طيار روسي ينشق وينادي رفاقه: اتبعوني إلى أوكرانيا
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
كان آسفا للعملية العسكرية الروسية لبلده، ولهذا لم يجد الطيار الروسي النقيب مكسيم كوزمينوف حلا إلا الانشقاق.
فبعدما تلقى المساعدة من جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني، وصل بطائرته الهليكوبتر الشهر الماضي إلى الأراضي الأوكرانية.
وتحدّث للصحافيين، الثلاثاء، موضحاً أنه حلق بطائرته الهليكوبتر من طراز Mi-8 على ارتفاع منخفض فوق الحقول مع إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال لتجنب اكتشافه، مما توج عملية تم التخطيط لها على مدار أشهر مع وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية بالنجاح.
كما قال الكابتن ماكسيم كوزمينوف في أول ظهور علني له خلال مؤتمر صحافي من أوكرانيا، إنه تواصل مع الوكالة المعروفة اختصارا بـ HUR، أواخر العام الماضي، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال كوزمينوف، البالغ من العمر 28 عاماً وينحدر من أقصى شرق روسيا، إنه عمل كطيار نقل للجيش الروسي، حيث كان ينقل القوات والمعدات عبر روسيا، وبمجرد بدء الحرب، انتقل أيضاً إلى الأراضي المحتلة في جنوب أوكرانيا.
ثم تابع أنه وافق على خطة مع HUR للانشقاق عن طريق تحليق مروحية Mi-8 تحت قيادته عبر ممر آمن إلى أوكرانيا، ومعه جنديان روسيان كانا على متن الطائرة عندما انطلق من كورسك في جنوب روسيا، ولم يعلم أي منهما بخططه.
وعندما اقترب من وجهته بالقرب من فوفشانسك في شمال شرق أوكرانيا، قال إن الرجال بدأوا في الذعر، ثم قفزوا من المروحية عندما هبطت واتجهوا شمالاً نحو الحدود.
بدوره، أفاد مدير HUR اللواء كيريلو بودانوف لوسائل الإعلام الأوكرانية، أن الرجلين قُتلا عندما حاولا الفرار.
افعلوا مثليولم تعلق موسكو على انشقاق كوزمينوف، بل قالت قناة Fighterbomber، وهي قناة طيران عسكرية روسية على Telegram مرتبطة بالقوات الجوية الروسية، بعد إصدار فيلم HUR أنه لا ينبغي الوثوق بالقصة.
أمام النفي الروسي للعملية، سعت HUR إلى إصدار فيديو الأحد الماضي، يوضح تفاصيل الرحلة، وتعاون الوكالة مع كوزمينوف، الذي قال إنه كان يبحث عن فرصة للهروب.
وقال كوزمينوف، وهو طيار في فوج المروحيات المنفصل 319 التابع لطيران الجيش الروسي والمتمركز في منطقة بريمورسك في أقصى شرق روسيا، إنه كان يعيش حياة مريحة في شقتين وراتب جيد عندما بدأت الحرب.
كما كشف أنه وفي نهاية عام 2022، كتب إلى ممثلي HUR في محادثة مشفرة على Telegram، وبدأ يناقش معهم خطة لسرقة مروحية عسكرية روسية والهبوط بها في أوكرانيا، مما جعله مؤهلاً للحصول على تعويض قدره 500 ألف دولار، وفقا لقوانين الحرب الأوكرانية.
روسيا تؤكد استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافهاوبحلول الصيف، كانوا قد اتفقوا على مسار رحلة في 9 أغسطس، وبعد ظهر ذلك اليوم غادر قاعدة جوية في كورسك وتوجه نحو منطقة خاركيف في أوكرانيا مع اثنين من أفراد الخدمة الآخرين على متن الطائرة، لقد طار على ارتفاع أقل من 32 قدمًا فوق الأرض لتجنب اكتشافه، في وضع الصمت اللاسلكي، وقال إنه تم استهدافه بإطلاق نار من اتجاه غير معروف أثناء عبوره الحدود.
وقال مسؤولو HUR إن القوات انتشرت حول المروحية وسيطرت عليها، وعثرت على وثائق تتعلق بالعمليات العسكرية الروسية وتعليمات لأجزاء الطائرة على متنها.
