الجديد برس:

أكد موقع أمريكي، أن الدول التي أوصلت اليمن إلى ما يعيشه اليوم من وضع مأساوي على كافة المستويات، تتحمل مسئولية مباشرة عن هذه الأوضاع، مشيراً إلى أنه يجب أن تتحمل هذه الدول مسئولية إعادة الإعمار.

وقال التقرير الذي نشرته مجلة “Jacobian” الأمريكية: “لقد أنفقت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، مبالغ ضخمة على الحرب التي أدت لوصول اليمن إلى الفقر المدقع.

ويجب ألا يُسمح لهم بالتنصل من المسؤولية عن أعمال إعادة الإعمار التي تعتبر ضرورية لمستقبل جميع اليمنيين”.

واستعرض التقرير الذي جاء تحت عنوان “يجب على الدول التي ساعدت في تدمير اليمن أن تتحمل مسؤولية إعادة إعماره“، صوراً من المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وحالة الفقر المدقع التي تعيشها الشريحة الأوسع من السكان في مدينة عدن، خلال الفترة بين أبريل وديسمبر، وهي الفترة التي كان معد التقرير يتواجد خلالها في عدن كعامل إغاثة، مؤكداً أنه “على الرغم من بعض مصادر الدخل من الحكومة المعترف بها دولياً والميليشيات المختلفة في عدن، إلا أن اليمنيين عالقون فيما وصفته الأمم المتحدة مراراً وتكراراً بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.

وبالإضافة إلى الوضع الإنساني المتردي، سلط أحد محاور التقرير الضوء على عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب في مدينة عدن، التي “لا تزال العديد من المباني فيها بحالة سيئة، مؤكداً أن عدن “تلقت الحد الأدنى من أموال إعادة الإعمار، مما ساهم في زيادة الشعور بالعجز بين سكانها، ويبدو أن سكان عدن قد تم دفعهم إلى حالة من “الاستسلام”.

وأشار التقرير إلى “التناقض الصارخ بين الوعي العالمي بالفظائع التي سببتها الغارات الجوية الروسية في ماريوبول والاعتراف المحدود نسبياً بالدمار الواسع النطاق الذي عانت منه المدن اليمنية في الوعي العام الغربي”.

يقول معد التقرير: “عندما سألت السكان المحليين عن السبب الرئيسي للدمار في عدن، أرجعت الأغلبية ذلك إلى الغارات الواسعة لسلاح الجو الملكي السعودي”.

وأضاف: التقرير: “وبينما كان سكان عدن مرعوبين من المواجهات العسكرية على الأرض، فقد شهدوا أيضاً كيف بدأت المملكة العربية السعودية وتحالفها في قصف العديد من المباني المدنية الرئيسية في عدن. وشملت هذه الأهداف المستشفيات والفنادق والمدارس وقلعة صيرة التاريخية ومحطة معالجة المياه وسوق فيوش شمال المدينة والمركز التجاري عدن وملعباً كبيراً لا يزال معظمه تحت الأنقاض”.

وذكر التقرير أنه “من أجل تخفيف المعاناة في اليمن، يجب محاسبة المملكة العربية السعودية وشركائها في التحالف الإقليمي- بما في ذلك البحرين والإمارات العربية المتحدة، وكذلك الدول غير الخليجية مثل مصر والأردن- ويجب أن تتحمل ممالك الخليج، المسؤولة عن الجزء الأكبر من الدمار المادي وتمتلك الموارد اللازمة لإعادة البناء، غالبية التكلفة”، مشيراً إلى أن هذا المطلب يتردد لدى العديد من اليمنيين، الذين يجب أن تكون وجهات نظرهم في مقدمة جميع التحليلات والتوصيات المتعلقة باليمن.

وأضاف: “في إحدى المقابلات، ناشد أحد عمال الفندق دول التحالف “إصلاح بلادنا [و] إعادة ممتلكاتنا إلينا” حتى يتمكن اليمنيون من “العيش كما اعتدنا من قبل”.

