«الحضارة السواحيلية والأثر العربي فيها».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أحدث إصداراتها بعنوان «الحضارة السواحيلية في شرق أفريقيا والأثر العربي فيها»، تأليف الدكتور وائل نبيل إبراهيم، والدكتور صالح محروس محمد، في دراسة موسعة تتناول عمق الوجود العربي في شرق أفريقيا وتأثيره المباشر في تشكيل ملامح الحضارة السواحيلية عبر قرون طويلة.
يسلط الكتاب الضوء على بدايات الاتصال العربي بساحل شرق أفريقيا، والذي يرجع – كما يؤكد المؤلفان – إلى عدة قرون قبل الميلاد، حين وصلت مجموعات من التجار العرب إلى تلك السواحل بقصد التجارة لا الاستيطان، وقد أدى هذا التفاعل التجاري إلى اختلاط العرب بالأفارقة، وظهور علاقات مصاهرة شكلت أساسًا لامتزاج حضاري لاحق، ظل أثره ممتدًا حتى يومنا هذا.
ويشير الكتاب إلى أن العرب كانوا من أوائل الشعوب التي ارتبطت بسكان شرق أفريقيا تجاريًا، عبر تصدير المنتجات المحلية إلى أسواق العالم في الشرق الأقصى والبحر المتوسط، وهو ما جعل النشاط التجاري المحرك الأول للعلاقات بين الطرفين.
ويفرد المؤلفان مساحة واسعة للحديث عن الجذور العميقة للعلاقات بين العُمانيين والسواحيليين، موضحَين أن الإغريق والرومان أطلقوا على ساحل شرق أفريقيا اسم «عزانيا» نسبة إلى مملكة عربية قديمة تدعى «عَزان»، والتي يُعتقد أن سكانها انتقلوا إلى شرق أفريقيا قبل الإسلام بقرون، ومع انتشار العُمانيين على السواحل الشرقية للقارة، تقوّت الروابط مع المجتمعات السواحيلية، وامتزجت الحضارة العربية والإسلامية بالحضارة المحلية، لتظهر ملامح حضارية جديدة ذات طابع عربي واضح.
ويقدم الكتاب تعريفًا لغويًا وثقافيًا لمفهوم «الحضارة»، موضحًا أنها في السواحيلية تُعبَّر عنها بكلمة Ustaarabu، المقتبسة من العربية، مما يعكس إدراك أهل الساحل لدور العرب في تشكيل حياتهم الثقافية والاجتماعية. كما يستعرض جذور هذه المصطلحات وارتباطها بالفعل العربي «استعرب»، وما تحمله الكلمة من دلالات على التمدن والتحضر.
وجاء الكتاب في أربعة فصول رئيسية وخاتمة وعدد من الملاحق، حيث خصص الفصل الأول لتتبع الوجود العُماني في شرق أفريقيا ودوره في نهضة الحضارة السواحيلية، خاصة بعد أن أصبحت زنجبار عاصمة للسلطنة العُمانية ومركزًا إشعاعيًا نابضًا للحياة السياسية والثقافية.
أما الفصل الثاني، فيقدم عرضًا وافيًا لمظاهر الحضارة السواحيلية، ومنها الهوية والدين الإسلامي والعادات والتقاليد، بما في ذلك طقوس الولادة والزواج والوفاة، بالإضافة إلى الملابس ونمط الغذاء والاحتفال بالمناسبات الدينية، كما يتناول اللغة السواحيلية وآدابها، وفنون العمارة والبناء، وصناعة السفن، وآلات الموسيقى، مبرزًا أثر الحضارة العربية فيها جميعًا.
وفي الفصل الثالث، يسلط المؤلفان الضوء على شخصيات سواحيلية ذات أصول عُمانية لعبت دورًا مهمًا في نشر الفكر والثقافة، مثل الشيخ علي محسن البرواني، والشيخ عبد الله صالح الفارسي، والبروفيسور علي المزروعي وغيرهم ممن تركوا بصمات واضحة في مسار الحضارة السواحيلية وتطورها.
أما الفصل الرابع والأخير، فيتناول جهود العلماء العُمانيين في خدمة اللغة السواحيلية، خصوصًا عبر حركة الترجمة، مثل ترجمة معاني القرآن الكريم للشيخ عبد الله صالح الفارسي، وترجمة «المنتخب» و«صحيح البخاري»، إضافة إلى القاموس العربي–السواحيلي للدكتور عبد الهادي حامد مرزوق.
ويختتم المؤلفان كتابهما بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إخراج هذا العمل البحثي، على أمل أن يقدم إضافة جديدة للدارسين والمهتمين بتاريخ العلاقات العربية–الأفريقية، وأن يظل شاهدًا على عمق التأثير الحضاري المتبادل بين العرب والسواحيليين عبر العصور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب الوجود العربي شرق أفریقیا
إقرأ أيضاً:
أفشة ينقذ مصر من الخسارة أمام الكويت في بداية المشوار العربي (شاهد)
في مباراة مثيرة وحافلة بالندية والإثارة، نجح منتخب مصر في اقتناص نقطة ثمينة أمام نظيره الكويتي بعد تعادلهما بهدف لكل فريق في الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر، حيث جاء تعادل المنتخب المصري بفضل ضربة جزاء نفذها محمد مجدي "أفشة" في الدقيقة 87، بعد طرد حارس الكويت في الدقيقة 83 بعد مخالفة داخل منطقة الجزاء.
استحوذ المنتخب المصري على مجريات اللقاء منذ بداية المباراة، محافظًا على توازن خطوطه تحت قيادة حلمي طولان، واعتمد على الرقابة المحكمة لخط وسط الكويت الذي بدأ المباراة بقوة دفاعية منع وصول هجمات المنتخب المصري لمرمي الفريق الأزرق، ومع مرور الدقائق الأولى.
وشهدت المباراة مشاركة عدد من العناصر الأساسية للمنتخب المصري، على رأسها محمد النني وعمرو السولية في خط الوسط، إضافة إلى محمد شريف في الهجوم، فيما جاءت تشكيلة البدلاء لتعزز الخيارات الهجومية والدفاعية، بما يضمن جاهزية الفريق للمباريات القادمة.
وأهدر منتخب مصر التقدم بإضاعة الهدف الأول من ضربة جزاء تحصل عليها إسلام عيسي في الدقيقة 36 من زمن المباراة، وفشل عمرو السولية في تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 38 من زمن اللقاء واضعا الكرة بجوار القائم الأيمن من نقطة الجزاء.
وفي الشوط الثاني افتتح المنتخب الكويتي التسجيل من هجمة مرتدة في الدقيقة 64 عن طريق فهد الهاجري، وفي الدقيقة 83، جاءت لحظة الحسم حين تعرض أحد لاعبي المنتخب المصري لعرقلة داخل منطقة الجزاء، ليقرر حكم المباراة احتساب ضربة جزاء وطرد حارس الكويت، ما منح أفشة فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل.
هدف التعادل لمصر على الكويت ????????????????#كأس_العرب2025 #كأس_العرب
pic.twitter.com/i670aUigP8 — كأس العرب FIFA2025 (@44hfc) December 2, 2025
ويعد هذا التعادل نقطة انطلاق مهمة لمصر في المجموعة الثالثة التي تضم أيضًا منتخبي الإمارات والأردن، ويسعى لتعويض النقاط المهدرة في مواجهته القادمة أمام الإمارات السبت، قبل أن يختتم دور المجموعات بملاقاة الأردن الثلاثاء على ستاد البيت في مباراة قد تحدد مسار الفريق نحو الأدوار الإقصائية.
لحظه تدخل حارس المنتخب الكويتي قبل طرده#كأس_العرب2025 pic.twitter.com/lrNsWaw6Jh — كأس العرب FIFA2025 (@44hfc) December 2, 2025
وتاريخيًا، سبق لمصر والكويت أن التقيا في كأس العرب مرتين، ففاز منتخب مصر 1-0 في نسخة 1992 عبر هدف أيمن منصور، فيما حقق "الأزرق" الفوز 4-1 في نسخة 1998 على حساب منتخب مصر للشباب، وسجل أهداف الكويت كل من جاسم الهويدي، بشار عبد الله، حمد الصالح، وفواز بخيت.
المنتخب الكويتي يسجل الهدف الاول????????????????????????#الكويت_مصر #كأس_العرب2025
pic.twitter.com/k0LwfrmnXZ — كأس العرب FIFA2025 (@44hfc) December 2, 2025