“ماكما آرت غاليري” يفتتح معرضه المعاصر لفن الأعمال الزجاجية الخالدة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
دبي -الوطن
تم افتتاح معرض “ماكما آرت غاليري” في أبوظبي، وتكمن مهمته في ربط التقاليد الخالدة لفن الزجاج والكريستال مع المجتمع المعاصر. يقدم المعرض مجموعة آسرة من توقيع كبار حرفيّي فن الزجاج والكريستال في القرنين التاسع عشر والعشرين، ويستعرض مساحة فريدة مخصّصة للأعمال الفنية المستوحاة من الطراز الإسلامي.
تعليقاً على انطلاق المعرض، صرّحت عليا صفراوي، مؤسسة “ماكما آرت غاليري”: “إن معرض”ماكما آرت غاليري هو نتاج سنوات من التخطيط والحلم والعمل لخلق تجربة فريدة من شأنها إعادة تصور جماليات فن الزجاج في سياق معاصر. واستلهاماً من نشأتي في عائلة من جامعي الأعمال الفنية، أصبح هذا المشروع الشغوف الحالم الآن حقيقة واقعة تضم مجموعة منسّقة ومنتقاة بعناية من القطع الخالدة قادمة من جميع أنحاء العالم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
مصنوعة من مواد طبيعية 100% وطويلة الأمد، تتميز مجموعتنا التي تضم قطعاً زجاجية وكريستالية فاخرة بالجودة العالية والتصميم الفريد والخلود والتنوع الذي يمثّل تنوع تاريخ صناعة الزجاج والكريستال الذي يمتد عبر القرون. نحن ملتزمون في معرض “ماكما آرت غاليري” بتسليط الضوء على كبار الحرفيين الأوروبيين الذين أعادوا تفسير فن الزجاج الإسلامي التقليدي، وبنوا جسور الثقافة بين الماضي والحاضر. طموحنا أن يصبح معرض “ماكما آرت غاليري” مركزاً رئيسياً للتبادل الفني والثقافي الذي يمزج بين التراث والحداثة، بهدف أن نتواصل جميعاً من خلال هوية مشتركة.”
من خلال منظور جديد ومعاصر، يستعرض “ماكما آرت غاليري” قطع فريدة من نوعها من أهم وأشهر مصمّمي فن الزجاج والكريستال البوهيمي الرائد في أوروبا. بفضل التصميم والتصنيع الاستثنائي بدقة متناهية، تضفي القطع الزجاجية والكريستالية المنتقاة على المنازل المعاصرة لمسة مبهرة من الفخامة والرقي دون عناء.
تعرض المجموعة الافتتاحية لمعرض “ماكما آرت غاليري” التي تحمل عنوان “فن الزجاج الروحاني” قطعاً مختارة بعناية من مصابيح المساجد وقطع مصنوعة ومصقولة بشكل جميل من قبل صانع الزجاج الفرنسي الشهير فيليب جوزيف بروكار من القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى قطع مميزة من مؤسسي ومصمّمي علامة زجاج “لوبمير” الشهيرة، جوزيف ولودفيج لوبمير، في فيينا.
كجزء من الموجة الجديدة التي انبثقت من صانعي الزجاج في القرن التاسع عشر، استعاد كل من بروكار ولوبمير الأساليب القديمة لابتكار وتصميم قطع زجاجية فخمة، مستوحاة من الفنون الزخرفية الإسلامية. يُعرف تفسيرهم الإبداعي لفن الزجاج الفارسي والعثماني القديم باسم “النهضة المملوكية”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
معرض “معتقلون ومغيبون” في المتحف الوطني يوثّق الألم السوري من الاعتقال الأول إلى إسقاط الديكتاتور
دمشق-سانا
في المتحف الوطني بدمشق، حيث يختلط التاريخ بصمت الحجارة، افتُتح معرض “معتقلون ومُغيّبون”، الذي تنظّمه منصة “ذاكرة إبداعية للثورة السورية”، برعاية وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف.
المعرض الذي يستمر حتى ال6 من حزيران، يُعيد فتح أشد فصول الذاكرة السورية ألماً، حيث جمعت مديرة منصة “ذاكرة إبداعية للثورة السورية” الفنانة سناء اليازجي ثمرة 14 عاماً من العمل المتواصل، مكرسة جهدها لتوثيق مأساة السوريين عبر الفن، ليصبح التوثيق شكلاً من أشكال السعي نحو العدالة.
ينقسم المعرض إلى عشرة فصول، تجسد عمر الثورة، وتختتم بلوحة “سقوط المخلوع”، فمن2011، عام الاعتقال الأول إلى 2012، الفن في المعتقل، ثم 2013، كيماوي الغوطة والتدهور الكبير، مروراً بـ2014 _2015، قيصر، و2016–2017، المسالخ البشرية، و2018، قوائم الموت، و2019–2020، محاكمات لانتزاع العدالة، وصولاً إلى 2024–2025، سقوط الديكتاتور.
