لاحظت أن تدويناتي الكاشفة لما خفي من تاريخ العرب وبلادي تونس تجلب اهتمام الأصدقاء وتثير فضولهم.وهو أمر طبيعي لأن الذين كتبوا التاريخ هم الذين دلسوه حين فازوا بالمناصب وصادروا الدولة لخدمتهم.

ولا يعتقدن البعض أن الفساد نشأ (كالفطر..) فجأة مع أنظمة حالية أو توسع مع الثورات العربية ومع من جاء بعدها.

الحقيقة التي لا يريد بعض الغافلين كشفها هي أن الفساد وأكبر الكبائر السياسية في تونس مثلا كنموذج لم يولد عام 87 بل تمأسس وترعرع منذ عهد مؤسس الدولة الحبيب بورقيبة وبعده زين العابدين لأن جمرة الفساد نائمة تحت الرماد ثم اندلع لهيبها وانتشر بطريقة سريعة ومس كل مفاصل الدولة وتحول إلى ثقافة عامة وشعبية.



وفي مصر لم يولد الفساد فجأة اليوم بل تهيأت أركانه منذ تم الانقلاب على الملك فاروق على أيدي من سموا أنفسهم بالضباط الأحرار وقضوا على تجربة ديمقراطية ناشئة مع الملكية الدستورية بقيادة وطنيين أمثال فؤاد سراج الدين والنحاس باشا وسعد زغلول. ثم استقر في مصر حكم العسكر المعروف بسلطة حمزة البسيوني مدير سجن طره الذي كان يتلذذ بتعذيب وقتل المعارضين من ماركسيين وإخوان!

لكن الذي حفر أساس الفساد وصب خرسانته وجهز أعمدته وجدرانه هو عهد ميلاد "الجمهوريات" المنقلبة على الملكيات واضطهاد الأسرة الحسينية في تونس والأسرة الهاشمية في العراق والأسرة الملكية العلوية في مصر وسلالة الأيمة في اليمن وتم القضاء على حكم ملوك مصر للسودان حين انقلب الفريق إبراهيم عبود على السلطة وجاء إعلان انفراد زعماء جدد بلا تاريخ ولا مشروع بكل الأمجاد والفضائل كما فعل بورقيبة وعبد الناصر وعبد الكريم قاسم والجنرال السلال وإبراهيم عبود رحمهم الله وغفر لهم ومارسوا تخوين كل الآخرين ما عداهم.

وهو ما حدا بصديق بورقيبة الصحفي الفرنسي المناصر لتحرير تونس والجزائر مؤسس ومدير مجلة (لونوفيل أبسرفاتور) (جون دانيال) إلى القول :"بأن بورقيبة هو مفترس الرجال"Bourguiba est un mangeur d'hommes".

وعند لقائي بـ (جون دانيال) آخر مرة في حفل سفارة قطر بباريس بالعيد الوطني سألته عن سبب ذلك النعت فقال لي ضاحكا: "أنا قلت هذا للرئيس بورقيبة نفسه ولم ينف أو يغضب".

و أضاف: "إن بورقيبة بدأ بافتراس أخاه سي محمد بورقيبة مؤسس الحزب معه ثم أكل رؤوس أغلب من تبقى من المؤسسين كمحمود الماطري والصادق بوصفارة وسليمان بن سليمان والحبيب ثامر وحسين التريكي وطبعا أولهم صالح بن يوسف الذي صفاه بالاغتيال متهما إياهم جميعا إما بالخيانة أو بالضعف أمام القمع الاستعماري.

واستمر في اضطهاد الجيل الذي جاء بعدهم أمثال علي البلهوان محرك مظاهرة 9 نيسان / أبريل 38 وعزوز الرباعي أحد أبطال 9 أبريل الذي عملت معه سنوات في النشر وهو الذي أكد لي أن علي البلهوان توفي إثر أزمة قلبية مباشرة بعد أن أهانه بورقيبة وشتمه بما لا يليق بزعيم وطني ناصره مقاوما وعمل معه كرئيس لبلدية العاصمة بعد الاستقلال، رحمهم الله جميعا.

