مصر والأردن على خطى السعودية في السعي للانفتاح على إيران
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
في السياق الإقليمي الجديد الذي تحركه المصالح، هناك دلائل تشير إلى أن مصر والأردن قد تحذوان حذو السعودية قريبًا في فتح صفحة جديدة مع إيران.
هكذا كشف تقرير لمركز "أمواج"، لافتا إلى أنه كما هو الحال مع الحوار الإيراني السعودي، يعمل العراق وعمان على تسهيل المشاركة العربية الإيرانية الموسعة، لكن بأدوار مختلفة.
ويقول التقرير، إن انفتاح إيران على العلاقات مع مصر في عهد عبدالفتاح السيسي، حليف السعودية والولايات المتحدة الذي صعد إلى السلطة بعد الانقلاب الذي أنهى حكم الإخوان المسلمين، يعد بمثابة "مفاجأة" لبعض المراقبين.
لكن تكمن المفارقة، وفق التقرير، في أن السيسي وهو العدو اللدود للجماعات الإسلامية، يتقاسم مصالح رئيسية مع إيران، خاصة فيما يتعلق بسوريا.
وفقًا لمصدر دبلوماسي عماني، أدى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، خلال الأشهر الماضية دورًا هامًا بشكل متزايد في التقريب بين وجهات النظر المصرية والإيرانية.
وخلال زيارته طهران في مايو/أيار، وهي الأولى منذ اعتلائه العرش عام 2020، نقل سلطان عمان عددًا من الرسائل إلى القيادة الإيرانية من مصر.
اقرأ أيضاً
تأخُر تطبيع العلاقات بين مصر وإيران.. ماذا يعني؟
واكتسبت جهود التطبيع زخما منذ أن استأنفت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الحوار بين القاهرة وطهران قطع نصف الطريق نحو الاتفاق على إعادة العلاقات.
وتمحورت المحادثات حتى الآن، حسب مصدر دبلوماسي عربي، حول العلاقات الثنائية، إضافة إلى "القضية الفلسطينية والمنطقة الحدودية بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، والملفين السوري واليمني".
فيما قال دبلوماسي مصري إن "الإعلان عن توصل الجانبين إلى رؤية شاملة ومشتركة، قد يتم خلال الأشهر المقبلة".
وطيلة العقود الأربعة الماضية، عانت العلاقات بين مصر وإيران من التوتر والجمود، فعقب اندلاع ثورة الخميني الإسلامية في إيران عام 1979، توترت العلاقات ثم انقطعت رسميا إثر توقيع الرئيس المصري آنذاك أنور السادات على اتفاق سلام مع إسرائيل، لكن كلا من القاهرة وطهران احتفظت ببعثة رعاية مصالح.
اقرأ أيضاً
بين الصمت والتكهن.. مصالحة مصرية إيرانية مرتقبة
في حين تلعب عمان دورًا قياديًا في تسهيل الحوار المصري الإيراني، فإن التواصل بين إيران والأردن لا يزال يتقدم عبر العراق.
ومع ذلك، وفق التقرير، فهو معلق حاليًا ويشوبه الحذر.
وعلى غرار المراحل الأولى من المشاركة الإيرانية السعودية، يبقى الحوار موجهًا نحو الأمن، ويحتاج إلى بوادر إيجابية.
ويمكن أن يشمل الخيار الأخير مضي بغداد قدمًا في تنفيذ خط أنابيب البصرة-العقبة، خاصة أن إدارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تؤيد ضمنًا مشروع خط الأنابيب، لكن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتي تؤثر إلى حد كبير في قرارات الحكومة العراقية تعارض هذا المسعى.
ويقول الخبراء إن جذور رفضهم لخط الأنابيب يمكن إرجاعها إلى طهران.
وبدأت المحادثات الإيرانية الأردنية بجلسة تمهيدية، وأعقبتها جولتان من "المحادثات المثمرة والجادة" في عام 2022، حسب مسؤول مطلع في منظمة استخباراتية عربية إقليمية.
اقرأ أيضاً
بعد المصالحة الإيرانية السعودية.. كيف يتعامل الأردن مع إيران؟
وأُفيد بأن الأجواء كانت "إيجابية"، حيث "شعر جميع الأطراف بالحرص على التعاون والتوصل إلى نتائج مثمرة".
وقالت مصادر عربية، إنه بالنظر إلى المستقبل، فإن الحوار سيعتمد على الظروف السياسية المقبلة وعلى تقديم الضمانات.
يشار إلى أن علاقة الأردن مع إيران لم تخرج عن إطارها الرسمي طيلة السنوات الماضية، واقتصرت على تعامل عمّان مع الجارة الإقليمية بدبلوماسية حذرة مع مخاوف من تأثيرات فصائل مسلحة محسوبة على إيران في الجنوب السوري المجاور للمملكة.
ولمدة عقدين، شهدت العلاقات الأردنية الإيرانية قطيعة، بعد دعم المملكة للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي.
وعقب قرار السعودية قطع علاقتهما مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، تضامن الأردن مع جارته الجنوبية (السعودية) واستدعى سفيره من طهران في نيسان/نيسان من العام نفسه "للتشاور" ولم يعد بعدها، فيما احتفظت بتمثيل دبلوماسي بدرجة قائم بالأعمال.
