بوابة الوفد:
2025-07-13@10:04:58 GMT

تعرف على معجزة سيدنا هود عليه السلام

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

أرسل الله -سبحانه- الأنبياء والرسل، وأيّدهم بالمعجزات التي تدلّ على صدق نبوّتهم، وقد دعا هود -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، إلا أنّهم أبوا وعاندوا الحقّ، ولم يرد دليل شرعي يُبيّن أنّ لهود -عليه السلام- معجزة، وقد أعطاه الله من الآيات كما أعطى الأنبياء لكن لم تشتهر معجزته ولم تُذكر، قال الله -تعالى- على لسان قوم هود: (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ)، قال المفسّرون: أي ما جئتنا بمعجزة وبرهان لنعبد إلهك ونترك عبادة الأصنام، وقالوا لم تُعيَّن المعجزة

 وقال بعض المفسّرين إنّ دعوة هود لقومه وثباته أمامهم وحيداً وعدم خوفه منهم معجزة، وقيل: إنّ أخلاق هود -عليه السلام- كانت المعجزة، وذُكِر أنّ هود -عليه السلام- كان يغيّر اتّجاه الريح من مكانٍ لآخر، وكان يحوّل الصوف بيده إلى الحرير.

 

 كما قيل: كان إهلاك قوم هود معجزة من معجزات سيّنا هود، حيث دعا عليهم فأهلكهم الله،إلا أنّ عديد من المفسّرين قالوا إنّ العذاب ليس حجة إعجازية، والأصل أنّه لم تُذكر معجزة نبيّ الله هود في القرآن، وتجدر الإشارة إلى أنّ قول قوم هود "ما جئتنا ببيّنة" يعني إنكارهم للبينة لا أنه لم يأتِ بها حقًا.

 

قوم هود هم قبيلة عاد، وهي قبيلة عربية كانت تسكن جنوب جزيرة العرب في الأحقاف التي تقع الآن بين عُمان وحضرموت، وقد أنعم الله عليهم بالكثير من النعم، وأغناهم، ورزقهم من الطيبات، فأنشأوا حضارة عريقة مزدهرة، وأسّسوا الينابيع والأنهار والبساتين، وربّوا الدوابّ والمواشي، قال الله -تعالى- عنهم: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).

 

 وقال: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)، فقد كانوا يبنون المصانع الضخمة، وقد تميّزوا عن غيرهم بحضارتهم المعمارية، وكان يُضرب بهم المثل في ذلك.

 

 وقد أهلكهم الله -تعالى- بعد أن أفسدوا في الأرض، وبعد أن دعاهم هود -عليه السلام- فما كان منهم إلا العناد والاستكبار، فلقوا سوء العاقبة والمصير، فقد حلّت عليهم الريح العاتية القوية ودمّرتهم، ثم رأى من بقي منهم سحابة عظيمة في السماء، فركضوا إليها يستظلّون بها، إلا أنّها كانت عذاباً ونقمة عليهم أيضاً.

 

 بعث الله نبيّه هود إلى قوم عاد ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولم يرد في الأدلة من القرآن والسنّة ذكر معجزته ولم تشتهر، إلا أنّ بعض المفسّرين قالوا إنّ دعوته لقومه كانت معجزة، وقيل أخلاقه، وقيل إهلاك قومه، وكان أول نبيّ بُعث من نسل العرب، وكان قومه أشدّاء رزقهم الله الكثير من النعم، وأسّسوا حضارة عريقة، لكنّهم أفسدوا في الأرض ولم يؤمنوا بالله، فكان مصيرهم الهلاك.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علیه السلام إلا أن

إقرأ أيضاً:

عاشوراء.. شهادة التاريخ المتكررة على انحراف الأمة

 

 