ثم جاء الدور على البقية أمثال الباهي الأدغم والهادي نويرة وأحمد بن صالح والحبيب عاشور ومحمد مزالي.

أريد أن أستخلص حقيقة تاريخية وهي أن التصفيات السياسية والانفراد بالسلطة وادعاء المجد لم تولد اليوم بجرة قلم بل إن واضعي أساسها المكين هم مؤسسو "النظام الجمهوري" أو كما سماه أحدهم "النظام الجملكي" أي الجمهورية و لكن وراثية!!!

لكن هذا لا ينفي في نظري مكاسب النظام البورقيبي على سبيل المثال خاصة إكمال تحرير البلاد ومساندة الشعب الجزائري وإرساء الدبلوماسية التونسية وإنشاء الجيش الوطني ونشر التعليم المجاني والقضاء النسبي على القبلية.

التصفيات السياسية والانفراد بالسلطة وادعاء المجد لم تولد اليوم بجرة قلم بل إن واضعي أساسها المكين هم مؤسسو "النظام الجمهوري" أو كما سماه أحدهم "النظام الجملكي" أي الجمهورية و لكن وراثية!!!مع أن رئيس أول جمهورية لم يكن عادلا بين الجهات لأنه جعل من مسقط رأسه المنستير، بالرغم من وطنية أغلب السواحلية وعدم رضاهم، عاصمة ثانية مع إهمال كارثي لبقية الولايات المهمشة.

كما لم تنجح قوانين الأحوال الشخصية في رفع الظلم عن النساء بل إنها كرست المظالم على الرجل والمرأة معا وفككت الأسرة وهو ما تؤكده إحصائيات الدولة الرسمية منذ أعوام.

أما توظيف القضاء فبدأ في عهده لا محالة بمحاكم استثنائية عديدة ذهب ضحيتها كل من وقف ضد انفراده بالقرار.

وتواصل استعمال بعض القضاة (حاشا الشرفاء منهم وهم الأغلبية) في تصفية الخصوم والمغضوب عليهم بتعليمات تعطى مباشرة من بورقيبة نفسه إلى وزير العدل وحتى من وسيلة زوجته ومن سعيدة ابنة أخته رحمهما الله في عهد انهيار الدولة وحدثني وزير العدل في أواخر عهد بورقيبة وهو صديقنا الوفي رضا بن علي وكذلك سكرتير بورقيبة محمود بلحسين كيف تصدر الأحكام جاهزة حسب مزاج وأحقاد أولئك المقربين وحاشيتهم واستمر بن علي في نفس النهج بأكثر وحشية. وبقي وجه من كان يسمى (عميد قضاة التحقيق) حسن بن فلاح رحمه الله رمزا لمهازل كيدية أحتفظ بوثائق بعضها لأنها تصنع "جريمة" من أي ممارسة عادية لأي رجل عادي يحوله هذا العميد بسحر ساحر إلى متهم!

وهي بلا شك تدين 23 سنة من نظام التحول وتبرئ من أدينوا ظلما، وللأمانة كانت الـ 23 سنة مع بن علي ذات إيجابيات اقتصادية عديدة بسبب تعيينه لكثير من التكنوقراط الخبراء وزراء فأحسنوا إدارة الدولة.

