"كوب لبن نظيف".. كيف حققت مصر طفرة في صناعة الألبان؟| خاص
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
تعد صناعة الألبان من الصناعات الهامة في مصر، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين من الغذاء الصحي، ويعتبر الحصول على كوب لبن نظيف، من المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى تهدف إلى تطوير الإنتاج بـ قطاع الألبان والثروة الحيوانية، فضلا عن تقديم غذاء آمن يضمن سلامة المواطنين، من خلال دعم مراكز تجميع الألبان، التي تضمن للمواطن كوب لبن نظيفا وخاليا من الأمراض والملوثات، ومتوافق مع المواصفات القياسية العالمية، ويساعد في رفع مستوى جودة الألبان، لتستطيع أن تنافس مثيلتها فى السوق العالمية.
قال الدكتور محمد زكي عيد، الباحث بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية، إن مصر تشهد حاليا واحدا من أهم المشروعات الصحية والاقتصادية للمواطنين، وهو المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان إلى المستوى العالمي، الذي يأتي فى إطار النظرة المستقبلية للرئيس السيسي، إضافة إلى دعم السيد القصير وزير الزراعة لتحسين المستوى الصحي والاقتصادي للمواطن المصري.
وأكد الدكتور محمد زكي عيد، في تصريحات خاصة إلى “صدى البلد” أن هناك خطوات وإجراءات واختبارات للحصول على “كوب لبن نظيف” تتعلق بتقدير نسبة الدهون والبروتين إضافة إلى نسبة الحموضة ومدى نظافة اللبن والكشف عن بقايا المضادات الحيوية، وهي اختبات لابد منها حتى نحصل على كوب لبن آمن وصحي للمواطنين.
تطوير سلسلة إنتاج الألبانكما أشار إلى أن الاهتمام بمراكز تجميع الألبان يستهدف تطوير سلسلة إنتاج الألبان عبر مراحلها المختلفة بدءا من تربية الماشية ورعايتها مرورا بعمليات الحلب والفحص والتجميع والنقل، وانتهاء بعمليات التصنيع والتسويق، ما يعني تقديم الخبراء لأهم طرق التربية الحديثة، وتقديم الرعاية البيطرية للأبقار والجاموس، وأيضا دعم معامل معهد بحوث الصحة الحيوانية الحديثة، وتنفيذ الإجراءات المناسبة للوصول إلى الجودة العالمية، والنهوض بمراكز تجميع الألبان، وتطوير نظم العمل من خلال الأدوات والآلات الأحدث عالميا.
إضافة إلى الحصول على منتج مطابق للمواصفات العالمية، يتيح الاهتمام بمراكز تجميع الألبان فرص عمل جديدة للشباب، وزاد عدد مراكز تجميع الألبان المعتمدة في مصر بنحو 130 مركزا في 2023، مقابل 110 مراكز في 2022، ويستهدف مشروع تطوير الألبان نحو 826 مركز تجميع ألبان، والوصول بالمراكز المعتمدة إلى نحو 900 مركز.
وأضاف الدكتور محمد زكي عيد أن مصر حققت نجاحًا ملحوظًا في زيادة إنتاجها من الألبان، وحققت طفرة في صناعة الألبان، يرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل وجهود مبذولة من قبل الحكومة والقطاع الخاص.
تطوير البنية التحتية:
شهد قطاع الألبان في مصر تحسينات كبيرة في البنية التحتية، وتم توسيع مزارع الأبقار وتحديثها بمعدات حديثة وتكنولوجيا متقدمة، كما تم العمل على تحسين ظروف الإنتاج وتوفير بيئة صحية للحيوانات، وهو ما ساهم في زيادة كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات النهائية.
دعم الحكومة:
قدمت الحكومة دعمًا كبيرًا لقطاع الألبان، وأطلقت برامج ومبادرات لتشجيع المزارعين والمستثمرين في هذا المجال، وتم توفير التمويل والمساعدة التقنية للمزارعين، إضافة إلى تسهيلات لاستيراد المعدات اللازمة.
التحول إلى الإنتاج الحديث:
تبنت الشركات والمزارع المصرية تقنيات الإنتاج الحديثة والمتقدمة، مثل استخدام آلات الحلب الآلية وأنظمة الحلب الذاتية، ما أدى إلى زيادة كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات التي ساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة القدرة على التصدير.
الاستثمار في البحث والتطوير:
استثمرت الشركات المصرية في البحث والتطوير، من خلال التركيز على تحسين جودة المنتجات لتصبح ذات قيمة مضافة عالية، وهو ما ساهم في زيادة الطلب على المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.
التسويق والتصدير:
جرى تعزيز التسويق والترويج لمنتجات الألبان المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، كما تم تحسين العبوات وتصميم المنتجات لتلبية احتياجات وتفضيلات المستهلكين، كما تم توسيع شبكة التوزيع وتحسين الخدمات اللوجستية، ما ساهم في زيادة وجودة الوصول إلى المستهلكين، وبفضل جودة المنتجات والتوجه نحو الابتكار، استطاعت مصر توسيع حصتها في أسواق التصدير للألبان، ما أدى إلى زيادة الإيرادات وتعزيز الاقتصاد المصري.
