كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": لا موعد قريباً لجلسة ثالثة عشرة لانتخاب الرئيس. في احسن الاحوال يعارض حزب الله موعدها في الاسابيع القليلة المقبلة، ويفضّل تأخيرها الى ابعد وقت ممكن. سبب واحد يعزوه الى حجته هذه هو رغبته في عدم احراج رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموعدها: الاول قبل التوصل الى اتفاق الحد الادنى معه في الاتصالات الدائرة بينهما حيال تحالفهما ومقتضياته ومنها مرشحهما معاً للرئاسة، والثاني عدم تبديد انفتاحه المعلن على حوار يقوده رئيس المجلس نبيه برّي وتمسكه بانتخاب رئيس تسوية.

اي موعد جديد او قريب لجلسة الانتخاب يعيد باسيل الى التصويت للوزير السابق جهاد ازعور، ويربك جنبلاط حيال المفترض انهم حلفاء له في الاستحقاق، وكان انتقد اخيراً رفضهم الجلوس الى طاولة واحدة مع الثنائي الشيعي. كلاهما يبدوان الآن، خلافاً لما نجم عن جلسة 14 حزيران، في الوسط بين حزب الله وخصومه. ما يحبّذه الحزب في الوقت الحاضر، وهو يعي تماماً ان اصراره على تأجيل انعقاد المجلس محرج لحليفه رئيس البرلمان، الذهاب الى حوار يستنزف مزيداً من الانتظار والوقت.

مع تمسكه بترشيح فرنجيه وتأكيده مرة تلو اخرى انه لا يستغني عنه، بيد ان مقاربة حزب الله اياه انه جزء من المعضلة وليس كلها. ليس انتخاب حليفه الزغرتاوي هدفاً في ذاته وهو يعرف انه ضمان فعلي له وموثوق به في رئاسة الجمهورية. تكمن المعضلة الفعلية، في مناسبة انتخاب الرئيس، في ان حزب الله يطلب ما لم يطلبه قبل الآن او جهر به تماماً، وهو حصوله على نصف الدولة العميقة. المحسوب لديه ان الاميركيين هم الذين ورثوا من السوريين بعدما غادروا البلاد الدولة العميقة في لبنان بدءاً برئاسة الحكومة وصولاً الى المناصب الرئيسية الكبرى الاوسع تأثيراً. ذلك ما يصح على قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان ومجلس القضاء الاعلى ومديرية المخابرات وقوى الامن الداخلي وفرع المعلومات. اضحى الاميركيون الاكثر فاعلية في تعيين هؤلاء وتوجيههم، فيما يمتلك حزب الله في المقابل قوته في الشارع. ما بات يعنيه منذ الآن انه يريد ان يكون شريكاً للاميركيين في الدولة العميقة اللبنانية ما دام يتعذّر عليه منعه من تدخلهم فيها او طردهم منها. 4 ـ لم يُفصَح الكثير عما دار في اجتماع بنشعي بين رعد وفرنجيه، مع ان الشائع ان يؤكد الاول للثاني تشبث حزب الله بترشحه. ليس معلوماً ان رئيس كتلة نواب الحزب هو ضابط الارتباط مع فرنجيه، وهي المهمة المنوطة بمسؤوليْن آخرين فيه هما حسين خليل ووفيق صفا. بيد ان المؤكد ان الزيارة المفاجئة غير المعتادة في مرحلة اختار فرنجيه فيها الاحتجاب الى حد، توخت رد الاعتبار الى الحليف بعد الكثير من الشكوك التي حامت من حول لقاء رعد بقائد الجيش العماد جوزف عون وما نقل عن الموفد الفرنسي ان الاوان قد حان للخوض في مرشح ثالث. كان رعد من بين مَن قصدهم لودريان في مقارهم في حارة حريك، وسمع منه تأكيداً مضاعفاً على الاستمرار في ترشيح فرنجيه. ما يعترف به حزب الله ـ كذلك المرشح نفسه ـ ان ترشيح فرنجيه بلغ بدوره المأزق. يصعب الوصول الى انتخابه في جلسة لمجلس النواب، وتصعب اكثر اي محاولة للتحاور من اجل تكريسه واستقطاب غالبية الثلثين الى الاتفاق على القبول بترشحه. 5 ـ سواء في موقعها بين الدول الخمس او في اللقاءات التي يجريها البخاري في الرياض او في باريس كما تحركها في الداخل، اعادت السعودية تأكيد شراكتها الفعلية في انتخاب الرئيس. كالاميركيين، من دونها لا ثلثان في اي جلسة انتخاب. اجتماع الخميس في سفارتها في حضور 20 نائباً سنيّاً الى المرجعية الدينية الاولى للطائفة في لبنان قدمت دليلاً اضافياً على تأثيرها في الاستحقاق. في جلسة 14 حزيران احجم النواب السنّة المتأثرون بالرياض عن التصويت لازعور. كانت تلك علامة رئيسية الى ان المملكة لم ترسل اليهم ايعازاً، ولم تُرد يومذاك الظهور في مظهر انها معنية بالجلسة او بالمرشح المنافس لفرنجيه. بالتأكيد ينطوي على سذاجة بالغة الاعتقاد بأن التشرذم السنّي الحالي غير مؤهل للانتظام في حبّات العقد السعودي. ما حدث في اجتماع في السفارة في حضور لودريان توجيه العلامة الثانية الرئيسية، وهي اقتراب باريس والرياض احداهما من الاخرى بعدما فرّق بينهما موقفاهما في الاجتماع الاول للدول الخمس في باريس، ثم تقاربا قليلاً في الاجتماع الثاني في قطر. الثلثاء ثالث الاجتماعات في نيويورك ربما يؤذن بتقارب اكثر. الا ان رجليْ الدولتين، لودريان والبخاري، يحضان الآن على الحوار. ابسط استنتاج لفحوى هذا التقارب ان مرشحيْ جلسة 14 حزيران اضحيا من الماضي.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ترجمة على شريط النفس)