لكن ذلك العهد تأسس مثل عهد بورقيبة دون قضاء مستقل ولا برلمان حر! أنا عملت في حزب بورقيبة منذ صباي الأول وكنت مديرا للسان الحزب (العمل) التي أسسها الزعيم عام 1934 وكنت من 1981 إلى 1986 مقررا للجنة المركزية للحزب أعد بينات اللجنة وأتلوها على مسامع بورقيبة عند نهاية أشغالها إلى أن تحمل صديقي محمد مزالي أمانة رئاسة الحكومة عام 1980 فحاولنا كسر طوق الاستبداد و قص أجنحة الإستعمار الثقافي و الاقتصادي بتجربة تأصيل التعليم و تحرير الاقتصاد و مكنا أحزابا منافسة من الوجود القانوني فغضب علينا من كان يتمعش من الفساد و اللحاق بالاستعمار و نفينا في الأرض على مدى 14 سنة مطلوبين من أنتربول مقاومين للاستبداد بالأمس و اليوم.

وتشرفت بتوسيمي من أيدي الزعيم بوسامي الاستقلال (1982) والجمهورية (1986) لكني كنت منذ شبابي الأول معارضا للحزب الواحد وكبت الأصوات التي لو تركها بورقيبة تعبر لما عانينا مصائب الانحرافات ولا التطرف ولا الفساد.

أما أن يطلع علينا اليوم من يصنف الزعيم خائنا ويتهمه بالعمالة فهو أمر غير مقبول وغير موضوعي لأن بورقيبة أصيب بنوع من الانحراف إلى الشخصانية منذ 1974 ولم يعارضه أحد أبدا ولم يتكلم أحد عكس ما يدعيه بعض من كتبوا سيرتهم الذاتية بعد كانون ثاني / يناير 2011 فالتاريخ علم وتدقيق وحياد وهذا هو الذي يدفعني إلى كشف بعض العاهات التي شوهت عالمنا العربي وتاريخ غرسها في تربتنا ونتمنى ألا تعود مستقبلا مع شباب الغد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العرب الفساد فساد سياسة عرب رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

30 يونيو.. 12 عامًا من السياسة الخارجية المتوازنة والاستقلالية في الجمهورية الجديدة

رسخت القاهرة، بمرور 12 عامًا على ثورة 30 يونيو، سياسة خارجية ناجعة عنوانها الندية والاحترام المتبادل والشراكة والقرار الوطني المستقل. فمنذ خطاب التنصيب في يونيو 2014، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على انفتاح مصر في علاقاتها الدولية، مرتكزًا على التنوع والتوازن مع مختلف دول العالم، مع الحفاظ على المصالح الوطنية.

وفي عصر التغيرات المتسارعة على خارطة السياسة الدولية، لم تكتف مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بدور المراقب ، بل تقدمت بثقة لتصوغ حضورها وتفرض موقعها كطرف فاعل في المعادلة الدولية الجديدة .

ومن قلب هذا التحول برزت السياسة الخارجية لمصر ما بعد ثورة 30 يونيو والتى رسم خطوطها الرئيس السيسى فأعاد بها ضبط بوصلة العلاقات المصرية مع دول العالم وفى القلب منها أوروبا على أساس من الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .

تحويل العلاقات مع القارة الأوروبية من تعاون قائم على التنسيق إلى شراكة استراتيجية

نجح الرئيس السيسى، بعين ثاقبة على المستقبل وخطوات راسخة فى تحويل العلاقات مع القارة الأوروبية من تعاون قائم على التنسيق المشترك إلى شراكة استراتيجية وشاملة تتجاوز الأطر العامة للاتحاد الاوروبي لتصل الى عواصم القرار المؤثرة في القارة عبر مسارات لعلاقات ثنائية متميزة مع دولها كفرنسا والمانيا وايطاليا وقبرص واليونان واسبانيا والمجر وغيرها من الدول دونما استثناء والتي وجدت مصر حليفاً موثوقاً وصوتاً عقلانياً وسط محيط مضطرب لتصبح العلاقات المصرية مع أوروبا في عهد السيسي مرآة لشراكة ناضجة تتطور باستمرار لتشمل جميع المجالات من التنسيق السياسي الى التعاون الاقتصادى والمصالح الأمنية المشتركة ومكافحة الارهاب، والطاقة والهجرة والاستقرار الاقليمى والتنمية المستدامة بل والثقافة والتعليم.

