د. ثروت إمبابي يكتب: مصر الجديدة.. طريق التحول الذكي نحو المستقبل
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
في لحظة فارقة من عمر الوطن، تقف مصر على أعتاب مستقبل غير مسبوق يُرسم بريشة قيادة واعية ورؤية ثاقبة.
نحن لا نشهد مجرد إصلاحات تقليدية أو خطوات تطوير تدريجية، بل نعايش تحولًا شاملاً يعيد رسم خريطة مصر داخليًا وخارجيًا، اقتصادًا وتنميةً، علمًا وتكنولوجيا. إنها لحظة نادرة في التاريخ، لحظة تحوُّل يصنع مصيرًا ويكتب مستقبل أمة.
تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد مصر تحوّلًا غير مسبوق يمضي بثقة نحو بناء دولة عصرية تواكب المتغيرات المتسارعة في العالم وتشق طريقها بثبات نحو المستقبل.
ويؤكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هذا التحوّل المستمر يمهّد الطريق نحو واقع جديد تزدهر فيه الفرص وتُفتح فيه الآفاق بلا حدود، في ظل إرادة سياسية واعية تُدرك طبيعة التحديات وتُحسن التعامل معها بمنطق الإنجاز.
في صميم هذا التحوّل، تتبلور رؤية مصر الرقمية، التي لم تعد مجرد خطة على الورق، بل تحولت إلى مشروع وطني واسع النطاق، تتلاقى فيه الطموحات مع الإمكانات لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للابتكار الرقمي. فالدولة المصرية تدرك أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبحت حجر الزاوية في بناء الاقتصاد الحديث، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية. ولهذا، تضع الحكومة في مقدمة أولوياتها دمج التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في بنية الدولة ومؤسساتها، بما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وزيادة كفاءة الخدمات، ورفع مستوى الشفافية والحوكمة.
وتتجلى ملامح هذا التوجّه في مشروعات التحول الرقمي التي تمسّ حياة الناس بشكل مباشر، من رقمنة الخدمات الحكومية، إلى تطوير البنية التحتية الرقمية، ومرورًا بإطلاق المدن الذكية مثل العاصمة الإدارية الجديدة، التي تمثل نموذجًا للاندماج بين التكنولوجيا والتخطيط الحضاري المستدام.
كل ذلك يُعد خطوة جادة نحو تمكين المواطن من أدوات العصر، وتوفير بيئة محفّزة للابتكار وريادة الأعمال، خصوصًا في مجالات الاقتصاد المعرفي.
ومن وجهة نظري، فإن هذا المسار الذي تسلكه الدولة المصرية يمثل نقلة نوعية في فهم ماهية التنمية الشاملة. فالمعادلة الناجحة اليوم لم تعد تعتمد فقط على الموارد الطبيعية أو الموقع الجغرافي، بل على العقل البشري، والإبداع، والقدرة على توظيف التكنولوجيا لصالح الإنسان. ولأول مرة منذ عقود، أشعر أن هناك مشروعًا حقيقيًا لبناء “مصر الجديدة”، حيث تتحول التحديات إلى فرص، وتتحول الطموحات إلى واقع. إن التركيز على التحول الرقمي ليس رفاهية، بل هو تأمين لمستقبل أجيال قادمة ستعيش في عالم تحكمه البيانات والذكاء الاصطناعي والابتكار.
مصر اليوم لا تكتفي بأن تواكب العصر، بل تسعى لتقوده. إنها تعيد تموضعها على خريطة الإقليم والعالم، لا كدولة نامية تسعى للحاق بالركب، بل كقوة صاعدة تمتلك إرادة التقدم وأدوات المستقبل.
ومع كل خطوة على هذا الطريق، تُثبت مصر أن الرؤية الواضحة، حين تتلاقى مع الإرادة الصلبة والعمل المتواصل، قادرة على تغيير الواقع وصناعة التاريخ من جديد. وأنا على يقين بأننا إذا استمررنا في هذا النهج، فإن مصر لن تكون فقط قصة نجاح في التنمية، بل ستكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التحول الشامل والذكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مصر الرقمية الدولة المصرية
إقرأ أيضاً:
معهد واشنطن: داعش زاد من هجماته ضد الحكومة السورية الجديدة
قال معهد واشنطن، إن تنظيم الدولة، منذ تسلم الحكومة الجديدة للسلطة في سوريا، زاد من وتيرة هجماته، وباتت ملحظومة أكثر، منذ بدء الانسحاب الأمريكي في نيسان/أبريل الماضي.