على الرغم من تحقيق مصر طفرة في إنتاج الألبان، إلا أن هناك تحديات مستقبلية يجب التركيز عليها، من بين هذه التحديات “توفير المزيد من التمويل للمزارعين والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المزيد من البحوث والتطوير للابتكار وتحسين جودة المنتجات، وتوفير التدريب والتعليم المهني للعاملين في صناعة الألبان”.
جدير بالذكر الطفرة التي حققتها مصر في صناعة الألبان تعززت بالجهود المبذولة وبتوجيهات حكومية قوية للقطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الألبان، وتعزيز الصادرات لتحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي مراکز تجمیع الألبان جودة المنتجات إضافة إلى فی زیادة ساهم فی کوب لبن
إقرأ أيضاً:
شموعى التى لا تنطفئ
تتكسر الأعوام على أيامنا، كرماحٍ يقذفها القدر.. فسنة تلو سنة، ونحن نقف على طرف ممر لا نهاية له، ننتظر ضوءا ينير ظلمة كادت أن تبتلعنا.
هكذا مع كل عام يغادرنى، أقف مع ذاتى موقف الجلاد، كم حلما تمنيته واستطعت إنجازه فى ذاك العام المنقضى؟ كم قصة كتبتُ أو قصيدة، كم كتابا أصدرتُ؟ هل استطعت تعلم تلك اللغة التى أردت؟ هذا البحث الذى أفكر فى إنجازه.. هل تم؟ هل حققت لأبنائى ما يصبون إليه؟ أم أن فى نفوسهم طلبا منعه الخجل عنى؟
هل.. وهل...
أمسك بأمنياتى التى حققت بيمينى، بينما ترقد تلك التى لم تحقق بيسارى، كجثة هامدة، فيما أصر مطلع كل عام من عمرى، على تغيير دفة تفكيرى، لربما حققت ما عصى على التحقق يوما..
يتعجب الأولاد والأحباب من رفضى لكعكة عيد الميلاد، رغم فرحتى بها التى ما زالت تشبه فرحة طفلة فى الخامسة، لكننى أعذر جهلهم بما يموج داخلى من أفكار حين أتوسطهم وأنظر إلى الرقم الذى ينغرز فى الكعكة ويتكون من شمعتين، تمثلان رقمين حاصل مجموعهما هو عمرى الجديد، أقف وأنا أنتظر لحظة إطفائى للشموع بتخوف، فأى أمنية سأطلقها لتتعلق ساخنة بالدخان المتصاعد نحو السماء، علّها تتحقق؟
وهل عساى أفكر فى الجديد وما مضى من أحلام لم أحقق معظمه بعد؟
اليوم أتأمل أربعة وأربعين شمعة أطفأها نيابة عنى المحبون وتمنوا لى فى نفوسهم المحبة ما تمنوا، لكننى أنظر إلى الشمعة الخامسة والأربعين والتى تبتسم لى ابتسامة غامضة أعرفها حق المعرفة، فأتحسس موضع قلبى، وأحوقل.. لا، لن أطفئها، فماذا عساه يحدث إن أنا تركتها مشتعلة، ينبعث منها دخان هادئ، لا يحمل شيئا من أحلامنا أو أوهامنا؟ دعوه يتخفف منها لعام واحد، علّ الأمنيات حين تبقى على الأرض تتحقق.. ولعلى أراها من زاوية جديدة، ومبررات جديدة.
على الضفة الأخرى من التفكير أنظر لنفسى نظرة لوم عظيم، فما تحقق ربما فاق ما تمنيته، حتى وإن جاء متأخرا، فلعل التأخر خير، والمنع خير، ويكفى المرء منا لحظة سكينة، ورضا عن أولاده، وعن إنجازات يراها عادية ويراها الآخرون إعجازا، يكفينى من الحياة ألمًا مر وصحة استرددتها بعد مرض طال، ولطفًا من الله شمل ضعفى وعجز من حولى أمام معاناة لا سبيل لهم فى محوها، فإذا برحمةٍ من الله تنجينى..
يكفينى منحة حب الناس ودعائهم حين الكرب، وفرحهم فى لحظات السعادة.. يكفينى أننى لست وحدى، رغم ما يبدو ظاهرا للغير، فمن رُزق عناية الخالق ليس بوحيد، ومن التف حوله الأحباب والأصدقاء والأولاد ليس وحيدا، بل الوحيد من حُرم لطف الله، ومن تخلى عنه المحيطون وانتفت عنه أسباب الحياة.
إذن.. فلأشعل شمعتى الجديدة.. ولكن ليس انتظارًا للقادم من الأمنيات، فأنا هذا العام سأطارد أحلامى، حلما وراء حلم، حتى أحققها ولو صعبت، فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.