مصر والاتحاد الأوروبى

وشهدت العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبى نقلة نوعية على جميع المستويات منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر في عام ۲۰۱٤ وتوجت العام الماضي بترفيعها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة" إنطلاقا من إدراك الإتحاد بأهمية دور مصر وثقلها السياسي والإقتصادي وموقعها الإستراتيجى ومستقبلها الواعد والطفرة التنموية التي حققتها في جمهوريتها الجديدة.

ثوابت السياسة الخارجية المصرية رسخها الرئيس السيسى الذى تولى مقاليد الحكم فى مصر بعد ثورة الشعب المصري العظيم بمختلف أطيافه في الثلاثين من يونيو .

حماة الوطن: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الضياعحزب "شعب مصر" ينظم مؤتمرا جماهيريا احتفالًا بذكرى 30 يونيو .. غدا

نسق ثابت للسياسة الخارجية المصرية منذ 2014 مع تسلم الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد ودبلوماسية ترتكز على تنويع التحركات انطلاقا من مبادىء الاحترام المتبادل والندية ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها واستقلالها مع التشديد على تماسك المؤسسات الوطنية للدول للحيلولة دون تهاويها ونشر الفوضى بها لاسيما في المحيط الاقليمي.

 خطاب التنصيب في يونيو 2014

12 عاما عملت خلالها القاهرة على تأمين المصالح والأهداف الوطنية في مختلف الدوائر شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا بالارتكاز على التنوع والتوازن في العلاقات مع مختلف دول العالم مع الحفاظ على المصالح الوطنية لمصر ومحددات السياسة الخارجية التي رسمها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ خطاب التنصيب في يونيو 2014 .. وسياسة خارجية ناجعة لمصر في جمهوريتها الجديدة عنوانها الندية والإحترام المتبادل والشراكة وقرار وطني مستقل، وفقا للمحددات التي رسمها الرئيس السيسى فى خطاب التنصيب في يونيو 2014، والذي أكد فيه أن مصر - بما لديها من مقومات - يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، وأن سياسة مصر الخارجية ستتحدد طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى، وأنها ستعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية مبادئ أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة، وذلك انطلاقاً من مبادئ السياسة الخارجية المصرية القائمة على دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، وكذلك الاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير.

عمق العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى أكد عليه الرئيس السيسي في العديد من المناسبات واللقاءات كان من أبرزها خلال القمة المصرية الأوروبية التي عقدت بالقاهرة في مارس من العام الماضى فى قلب القاهرة ، حيث رحب بالقادة الأوروبيين وبزيارتهم المهمة إلى مصر، والتي عكست " عُمق العلاقات المصرية الأوروبية الممتدة عبر التاريخ .. وتعكس أيضاً حالة الزخم التي تشهدها العلاقات خلال الفترة الأخيرة، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، والثقافية.. على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وأكد الرئيس السيسي حينها أن مصر أولت دوماً أهمية خاصة لعلاقات المتميزة التي تربطها بالاتحاد الأوروبي ودوله، وذلك في ضوء اعتقادنا الراسخ بمحورية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي .. لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة للجانبين، وبما يدعم تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.

الإعلان السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي

قمة تاريخية ومحطة شديدة الأهمية فى العلاقات بين الجانبين حيث شهدت تتويجا للتعاون المتميز بين الجانبين بالتوقيع على الإعلان السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي.

إنجاز جديد فى العلاقات بين الجانبين هكذا وصفته رئيسة المقوضية الأوروبية اوروسولا فون دیر لاین خلال زيارتها للقاهرة بمناسبة التوقيع على الإعلان السياسي المشترك، حيث أكدت انه مع ثقل مصر السياسى والإقتصادى وموقعها الإستراتيجى فى منطقة مضطربة للغاية، فإن أهمية علاقاتنا سوف تزداد بمرور الوقت.

وتحدد وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بوضوح مجالات محددة للتعاون، وهي: العلاقات السياسية استقرار الاقتصاد الكلي، الاستثمار المستدام والتجارة، بما في ذلك الطاقة والمياه والأمن الغذائي وتغير المناخ، والهجرة، والأمن وتنمية رأس المال البشري.

علاقات قوية أكد عليها الرئيس السيسى فى العديد من اللقاءات مع مسئولي الاتحاد الأوروبي خلال زيارتهم الى القاهرة أو خلال اللقاءات التي يعقدها سيادته معهم على هامش الفعاليات الدولية والاقليمية أو خلال الاتصالات الهاتفية أو خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي والتي تعد الأولى الى العاصمة البلجيكية بروكسل في شهر فبراير 2022 حيث شارك في القمة الافريقية الاوروبية.

وتقود وزارة الخارجية، بتوجيهات من القيادة السياسية، تحركات نشطة وفاعلة ومتوازنة تُعزز من الثقل الإقليمي لمصر وتفاعلها مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وتراعي تنوع المصالح المصرية مع مختلف القوي الفاعلة في العالم، وتربط سياسة مصر الخارجية بصورة مباشرة بالأولويات التنموية للدولة المصرية، حيث ترتكز سياسة مصر الخارجية على عدد من المبادئ الراسخة التي لا تتغير بتغير الأولويات، وعلى رأسها دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، والاحترام المتبادل بين الدول والتمسك بمبادئ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية، مع الحرص على الحفاظ على توازن يربط أهداف مصر ومصالحها الاستراتيجية في إطار استقلالية القرار المصري. 

وخلال زياراته المتعددة ولقاءاته واتصالاته المكثفة مع مسئولي ومفوضى الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.. يؤكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة على حرص وإهتمام مصر بتعزيز التعاون مع الإتحاد الأوروبي خلال الفترة القادمة من خلال تنمية العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية ، في إطار تنفيذ محاور الشراكة الإستراتيجية الشاملة. 
كما يشدد وزير الخارجية على أهمية التعاون الإقتصادي والتجاري والإستثماري بين مصر والإتحاد الأوروبي ، وبما يتوافق مع الزخم السياسي المتحقق في الوقت الراهن. 

واستمرار لجهودها في تعزيز العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ومؤسساته الى جانب العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأوروبية.. قامت وزارة الخارجية بتنظيم عدد من الزيارات رفيعة المستوى فضلا عن انعقاد العديد من اللجان المشتركة وجولات المشاورات المباحثات بين مصر والعديد من الدول الاوروبية ومؤسسات الاتحاد الاوروبي.

وخلال السنوات الماضية، استضافت مدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية في فبراير 2019 ، واستضافت القاهرة للقمة الأولى من فعاليات الية التعاون مع اليونان وقبرص في عام 2014 فضلا عن اختيار القاهرة مقرا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى في عام 2019، وذلم في اطار قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبي.

البرلمان العربي يوجه الشكر للرئيس السيسي والشعب المصرى على دعمهم لغزةالرئيس السيسي يبعث برسائل هامة إلى قادة 7 دول ومنظمة الأمم المتحدةأكثر من 2000 جنيه زيادة بالمعاش| مفاجأة لهؤلاء بعد قرار الرئيس السيسي رسميًاخبير: الرئيس السيسي يعيد إحياء مبادرة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل

خطوة هامة في مسيرة الحفاظ على العلاقات وتدعيمها تحققت العام الماضى من خلال وثيقة اولويات الشراكة التي توجه التعاون بين مصر والاتحاد الاوروبي حتى عام 2027 فجاء اعتمادها في شهر يونيو 2022.

