زلزال الحوز.. الجزيرة نت تنقل لحظات الهلع من مراكش والقرى المجاورة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
مراكش ـ لحظات فزع غير مسبوقة عاشتها السيدة نزهة بحي المحاميد في مدينة مراكش، حين اهتزت البناية التي تقطنها في حدود الساعة 11:10 دقائق ليلة أمس الجمعة الثامن من سبتمبر/أيلول، فهرعت نحو أمها وشرعتا في ترديد الشهادتين.
"خلال أكثر من دقيقة، وصل قلبي إلى فمي وشعرت بالدوار، وضاعف خوفي انقطاع التيار الكهربائي وسقوط أواني داخل المطبخ وانكسار زجاج نافذته"، تروي السيدة الستينية -للجزيرة نت- وعلامات الصدمة بادية على وجهها.
وتضيف، "كنا في حيرة تامة، اعتقدنا في البداية أن الأمر يتعلق بانفجار كبير بأحد محلات قنينات الغاز الكبيرة القريبة، قبل أن نتأكد أن الأمر أكبر من ذلك".
يقول عبد السلام أحد سكان المنطقة -للجزيرة نت- إنه اتجه في لحظات الزلزال الأولى نحو زوجته وأولاده وعانقهم وحاول تهدئتهم، في حين ألحت ابنته الصغيرة على الخروج إلى الشارع مخافة سقوط البناية.
أما السيدة صفاء فتقول -للجزيرة نت- إن شقيقتها انتابتها نوبة هلع كبيرة وبدأت تصرخ حتى استيقظت ابنتها الصغيرة من النوم فزعة، وفشلت مساعيها لتهدئتهما معا ولم تستطع الصغيرة النوم مجددا إلا بعد محاولات عديدة.
واكتظت الشوارع والحدائق والساحات بالناس وأُوقفت السيارات بعيدا عن المباني. وعاينت الجزيرة نت افتراش أسر كاملة الأرصفة ولم يدُر بينهم حديث سوى عن الزلزال وسقوط ضحايا ومصابين.
فضلت نزهة كذلك المبيت في الشارع مثلها مثل العديد من الناس الذين أرعبهم انتشار إشاعة مفادها حدوث هزات عنيفة مرتقبة حوالي الساعة الثالثة فجرا.
وحين أيقنت أن الأمر يتعلق بزلزال، بدأت إثر عودة شبكة الاتصالات للعمل، بالاتصال بأقاربها وأهاليها في الأرجاء للاطمئنان عليهم، إلى أن وصلها خبر وفاة أحدهم بأمزميز في أحواز مراكش.
وشهدت المدينة القديمة لمراكش وحي سيدي يوسف بن علي وقوع حالات وفيات متفرقة، بعضهم بعد وصولهم إلى المستشفى، وفق ما أكدته مصادر موثوقة من السكان للجزيرة نت.
ووجه "المركز الجهوي لتحاقن الدم" نداءات للتبرع، بعد وصول حالات مصابة إلى المستشفى المحلي بالمدينة.
وعاشت "جماعات جبلية" في أحواز المدينة هلعا كبيرا ولحظات رعب حقيقية، امتزج فيها صراخ النساء والأطفال بدوي سقوط المنازل على الأهالي، وارتفعت سحب الغبار عاليا حجبت الرؤيا لدقائق وأزكمت الأنوف، كما يفيد محمد، وهو يعمل في الإطار التربوي من "جماعة تلاث نيعقوب" (حوالي 70 كيلومترا من مدينة مراكش)، في اتصال هاتفي للجزيرة نت.
ويؤكد، "حوصرتُ بين الأنقاض لعدة دقائق، واعتقدتُ أن الأجل قد حان، قبل أن يتم إنقاذي على يد جيراني".
ويضيف أن "دواوير متفرقة" عرفت وفيات متعددة، مع انقطاع التيار الكهربائي وقطع الطرق، ووجود شقوق على الطريق الإسفلتي.
واطلعت الجزيرة نت على عمليات إنقاذ بوسائل بسيطة جدا في مقاطع فيديو حصلت عليها من مصادر موثوقة، تظهر الهلع التي أصاب السكان في منطقة أمزميز، (قرابة 55 كيلومترا عن مدينة مراكش).
يقول عبد الجليل وهو ناشط مدني -للجزيرة نت- إن أغلب المنازل في المنطقة الجبلية، والتي بُني أغلبها من الطين، هدمت بالكامل، في حين حدثت شقوق خطيرة في بنايات أخرى.
