بنفسك وبطرق بسيطة.. كيف تكتشف الأخبار المضللة والصور والفيديوهات المزيفة؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في كمية الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق منها بالموضوعات المثيرة للجدل.
وساهم ظهور الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذه الظاهرة، إذ بات من السهل جدا إنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة، مما يجعل المتلقين يعتقدون أن الأخبار المزيفة تبدو حقيقية.
وبشكل عام، تنقسم الأخبار المزيفة إلى فئتين، الأولى قصص غير دقيقة متعمدة، أي أن الأشخاص الذين ينشرونها يعرفون أنها كاذبة ولكنهم ينشرونها على أي حال، بهدف التلاعب بالرأي العام أو لزيادة أعداد الزائرين والمتابعين بغرض زيادة إيرادات الإعلانات.
أما الفئة الثانية فتتعلق بالقصص التي تحتوي على بعض العناصر الحقيقية ولكنها بالمجمل غير دقيقة، لإن الناشر لم يتحقق من جميع الحقائق، أو بالغ في جوانب معينة.
ظاهرة انتشار المعلومات المضللة ليست جديدة، فقد تم استخدام مصطلح "الأخبار المزيفة" بالفعل في القرن التاسع عشر، ولكن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشارها.
وقبل ظهور الإنترنت، كان الناس يميلون إلى تلقي أخبارهم من مصادر إعلامية موثوقة، وكان الصحفيون مطالبين باتباع قواعد سلوك صارمة.
لكن شبكة الإنترنت أتاحت طرقا جديدة وسريعة جدا لنشر الأخبار والمعلومات ومشاركتها، مع الغياب النسبي للمعايير التنظيمية أو التحريرية.
وتؤكد دراسات حديثة أن مستخدمي التواصل الاجتماعي يميلون إلى الثقة بما يرونه في حال كان المنشور يحظى بالكثير من المشاركات والإعجابات وبالتالي يقوم معظمهم بمشاركته والضغط على زر الإعجاب، دون إلقاء نظرة فاحصة على المحتوى.
" Macron recyclage" en traversant la rue de l' #Elysee à la #Concorde .
Merci à #midjourney
et à l'auteur de la photo . https://t.co/8gGPjxLTLN#ReformeDesRetraites pic.twitter.com/Bq1oWQdNlW
وغالبا ما تصل الأخبار المزيفة إلى المستخدمين عبر منشورات على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام و أكس (تويتر سابقا)، وفي بعض الأحيان قد يكون من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، ولكن في أحيان أخرى، يكون من السهل التعرف عليها بمجرد اتباع بعض الخطوات البسيطة.
وفيما يتعلق بمعرفة الأخبار المزيفة ينصح الخبراء بما يلي:
الخطوة الأولى، والمهمة، هي التحقق من مصدر الخبر وما إذا كان موثوقا ورصينا أم أنه يعمد كثيرا لنشر الأخبار المثيرة للجدل بهدف تحقيق الإثارة.
على سبيل المثال: تأكد من ناشر الخبر، هل هو حقيقي يتمتع بسمعة طيبة؟ أم مجرد حساب وهمي؟ أم شخص لديه أجندة معينة؟
ثانيا: تحقق من مصادر أخرى ذات سمعة طيبة، وعادة ما تكون وكالات الأنباء العالمية المحترفة، أو إعمل بحثا سريعا على غوغل من خلال كتابة كلمات مفتاح مثل "كوفيد- انتشار- اسم البلد" وحدد تاريخ نشر الخبر في "آخر 24 ساعة".
ستظهر لك نتائج بحث متعددة، إذ يمكن النقر على الأخبار المنشورة في هذه الفترة، وإذا لم يظهر لك أي شيء فهذا يعني أن الخبر المنشور غير دقيق.
ثالثا: اقرأ التعليقات على المنشور و لاتكتفي فقط بقراءة العنوان، ففي كثير من الأحيان يرد أشخاص على المنشورات المضللة، مثل "حصول انفجار في مكان معين"، بنفي الحادث أو القول إنه قديم.
ومع ذلك لا يجب الاعتماد بشكل كامل على التعليقات، بل يجب القيام بالتحقق من الخبر بنفسك ومن مصادر موثوقة.
رابعا: في كثير من الأحيان يتم استخدام خلفيات اعتمدتها وسائل إعلام رصينة من أجل نشر معلومات مضللة عبر إضافة تعديلات عليها.
وعند مشاهدة منشور بهذا الشكل، فليس عليكم سوى الذهاب لموقع المصدر الأصلي على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من أن المحتوى منشور بالفعل.
الصور والفيديويخشى الخبراء أن تؤدي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتزايد الاعتماد عليها في إنشاء الصور ومقاطع فيديو والتلاعب بها، إلى احتمال أن يصدق الناس كل شيء يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي
وفي السابق كانت هناك مقولة شهيرة مفادها أن "ليس كل ما نقرأه على الإنترنت صحيحا"، واليوم ينصح الخبراء والمختصون بضرورة تحولها إلى "ليس كل ما نراه أو نسمعه على الإنترنت صحيحا".
ومنذ زاد استخدامها مع نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام، شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورات متسارعة جعلت من الصور التي تنتجها تبدو واقعية إلى حد ما.
The boys in Brooklyn could only hope for this level of drip pic.twitter.com/MiqkcLQ8Bd
— Nikita S (@singareddynm) March 25, 2023ومع ذلك هناك ثغرات يمكن من خلالها معرفة ما إذا كانت الصورة أو مقطع الفيديو أصليا أم جرى التلاعب به.
فيما يتعلق بالصور، ينصح الخبراء بالبحث عنها بأعلى دقة ممكنة ثم القيام بتكبيرها للكشف عن التناقضات والأخطاء التي ربما لم يتم اكتشافها للوهلة الأولى.
والكثير من هذه الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تحتوي على تشوهات وعيوب وخاصة على مستوى مستوى اليدين والأصابع، حيث تظهر اليدين مشوهتان أو أنهما تحتويان على أربع أو ست أصابع أو تكون اليد صغيرة قياسا إلى حجم الجسم.
وغالبا ما يخلق الذكاء الاصطناعي صورا لأشخاص بعيون لها نظرة بلا روح أو ميتة أو تظهر اختلافات واضحة بين العينين.
كما قد يظهر الظل في أماكن غير طبيعية، وعلاوة على ذلك، قد يبدو لون البشرة غير متساوٍ.
كذلك يمكن التحقق من الخلفية داخل الصورة، إذ غالبا ما ينتج الذكاء الاصطناعي صورا بخلفيات مشوهة، لا تحتوي الكثير من التفاصيل، أو وجوه لأشخاص من دون ملامح.
بالنسبة لمقاطع الفيديو المزيفة، النقطة الأهم التي يجب التدقيق بشأنها تتعلق بتطابق حركة الشفاه وتعبيرات الوجه مع كلام الشخص الظاهر في الفيديو.
وتبقى الخطوة الأكثر نفعا، وفقا للخبراء، هي التأكد من مصدر الفيديو أو الصورة، سواء من خلال إجراء بحث عليها في غوغل، أو عبر التحقق من صحة ما ورد فيها من وكالات إخبارية ومواقع موثوقة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی على الإنترنت
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.
يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".
مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".
يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".
بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.
وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.
أخبار ذات صلةيقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.
يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".
كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.
ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".
يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".
ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)