فوثيقة أولويات المشاركة التى تعد بمثابة إطار التعاون بين الجانبين خلال الفترة من 2021 إلى 2027 تضمنت التأكيد على اهمية استمرار التعاون بين الجانبين للمساهمة في حل النزاعات وبناء السلام وتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي والمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية في المتوسط والشرق الاوسط وأفريقيا.

وتهدف الوثيقة إلى معالجة التحديات المشتركة التي تواجه الاتحاد الأوروبي ومصر وتعزيز المصالح المشتركة، وضمان الاستقرار على المدى الطويل والتنمية المستدامة على جانبي البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز التعاون وتحقيق الإمكانات غير المستغلة للعلاقات.

وكجزء من استجابة واسعة النطاق للتخفيف من تداعيات الازمة في اوكرانيا على البلدان الشريكة للاتحاد الأوروبي ، قدم الاتحاد الأوروبي لمصر، في اطار مبادرة "مرفق الغذاء والقدرة على الصمود" الإقليمي مبلغ 100 مليون يورو كاكبر مخصصات ضمن ما قيمته 225 مليون يورو لتلبية الاحتياجات قصيرة ومتوسطة المدى من شركاء الجوار الجنوبي.

شراكة استراتيجية بشأن الهيدروجين المتجدد

وخلال مؤتمر المناخ 27 COP الذى ترأسته مصر واستضافته بشرم الشيخ ، اتخذ الاتحاد الأوروبي ومصر خطوة أخرى لتعزيز تعاونهما طويل الأجل بشأن انتقال الطاقة النظيفة من خلال إقامة شراكة استراتيجية بشأن الهيدروجين المتجدد وتمهيد الطريق لانتقال عادل للطاقة في مصر.

وفى أحدث خطوة تعكس الحرص على تعزيز التعاون وتأكيدا للمصالح المشتركة بين الجانبين.. صوت البرلمان الأوروبي الأسبوع بأغلبية أعضائه على القراءة النهائية لقرار منح مصر شريحة الدعم المالى الثانية بقيمة 4 مليارات يورو .

ومن قلب لحظة فارقة فى عمر الوطن، انطلقت مصر بعد الثلاثين من يونيو في مسار جديد يعيد بناء الدولة ويرسم ملامح الجمهورية الجديدة، جمهورية تؤمن بدورها الإقليمي والدولي، وتبني علاقاتها على أسس من الشراكة والندية. وفي هذا الإطار، جاءت العلاقة مع أوروبا لتجسد هذا التحول، وتبرهن على قدرة مصر تحت قيادة السيسى على صياغة مستقبلها بثقة، وإقامة توازنات تحفظ مصالحها وتخدم استقرار محيطها.

طباعة شارك السيسى خارطة السياسة الدولية مصر خارطة السياسة الدولية عهد السيسي

مقالات مشابهة

  • الفكر أولًا.. ثم تتحرك الإنجازات
  • 28 يونيو 1865.. اليوم الذي تم فيه حل الجيش الأميركي
  • أسعار العملات العربية و الأجنبية في مصر اليوم.. الأحد 29-6-2025
  • برلماني: 30 يونيو وضعت مصر على طريق المستقبل بقيادة الرئيس السيسي
  • الرائد وضاح فارع: البطاقة الإلكترونية الذكية مشروع وطني استراتيجي لمكافحة الفساد وحماية حقوق المواطنين
  • وزارة الداخلية: البطاقة الإلكترونية الذكية مشروع وطني استراتيجي لمكافحة الفساد وحماية حقوق المواطنين
  • سلام بحث مع قائد الجيش في الأوضاع الأمنية والعسكرية الراهنة
  • 30 يونيو.. 12 عامًا من السياسة الخارجية المتوازنة والاستقلالية في الجمهورية الجديدة
  • الهوية العربية في مرمى التفكيك... واللغة سلاحها الأخير.. قراءة في كتاب
  • «حراك سوق الجمعة» يدعو إلى مظاهرة اليوم في ميدان الشهداء بطرابلس