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، تتحمل مسؤولية خاصة، مشيراً إلى أنه وفي أعقاب اندلاع المواجهات في عدن عام 2015، أعلنت إدارة أوباما عن إنشاء خلية تخطيط مشتركة مع المملكة العربية السعودية لتنسيق “الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي” بشكل وثيق. وفي الوقت نفسه تقريباً، قررت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخبارية حول أهداف الضربات الجوية”.

وذكر التقرير أن 73% من الأسلحة التي تلقتها السعودية، أتت من الولايات المتحدة، كما شاركت الولايات المتحدة- بحسب التقرير- في تدريبات مشتركة مع 80% من الأسراب الجوية المشاركة في الضربات الجوية، بالإضافة ما قدمه المقاولون العسكريون الأمريكيون من الإصلاحات والصيانة وقطع الغيار لأسلحة وآليات التحالف، بينما أجرت الطائرات الأمريكية عمليات التزويد بالوقود في الجو للطائرات السعودية التي نفذت الغارات.

ولفت إلى التقييم المقتضب الذي قدمه بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز في عام 2018، خلال فترة القصف المنتظم في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية، والذي قال فيه: “لولا الدعم الأمريكي، لكانت القوات الجوية الملكية السعودية توقفت عن العمل غداً”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة الولایات المتحدة فی عدن

إقرأ أيضاً:

في إطار البرنامج الطارئ لإعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول:إعادة إعمار 91 منزلًا بتكلفة 177 مليون ريال في وصاب

 

الثورة / يحيى الربيعي
في قرية الجرف وعزلتي بني موسى ووادي الخشب -مديرية وصاب السافل- محافظة ذمار، وبينما كانت الحياة تسير بوتيرة طبيعية، إذا بها في لحظات معدودة، تنقلب الموازين، ويُروى أن سداً قديماً لم يستطع الصمود أمام قوة المياه المتدفقة، فانفجر، مطلِقاً العنان لكتلة هائلة من المياه اجتاحت كل شيء في طريقها فهدمت المنازل، وجرفت معها الجدران، الأثاث، والممتلكات، سمع السكان أصوات الانهيار وصيحات الرعب، كانت المياه ترتفع بسرعة مخيفة، تحاصر الأسر داخل بيوتها، أو تجرفهم مع تيارها القوي.
فقد الأب ابنه، والأم طفلها، والرجل زوجته، اختلطت قصص الفقدان مع مشاهد الدمار.. كانت فرق الإنقاذ المكونة من رجال الدفاع المدني والمتطوعين الشجعان من أبناء المنطقة، يتسابقون مع الزمن لانتشال ما يمكن إنقاذه، والبحث عن المفقودين في مسارات الأودية الموحلة التي امتدت لمسافات طويلة، كل ساعة تمر كانت تزيد من قسوة المشهد، وكل جثمان يتم انتشاله كان يمزق قلوب الأهالي. ارتفع عدد الضحايا ليبلغ ثلاثين جثماناً تم العثور عليها، فيما بقي مصير آخرين مجهولاً، ابتلعتهم مياه السيول الغادرة.
لم تتوقف الكارثة عند الخسائر البشرية، بل فقدت العائلات منازلها التي كانت ملاذها الآمن، تحولت حوالي 23 منزلاً إلى أكوام من الأنقاض، وتضررت مئات المنازل الأخرى بشكل بالغ، كما جرفت السيول 4 سيارات، ودراجتين ناريتين، ومحلاً تجارياً واحداً في عزلة وادي الأخشب، فقد الفلاحون كل شيء؛ أراضيهم الزراعية التي غمرتها المياه، ومواشيهم التي جرفتها السيول. كانت الكارثة عميقة، خلفت ما بين 8 إلى 10 إصابات، وأسراً تبحث عن مفقوديها.
وسط هذه المأساة، تجلت أسمى معاني التكاتف والإخاء، هب أبناء وصاب السافل لمساعدة بعضهم البعض، غير آبهين بالمخاطر، وصلت فرق الإغاثة من محافظات أخرى، تحمل معها المساعدات وتشارك في عمليات البحث والإنقاذ، كما أعلنت السلطات المحلية المناطق المتضررة “مناطق منكوبة”، إدراكاً منها لحجم الكارثة والحاجة الماسة للمساعدة، وانطلقت نداءات استغاثة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تناشد القلوب الرحيمة لتقديم العون للمنكوبين الذين فقدوا كل شيء.

