ليبيا ذنبها غير مغفور.. غضب وانتقادات لتغريدة مقتدى الصدر بعد كارثة درنة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
انتقادات في العراق وغضب في ليبيا، ترافق مع تغريدة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التي تحدث فيها عن أسباب تزايد الكوارث الطبيعية في العالم، وتطرق خلالها أيضا إلى ما جرى في ليبيا والمغرب هذا الأسبوع.
الصدر كان قد نشر، اللاثاء، تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابق)، قال فيها إن التطبيع مع إسرائيل و"التجاوب" مع أفكار مجتمع الميم ساعدت في زيادة "الغضب الإلهي" المتمثل بالكوارث الطبيعية.
كذلك ذكر الصدر بالتحديد ليبيا، التي شهدت مؤخرا فيضانات راح ضحيتها الآلاف، وقال إن "ذنبها غير مغفور في عدم الكشف عن مصير سيد المقاومة العربية اللبنانية، السيد المُغيب موسى الصدر".
pic.twitter.com/lrFVVXTEoo
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) September 12, 2023وأثار ما ورد في تغريدة الصدر جدلا واسعا سواء في العراق وخارجه، وكذلك غضبا من قبل ليبيين اعترضوا على ما وصفوه "بالتشفي" بضحايا الفيضانات التي أحدثتها العاصفة "دانيال".
وكانت "دانيال" ضربت المنطقة بعد ظهر الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين قريبين من مدينة درنة الليبية، فتدفقت المياه في المدينة جارفة معها الأبنية والناس. وجُرف العديد منهم إلى البحر المتوسط، بينما شوهدت جثث على شواطىء مليئة بالحطام.
ومساء الأربعاء، بلغت حصيلة صادرة عن السلطات 3800 قتيل على الأقل أغلبهم سودانيون ومصريون.
إزاء هذه الكارثة الإنسانية، صب مغردون ليبيون وعراقيون جام غضبهم على الصدر، معتبرين تصريحات بأنها لا تمت للواقع بصلة و"مسيسة".
وأعاد حساب "ليبيا برس" نشر أجزاء من تغريدة الصدر، ووصفه بأنه "يشمت" بالليبيين بعد الإعصار.
الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يشمت في الليبيين بعد الإعصار الذي ضرب البلاد: #ليبيا ذنبها غير مغفور في عدم الكشف عن مصير سيد المقاومة العربية اللبنانية المغيب موسى الصدر. #ليبيا pic.twitter.com/MIgJVR3LPc
— ليبيا برس (@libyapress2010) September 12, 2023وكتب حساب آخر تحت اسم "غابي" قائلا إن الشعب الليبي ليس له ذنب في حادثة موسى الصدر، وتساءل: "أي رجل دين أنت حتى تفرغ حقدك وكراهيتك على الشعب الليبي".
#مقتدى_الصدر عن #اعصار_ليبيا يقول ????
" #ليبيا ذنبها غير مغفور بعدم الكشف عن مصير سيد المقاومة اللبنانية السيد #موسى_الصدر "
يا سيد مقتدى ما ذنب الشعب الليبي الذي اصيب بكارثة طبيعية ممكن ان تحل باي بلد ⁉️
????اي رجل دين انت حتى تفرغ حقدك وكراهيتك على الشعب الليبي وهو بريء من دم… pic.twitter.com/4nVS7XVawF
بالمقابل انتقد ناشطون عراقيون على منصة "إكس" تصريحات الصدر التي قال بعضهم إنها بمثابة "رقص على جثث الضحايا".
سؤال لمقتدى الصدر واتباعه من الخلايا الإلكترونية التي تؤيد كلامه بدون عقل وتفكير وإدراك لهذه الهرطقات التي يتداولها زعيمهم
هل شهداء ليبيا ???????? في كارثة الفيضان عاقبهم الله نساءا واطفالا وشيوخا بسبب موسى الصدر الذين هم اصلا لا يعرفون من هو وماذا قدم للبشرية؟pic.twitter.com/v8llThU5Up
مقتدى الصدر عن إعصار ليبيا:
" ذنبها غير مغفور بعدم الكشف عن مصير المغيب سيد المقاومة العربية اللبنانية السيد موسى الصدر "
.
