بعد كارثة درنة.. الموارد: لا مجال للمقارنة بين إدارة المياه في العراق وليبيا
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
استبعدت وزارة الموارد المائية، تكرار كارثة الفيضانات وانهيار السدود في ليبيا وحصولها في العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان”الواقع المائي والاروائي في العراق مختلف تماما عما موجود في ليبيا فالعراق دولة مؤسساتية وعريقة بإدارة المياه وكل منشآت التوزيع والسيطرة المعنية بإدارة المياه تحت سيطرة الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ولا توجد أي منشآت خارج عن سيطرتهما”.
وأضاف ان “لا مجال للمقارنة بالواقع المائي في العراق بنظيرتها في ليبيا فادارة المياه في العراق رشيدة وحكيمة”.
وأشار شمال الى ان “هناك مشكلة ايرادات مائية في العراق وليست مشكلة خزن”.
يذكر ان الفيضانات الغزيرة التي حدثت في 10 سبتمبر/أيلول دمرت أجزاء كبيرة من مدينة درنة الشرقية بليبا وخَلّفت “كابوسا”، كما يقول عمال الإنقاذ الذين يشيرون إلى مشاكل تتعلق بالبنية التحتية.
وقال النائب العام الليبي أمس إنه فتح تحقيقا في انهيار سدين، تسببا في سيل مدمر في مدينة درنة الساحلية.
وتجاوز عدد الضحايا 11 الف قتيلاً.
وتسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن عاصفة البحر الأبيض المتوسط “دانيال” في حدوث فيضانات وسيول مميتة في شرق ليبيا، مطلع الأسبوع الماضي.
وغمرت الفيضانات سدين، مما أدى إلى تدفق المياه بارتفاع عدة أمتار عبر وسط درنة، مما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها وجرف الناس إلى البحر.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
بحر من المياه العذبة تحت أقدام العراقيين .. ؟؟
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في ظل التحديات المائية المتزايدة التي تواجه العراق والمنطقة تبرز مؤشرات علمية وجيولوجية تستحق الوقوف عندها بجدية.
فخلال بحث شخصي واطلاع على عدد من الدراسات غير المنشورة ومصادر فنية تتكشف حقائق مذهلة عن كنز مائي دفين في الصحراء الغربية العراقية قد يغيّر معادلة الأمن المائي للبلاد لعقود أو حتى قرون قادمة.
تشير التقديرات الأولية إلى وجود خزان مائي جوفي هائل في هذه المنطقة الجافة يُحتمل أن يعادل ما يقارب ١٧٠٠ مرة سعة سد الموصل الذي تُقدَّر طاقته الاستيعابية القصوى بـ٢٩ مليار متر مكعب ما يعني أن حجم المياه المحتمل يناهز ٤٩٣ تريليون متر مكعب – رقم يضع العراق في مصاف الدول الغنية بالمياه الجوفية إن صحّت هذه التقديرات.
ظواهر جيولوجية فريدة
الأمر المثير في هذه القضية ليس فقط الكمية بل الكيفية. فالمياه الجوفية في العراق بحسب مؤشرات جيولوجية تجري على شكل أنهار تحت سطح الأرض – وهي ظاهرة نادرة عالمياً.
والأكثر إدهاشاً أن الطبقات المائية الجوفية العراقية تتوزع على ثلاث مستويات تقع كل منها على عمق مختلف مما يعزز فرص الاستدامة إذا ما استُثمرت هذه الثروة بطريقة علمية.
العراق… وادي المياه الجوفية في المنطقة؟
العجيب الآخر هو أن تضاريس العراق الجيولوجية تجعل منه ما يشبه الوادي الذي يستقبل المياه الجوفية من دول الجوار خصوصاً من السعودية والأردن حيث تم رصد حركة المياه تحت الأرض باتجاه الأراضي العراقية لتتجمع في الصحراء الغربية.
هذا الاكتشاف – إن تم تأكيده – لا يمثل مجرد مورد طبيعي بل مكمنًا استراتيجيًا بالغ الأهمية يمكن أن يوفر للعراق مصدرًا مائياً يعوّض عن التحديات المرتبطة بالأنهار السطحية ويعزز الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي .
دعوة للتحقيق العلمي والرسمـي
إن ما ورد في هذا التقرير يبقى في إطار المعطيات الأولية التي تحتاج إلى تحقيق علمي ممنهج من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المسح الجيولوجي العراقية.
وإننا نضع هذه المعلومات أمام الرأي العام وأمام مؤسسات الدولة العراقية لتحمّل مسؤولياتها في التحقق من هذه الثروة الطبيعية التي قد تكون نقطة تحول في مستقبل العراق المائي والاقتصادي
حيدر عبد الجبار البطاط