أما كوزمينوف فأوضح أنه يدرس خياراته وخططه للبقاء في المستقبل المنظور في أوكرانيا، حيث قال إنه حصل على ضمانات بالسلامة ومبلغ 500 ألف دولار الذي وعد به، موضحاً أن والديه موجودان معه في أوكرانيا، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقالت HUR إن أيا من أفراد الخدمة الروسية الذين ينشقون سوف يتلقون معاملة مماثلة، بما في ذلك التعويض المالي عن المعدات الروسية التي ينقلونها إلى الأوكرانيين.
وفي الفيديو الذي نشرته منظمة HUR يوم الأحد، حث كوزمينوف الآخرين على أن يحذوا حذوه.
الأولى من نوعهايشار إلى أن عملية الطيار الناجحة جرت في 9 أغسطس/آب، وكانت بمثابة انقلاب لـ HUR.
كما أنها المرة الأولى التي ينشق فيها طيار من القوات الجوية الروسية منذ أن شنت موسكو حربها قبل 18 شهرا.
وقارنتها الوكالة بعملية "الماس"، وهي مهمة استمرت 3 سنوات قام بها جهاز المخابرات الوطنية الإسرائيلي الموساد وانتهت في أغسطس 1966 بالقبض على طائرة مقاتلة سوفيتية الصنع من طراز ميغ 21 يقودها أحد المنشقين عن القوات الجوية العراقية.
إلى ذلك، مثّلت أنباء انشقاق كوزمينوف دفعة لأوكرانيا في الوقت الذي بدأ فيه الهجوم المضاد في الجنوب يحرز تقدما بعد تحقيق مكاسب محدودة خلال 3 أشهر من القتال ضد القوات الروسية المتحصنة بعمق.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News مكسيم_كوزمنوف مكسيم_كوزمينوف أوكرانيا كييفالمصدر: العربية
كلمات دلالية: أوكرانيا كييف فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا .. 8 قتلى بقصف روسي على حافلة مدنية في سومي الحدودية
أعلن الجيش الأوكراني، صباح السبت، مقتل 8 مدنيين جراء قصف روسي استهدف حافلة كانت تقلهم قرب مدينة بيلوبيليا في منطقة سومي، الواقعة شمال شرقي البلاد.
وأفادت السلطات العسكرية بأن الهجوم تم باستخدام قذائف مدفعية، وأسفر عن سقوط ضحايا كانوا في طريقهم خارج المدينة التي تشهد تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا منذ أسابيع.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 8 آخرين في ضربة صاروخية روسية استهدفت ضواحي مدينة سومي، بحسب ما أعلنت الإدارة العسكرية للمنطقة. وأوضحت السلطات أن القصف استهدف منشآت مدنية في محيط المدينة، ما أدى إلى تدمير بعض المرافق الحيوية وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.
تشهد منطقة سومي تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا من الجانب الروسي في الفترة الأخيرة، إذ كثفت موسكو هجماتها على المناطق المدنية والعسكرية على حد سواء. وكان أعنف هذه الهجمات قد وقع الشهر الماضي، حين استهدفت القوات الروسية مدينة سومي بصواريخ أدت إلى مقتل 35 شخصًا، ما أثار إدانات واسعة من المجتمع الدولي، واعتبرته كييف جزءًا من سياسة "الإرهاب الممنهج" التي تتبعها موسكو ضد المدنيين.
منطقة سومي، الواقعة على الحدود مع روسيا، كانت منذ بداية الحرب من النقاط الساخنة التي تتعرض بين الحين والآخر لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وعلى الرغم من انسحاب القوات الروسية من المنطقة في المراحل الأولى من الغزو، فإن سومي لا تزال هدفًا متكررًا للقصف المدفعي والغارات الجوية، خصوصًا في ظل محاولات موسكو الضغط على الجبهات الشمالية.
وترى كييف أن هذه الهجمات تهدف إلى تقويض الحالة المعنوية للمدنيين وتشتيت القدرات العسكرية الأوكرانية، بينما تواصل موسكو تبرير ضرباتها على أنها تستهدف مواقع عسكرية أو مخازن أسلحة، وهو ما تنفيه السلطات الأوكرانية بشكل قاطع، مؤكدة أن الضحايا في معظم هذه الهجمات هم من المدنيين العزل.