وبعد افتتاح المعرض قدم كورال “غاردينيا”، أغنيات من الكلاسيكيات المحفورة في الذاكرة: “وينن”، “عصفور طل من الشباك”، “أنا بتنفس حرية”، “رجعت العصفورة”، و”مهما تأخّر جاي”.
وزير الثقافة السيد محمد ياسين صالح الذي حضر الفعالية، قال في كلمة ألقاها: “نفتتح هذا المعرض بالتزامن مع صدور المرسوم الجمهوري القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين، إيماناً منا بأن الثقافة لا تُبنى إلا على أسس الحقيقة، ولا كرامة تُصان إن لم نمنح المغيّبين حقهم في المعرفة والاعتراف، لأن الحقيقة لا يجوز أن تُغيّب كما غُيّب أصحابها، ومسؤوليتنا اليوم أن نبذل كل ما في وسعنا لكشفها”.
وأعلن الوزير صالح عن تقديم جائزة باسم الوزارة للأشخاص الذين كان لهم الفضل في إنقاذ متحف دمشق الوطني، عرفاناً وامتناناً لدورهم.
أما أمينة سر المتحف الوطني بدمشق الدكتورة ريما خوام، فتحدثت عن رمزية احتضان هذه الفعالية في هذا المكان، الذي يؤرخ لتاريخ الإنسان، ويمنح اليوم في جنباته مساحة لذاكرة السوريين المعاصرة، عن الألم والصبر والفقد، وليكون معرض “معتقلون ومغيبون” جزءاً من سردية أوسع تُكرّس الحق والعدالة في الوعي الجمعي.
وعن الأمل الذي منحه المعرض عن المعتقلين في قلب المتحف الوطني، قالت القائمة بأعمال السفارة الألمانية في سوريا السيدة آن صوفي: “مجرد أن نكون هنا، وأن نُقيم المعرض في هذا المكان، وأن نتحدث معاً بحرية عن الماضي والحاضر والمستقبل هو لحظة بالغة الأهمية، ومؤشر على أن مساحة التفكير المشترك بدأت تتّسع، وأن الذاكرة بدأت تُستعاد”.
من جهته، اعتبر حسام براقي، ممثل مؤسسة فريدريش إيبرت (FES) الألمانية – من أجل الديمقراطية الاجتماعية الداعم لمنصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، أن المعرض فعل سياسي ودعوة إلى الكرامة وإلى تحقيق العدالة لا بالتمني، بل بالعمل والسرد والمواجهة، للوقوف في وجه النسيان، وفرض الحضور على الغياب في خطوة نحو الحقيقة، ونحو سوريا أكثر عدلاً وإنسانية.
وعن الدافع للعمل التوثيقي منذ بدايات الثورة، أوضحت اليازجي، أن الدافع الأعمق هو حفظ هذه الأعمال، لأن النظام البائد كان يقتل كل شيء حتى التعبير، واعتبر الفن خطراً عليه، فقمع أشخاصه بشراسة، وقتل بعضهم وغيب آخرين في المعتقلات، وآخرون خرجوا منها وهم يحملون ندوب التجربة.
وأشارت اليازجي إلى رمزية الرجل البخاخ الذي كتب أول شعارات الحرية على الجدران، معتبرة أنه كان تجسيداً لتلك اللحظة، حيث لعب فيها الفن دوراً أساسياً في صياغة الوعي، وفضح العنف، وكان مؤسساً لوعي جديد، يحرّك المجتمع.
ولفتت اليازجي إلى أن انطلاقة الثورة حملت معها موجة إبداعية ضخمة عمّت مختلف أنحاء سوريا، فخلقت حاجة ملحّة لتوثيق هذا الإبداع، وصون ما أبدعه السوريون في وجه آلة القمع، فمنذ بداية الثورة، كان هناك إنتاج إبداعي هائل ومتعدد الأشكال يُضَخ في كل الجغرافيا السورية.
يذكر أن منصة “ذاكرة إبداعية” تأسست عام 2013 كأرشيف رقمي مستقل يُوثّق أشكال التعبير الحر الفني والفكري التي ظهرت في سوريا منذ اندلاع الثورة، وهي منصة في تطوّر مستمر، هدفها حفظ النتاج الإبداعي السوري في وجه التعتيم والمحو، وتمكين المجتمع من الوصول إلى روايات السوريين كما صاغوها بأدواتهم الثقافية والبصرية، مع فتح المجال أمام التعدّد والتنوع، والإعلاء من دور الفن كوسيلة للوعي والمساءلة والعدالة.
وفي النهاية، لا يزال الفن قادراً على التعبير والتوثيق من خلال تحويل الألم إلى فعل إبداعي، فاللوحات المعروضة لا تمنح الضحايا مجرد حضور رمزي، بل تُسهم في بناء ذاكرة جمعية تُجسّد الانتهاكات، وتنقل الشهادات، وتُعيد للضحايا مكانتهم في الوعي العام.
تابعوا أخبار سانا على