تعقد اللجان الخاصة المتخصصة في الحوار الوطني، غدا الثلاثاء 12 سبتمبر، جلسة تخصصية مغلقة، بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب في الشيخ زايد، لمناقشة المقترحات الخاصة بلجنة التضخم وغلاء الأسعار بالمحور الاقتصادي، والتي سبق انعقادها بالجلسات النقاشية العامة، وذلك لبلورة المقترحات والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ ترفع للسيد رئيس الجمهورية.

وناقش الحوار الوطني الثلاثاء ٥ سبتمبر 2023، في جلسة عامة وعلنية للجنة التضخم وغلاء الأسعار ضمن المحور الاقتصادي موضوع "ارتفاع الأسعار وسبل مواجهتها لتقليل العبء على المواطن".

وناقش المشاركون أسباب التضخم وتأثير هذه الظاهرة على العناصر الأخرى في العملية الاقتصادية، ومدى تأثير ارتفاع الأسعار على المواطنين، مؤكدين على ضرورة عدم تجاهل أنماط الاستهلاك لفئات المجتمع، والتي تعد ضمن الأسباب التي تنعكس على الاقتصاد، وكذا تأثر سلاسل الإمداد بالأزمات العالمية.

وأكد بعض المشاركين أن الدولة اتخذت حزمة من القرارات التي تستهدف كبح جماح التضخم، إلا أننا بحاجة إلى أنشطة اقتصادية مكملة لتفعيل هذه القرارات.

وأوصى بعض المتحدثين بضرورة عمل إصلاحات للسياسة النقدية والمالية، ووجود منظومة سعر صرف مختلفة، وتفعيل مبدأ شمول الموازنة، وتنشيط الاقتصاد المحلي وتفعيل وإعادة النظر في ا المبادرات الاستراتيجية القومية، بالإضافة إلى توفير مستلزمات الإنتاج.

واقترح بعض المتحدثين تفعيل دور الأجهزة الرقابية، وجهاز حماية المستهلك وجهاز حماية المنافسة، وتفعيل قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، مؤكدين على تشديد الرقابة على الأسواق من واقتراح انشاء البورصة السلعية، وتفعيل وثيقة ملكية الدولة، وكذا دمج الاقتصاد غير الرسمي مع الرسمي، وتحفيز القطاع الإنتاجي، وكذا التوسع في فكرة الإعفاء الضريبي.

وفي ذات السياق ناقش بعض المشاركين ضرورة الإسراع في طرح رخص للمستثمرين الأجانب في عدة قطاعات، وكذلك طرح استراتيجية معلنة للسلع الاستراتيجية والتأكيد على أهمية وجود إطار حاكم لحركة السلعة من المنتج حتى المستهلك بجانب واقع جديد لبيئة مدخلات الإنتاج بما يدعم تصنيعها محليا، وتقليل فاتورة الاستيراد من السلع الاستراتيجية.

وطالب البعض خلال الجلسة بتفعيل التشريعات والقوانين لتطوير الصناعات المصرية، فضلًا عن وضع سياسات عادلة للأجور لتخفيف الأزمة على المواطن وخاصة أصحاب الدخل الثابت بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من دخول مصر في البريكس في فتح أسواق تصديرية في الدول الأعضاء.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

التجارة غير المشروعة.. كيف يساهم وعي المستهلك في حماية الاقتصاد والصحة العامة؟


الوعي الاستهلاكي ودوره في الحد من التجارة غير المشروعة
حملات التوعية وتأثيرها على سلوك المستهلكين
تجارب دولية وأهمية التعاون لمكافحة البضائع المهربة

تُعد التجارة غير المشروعة واحدة من أكبر التحديات العالمية التي تواجه الاقتصاد والصحة العامة. تشمل هذه التجارة العديد من السلع الحيوية مثل المواد الاستهلاكية اليومية والهواتف المحمولة والأدوية وقطع غيار السيارات، مما يجعلها تهديدًا متعدد الأبعاد. تؤثر هذه الظاهرة سلبًا على استقرار الأسواق المحلية والدولية وتحرم الحكومات من الإيرادات الضريبية الضرورية لتمويل الخدمات العامة. كما تساهم في تعزيز الفساد عبر استغلال الثغرات التشريعية والحدود الضعيفة في بعض الدول للتوسع في هذا السوق المظلم. لكن كيف يمكن لوعي المستهلك أن يغير هذا الواقع؟