وما علاقة الضحايا وآلاف المتضررين من الاعصار بحادثة وقعت قبل اكثر من اربعين عام وليس لهم أي دخل فيه!؟ pic.twitter.com/F6mgkQO6zk
مقتدى الصدر يقول ان كارثة إعصار #ليبيا سببها حادث اختفاء موسى الصدر.. أما الكوارث بشكل عام فسببها المثليين!
بطبيعة الحال، لم يعز الشعب الليبي بمصرع أكثر من 3000 انسان، بل جاء ليرقص بكل دناءة على جثث الضحايا.
هذا الرجل أصبح مطباً أخلاقياً كبيراً في العراق pic.twitter.com/9UkCFpai9L
وتعليقا على تغريدة الصدر، يقول المحلل السياسي الليبي خالد السكران إن "تسييس هذه الأحداث المأساوية والكوارث الطبيعية وتحويلها إلى حالة من الشماتة، أمر مستهجن".
وأضاف السكران في حديث لموقع "الحرة" أن "معظم دول العالم تمر بمثل هذه النكبات، وليس لديها موسى الصدر أو باقي الأمور التي تكلم عنها مقتدى الصدر".
وأشار السكران إلى أن "من يدفع الثمن في ليبيا هم الشعب وليس الحكومات أو القادة السياسيين"، لافتا إلى أن "ما حدث في البلاد ليس غضبا إلهيا على مدينة درنة أو على ليبيا، بل هو نتيجة إهمال وفساد الحكومات السابقة والحالية".
ولم يتسن لموقع "الحرة" الحصول على تعليق من مكتب زعيم التيار الصدري بشأن الموضوع.
بالمقابل، يدافع المحلل السياسي مناف الموسوي عن ما أورده زعيم التيار الصدري ويقول إنه يأتي في إطار عمله "كرجل دين ناصح ومذكر بالأحداث".
ويقول الموسوي، المقرب من التيار الصدري، إن "الرجل عزى عائلات المتضررين ودعا لهم بأن يمروا من هذه المرحلة".
وتابع أن الصدر "ينتقد بالنتتيجة بعض السياسات الموجودة وهو كرجل دين دوره أن يكون ناصحا وبالتالي يربط هذه الكوارث بآيات قرآنية موجودة كما حدث مع قوم لوط وبعض الاقوام التي خرجت عن التعاليم الإلهية"، حسب تعبيره.
وقال الموسوي إن هذه الإثارة ضد الصدر تدخل في إطار " هجمة داخلية وخارجية تستهدف التيار الصدري من أجل تفكيكه وإضعافه وعدم تمكينه من العودة للمشهد السياسي".
يذكر أن موسى الصدر، المولود في سنة 1928، هو أحد أبرز المراجع الشيعية، حيث يوصف بـ "أحد المفكرين والمؤثرين في المجال الثقافي والسياسي". أسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة "أمل" اللبنانية، قبل أن يتعرض إلى الاختفاء في صيف 1978 عندما كان في زيارة إلى ليبيا رفقة بعض معاونيه.
ووفق شهادات بعض عناصر الأمن الليبي، عقب الإطاحة بالقذافي في 2011، فقد كان الاختطاف والقتل مصير الصدر. لكن النظام الليبي ظل ينفي تهم قتل وإخفاء الرجل.
ورغم مرور 45 سنة على اختفاء موسى الصدر، إلا أن قضيته بقيت تعكر صفو العلاقات بين ليبيا ولبنان، خاصة بعد تعرض هانيبال القذافي، نجل العقيد الراحل، إلى الاعتقال في سوريا سنة 2015، ونقله إلى لبنان على خلفية تهم تتعلق باختفاء موسى الصدر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التیار الصدری الکشف عن مصیر الشعب اللیبی مقتدى الصدر موسى الصدر pic twitter com
إقرأ أيضاً:
حزن في مصر بعد وفاة 19 فتاة عاملة في حادث سير مروع بالمنوفية (شاهد)
في مشهد مأساوي يعكس فصول المعاناة اليومية لعاملات اليوميات في الريف المصري، لقيت 19 فتاة مصرعهنّ صباح أمس الجمعة، إثر حادث سير مروّع وقع في محافظة المنوفية شمال مصر، بعد اصطدام شاحنة نقل ضخمة (تريلا) بحافلة صغيرة كانت تقلهنّ إلى عملهنّ في إحدى مزارع دلتا النيل.
وتحولت قرية "كفر السنابسة" إلى سرادق عزاء مفتوح، بعد أن فُجعت بفقدان فتياتها في عمر الزهور، في حادث أدمى قلوب المصريين، وأعاد إلى الواجهة قضايا عمالة الأطفال، وأوضاع العاملات باليومية، والفجوات الاجتماعية التي تدفع بالقاصرات إلى ميادين العمل المبكر مقابل أجور زهيدة.
بحسب ما أوردته صحيفة "أخبار اليوم" الرسمية، فقد كانت الحافلة تقلّ فتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا، من منازلهن في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، إلى مكان عملهن في منطقة زراعية تبعد أكثر من 100 كيلومتر شمال العاصمة القاهرة.
وفي الطريق الإقليمي السريع، اصطدمت الشاحنة الضخمة بالحافلة الصغيرة، ما أدى إلى تحطمها بالكامل، ومقتل الفتيات الـ18 وسائق الحافلة على الفور.
ونشرت صحيفة "الأهرام" الرسمية قائمة بأسماء الضحايا وأعمارهن، وتبيّن أن العديد منهن لم يكملن التعليم الثانوي، وبعضهن تركن المدرسة لمساندة أسرهن في ظروف اقتصادية صعبة، فيما كانت أخريات المعيلات الوحيدات لعائلاتهن.
رحم الله شهيدات #المنوفية وربط على قلوب أهلهن pic.twitter.com/R7h1cEjohy — #Birow (@Qxj9EpiXyt9sd0O) June 28, 2025
حزن واسع وجنازات مهيبة
وعمّ الحزن أرجاء محافظة المنوفية، وتوافد مئات الأهالي إلى المستشفيات التي نُقلت إليها جثامين الضحايا للتعرف على ذويهم، وسط أجواء من الصدمة والانهيار، إذ ضمت بعض الجثامين شقيقات من المنزل ذاته، وفتيات كنّ أمل أسرهن الوحيد.
وأقيمت جنازات جماعية للفتيات في مشهد مهيب هزّ وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور ومقاطع مصورة من مراسم التشييع التي امتزجت فيها صرخات الأمهات بدموع الأصدقاء، فيما غصّت منصات "فيسبوك" و"إكس" برسائل النعي والرثاء.
أثارت الفاجعة ردود فعل واسعة في الفضاء الرقمي داخل مصر وخارجها. وغصّت مواقع التواصل بوسوم مثل "شهيدات لقمة العيش٬ وحادث المنوفية"، معبرين عن غضبهم من الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي دفع بفتيات في عمر الطفولة إلى العمل الشاق.
وكتب أحد المغردين على منصة "إكس": "19 عروسة مصرية كان حلمها تتجوز وترتاح.. بس للأسف انتهى الحلم وخلص الكلام". ودوّن آخر: "أي قسوة تلك التي تدفع ببنات في عمر الزهور إلى العمل من أجل جنيهات؟".
وأشار ناشطون إلى أن الضحايا كن يتقاضين أجرًا يوميًا لا يتجاوز 130 جنيهًا مصريًا (نحو 2.6 دولار)، مقابل يوم شاق في الأراضي الزراعية، ما دفع البعض إلى وصف يوم الجمعة بـ"الجمعة السوداء"، نظراً للفاجعة التي ألمّت بأسر كاملة.
فَاجعة هزت القلوب وأدمت العيون
سائق، و18 زهرة من ازهار محافظة المنوفية، شهداء في حادث على الطريق الإقليمي، لاجل ماذا؟
اجر لا يذكر (يوميّة لا تتجاوز 130 جنيهًا) في دولة لا تعطي أي حقوق أو مقابل تعب للكبير أو للصغير.... pic.twitter.com/E5jiLbEfWq — عائشة السيد - Aisha AlSayed (@aishaalsayed9) June 28, 2025
من المبكيات المضحكات ..
عربية أمن مركزي أنقلبت من شوية بالعساكر على الطريق الإقليمي كانت رايحة تأمن موكب وزير النقل وهو بيزور مكان حادثة بنات المنوفية ..! pic.twitter.com/t1EGqtO7nC — ∆ (@official_a7md) June 28, 2025
لا ياست انتصار دول مش والادك دول والادنا احنا الفقراء والمساكين دول والادنا اللي ماتو علي لقمة عيش حلال وياريت سبتوهم بحالهم
تعبرعات ضحكتونا انا عايز احط بنات 18مسؤل باتوبيس ويموتو نفس موتتهم ورينا ساعتها
لو بناتك يتم محاكمة المسؤلين #المنوفية#طريق_الموت#انتصار_السيسي pic.twitter.com/a8dOc7QhIz — Amen Aliأبن الصعيد (@Ameenpuni) June 28, 2025
توقيف المتسبب والتحقيق في الملابسات
أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن سائق الشاحنة المتسبب في الحادث تم القبض عليه، وبدأت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في ملابسات الواقعة.
ويشمل التحقيق فحص الحالة الفنية للشاحنة، وسجلات الحوادث على الطريق الإقليمي، ومدى التزام السائقين بقواعد المرور، بالإضافة إلى دراسة آليات الرقابة على حافلات نقل العاملين في القرى.
وبينما توالت الدعوات إلى محاسبة المسؤولين عن التقصير، شدد حقوقيون على أن الحادث يجب ألا يُنظر إليه كقضية مرور فقط، بل كمأساة متكررة تكشف عن اختلالات أعمق في ملف عمالة الأطفال، وغياب آليات حماية الفئات الهشّة من المخاطر اليومية.
وتعكس هذه الحادثة جزءًا من أزمة مرورية أوسع في مصر، حيث تتكرر الحوادث بشكل شبه يومي بسبب تدهور البنية التحتية، وغياب الرقابة الصارمة، وانتشار الحافلات غير المرخصة.
وتُظهر الإحصاءات الرسمية أن مصر تشهد آلاف الحوادث سنويًا، تُسجّل أغلبها في الطرق السريعة التي تفتقر إلى إنارة كافية أو إشارات مرورية، في ظل قيادة متهورة من بعض سائقي الشاحنات.
كما تُعد عمالة القاصرين أحد أبرز التحديات الاجتماعية في مصر، إذ قدّرت وكالة الصحافة الفرنسية، استنادًا إلى بيانات حكومية، أن 1.3 مليون طفل يعملون في البلاد، كثير منهم في الزراعة أو الصناعة أو الخدمات المنزلية، ويعملون في ظروف غير آمنة.
أكبر مسؤول حضر الجنازة سكرتير محافظ المنوفية
حادثة زي دي لو في دولة محترمة كان مش أقل من رئيس الوزرا يحضر و تقال فيها الوزارة ووزير النقل.
إحنا أرخص حاجة موجودة في البلد دي وأقل شيء ممكن يهتموا بوجوده من عدمه هو المواطن الكادح
تخيل لا قدر الله دي حادثة في زايد او العلمين pic.twitter.com/uOn6cwQdmC — سارة عثمان (@Sarah_Othmann) June 28, 2025
المسؤولين في محافظة المنوفية تهربوا من الرد على أي مكالمة تتعلق بالحادثة
وطبعاً عارفين اللامبالاة وعدم الاكتراث دي مين السبب فيهم. pic.twitter.com/bY1W3NKwgj — ???????????????? ???????? (@__maguy) June 28, 2025
قاصرات تحت عجلات الاقتصاد
وأعاد الحادث إلى الواجهة أزمة الفتيات العاملات في الريف، واللواتي يتحملن أعباء العمل في سن مبكرة، لا لتطوير الذات، بل للمساهمة في إعالة الأسرة وسط ارتفاع كلفة المعيشة وتدهور فرص التعليم.
ويرى خبراء اجتماعيون أن هذه الحوادث تكشف هشاشة النظام الاجتماعي في القرى، حيث تُجبر الفتيات على ترك مقاعد الدراسة، وركوب "حافلات الموت" يوميًا مقابل أجور لا تكفي لتأمين حاجات الأسرة.
ويُطالب الحقوقيون بضرورة فرض رقابة صارمة على جهات التشغيل، وتوفير بدائل تعليمية ومهنية للفتيات، إلى جانب تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي التي تحول دون اضطرار الأطفال إلى دخول سوق العمل مبكرًا.