هل تتمكن قطر من تحقيق ما لم تستطع فرنسا فعله؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
باتت بعض القوى السياسية اللبنانية تتعامل مع الحراك الفرنسي بإعتباره مجرد فلكلور سياسي، غير مؤهل لتحقيق أي خرق في الأزمة الرئاسية، وهذا الأمر يعود أولاً الى مقاطعة المعارضة للفرنسيين ورفضهم عمليا أي وساطة من باريس، وثانياً لأن القوى الدولية والإقليمية ليست على ذات الموجة الباريسية، بل اصبح التباين كبيرا معها.
من هنا، ستنتهي المبادرة الفرنسية، أو سيتم تجميدها الى أجل غير مسمى بعد الزيارة الحالية للمبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الى بيروت، خصوصاً ان الرجل، الذي عوّلت عليه باريس كثيراً سينتقل للإهتمام بملفه الجديد، الملف السعودي، وهذا يعني أن فرنسا لن تكون راغبة في الأسابيع وربما الأشهر المقبلة بالقيام بأي دور في لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة فإنه في المقابل، تستعد الدوحة للعب دور مشابه للدور الفرنسي، لكن مع فوارق جدية، أولها أن قطر ستمثل" الخماسية" بشكل مباشر، وسيكون لها صلاحيات واسعة للتحدث بإسم الدول المعنية بالملف اللبناني من أجل إقناع القوى السياسية المتباينة بإحدى أشكال التسوية السياسية، وعليه فإن الآمال المعقودة على الحراك القطري لا تنبع من فراغ.
وتقول المصادر ان إحدى ميزات الوساطة القطرية المنتظرة، هي أن الدوحة باتت على تتسيق كامل ومستمر مع المملكة العربية السعودية، ليس في الشأن اللبناني فقط، إنما في كل القضايا الإقليمية التي تتحرك لأجلها الدوحة وهذا يعني أن الغطاء السعودي سيكون موجوداً للقطريين في المرحلة المقبلة، وهو أمر كانت تفتقده المبادرة الفرنسية.
وتشير المصادر الى ان الدوحة على تواصل وثيق جدا مع طهران، وليس مع "حزب الله" فقط كما هو حال باريس، وتلعب دوراً كبيراً في المفاوضات الاميركية الايرانية مثلها مثل عمان، لذلك فإن هامش حراكها السياسي وقدرتها على تدويير الزوايا في لبنان كبيرة جداً، وهذا قد يظهر من خلال سرعة التحرك المتوقعة للمبعوث القطري الذي سيكلف للتواصل مع اللبنانيين.
في المقابل، وبحسب المصادر نفسها فإن نقطة ضعف قطر مشابهة لنقطة ضعف فرنسا، اذ ان لديها مرشح واضح للرئاسة ستسعى الى إيصاله الى قصر بعبدا، وستحاول عقد تسويات مع القوى السياسية لكي تؤيد وصوله وانتخابه، وهذا ما يمكن إعتباره خللا عضويت في المبادرة القطرية، إلا في حال قررت الدوحة مفاجأة المعنيين في لبنان بأفكار جديدة لا يتوقعونها، وهذا ما تم التسويق له في الايام القليلة الماضية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
باريس ترد على اتهامات تل أبيب: دعم حل الدولتين ليس معاداة للسامية
أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، عن رفض بلاده الشديد للاتهامات الإسرائيلية التي تربط بين دعم حل الدولتين ومساندة حماس أو التحريض على الكراهية ضد اليهود.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارة إلى مدينة نيس جنوب فرنسا يوم الجمعة، قال بارو إن "اتهام أي شخص يدافع عن حل الدولتين بأنه معادٍ للسامية أو مؤيد لحماس أمر سخيف"، مؤكداً أن هذا الاتهام لا يمت للواقع بصلة.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب توتر دبلوماسي أثارته تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي اتهم دولًا أوروبية بـ"التحريض على الكراهية"، مشيرًا إلى وجود "صلة مباشرة" بين هذا التحريض وواقعة إطلاق النار التي وقعت مؤخرًا في واشنطن، وأسفرت عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية هذه التصريحات "صادمة وغير مبررة تمامًا"، على حد تعبير المتحدث باسم الوزارة كريستوف لوموان، الذي أكد أن بلاده "تدين وستواصل إدانة كل أشكال معاداة السامية بشكل دائم وواضح".
كما شدد على أن فرنسا لطالما كانت واضحة في مواقفها ضد الكراهية، ولن تسمح بتسييس القضايا الإنسانية أو استخدامها في خلط الأوراق السياسية.
وأكد الوزير بارو تضامن فرنسا الكامل مع الدبلوماسيين الإسرائيليين المتضررين من الهجوم في واشنطن، قائلاً إنه بعث برسالة إلى نظيره الإسرائيلي عبّر فيها عن "الحزن والتعاطف العميق مع أسر الضحايا والزملاء في الخارجية الإسرائيلية".
وأضاف أن "هذا العنف الأعمى مستنكر وغير مبرر على الإطلاق"، وأكد أن الحكومة الفرنسية ملتزمة بضمان سلامة الجالية اليهودية داخل فرنسا، وتعمل بكل حزم لمكافحة تصاعد الأعمال المعادية للسامية.
وتطرّق الوزير الفرنسي إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، واصفًا إياه بـ"فخ الموت"، محذرًا من استمرار الكارثة الإنسانية هناك. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى "العودة إلى رشدها" وتسريع مرور المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن استمرار هذا الوضع يضعف فرص السلام، ويزيد من حدة التوترات الإقليمية والدولية، مؤكداً أن فرنسا تدعم بشكل صريح حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط.