الخارجية الأميركية تتنازل عن بعض شروط حقوق الإنسان بشأن المساعدات لمصر
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أكد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن ومن منطلق مصلحة الأمن القومي الأميركي قرر التنازل عن بعض الشروط المتعلقة بحقوق الإنسان بشأن المساعدات العسكرية لمصر للسنة المالية 2022.
وأشار المسؤولون إلى أن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس، الخميس، عزمها تقديم ما مجموعه 1.215 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي وفقا للسنة المالية 2022.
وأوضح المسؤولون أن هذا القرار "يعكس دور مصر التي تقدم مساهمة محددة ومستمرة في أولويات الأمن القومي الأميركي وكشريك استراتيجي للولايات المتحدة حيث لها صوت حاسم وجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، بدءاً من الدفع بسلام عادل ودائم في أوكرانيا، وتهدئة التوترات الإسرائيلية الفلسطينية إلى جانب تعزيز وقف إطلاق النار في السودان ودعم الانتخابات الليبية".
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن هذا القرار لا يقلل بأي حال من الأحوال من التزام الولايات المتحدة بتعزيز حقوق الإنسان في مصر وفي جميع أنحاء العالم.
وقال مسؤول: "لدينا مخاوف جدية ومستمرة بشأن قضايا هامة تتعلق بحقوق الإنسان بما في ذلك القيود الصارمة المفروضة على ممارسة الحريات الأساسية في مصر".
وأضاف "نواصل حواراً نشطاً للغاية مع الحكومة المصرية حول أهمية التحسينات الملموسة في مجال حقوق الإنسان، والتي تعتبر ضرورية لتقوية علاقتنا الثنائية".
وكشف مسؤول كبير لدى الوزارة أن الخارجية الأميركية تعيد برمجة 85 مليون دولار لأولويات وبلدان أخرى بالتشاور مع الكونغرس بسبب انتهاكات مصر في مجال حقوق الإنسان.
وقال مسؤول ثان في الخارجية الأميركية: "لقد أجرينا محادثات صعبة مع المصريين بشأن سجلهم في مجال حقوق الإنسان، بصراحة وعلى جميع المستويات، بما في ذلك أعلى المستويات، وهذا القرار كما تم تمديده سابقاً لا يعكس أي تغيير في أولوياتنا تجاه حقوق الإنسان".
وشدد المسؤول على أن إدارة الرئيس، جو بايدن، تضع حقوق الإنسان في صلب سياستها تجاه الشرق الأوسط وأن هذه الأولوية لم ولن تتغير.
والأربعاء، قال عضو مجلس الشيوخ، كريس مورفي، المنتمي للحزب الديمقراطي، إن الولايات المتحدة قررت حجب مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 85 مليون دولار بسبب تقاعس القاهرة عن إطلاق سراح عدد كاف من السجناء السياسيين، وحث على حجب 235 مليون دولار أخرى.
ودأبت منظمات حقوق الإنسان على اتهام مصر بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في ظل حكم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بما يشمل التعذيب والاختفاء القسري.
وفي السابق، نفى السيسي تواجد سجناء سياسيين في مصر، قائلا إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى وإن السلطات تعزز الحقوق من خلال محاولة تلبية الاحتياجات الأساسية من الوظائف والسكن.
وعلى مدى عقود، منحت الولايات المتحدة مصر حوالي 1.3 مليار دولار سنويا في شكل تمويل عسكري خارجي لشراء أنظمة أسلحة وخدمات من متعاقدين عسكريين أميركيين. وجاءت هذه المساعدات إلى حد كبير نتيجة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، عام 1979.
وخلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك، جعل الكونغرس الأميركي بعض المساعدات خاضعة لشروط تتعلق بحقوق الإنسان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکیة الولایات المتحدة حقوق الإنسان ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
وثيقة تكشف عن تحول محتمل في سياسة إسرائيل بشأن توزيع المساعدات إلى غزة
في خضم تصاعد المطالبات الدولية لتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن وثيقة تفيد بأن إسرائيل تدرس تعديل سياستها المتعلقة بتوزيع المساعدات، بما يسمح لمنظمات الإغاثة الدولية بالبقاء مسؤولة عن توزيع المواد غير الغذائية، في حين تُسند عملية توزيع الغذاء إلى مؤسسة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية".
الوثيقة، المؤرخة بتاريخ 22 مايو الجاري، وُجهت من رئيس المؤسسة جيك وود إلى وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، وهي الجهة العسكرية التي تدير آلية دخول المساعدات إلى غزة. وتؤشر الوثيقة إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين على إبقاء توزيع الأدوية ومواد الإيواء والنظافة تحت إشراف الأمم المتحدة، بينما تتولى المؤسسة الإشراف على توزيع الغذاء، رغم إقرارها بعدم امتلاكها للبنية التحتية الكافية لذلك.
التحرك الإسرائيلي يأتي في ظل انتقادات متصاعدة من المجتمع الدولي إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث تجاوز الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو ثلاثة أشهر حدود منع الغذاء والدواء والوقود، وأدى إلى تفاقم خطر المجاعة التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني. حتى الولايات المتحدة، الداعم الأقرب لإسرائيل، أبدت قلقها من أزمة الجوع المتصاعدة.
وترى الأمم المتحدة أن هذه الخطة تسمح لإسرائيل باستخدام الغذاء "كسلاح"، وتنتهك المبادئ الإنسانية الدولية، وتُضعف من قدرة الوكالات المتخصصة على العمل بفعالية. كما نفت الأمم المتحدة وحركة "حماس" اتهامات إسرائيلية بشأن "سرقة" المساعدات، وهي التهم التي تُستخدم كمبرر إسرائيلي لتقييد عمل منظمات الإغاثة.
الوثيقة تؤكد أن المؤسسة ستقود عملية توزيع الغذاء، لكن سيكون هناك "تداخل مؤقت" مع عمل منظمات الإغاثة الأخرى القائمة منذ فترة طويلة في غزة. وأوضح الخطاب أن المؤسسة، رغم محدودية قدراتها، ستدعم استمرار العمل تحت إشراف الوكالات العاملة ميدانيًا، وأكد المتحدث باسمها أن الاتفاق مع إسرائيل جاء بعد "مناشدات متكررة" لضمان تدفق المساعدات.
ورغم اعتراف المؤسسة بموقف العديد من منظمات الإغاثة الرافض لخطة تقليص دورهم، إلا أنها قالت إنها "ستواصل الدعوة لتوسيع نطاق توزيع المساعدات" والسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بحرية داخل القطاع.