«صفاء» تربت على حب فلاحة الأرض: «خيرها مصدر رزقي»
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
عاشت السيدة الثلاثينية حياتها على الأرض الزراعية، التي جمعتها بها علاقة قوية وفهمت لغتها جيدًا، فصارت جزءاً من كيانها وهويتها، ليست مجرد مصدر رزق، لا تتخلى عنه مهما مر الزمن أو تعرضت لصعوبات، فمهنة الفلاحة أسلوب حياة، خاصة أنها ورثتها أبًا عن جد، إلا أنها أحبتها ورأت الخير كله فيها.
بداية ابنة قرية «دمهوج» في فلاحة الأرضبعد زواج صفاء أبو السعود، اتجهت إلى فلاحة الأرض، لمساندة زوجها ورسم مستقبل أفضل لأبنائها الـ4، الذي أكبرهم يبلغ من العمر 15 عامًا، لتقوم بمهام يومها في الأرض الزراعية، بعد أن اتجهت لها منذ صغرها لمساعدة والدها، «الفلاحة في الأرض متعة مختلفة مبقتش مجرد مصدر رزق لينا لكن بقت جزء من الروح»، على حد تعبيرها.
حين تدق الساعة السادسة صباحًا، وتبدأ خيوط الشمس في الانتشار تدريجيًا كاشفة عن نضر النبات وجماله في الريف المصري، تخرج صاحبة الـ35، إلى عملها لفلاحة الأرض الزراعية، على الرغم من أنها تشعر بالإنهاك إلا أنها تتقن عملها على أكمل وجه: «طول عمرنا متربيين في الأرض وبنشتغل فيها حتى لو تعبانين بيبقى راحة لينا، إحنا ناس أخدت على الشغل والشقا»، وفق تعبير «صفاء» خلال حديثها لـ«الوطن»
«بخرج من الساعة 6 الصبح أشتغل في فلاحة الأرض، بعد ما برتب البيت وأجهز الفطار، واخد ساعتين راحة خلال الشغل أعمل أكل فيهم لأولادي وبرجع أكمل لحد المغرب وكل يوم كدا» وفق ما روته ابنة قرية «دمهوج» بالمنوفية، مشيرة إلى أن لديها 4 أطفال أكبرهم يدرس بالصف الثاني الإعدادي، وأصغرهم فتاة لم تكمل عامها الرابع من العمر، متلك قدرات فائقة في فلاحة الأرض الزراعية، منها القيام بأغلب المهارات المطلوبة في الأرض من بذر الحبوب ورش السماد وجمع محاصيل وغيرها، للمزيد من التفاصيل اضغط هنـــــا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الريف المصري عيد الفلاح المنوفية الأرض الزراعیة فی الأرض
إقرأ أيضاً:
غزة.. غياب الوقود
غزة مثل أي بقعة جغرافية فيها وسائل نقل حديثة وأجهزة متنوعة يعتمد تشغيلها على الوقود ومشتقاته، لكن منذ بداية العدوان 2023 حرمها الاحتلال منه، مما أثر سلبا على تحركات الناس وطرق الطهي وحاجات المشافي والمؤسسات بكل تخصصاتها من الوقود والغاز الطبيعي.
أمام هذه المعضلة، ما الحل؟
تم تفعيل خطة (ب)، بخصوص وسائل النقل والمواصلات تمت العودة لوسائل نقل قديمة خدمت الإنسان لفترةٍ طويلةٍ جدا، عاشت معه على الحلوة والمرة، وضعت نفسها رهن إشارته ونقلته ومتاعه أينما حل وارتحل، تأكل وتشرب مما يُقدم لها دون تذمر، وكان لها شرف أن ذكرها الله عز وجل في القرآن مدحا "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (النحل: 8).
جميعنا ركبنا الحمير، حتى النساء اللواتي كن يرفضن مجرد التفكير بهذه الفكرة قبل العدوان، تعودن عليها تحت سيف الضرورة، أليس للضرورة أحكام؟ نعم يا آل غزة.
لقد ساعدت وسائل النقل البدائية في نقل الجرحى للمشافي والموتى للمقابر، وإخلاء الناس من مناطق يحظر العدو البقاء فيها، ولنا فيها مآرب أخرى.
أما بخصوص غاز الطهي، فتم تعويضه بالحطب والخشب وأوراق وأغصان الشجر، لاستخدامه في تحضير الطعام، رغم ما لذلك من أخطار على الشخص والبيئة، لكن ماذا نفعل أمام هول المعاناة؟ فالضرورات تبيح المحظورات.
ما معنى غياب الوقود بكل مشتقاته؟
- تعطل الإسعاف والدفاع المدني عن الخدمة، وعدم قدرتهم على الوصول لأماكن الاستهداف بالوقت المناسب والشواهد أكثر من أن تعد.
- خروج الأجهزة الطبية عن الخدمة ومفاقمة معاناة مرضى الغسيل الكلوي، والأطفال حديثي الولادة.
- تأثر الوسائل الإعلامية وتوقف كثير منها عن العمل.
- استخدام النار بدل الغاز مما يرفع نسبة الإصابات بمرض الربو.
- تفاقم أزمة المياه لعدم القدرة على استخراجها من الأرض من خلال المضخات الكهربائية.
- الاستيقاظ ليلا لإشعال النار لتسخين وجبة طعام للطفل.
- زيادة معاناة الأسرة التي فيها كبار السن والمرض المزمن، خاصة في أوقات النزوح المتكررة.
رغم المعاناة يصبر أهل غزة ولسان حالهم يقول: "حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ" (التوبة: 59).
أختم بالقول: سيكتب التاريخ عن أوجه العجز العربية والإسلامية في نصرة غزة رغم أن وجه الأرض العربية وبطنها وسماءها فيها خيرات لا تُعد ولا تُحصى، وتصل لكل سكان الأرض بلا شرطٍ أو قيدٍ، لكنها عند غزة تحتاج ألف قيدٍ وشرط.