بصيص أمل من رحم المعاناة
لم تكن الكارثة نهاية المطاف، بل كانت دافعاً للعمل والبناء. استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، والتي أكدت على ضرورة الوقوف إلى جانب المتضررين وتحويل الأزمة إلى فرصة، انطلق “البرنامج الطارئ لإعادة الإعمار”، ولم يكن الهدف مجرد إعادة بناء الجدران المنهارة، بل تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الكوارث المستقبلية.
اعتمد البرنامج منهجية تشاركية فريدة، تضع المجتمع في قلب عملية إعادة الإعمار، لم تكن المؤسسات تعمل بمعزل عن الناس، بل جنباً إلى جنب معهم، وتم إشراك الأهالي في كل خطوة، من تقييم الأضرار وتحديد الاحتياجات، إلى التخطيط والتنفيذ والمتابعة. كان الهدف هو كسر ثقافة الاتكالية التي قد تنمو بعد الكوارث، وتحفيز الناس على تحمل مسؤولية إعادة بناء حياتهم بأيديهم.
واجهت فرق العمل تحديات جمة، فبالإضافة إلى حجم الدمار الهائل ووعورة التضاريس التي جعلت نقل مواد البناء أمراً بالغ الصعوبة، كان هناك تحد لتغيير النظرة السائدة التي تعتمد على المساعدات الخارجية، لكن من خلال حملات التوعية والعمل الميداني الدؤوب، تمكن البرنامج من تحفيز المجتمع وتفعيل المبادرات المحلية.

الأرقام تتحدث: حجم الكارثة وإنجازات إعادة الإعمار
لتوضيح حجم الكارثة والجهود المبذولة في إعادة الإعمار بشكل أكثر دقة، التقينا بمنسق مؤسسة بنيان التنموية صالح القاسمي، والذي بدوره أوضح قصة الصمود والبناء قائلا: في وصاب السافل وحدها، تم حصر 560 متضرراً في دراسات المسح الأولية لتحديد الأسر الأشد حاجة، وأكد أنه تم الانتهاء من بناء الجدران الخارجية والداخلية لـ 38 منزلاً، وحفر وبناء الأساسات لـ 31 منزلاً، ومرحلة التوعية والمتابعة لـ 22 منزلاً، ليبلغ الإجمالي في وصاب السافل.91 منزلاً متضرراً كلياً في المديرية ضمن المرحلة الأولى لإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة في المحافظات الثلاث.
لم تكن هذه الجهود لتتحقق لولا تكاتف الجميع، حيث بلغت مساهمة مؤسسة بنيان التنموية في وصاب السافل وحدها 10,500,000 ريال يمني، لكن المساهمة الأكبر والأكثر تأثيراً جاءت من المجتمع وفاعلي الخير الذين قدموا مبلغاً كبيراً وصل إلى 134,950,000 ريال يمني، كما ساهم الشركاء من الحكومة والقطاعين العام والخاص بمبلغ 31,750,000 ريال يمني، ليبلغ إجمالي الإنفاق في وصاب السافل وحدها 177,200,000 ريال يمني، وكل ذلك ضمن إجمالي عام للمساهمات في كافة المديريات المتضررة بلغ 340,424,000 ريال يمني.
لم تقتصر الأنشطة على البناء المباشر، فقد تم حصر 5 من فاقدي مصادر الدخل في وصاب السافل ضمن جهود تمكين المتضررين، كما تم تدريب 30 فارساً للتنمية من أبناء المديرية لتأهيل قادة مبادرات مجتمعية قادرة على قيادة جهود البناء المستقبلية، وعقدت 17 جلسة لتفعيل المشاركة المجتمعية ورفع الوعي بأهمية التطوع في إعادة الإعمار، كما تم عقد ورشة عمل واحدة لتأهيل الجمعيات المحلية وتعزيز قدراتها.

