مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر هدفها تحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قمة العشرين فى الهند، تأتى فى توقيت مهم، وتناقش فكرة إعادة حوكمة عمل المؤسسات المالية الدولية، مشيراً إلى أن مصر تتحدث أمام القمة بلسان الدول النامية، وتأمل فى اتخاذ خطوات حاسمة للتعافى الاقتصادى وتحقيق التنمية المستدامة. وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن هناك إجماعاً دولياً على التعامل مع التحديات المالية والاقتصادية والتمويل لتمكين الدول النامية من مواجهة تحديات ومخاطر التغيّرات المناخية، واصفاً القمة بأنها قمة الطموحات والتناقضات، نظراً للتحديات التى تواجه دول المجموعة.
ما دلالات مشاركة مصر فى اجتماعات القمة رغم عدم عضويتها فى مجموعة العشرين؟
السفير حسين هريدي: القمة تناقش إعادة حوكمة المؤسسات المالية الدولية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية- جرت العادة فى القمم متعدّدة الأطراف، التى عُقدت من قبل، أن توجّه دولة رئاسة القمة الدعوة إلى رؤساء دول غير أعضاء فى المجموعة للحضور، ووجّهت الهند الدعوة إلى عدد من الرؤساء، من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور القمة، وأرى العلاقات المصرية - الهندية أكثر من ممتازة، ولها عمق تاريخى كبير، وانعكست العلاقات المصرية - الهندية الخاصة والمهمة بوضوح فى عدد كبير من الاتفاقيات المشتركة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وشهدت العلاقات المصرية - الهندية تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، والعلاقات بين مصر والهند ممتدة، والشعبان المصرى والهندى يعتزان بالعلاقات التاريخية. وتحرص الهند فى رئاستها لقمة العشرين على وجود تمثيل جغرافى أوسع للدول المشاركة، خاصة أنها المرة الأولى التى تستضيف فيها فعاليات القمة.
إجماع على أهمية التمويل لتمكين الدول النامية من مواجهة تحديات ومخاطر التغيّرات المناخيةكيف ترى مشاركة مصر فى القمة؟ وهل لانضمامها إلى تجمع «بريكس» دور فى الدعوة إلى الحضور؟
- دعوة الهند لمصر إلى المشاركة فى القمة لا علاقة لها بانضمامها إلى تجمّع «بريكس»، حيث إن قرار دعوة مصر إلى حضور القمة سابق على قرار موافقة دول «بريكس» على انضمام مصر للتجمع، وبالتالى لا علاقة بين توسيع مجموعة «بريكس» والدعوة الهندية لمصر إلى المشاركة فى القمة، وستتحدّث مصر بلسان الدول النامية وتعرض التحديات التى تواجه الدول النامية، وهناك تحديات الكبيرة تواجه قمة العشرين ستناقشها فى الهند، حيث أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن التطلع لأن تسهم قمة مجموعة العشرين الحالية، فى اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التى تحول دون التعافى الاقتصادى وبلوغ التنمية المستدامة، وأن تخرج برسالة قوية، ترتقى إلى مستوى المسئولية الملقاة على عاتق قادة الدول، لتحقيق آمال الشعوب.
ما أبرز الملفات التى يناقشها القادة والزعماء فى القمة؟
- تناقش القمة فكرة إعادة حوكمة عمل المؤسسات المالية الدولية، والتحديات التى تواجه الدول النامية، وأعتبر أن قمة العشرين الحالية، ستكون علامة على تعامل مجموعة العشرين مع جملة التحديات، التى تواجه العالم اليوم. والهند حرصت على توجيه الدعوة إلى رؤساء دول يمثّلون ثقلاً ومناطق جغرافية متعدّدة لتخرج القمة بنتائج متوازنة تعكس بقدر كبير الإجماع الدولى على التعامل مع التحديات المالية والاقتصادية ومسألة الموارد المالية والتمويل لتمكين الدول النامية من مواجهة تحديات ومخاطر التغيّرات المناخية، وتسعى قمة العشرين إلى التحول التكنولوجى وتطوير البنى التحتية ودعم الاقتصاد الرقمى، وتمويل حالات الطوارئ الصحية والاستثمارات فى الوقاية من الأوبئة، والحد من مخاطر الكوارث والقدرة على الصمود فى مواجهة الأزمات.
وماذا عن التحديات التى تواجه مجموعة العشرين؟
- هذه القمة تعكس طموحات مشتركة وتناقضات أساسية داخل المجموعة، أبرزها غياب الرئيس الصينى شى جين بينج، لأول مرة عن المشاركة فى القمة، وقمة نيودلهى تُعد قمة الطموحات والتناقضات الحادة داخل مجموعة العشرين بين الولايات المتحدة وحلفائها الأعضاء بالمجموعة من جانب، والصين وروسيا من جانب آخر.
الهند ورئاسة قمة العشرينالهند تحاول الاستماع إلى كل الآراء التى طُرحت، ولديها تصورات محدّدة وتحديات اجتماعية واقتصادية ومالية رصدتها بناءً على اجتماعات وزراء خارجية دول العشرين، وكذلك الاجتماعات المتتالية لوزراء المالية ومجموعات العمل الخاصة بمواجهة التغيّرات المناخية، واللافت هذه المرة فى القمة هو الإعلان عن انضمام الاتحاد الأفريقى كعضو مساوٍ للاتحاد الأوروبى، بعدما كان الصوت الأفريقى غائباً عن كل القضايا الدولية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي مجموعة العشرین الدول النامیة قمة العشرین التى تواجه الدعوة إلى فى القمة
إقرأ أيضاً:
الهند على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي في مجال رحلات الفضاء
تستعد الهند لتحقيق إنجاز تاريخي جديد في رحلتها نحو الريادة الفضائية، مع استعداد العقيد طيار شوبانشو شوكلا، من القوات الجوية الهندية، للانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية ضمن طاقم مهمة "أكسيوم 4" (Ax-4)، ليكون أول رائد فضاء هندي يزور المحطة الدولية، وأول هندي ينطلق إلى الفضاء منذ أكثر من أربعة عقود.
