت…
تغيّرت مع عقارب الزمن، ولم تعد كما كانت .

نورا المرشدي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نادي الأسير الفلسطيني: نحو 21 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس بعد حرب الإبادة

 

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل تصعيد عمليات الاعتقال الممنهجة بشكل غير مسبوق بعد حرب الإبادة، والتي طالت نحو 21 ألف حالة اعتقال من الضفة بما فيها القدس، إلى جانب الآلاف من أبناء شعبنا في غزة . وزير خارجية الأردن: المملكة تواصل الضغط لوقف العدوان على غزة ودعم حل الدولتين

وأوضح نادي الأسير، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا اليوم الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ المزيد من الجرائم الممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم، والتي تشكل امتدادا لحرب الإبادة.

وأشار إلى أن الأرقام المتعلقة بعمليات الاعتقال اليومية، لا تعكس فقط تصاعد الأعداد، وإنما تصاعد مستوى الجرائم التي ترافقها، وأبرزها عمليات الإعدام الميداني التي ينتهجها جيش الاحتلال، والتي تترافق مع مساعٍ تشريعية في دولة الاحتلال إلى سنّ قانون يسمح بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين.

وفي ضوء المتابعة اليومية لحالات الاعتقال ما بعد حرب الإبادة، أكد نادي الأسير أن كل جرائم الاحتلال الراهنة، تشكّل امتدادًا لنهجه القائم منذ عقود طويلة على استهداف الوجود الفلسطيني، وفرض المزيد من أدوات القمع والسيطرة والرقابة، إلا إن المتغير الوحيد منذ بدء حرب الإبادة يتمثل في مستوى كثافة الجرائم، سواء الجرائم المرافقة لعمليات الاعتقال، أو الجرائم بحق الأسرى داخل السجون والمعسكرات.

وشدد على أن تفجير منزلي الأسيرين عبد الكريم صنوبر، وأيمن غنام فجر اليوم، ما هو إلا جزء من محاولة الاحتلال المستمرة لاستهداف الوجود الفلسطيني، وعمليات المحو الممنهجة التي شكلت ولا تزال أداة مركزية لتنفيذ جريمة (الانتقام الجماعي)، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة.

مقالات مشابهة

  • الأزهر: البشعة جريمة فيها إذلال وتخويف وتعذيب
  • «الحضارة السواحيلية والأثر العربي فيها».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • استثمر فيها إبستين واتهمها سنودن بالتجسس.. فما هي بالانتير؟
  • فيلم فيها إيه يعني يجمع إيرادات متوسطة
  • روبيو: فنزويلا أصبحت منصة لنفوذ إيران وحزب الله
  • هيثم شعبان: هناك مدربين يجلبون شيوخ لفك النحس
  • نادي الأسير الفلسطيني: نحو 21 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس بعد حرب الإبادة
  • حصيلة إيرادات فيلم فيها إيه يعني في شباك التذاكر
  • نادى الأسير: نحو 21 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس بعد حرب الإبادة