وأوضح أن المتوسط الشهري للهجمات ارتفع من خمس هجمات إلى 14 هجوما. أما على مستوى المواقع، فقد كانت كل العمليات حتى الأمس تقع في مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة.
لكن هجوم الميادين، الذي وقع في منطقة خاضعة للحكومة على الضفة المقابلة لنهر الفرات، مثل تصعيدا خطيرا من الناحيتين الرمزية والعملياتية.
وعلى الرغم من أن وجود تنظيم الدولة، لم يعد بالقوة التي كان عليها سابقا، فإن المؤشرات الميدانية توضح أن التهديد لا يزال قائما.
وأعلن في 15 أيار/مايو مسؤوليته عن تنفيذ 33 هجوما في عام 2025.
وإذا استمرت هذه الوتيرة، فسيبلغ إجمالي الهجمات هذا العام 89 عملية، وهو أدنى رقم منذ دخول التنظيم إلى الساحة السورية عام 2013، لكنه لا يزال رقما مقلقا.
وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات الجديدة معركتها ضد تنظيم الدولة، سواء عبر الملاحقة الأمنية أو العمل القضائي. ففي 11 كانون الثاني/يناير، أحبطت الأجهزة الأمنية مخططا لتفجير ضريح السيدة زينب الشيعي في ضواحي دمشق، كما كشفت عن خطة لاغتيال الرئيس الشرع.
وفي 15 شباط/فبراير، أُعلن عن اعتقال القيادي "أبو الحارث العراقي"، المتورط في تلك المؤامرة، والذي كان له دور أيضا في اغتيال "أبو مريم القحطاني"، أحد قادة "هيئة تحرير الشام" سابقا.
كما شهدت محافظتا درعا وحلب عمليات أمنية أسفرت عن تفكيك خلايا للتنظيم واعتقال عدد من عناصره. ففي 17 أيار/مايو، فجر أحد عناصر تنظيم الدولة نفسه خلال مداهمة أمنية في حلب، بينما أسفر هجوم الميادين في اليوم التالي عن مقتل عناصر من قوى الأمن.
من جانبها، نفذت "قوات سوريا الديمقراطية" نحو ثلاثين عملية اعتقال ضد خلايا التنظيم منذ بداية العام، في مؤشر على استمرار التهديد رغم انخفاض عدد العمليات مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال معهد واشنطن، إن كل هذه التطورات "تعكس حقيقة مقلقة، وهي تنظيم "داعش"، رغم تراجعه، لا يزال قادرا على زعزعة الاستقرار، مستغلا الفجوات في الهيكلين الأمني والإداري خلال مرحلة الانتقال السياسي، ولهذا، فإن أي سحب كامل للقوات الأمريكية قبل استكمال دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسات العسكرية للدولة قد يكون خطوة سابقة لأوانها".
وبحسب المعهد يتمثل "أحد محاور الخطر في محافظة دير الزور، معقل التنظيم التاريخي، حيث لا تزال مناطق السيطرة منقسمة بين الحكومة وقسد".
ويبدو أن الهجوم الأخير جاء نتيجة استغلال هذا الانقسام، ويتطلب الحد من هذا التهديد تسريع تنفيذ اتفاق تسليم السيطرة الكاملة للحكومة المركزية في دمشق، ما من شأنه توحيد الإدارة ومنع التنظيم من استغلال الثغرات الأمنية.
إضافة إلى ذلك، لا يزال نحو تسعة آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة محتجزين لدى قسد، إلى جانب آلاف النساء والأطفال من عائلاتهم. وقد حث التنظيم مؤخرا عبر نشرته الرسمية "النبأ" أنصاره على تنفيذ عمليات إطلاق سراح واسعة، داعيا مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوفه.