الإمارات تدعو إلى بذل جهود إضافية للقضاء على الإرهاب
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
أكدت الإمارات خطورة آفة الإرهاب والتطرف على الأمن الإقليمي والعالمي، داعيةً إلى بذل الجهود والتنسيق المشترك للقضاء على هذه الآفة ومحاربة تداعياتها الخطيرة.
وشاركت الدولة في أعمال الدورة الثالثة للحوار السياسي العربي - الياباني التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية من الجانبين العربي والياباني، وترأس معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك.
وأكد الاجتماع الذي عقد بمشاركة العديد من الوزراء العرب إلى جانب معالي يوشيماسا هاياشي، وزير خارجية اليابان، وحضور معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أهمية العلاقات العربية اليابانية والحرص على تفعيل آليات التعاون المشترك، وعلى ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يخدم تطلعات الدول العربية واليابان والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار معالي الصايغ في كلمة دولة الإمارات إلى أن الاجتماع ينعقد في إطار الرغبة المشتركة في تعزيز وتطوير العلاقات بين الدول العربية واليابان والدفع بها إلى آفاق أرحب، وأن مُشاركة دولة الإمارات في هذه الدورة تأتي من «حرصها على تفعيل آليات التعاون مع اليابان والتي تُعد شريكاً استراتيجياً هاماً لدولنا العربية على كافة المستويات والأصعدة، وبالرغم من مستوى العلاقات المتطورة بين الجانبين إلا أننا نرى أن هناك المزيد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها لتعزيز وتطوير علاقات الصداقة والشراكة القائمة».
وأعرب معاليه عن اعتزاز دولة الإمارات بمستوى الشراكة الاستراتيجية التي وصلت إليها العلاقات بين دولة الإمارات واليابان، وقال إنّ ازدهار العلاقات التجارية والاستثمارية شكّل حافزاً لتعزيز تعاوننا في القطاعات الرئيسية، وتوسيع آفاق العمل المشترك ضمن المجالات الرائدة وفي مقدمتها الطاقة المتجددة، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي.
كما أشاد معالي الصايغ بالزيارة الأخيرة التي قام بها معالي فوميدو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، إلى المنطقة ولقائه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، في 17 يوليو 2023 وما توصلت إليه الزيارة من توقيع العديد من مذكرات التفاهم المشتركة في العديد من المجالات.
وقال معاليه: إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستستضيف مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي «COP28» في نوفمبر 2023 والذي يتزامن انعقاده هذا العام مع إعلان دولة الإمارات العام 2023 «عاماً للاستدامة».
وفي هذا السياق، أوضح أن الإمارات بذلت جهوداً كبيرة للإعداد والتحضير للمؤتمر من خلال التنسيق المشترك مع كافة الدول وفي مقدمتها اليابان التي نقدر دعمها وتأييدها لاستضافة دولة الإمارات هذا المؤتمر ونتطلع إلى إسهامات ومشاركة فاعلة من اليابان على ضوء الإمكانات الكبيرة المتاحة، ودورها الريادي في تطوير التكنولوجيا النظيفة، وقدرتها الكبيرة على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة، ويدعم جهود التغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة.
كما أكد معالي الصايغ على إيمان دولة الإمارات بأن تفعيل الحوار السياسي العربي الياباني ساهم في إثراء العلاقات العربية اليابانية بما فيها تنسيق المواقف، قائلاً: «ومن هذا المنطلق، فإن دولة الإمارات تؤكد على أهمية العمل العربي الياباني المُشترك وتنسيق المواقف وتوحيدها للدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والتأكيد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول واستقلالها، ودعم تحقيق التسوية السلمية في مناطق النزاعات والتوترات، واستخدام الحوار والمفاوضات كأداة لا غنى عنها لمعالجة الصراعات القائمة إقليمياً ودولياً، مضيفاً أنّ دولة الإمارات تتطلع إلى خلق المزيد من الفرص لتعزيز العلاقات العربية اليابانية وتنميتها في كافة المجالات بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا».
وشدّد معالي الصايغ في الكلمة أيضاً على خطورة آفة الإرهاب والتطرف على أمننا الإقليمي والعالمي الأمر الذي يُحتم علينا بذل المزيد من الجهود والتنسيق المشترك للقضاء على هذه الآفة ومحاربة تداعياتها الخطيرة، مشيراً إلى أهمية العمل المشترك لتأمين حركة الملاحة والتجارة الدولية والممرات المائية وإمدادات الطاقة والإسهام في حفظ السلام والأمن الدوليين.