قصص صمود وولادة جديدة
من بين ركام المنازل المنهارة، بدأت تبرز قصص نجاح تبعث على الأمل، حيث تحولت الكارثة من مأساة إلى شهادة على قوة التكاتف المجتمعي، وهب أبناء المناطق لنجدة المتضررين، ووفروا لهم أرضاً بديلة آمنة، لم يكتفِ الأهالي بالخيام المؤقتة التي وفرتها الجهات الإغاثية، بل تشاركوا مع السلطة المحلية والمؤسسات الداعمة في تسوية أرض جديدة وتخطيط منازلهم المستقبلية.. عملوا جنباً إلى جنب، يحفرون الأساسات ويرفعون الجدران، مدعومين بمواد البناء التي وفرها البرنامج وفاعلو الخير، وتحولت القرى المتضررة من ركام إلى ورش عمل، يحدوها الأمل في العودة إلى حياة كريمة.
ومع كل هذه الجهود، الدمار واسع، والحاجة ماسة لاستكمال جهود إعادة الإعمار وتوفير الدعم اللازم للأسر المتضررة، ولكن رغم حجم الفاجعة، التي لا تزال آثارها بادية للعيان، تذكر بقسوة ما حدث، يظل الأمل يحدو أبناء وصاب السافل، بل ويجعلهم يتشبثون بأرضهم وبتكاتفهم، ويؤمنون بأنهم سيتجاوزون هذه المحنة بالعمل التعاوني التكافلي والمشترك بين الجهات المعنية في الحكومة والمجتمع وكل من يمد إليهم يد العون.. قصة وصاب السافل هي قصة حزن عميق، ولكنها أيضاً قصة صمود وإنسانية تتجلى في أبهى صورها في أوقات الشدائد، وقصة برنامج تحويلي يسعى لتحويل الدمار إلى بناء، والأزمة إلى فرصة للتنمية المستدامة، إنهم يواصلون رحلتهم نحو التعافي، يخطون خطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.

مقالات مشابهة

  • تعرف على حجم تجارة الولايات المتحدة مع الدول العربية للعام 2024 (إنفوغراف)
  • الخبر: رئيس وكالة براءات الاختراع التابعة للأمم المتحدة، كامل إدريس، يتنحى تحت ضغط من الدول الأعضاء، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • افحيمة: الانتخابات ضرورة.. والبعثة تتحمل مسؤولية التعطيل عبر مقارباتها
  • التزام أمريكي بريطاني فرنسي أوروبي بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقراره
  • السيد القائد الحوثي: تتحمل أمتنا الإسلامية مسؤولية كبيرة في مناصرة الشعب الفلسطيني في هذه المظلومية الكبيرة الواضحة
  • الأورمان تستكمل إعادة إعمار 40 منزلًا بقرية الحمام في بني سويف
  • “نعتذر لشعب إسطنبول”.. مشغلو الحافلات الخاصة يحمّلون البلدية مسؤولية توقف الخدمة
  • في إطار البرنامج الطارئ لإعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول:إعادة إعمار 91 منزلًا بتكلفة 177 مليون ريال في وصاب
  • الخارجية الفرنسية: المبادرة العربية لإعادة إعمار غزة خطوة إيجابية
  • بنى سويف: الانتهاء من إعادة وإعمار وتأهيل 7 منازل بـعزبة الصفيح