دور الوعي الاستهلاكي


يُعد وعي المستهلك عاملًا حاسمًا في الحد من انتشار البضائع المهربة، إذ أن إدراك المخاطر المرتبطة بالمنتجات المقلدة والمهربة يعزز قرارات الشراء المسؤولة. يصبح المستهلك الواعي أكثر قدرة على تمييز المنتجات الأصلية من المقلدة، ما يقلل الطلب على السلع غير القانونية. ولذا يتطلب التصدي لهذه الظاهرة رفع مستوى الوعي العام بالأضرار الصحية والاقتصادية الناجمة عنها.

أهمية حملات التوعية


تلعب حملات التوعية دورًا محوريًا في جهود مكافحة التجارة غير المشروعة، حيث تشكل أداة رئيسية تعتمد عليها الحكومات والمنظمات. من خلال التعاون بين الحكومات ووسائل الإعلام المحلية والدولية، يتم إطلاق حملات موجهة للجمهور لتسليط الضوء على الأضرار الصحية والاقتصادية الناتجة عن استهلاك المنتجات المهربة. فمثلاً، أطلقت المملكة المتحدة حملة وطنية لتثقيف الجمهور حول مخاطر التبغ المهرب عبر إعلانات تلفزيونية ومنصات رقمية.

تجارب دولية ناجحة


في الولايات المتحدة، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعليم الجمهور كيفية التمييز بين المنتجات القانونية وغير القانونية وتوضيح العواقب الصحية والاقتصادية للسلع المهربة. وأسفرت حملات التوعية المكثفة في المملكة المتحدة عن تقليل الإقبال على شراء السجائر غير المشروعة بنسبة 15% خلال عام واحد، مما يعكس فعالية هذه الحملات في تغيير سلوك المستهلكين.

من جانبه قال كورني فان والبك، باحث في وحدة الأبحاث بجامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا: "تشير دراستنا إلى أن حظر بيع التبغ أحدث اضطرابًا في السوق، فرغم عدم قانونية البيع إلا أن أكثر من 90% من المدخنين تمكنوا من الشراء بأسعار أعلى، ما أدى إلى تشويه تركيبة السوق لصالح الشركات المحلية المتهمة بتغذية السوق غير المشروعة."

ضرورة تعزيز الوعي


تُعد التجارة غير المشروعة تهديدًا عالميًا خطيرًا على الاقتصاد والصحة العامة، ولكن من خلال تعزيز وعي المستهلك يمكن الحد من تأثيراتها السلبية. أظهرت حملات التوعية على المستوى العالمي نتائج إيجابية في تقليل الطلب على السلع غير القانونية وتغيير سلوك المستهلكين. لذلك، من الضروري زيادة الجهود في التوعية وتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام لمواجهة هذه الظاهرة بفعالية.

طباعة شارك التجارة غير المشروعة الاقتصاد الصحة العامة الأسواق المحلية

مقالات مشابهة

  • «تقنية الوطني» تناقش «المستلزمات الطبية»
  • سفير تاجيكستان يشيد بدعم مصر لمبادرات بلاده في حماية البيئة والمياه
  • تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عند إغلاق جلسة الأربعاء
  • جلسة حوارية تناقش الخدمات المصرفية الداعمة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة
  • التجارة غير المشروعة.. كيف يساهم وعي المستهلك في حماية الاقتصاد والصحة العامة؟
  • هل فكرة التضخم المكون من خانة واحدة هي مجرد حلم في تركيا؟
  • برلماني: تراجع مؤشرات التضخم عزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري
  • كيف سيؤثر الاتفاق المحتمل مع واشنطن على اقتصاد إيران؟
  • محمود فوزي: الحوار الوطني منصّة حقيقية لتحويل الأفكار إلى قرارات
  • صنعاء.. الجزائية المتخصصة تعقد جلسة ثانية لمحاكمة الصحفي محمد المياحي