وصياد ينطلق خلف ذئب.
والذئب متعب…
والصياد يسأل نفسه:
ترى، ما الذي يجري في نفس الذئب هذا الآن؟
والذئب يدخل كهفًا،
ومن الكهف تندفع عشرات الذئاب تطارد الصياد،
والصياد يعرف الإجابة.
الآن، الدعم السريع يعرف الإجابة.
(2)
كيسنجر، قالوا له:
لماذا تضرب الزعماء في الدول الضعيفة؟
قال:
– ليس أنا… بل طبيعة الأشياء. فالطعام بعد الهضم هو ما يطلب الخروج… نحن نهضم ونُفرز.
قالوا:
– السودان إذن، تاريخه هو تاريخ الإسهال!
(3)
إن خربت أمورك، فكن سودانيًا.
فالمرأة تلك تجلس وسط البوش وتتفاخَر:
قالت: نحمد الله… أبونا تاب… خلى السرقة. وبقى يقلع!
والنميري، يُبلِّغونه يومًا أن سفير السودان في دولة كذا ضُبط في حالة شذوذ،
والنميري، دون أن يتوقف عما كان يكتب، يقول:
– وزولنا كان يمين ولا شمال؟
قالوا:
– كان يمين.
قال:
– يبقى أفصلوه… وبَس!
(4)
لكن المؤلِمات تُطِلّ على الحديث.
ونقرأ أن فرنسية في قصر الملك عبد الإله (الذي انقلب عليه البعثيون وقتلوه مع أسرته كلها) قالت:
– في الليلة التي قُتل فيها عبد الإله، ظلت كلاب القصر تنوح الليل كله.
قالوا: تعوي؟
قالت: لا، بل تنوح… تنوح.
وممرضة شهدت مئات المحتضرين قالت:
– الكلاب، قبل وفاة أصحابها، تنوح،
وحتى لو كان أصحابها أصحاء…
الكلاب ترفع أنوفها للسماء… وتُطلق النواح الذي يعرفه كل إنسان.
وفي القرى، قبل زمان غير بعيد، كان الناس يعرفون، وجلودهم تنكمش حين يجدون كلب البيت ينوح.
ودولةٌ معروفة… ينكمش جلدها الآن.
(5)
وأمريكا تعرض على دولة صغيرة مشروع دفاع مشترك.
وفي الستينات، بريطانيا تعرض على اليمن اتفاقية، وهي:
أن تستقبل كل من الدولتين السفن الذرية للدولة الأخرى.
واليمن يرفض.
قالوا:
ومنذ ذلك الوقت، ظلت السفن اليمنية الذرية لا تجد ميناء ترسو فيه!
ومسكين هو… عالم المساكين.

إسحق أحمد فضل الله
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي: التركيز الآن يعود إلى غزة
  • الزمالك يؤجل جلسة عبد الله السعيد بسبب رحلة الساحل الشمالي
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة الآن)
  • باراك ينتظر أجوبة حول الإصلاحات والسلاح.. ومبارزة سياسية في جلسة 30 حزيران النيابية
  • رئيس الشيوخ: الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو مناسبتان تلهماننا قيم العمل وحب الوطن
  • أذكار الصباح كاملة.. رددها الآن وحصن نفسك من كل شر
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ترجمة على شريط النفس)
  • تيسير إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن الإيرانيين
  • اللواء الركن الودعاني يقف ميدانيًا على سير عمل منسوبي حرس الحدود والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في منفذ جديدة عرعر
  • وقفة.. نتنياهو يقود شعبه للانتحار معه