في العاشر من محرم الحرام من كل عام، تجثم على صدور المؤمنين فاجعة كربلاء، تلك الحادثة الأليمة، بأحوالها وأهوالها الرهيبة العظيمة، وما اُرتكب فيها بحق آل البيت عليهم السلام، من أبشع المجازر وعمليات الإبادة المهولة، بتلك الصورة الإجرامية الوحشية القذرة، التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، ولا يجيزها الدين حتى بحق الأعداء والمحاربين، ناهيك عن المسلمين – فيما بينهم – من أبناء الملة الواحدة، ناهيك عن آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – موضع النبوة ومختلف الملائكة، ومعدن الرسالة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
لم تكن فاجعة كربلاء وليدة لحظتها، كما سعت لتقديمها سردية التاريخ السياسي الأموي، بوصفها حادثة قائمة بذاتها، مفصولة عن ما قبلها وما بعدها، بل هي إحدى المحطات التاريخية الكارثية، التي اختطها مشروع الانحراف – الرهيب – عن خط الولاية، منذ يومه الأول، في سقيفة بني ساعدة، حيث استبدل مشروع الولاية، بمشروع البيعة، ورغم الإعلان الصريح ببطلان البيعة، وخطورة مشروعها على الأمة الإسلامية، إلا أن من احتلبها بالأمس لصاحبه، قد عاد اليوم ليأخذ شطره “نصيبه” من الحلب، في ظل صمت وتخاذل جمعي مخزٍ، وتواطؤ وخضوع مهين، حين لم يجرؤ أحدٌ على تذكير صاحب فتوى القتل، بخطورة عودته لمثال تلك البيعة، بل وما هو أخطر منها، في سياق مشروع الانحراف، والتأسيس لنظرية الحكم الملكي القمعي التسلطي، في انقلاب واضح وصريح، حتى على مزاعم الشورى، ومبادئ اختيار الخليفة.
لم تقف خطورة ذلك الانحراف، عند مجرد المخالفة الشرعية، لصريح الأمر الإلهي بشأن الولاية، بل امتدت تداعيات ومخاطر الانحراف، لتشمل الوجود الإسلامي، في بعديه الزماني والمكاني، كما أن الانقلاب على مفهوم الولاية، المنصوص عليه في قوله تعالى:- «انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا….»، في صفاته المخصوصة، المتعينة – تحديداً – بوجوب أمر البلاغ، المؤكد بأهميته القصوى، بوصفه معادلاً لتبليغ الرسالة بأكملها، التي لا تكتمل إلاّ به، هو ما جعل الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – يسارع إلى تبليغ الأمر الإلهي، مقدماً – بتلك الصورة المهيبة – في غدير خم، الترجمة الفعلية والتفسير العلمي، لأمر الولاية في ذاته، وتحديد الولي بشخصه، ومشروعية التولي في امتداداتها المقدسة، «إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم»، وبذات القدر من المشروعية والوجوب، «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه»، وهو بلاغ صريح لا يخالطه شك، تكلل بالبيعة الشرعية، للإمام علي عليه السلام، بإمرة المؤمنين بلفظ التسليم والمصافحة، من قِبل أكثر من مائة ألف مسلم، أصطفوا أمام خيمته، ودخلوا عليه الواحد تلو الآخر، مصافحين وقائلين: «السلام عليك يا أمير المؤمنين»، وبذلك المشهد العظيم، ختم الرسول الأكرم – محمد صلى الله عليه وآله وسلم – مهمته الرسالية العظيمة، بعد أن أقام عليهم الحجة، وأشهدهم على أنفسهم، وألزمهم العهد.
أسفر الانحراف عن طريق الولاية، عن نماذج مشوهة، من الاستبداد باسم الشورى الوهمية، إلى الملكية التسلطية المطلقة، التي استعبدت الناس، واستأثرت بالأموال، واستباحة الحرمات، وأسقطت الحدود، وافترت – من خلال علماء السوء – على الله الكذب، وجعلت الدين خادماً لأطماع السلطة، وقتلت أعلام الهدى والآمرين بالقسط، ضلماً وعدواناً، لإسقاط الحق ومن يعمل به.
لم يكن قتل الإمام علي عليه السلام – بسيف محسوب على الإسلام – إلا التجسيد الفعلي لمقولات وفتاوى نظرية السقيفة، التي استمرت في استهداف أعلام الهدى وقرناء القرآن، من الإمام علي عليه السلام إلى الإمام الحسن إلى الإمام الحسين إلى الإمام زيد، وصولاً إلى شهيد القرآن الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، وشهيد الأمة والإنسانية السيد حسن نصرالله، وغيرهم من الشهداء الكرام، أنصار المشروع الإلهي، القائمين بالحق على امتداد التاريخ، ولم يكن استهدافهم بتلك الطرق الوحشية، والإمعان في القتل والإبادة، إلا انتقاماً من الرسول الأكرم في شخصه ومشروعه، ورفضاً للنهج الإلهي القويم، وهدماً متعمداً لأركان الحق، وأسس الدين والهداية، وسلب الدين قوته وحامليه، وإقامة مشروع السقيفة، وتقديم الدين بمفهومه الأموي، المليء بالباطل والتدجين، بوصفه الدين الحقيقي، بما يضمن تهيئة الساحة الإسلامية، لسيطرة قوى الكفر والضلال من اليهود والنصارى، وعملائهم من بني أمية “الشجرة الملعونة”، ونظرائهم من قادة التطبيع والنفاق، وهكذا تظل عاشوراء محطة زمنية فاصلة، تدق جرس الإنذار في أوساط المسلمين، وتحذرهم من تداعيات الاستمرار في نهج الانحراف والضلال، وتذكرهم بما
أصابهم من مصائب ونكبات، وترسم لهم مسار الخلاص والانتصار على قوى الشر، إن هم عادوا إلى مصدر الحق، ورفعوا اليد التي رفعها رسول الله بأمر من الله تعالى، والتزموا ولاية أعلام الهدى وأئمة الحق، الذين أسقطوا قوى الطاغوت والاستكبار، باذلين أرواحهم في سبيل الله ونصرة المستضعفين، وهو ما شهد الواقع مع أحداث غزة، في حال محور المقاومة المدافع عن الإسلام والمسلمين والمقدسات، تحت قيادة أعلام الهدى من آل بيت الرسول الكريم، بخلاف أنصار السقيفة والنهج الأموي، الذين تحولوا إلى النفاق والتطبيع، وحرب الإسلام والمسلمين علناً، نيابة عن قوى الكفر والإجرام، أمريكا وإسرائيل وحلفائهم، طلباً لرضاهم، واعتزازاً بهيلمانهم المصطنع، رغم سقوطهم المهين سلفاً، في غزة وجنوب لبنان واليمن وإيران، «ولله العزة ولرسوله والمؤمنين».

مقالات مشابهة

  • معجزة في أدغال أستراليا.. نجاة سائحة ألمانية بعد 12 يوماً من الاختفاء
  • 3 عبادات أوصي بها النبي بعد صلاة الفجر؟.. تعرف عليها
  • فعالية لمؤسسة المسالخ ومكتب جمارك ورقابة الحديدة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • 5 عبادات مستحبة قبل صلاة الفجر.. تعرف عليها
  • عاشوراء.. شهادة التاريخ المتكررة على انحراف الأمة
  • الدكتور يسري جبر: الكف عبادة يترتب عليه ثواب كفعل الخير تمامًا
  • الإمام زيد عليه السلام .. نهضة قرآنية خالدة وامتداد حي لثورة كربلاء في وجدان اليمنيين
  • الرئيس اللبناني يستبعد التطبيع مع إسرائيل
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة غدًا... تعرف عليها