وأكد معاليه على مواصلة دولة الإمارات التنسيق المشترك مع اليابان حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية بما يدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنّ التعاون القائم بين البلدين الصديقين في اجتماعات مجلس الأمن الدولي في ظل العضوية غير الدائمة لدولة الإمارات في المجلس للفترة 2022 - 2023 يعدّ خير دليل على ذلك، حيث اتخذ المجلس خلال العام الجاري قرارين بالإجماع بشأن الوضع في أفغانستان قدمهما البلدان بصفتهما حاملتي القلم المشارك لملف أفغانستان في المجلس.
وفي الختام، أعرب معالي الصايغ عن تطلع دولة الإمارات إلى استمرار الجهود المبذولة لدعم سبل استدامة التعاون بين الدول العربية واليابان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القضاء على الإرهاب مكافحة الإرهاب الإمارات جامعة الدول العربية الجامعة العربية الدول العربیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الفضاء الإلكتروني والتجسس السيبراني
بقلم : الفريق الركن الدكتور عماد ياسين الزهيري ..
برزت عناوين الفضاء الإلكتروني و التجسس السيبراني السيادة السيبرانية و العنف السيبراني و الإرهاب السيبراني و الجريمة السيبرانية و الهجوم و الدفاع السيبراني و الهوية السيبرانية و الجغرافية السيبرانية و الأخلاق السيبرانية ، و أهمها الحرب السيبرانيةخلال العقود الثلاثة الأخيرة ، أصبحت الحرب السيبرانية ذات تأثير واضح على سياسيات الدول و المجتمعات ، و تساهم بتحديد مكانة الدولة و قوتها و أستقرارها محلياً و أقليمياً و دولياً ، و ظهر مايسمى بواقع العالم الإفتراضي بشكليها اللاواقعية و اللامحدودية ، محفزاً للحالمين و أصحاب الخيال من ذوي المواهب العلمية ، و أصبحت المصطلحات العلمية و العسكرية السيبرانية واقع حال معتمد في المخاطبات و البحوث و الدراسات ، و بدأت الأكاديميات العسكرية و كليات الأركان و الحرب ، بتوجيه مراكز بحوثها للإهتمام بهذه الحرب الحديثة و البحث عن كل جديد .
و دراسته و إدراج ما يهمها منه في مناهج الدراسة بجميع المستويات ، الغاية
توجيه صناع القرار و متخذيه بتخصيص المزيد من الموارد و القدرات و الأموال و الجهود لدراسة الحرب القادمة ، و أهمية الأمن السيبراني و العملياتي و الهجومية و الدفاعية التي يتعرض لها العراق .
و قد أصبحت ظاهرة الهجوم السيبراني واضحة و أبتعدت عن السرية و الغموض ، و بدأ إستخدامها بجميع المستويات و بمختلف الاتجاهات وبلغت من الخطورة ، و الأهمية أن تدار من هكذا هجومات ، بأوامر من أعلى سلطة بالدولة ، بل قامت بعض الدول بربط تلك المراكز و المؤسسات بأعلى سلطه لها و الأشراف شخصياً من قبل الرؤساء و الملوك ،و دعمها بشكل مباشر نتيجة النتائج الكبيرة و المذهلة التي تحققها أتجاه الأعداء و الخصوم و بكلفة زهيدة ، قياساً بالحروب الأخرى و حجم الإمكانات و الموارد المطلوبة لتحقيق نصر أو إنجاز ، و هذا ما أرغب بالتركيز عليه لأنه يدخل ضمن توقعاتي الخاصة بحربنا مع الارهاب ، أو لربما مع أعداء محتملين من داخل أو خارج الحدود الوطنية ، غالباً ما نستعمل مصطلح الهجوم الإلكتروني أو السيبراني على جميع عمليات سرقة الملفات أو المعلومات أو الأموال أو الصور الشخصية أو تعطيل مواقع معينة أو التأثير على شبكات الكهرباء أو محطات الطاقة النووية أو منظومات نقل الأموال بين المصارف ، و أغلبها تحمل آثار قانونية و أمنية خطيرة ، على تلك الدول أو المؤسسات أو الشركات ، و كل ذلك يتم بالقوة الإلكترونية عبر الفضاء السيبراني ، مسلحة بجميع الأسلحة و الوسائل و الأدوات الناعمة ، لتوجيه ضربات مؤلمة و تسبب الكثير من الذعر و الخوف و تسبب الكثير من الخسائر ، و أخطرها هو أن تفقد الدولة غطائها حول معلوماتها و أمن مواطنيها و بالدخول الى التفاصيل ، أن تلك الهجومات تتضمن سرقة بيانات أو إتلافها أو تغييرها أو تشفيرها ، و لربما يستخدمون أسلوب التسلل عبر برامج تجسسية ، أو هجوم مباشر عبر برامج لها القدرة على التدمير ، و أن أخطر ما في الهجوم السيبراني ، إنه لطالما ينجح و خاصة مع الدول التي لاتمتلك وسائل الرد أو الردع أو الدفاع النشط ، و أكثر الأسباب التي تجعل الهجومات ناجحة ، أننا لانستطيع أن نميز جهة الهجوم من مدني غير شرعي ، أو مقاتلين الكترونيين لدولة معينة ، كما ساهمت أكثر الدول من إنتاج جيوش الكترونية و ذباب الكتروني ، بمستويات مختلفة لضمان عدم توجيه الإتهامات لها من الآخرين .
