مغاربة يسابقون الزمن بحثاً عن ذويهم تحت الأنقاض
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
في بلدة أمزميز في ضواحي مراكش وسط المغرب، انخرطت فاطمة (49 عاماً) منذ يوم الجمعة في جهود مضنية للبحث عن زوجها المفقود تحت ركام أنقاض أحد المباني في مراكش، وسط مشاركة واسعة من أبناء البلدة في جهود الإنقاذ.
ومنذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال سعت فاطمة وأبناء الحي للوصول إلى مكان زوجها الذي على الرغم من معرفتها بموقعه بشكل محدد لم تتمكن من الوصول إليه.
يتعاون السكان في رفع الأنقاض بحثاً عن ناجين.
ومع وصول الآلات الثقيلة من أجل المساعدة وإنقاذ الضحايا تولّت إزاحة الأحجار الكبيرة، فيما تشارك فاطمة في إبعاد الأحجار الصغيرة وهي مشغولة البال.
وغير بعيد عن مسكن فاطمة وزوجها المفقود، انخرطت بقية الأُسَر في البحث عن ذويهم تحت الأنقاض، في سباق مع زمن تقلّ فيه فرص الحياة ساعة بعد أخرى.
المأساة في أمزميز
وتعد أمزميز من المناطق التي تضررت بشكل كبير جرّاء الزلزال، وتحديداً على مستوى الدمار الذي لقيته المباني وعدد الضحايا الكبير.
لم تجلس فاطمة منذ تباشير الصباح الأولى، كغيرها مثل أهالي البلدة الذين يفترشون العراء، لا سيما أن جزءاً كبيراً من المباني سقط، وأجزاء أخرى تشققت، وسط خوف من حدوث ارتدادات للزلزال قد توقع مزيداً من الخسائر.
يسابق السكان الوقت على أمل الوصول إلى ناجين.
قصة فاطمة تتكرر في أكثر من منطقة، خصوصاً أن الزلزال ضرب عديداً من القرى والبلدات في أقاليم مختلفة، مما يصعب عملية الإنقاذ والبحث وتوزيع المساعدات.
في المناطق المتضررة ما زالت الأُسَر تبحث عن مساعدات وأخرى عن خيام تأوي إليها، ولكن الأصعب هو البحث المستمرّ عن مفقود تحت الأنقاض، مثل فاطمة التي نسيت كل شيء وانصبّ كل اهتمامها على إنقاذ زوجها، كسباً لوقت لا يقدَّر بثمن.
يواجه السكان تحديات كبيرة ليس أقلّها نقص المعدّات والخبرات في التعامل مع الكارثة.
وبلغت قوة زلزال المغرب في 8 سبتمبر/أيلول الجاري 7 درجات بمقياس ريختر، ضارباً عدة مدن شمالية ووسطية، منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، حسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه "الأعنف منذ قرن".
ووصلت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2122 قتيلاً و2421 جريحاً، بينهم 1404 حالاتهم خطيرة، بالإضافة إلى الدمار المادي الكبير.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
فضيحة عمدة فاس.. أغدق الملايير على “التنشيط الفني” ومواطنون يفقدون أرواحهم تحت الأنقاض
زنقة 20 | الرباط
في الوقت الذي تعيش مدينة فاس على وقع مأساة حقيقية بعد انهيار منازل آيلة للسقوط مخلفة 9 قتلى و مشردين بدون مأوى ووجود أخرى في حالة كارثية، اختار مجلس المدينة خلال دورة ماي، توزيع أغلفة مالية “مكمحة” بالوصف الدارج على جمعيات يقودها “أصدقاء” الرئيس عبد السلام البقالي.
في هذا الصدد، صادق مجلس المدينة الذي عقد دورة ماي أمام كراس فارغة في ظل غياب أغلبية الرئيس وحضور المعارضة، على اتفاقية شراكة مع جمعية الوداد الرياضي الفاسي فرع كرة القدم التي يترأسها صديقه البرلماني خالد عجلي.
و جاء في مذكرة مشروع الاتفاقية أن مجلس المدينة سيضخ سنويا 500 مليون سنتيم في خزينة الجمعية لمدة ثلاث سنوات (مليار ونصف سنتيم) تحت غطاء “النهوض بالمجال الرياضي”.
الإتفاقية الثانية التي أثارت الجدل بمدينة فاس، هي مصادقة المجلس على دعم جمعية ”فاس سايس” 400 مليون سنتيم، تحت غطاء “التنشيط الثقافي و الفني”.
و قالت جماعة فاس أن تمويل الجمعية يأتي في سياق “تبني الدولة لسياسة عامة لدعم التظاهرات الثقافية والفنية” و “بناء على مراسلة من والي جهة فاس مكناس الذي طلب مناقشة مشروع هذه الاتفاقية خلال دورة المجلس الجماعي”.
هذا و انتقدت العديد من الفعاليات الجمعوية و المنتخبين بمدينة فاس ، إقدام مجلس المدينة على إغداق الملايير على التنشيط الفني في حين أن أسر تعيش التشرد بعدما انهارت مساكنها، في حين ينتظر آخرون مصيرهم بسبب الحالة الكارثية لأغلب الدور السكنية في الاحياء العتيقة.