ويضيف أن "الساكنة الجبلية" ما تزال تعيش وحتى حدود هذا الصباح، على وقع الصدمة، وما تزال الجهود "المضنية" مستمرة للبحث عن مفقودين، وتأكد وفاة العشرات من بينها أسر كاملة في عدد من الدواوير، ودعا إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل تقديم المساعدة للسكان.
وانطلقت عمليات إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، حسب ما توصلت إليه الجزيرة نت من مصادرها. وعملت فرق الوقاية المدنية في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت بسرعة فائقة على تحميل الشاحنات لإيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين من الزلزال.
وارتفعت حصيلة ضحايا الهزة الأرضية، التي سجلت مساء أمس الجمعة وحدد مركزها في "جماعة إيغيل" بإقليم الحوز، إلى 632 وفاة و329 إصابة، من بينها 51 إصابة خطيرة، وذلك حسب حصيلة مؤقتة لوزارة الداخلية إلى حدود الساعة السابعة صباحا.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مساء أمس الجمعة المغرب وحدد مركزه في جماعة "إغيل" بإقليم الحوز، 822 قتيلا و672 مصابا، منهم 205 في حالة خطيرة، نقلا عن وزارة الداخلية المغربية.
وتم تسجيل 394 وفاة بإقليم الحوز، و271 وفاة في إقليم تارودانت، و91 وفاة بإقليم شيشاوة، و31 في إقليم ورزازات، و13 في عمالة مراكش، و11 بإقليم أزيلال، و5 وفيات في عمالة أكادير إداوتنان، و3 وفيات بالدار البيضاء الكبرى، وحالة وفاة واحدة في إقليم اليوسفية.
يذكر أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، نشر الجيش -بشكل مستعجل على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز- وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني، حسب بيان القيادة العليا للقوات المسلحة.
وذكر البيان أنه تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجستية في مناطق الزلزال لتقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والسكّان المتضررين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بإقلیم الحوز للجزیرة نت الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
اليابان تلغي التحذير من تسونامي عقب زلزال بقوة 6.7 درجات
ألغت السلطات اليابانية تحذيرا من وقوع موجات تسونامي كانت أطلقته في وقت سابق بعدما وقع زلزال بقوة 6.7 درجات قبالة سواحلها الشمالية اليوم الجمعة، بحسب ما أعلنت وكالة الأرصاد الجوية.
وقالت الوكالة في تحذيرها السابق إن ارتفاع الأمواج في الساحل الشمالي قد يصل إلى متر واحد، مضيفة أنه تم تسجيل أمواج يبلغ طولها 20 سنتيمترا حتى الآن، واحدة في بلدة إيريمو بجزيرة هوكايدو الشمالية عند الساعة 12:35 ظهرا بالتوقيت المحلي (3:35 بتوقيت غرينتش)، وأخرى بعد 3 دقائق في منطقة أوموري.
وبحسب ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن الزلزال وقع على بعد 130 كيلومترا من مدينة كوجي في جزيرة هونشو.
ووقع هذا الزلزال بعد أيام من زلزال آخر في المنطقة نفسها بلغت قوته 7.5 درجة وأسفر عن إصابة 50 شخصا على الأقل.
وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه) عدم حصول أي تغيير في موانئ المنطقة.
وذكرت "إن إتش كيه" أن مستوى الاهتزاز كان أقل من زلزال الاثنين الماضي الذي تسبب بتدمير طرق وتحطم نوافذ وموجات تسونامي وصل ارتفاعها إلى 70 سنتيمترا.
وأعلنت هيئة الطاقة النووية اليوم أنه لا توجد أي مؤشرات فورية على وجود خلل في المنشآت النووية بالمنطقة.
وكانت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية قد أصدرت الثلاثاء الماضي تحذيرا نادرا من نوعه لجزيرتي هونشو وهوكايدو من هزة جديدة محتملة في غضون أسبوع تفوق قوتها تلك التي سجلت مساء الإثنين.
ولا تزال المنطقة مسكونة بذكرى الزلزال الهائل بقوة 9.0 درجات الذي وقع تحت سطح البحر عام 2011 وتسبب بحدوث تسونامي خلّف نحو 18 ألفا و500 بين قتيل ومفقود.
وتقع اليابان على 4 صفائح تكتونية رئيسية على طول الطرف الغربي لـ"حزام النار"، وهي من بين بلدان العالم ذات النشاط الزلزالي الأعلى.
ويشهد الأرخبيل -الذي يبعد نحو 125 مليون نسمة- نحو 1500 هزة سنويا، وبينما يُعد الجزء الأكبر منها خفيفا فإن الأضرار الناجمة عنها تتباين بحسب مواقعها وعمقها.
إعلان