علينا كجيش عراقي الإسراع بتأسيس منظومة الحرب السيبرانية بقسميها الهجومي و الدفاعي ، و ربطها بالجهد الوطني المتيسر حالياً ، و البدء بخطة أفتح مراكز بحوث و دراسات لجمع الجهد الوطني بهذا المجال ، مع فتح مختبرات أختصاصية و جذب المواهب العلمية لإنتاج برامجنا الخاصة بنا ، و أستخدمها لضمان أمن العراق و شبكاتها سيبرانية ، كما يتطلب منا فتح وحدات أختصاصية لمكافحة الجريمة السيبرانية و الإرهاب السيبرانيو تأسيس سياقات عمل بهذا المجال ،خاص بالأداء العام و الأداء الفردي في هذا المجالات القوة الناعمة و القوة الذكية ، مصطلحات أعتمدها جوزيف ناي الأبن في فترة بيل كلنتون في مجال الحرب السيبرانية ،و لذلك علينا إعتمادهما لغرض التأثير على صناع القرار و متخذيه ، لا نتاج قدرات قادرة على زيادة إمكانيات العراق للدفاع عن مصالحه الحيوية ، أن تجربة الحرب ضد الإرهاب بينت أهمية الحرب السيبرانية و تأثيرها على شبكات الإرهاب ، حيث نجح الإرهابيون من أستخدام الشبكات العالمية لتجنيد الكثير من أنصارهم و تسبب ذلك بخلط الأوراق و تداخل الجبهات بشكل جعل الجميع يتبادلون الإتهامات بدعمهم للإرهاب ، و علينا أن نبني سياسة وزارة الدفاع مع التكنولوجيا الحديثة لرسم سياسة سيبرانية ، تجمع بين الواقع و الطموح و تكون قادرة على التكيف مع الواقع الحالي و مواكبة التطور السريع في هذا المجال ، و عدم السماح للأخرين من جعلنا ضحايا أو مستخدمين من الدرجة الثانية و الثالثة .
خلاصة رؤيتي ..
أن إستخدام الوسائل و الأدوات الهجومية و الدفاعية في الحرب السيبراني ، سواء كانت الحرب تقليدية أو غير تقليدية أو كانت حرب هجينة ، فأنها تعطي الزخم الكبير للحصول على الإنتصار بأقل كلفة ممكنة .
و يمكن للعراق بأستخدام المواهب الوطنية أو تحالفاته مع بعض الدول أو أشتراكاته مع بعض الدول لتأسيس منظومة أمن سيبراني قادرة على الدفاع عن المصالح الحيوية للعراق ، في جميع المجالات و لربما يمكن تطويره كسلاح ردع ضد الخصوم ، و لتأسيسه بعيداً عن الآلة العسكرية أو القوة الخشنة ، و يمكن أستثمار الأجواء الإيجابية مع هذا الملف ، للبدء بخطوات علمية و عملية شجاعة ، و مواكبة التطور الكبير مع دول الجوار أو حتى المنظمات الإرهابية التي تستخدم مثل هكذا أساليب و على المنظرين العسكريين العراقيين البدء بوضع نظرية أمن سيبرانية عراقية رصينة تراعي ظروف العراق و مصالحه و التحديات ، و المصاعب التي تواجه بين الأعداء الحاليين و الاعداء المحتملين .