يمثل اختيار شوكلا ضمن برنامج رحلات الفضاء البشرية (HSP) التابع لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO)، وقيادته للرحلة الدولية المقبلة، نقلة نوعية في طموحات الهند الفضائية، تعيد إلى الأذهان رحلة رائد الفضاء راكيش شارما عام 1984، وتدشن فصلًا جديدًا يعكس تنامي الثقة التكنولوجية للهند وشراكاتها العالمية المتزايدة.
وتشكل مهمة أكسيوم 4، التي تنطلق في 11 يونيو الجاري على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، أول رحلة فضاء بشرية حكومية لكل من الهند وبولندا والمجر منذ أكثر من 40 عامًا، كما أنها المرة الأولى التي ترسل فيها هذه الدول طواقم إلى محطة الفضاء الدولية. ويضم الطاقم الدولي القائدة الأمريكية بيجي ويتسون، فيما يتولى شوكلا مهام قائد الرحلة.
وتهدف الرحلة إلى اختبار الجاهزية التشغيلية وتنفيذ سلسلة من التجارب العلمية المتطورة، بالشراكة بين منظمة أبحاث الفضاء الهندية وإدارة التكنولوجيا الحيوية ووكالة ناسا، خاصة في مجالات التغذية وأنظمة دعم الحياة المغلقة، وذلك ضمن التحضيرات طويلة المدى لرحلات الفضاء البشرية المستقلة للهند.
وتشمل التجارب التي سيشرف عليها شوكلا دراسة تأثير انعدام الجاذبية والإشعاع الفضائي على الطحالب الدقيقة الصالحة للأكل، وأبحاثًا حول البكتيريا الزرقاء مثل "سبيرولينا" و"ساينكوكوكوس"، باستخدام مصادر نيتروجينية مشتقة من النفايات البشرية، بهدف تطوير أنظمة دعم حياة مستدامة.
كما سيُجري الفريق بحثًا متخصصًا في "دببة الماء" (Tardigrades)، المعروفة بقدرتها الاستثنائية على البقاء في البيئات القاسية. وتركز التجربة على إحياء الكائنات التي أُرسلت في حالتها الخاملة، ودراسة تكاثرها والتغيرات الجينية التي طرأت عليها مقارنةً بنماذج تجريبية على الأرض.
وتتضمن الأبحاث الأخرى تجارب على بذور المحاصيل، وتكوين العضلات في الفضاء، ودراسة تأثير استخدام الشاشات على الأداء البدني والمعرفي، إلى جانب مشاريع علمية وتكنولوجية وهندسية تستهدف إعداد رواد الفضاء لمهام طويلة الأمد.
أول برنامج هندي للفضاء البشري
تأتي مشاركة شوكلا في سياق أوسع يتضمن برنامج "جاجانيان"، أول مشروع هندي للفضاء البشري بميزانية تبلغ 20،193 كرور روبية هندية، ويهدف إلى إرسال رواد فضاء هنود إلى المدار الأرضي المنخفض. كما تخطط الهند لإطلاق محطة فضائية محلية "بهاراتيا أنتاريكش" بحلول عام 2035، وهبوط طاقم هندي على سطح القمر بحلول 2040.
سجل حافل من الإنجازات الفضائية
خلال العقد الماضي، أطلقت الهند 393 قمرًا صناعيًا أجنبيًا إلى الفضاء، بالإضافة إلى أقمار محلية، عبر منصات الإطلاق التابعة لـ ISRO، بما في ذلك PSLV وLVM3 وSSLV. وشملت عمليات الإطلاق 34 دولة، أبرزها الولايات المتحدة (232 قمرًا) والمملكة المتحدة (83 قمرًا).
وفي فبراير 2017، حطمت الهند رقمًا قياسيًا عالميًا بإطلاق 104 أقمار صناعية في مهمة واحدة.
من أبرز إنجازات البرنامج الفضائي الهندي:
أديتيا إل-1: أول مهمة شمسية هندية لدراسة الغلاف الشمسي، وتسجيل مشاهد غير مسبوقة لتوهجات شمسية.
تشاندرايان-3: أول مهمة تصل إلى القطب الجنوبي للقمر، وتأكيد وجود الكبريت.
SpaDeX: تجربة ناجحة لعملية الالتحام في المدار.
مركبة العودة المدارية (ORV): تطوير مركبة مجنحة قابلة لإعادة الاستخدام للعودة الآمنة من المدار.
ويشهد قطاع الفضاء الهندي تطورًا نوعيًا من خلال تسريع وتيرة الإصلاحات، ودعم مشاركة القطاع الخاص، وتوسيع آفاق التعاون الدولي. وتؤكد مهمة "أكسيوم 4"، بقيادة العقيد شوكلا، قدرة الهند في الإسهام الفاعل في المجتمع الفضائي العالمي، وقيادة الابتكار التكنولوجي من الفضاء إلى الأرض.
وتُعد هذه الخطوة إيذانًا بمرحلة جديدة في تاريخ الهند الفضائي، تعزز من مكانتها العالمية وتفتح آفاقًا أوسع للريادة العلمية والاقتصادية في الفضاء.