اقرأ أيضاً
إيران: الأجواء الإيجابية مع السعودية تنعكس على علاقاتنا بالأردن
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر الأردن إيران علاقات ثنائية اقرأ أیضا مع إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
السعي وراء الحياة خارج الأرض .. رحلة العلم بين التلسكوبات والنماذج
يمثل البحث عن الحياة في أماكن خارج كوكب الأرض أحد المحركات الأساسية لعلم الفلك الحديث وعلوم الكواكب، حيث تقود الولايات المتحدة جهودًا ضخمة لبناء تلسكوبات متقدمة ومركبات فضائية مخصصة لهذا الغرض. وعلى الرغم من التقدم العلمي والتقني، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العلماء في تفسير ما يُعرف بالبصمات الحيوية، أي العلامات التي قد تشير إلى وجود كائنات حية، فضلًا عن صعوبة تحديد المواقع الفضائية الأنسب للبحث.
بحسب ما نشره موقع "Phys"، طوّر العلماء مؤخرًا نهجًا مبتكرًا، يهدف إلى تحديد الكواكب أو الأقمار الأكثر احتمالًا لاحتضان الحياة، ويساعد في تفسير البصمات الحيوية الغامضة. ويعتمد هذا النهج على نمذجة كيفية تكيف أشكال الحياة المختلفة مع بيئات متنوعة، بالاستناد إلى دراسات علمية حول حدود الحياة على كوكب الأرض.
مشروع "نوتيلوس" وتلسكوبات المستقبلفي إطار هذا التوجه، يعمل العلماء على تطوير كوكبة من التلسكوبات الفضائية تُعرف باسم "نوتيلوس"، مصممة خصيصًا لدراسة مئات الكواكب التي يُعتقد أنها شبيهة بالأرض، خلال عبورها أمام نجومها المضيفة، ويُنتظر أن تسهم هذه التلسكوبات، إلى جانب مشاريع أخرى قيد التطوير، في توفير بيانات دقيقة عن هذه العوالم.
إشكالية تفسير البصمات الحيويةالجدل العلمي حول علامات الحياة ليس جديدًا، وقد تجلّى مؤخرًا في الجدل المتعلق بالكوكب الخارجي K2-18b، حيث أُعلن في أبريل 2025 عن اكتشاف إشارات محتملة على وجود حياة، إلى جانب مزاعم سابقة حول وجود علامات حياة في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة. تعكس هذه الحالات مدى التعقيد الذي يكتنف تفسير البيانات التي يتم جمعها عن بُعد، والتي غالبًا ما تكون غير حاسمة.
ما هو العالم القابل للسكن؟يُعرّف "العالم القابل للسكن" بأنه الكوكب أو القمر الذي يحتوي على ظروف مناسبة لنشوء الحياة
النهج الكلاسيكي (اتبع الماء)منذ سنوات، اعتمدت وكالة ناسا مبدأ "اتبع الماء"، إذ يُعد الماء السائل عنصرًا أساسيًا لجميع أشكال الحياة المعروفة، وتكمن الفكرة في أن وجود الماء السائل يشير عادة إلى بيئة معتدلة من حيث الحرارة والضغط، لا تعيق التفاعلات الكيميائية ولا تدمر الجزيئات الحيوية.
ومع ذلك، لم يعد هذا المبدأ كافيًا بمفرده، خاصة مع تزايد تعقيد البيانات والتنوع المحتمل في أشكال الحياة خارج الأرض، لذا هناك حاجة إلى معايير أكثر دقة وكمية لتحديد قابلية الكواكب للسكن.
مشروع "الأرض الغريبة" ونهج متعدد التخصصاتفي هذا السياق، أطلق فريق من الباحثين مشروع "الأرض الغريبة" بدعم من وكالة ناسا، حيث تعاون علماء من مختلف التخصصات: الأحياء، الفلك، الكواكب الخارجية، الكيمياء، وعلوم البيئة، ضمن إطار شبكة علوم أنظمة الكواكب الخارجية (NExSS).
كيف يمكننا تحديد احتياجات الحياة إن لم نكن نعرف أشكال الحياة الممكنة خارج الأرض؟رغم المعرفة العميقة بالحياة الأرضية، فإن العلماء يعترفون بإمكانية وجود كائنات فضائية تعتمد على عناصر كيميائية أو مذيبات غير الماء، مما يجعل وضع معايير دقيقة أكثر تعقيدًا.
كيف نتعامل مع ندرة البيانات؟نظرًا لأن الموائل المحتملة خارج النظام الشمسي بعيدة جدًا عن متناول المركبات الفضائية، فإن المعلومات المتوفرة غالبًا ما تكون جزئية أو غير مكتملة، ما يتطلب تطوير نماذج قادرة على العمل مع هذا القدر المحدود من البيانات.
نموذج للتعامل مع المجهوليسعى العلماء إلى بناء نموذج علمي مرن يمكنه التعامل مع الشكوك والنواقص في البيانات، معتمِدًا على الحد الأقصى من المعلومات المتاحة من المراقبة عن بُعد، ومحاكاة سيناريوهات مختلفة لشروط الحياة.
نحو فهم أعمق للحياة في الكونفي النهاية، لا يُعد البحث عن الحياة خارج الأرض مجرد محاولة للإجابة عن سؤال قديم حول ما إذا كنا وحدنا في الكون، بل هو مسعى لفهم حدود الحياة ذاتها، وإعادة تعريف "الملائمة الحيوية" في سياقات كونية لم نتخيلها بعد