التدبر فى الكتاب والسنة من صفات المتقين وقال تعالي   رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين.

وقال اهل العلم ﴿أَوْزِعْنِي﴾: قال الجوهري: ((استوزعت اللَّه فأوزعني، أي استلهمته فألهمني))، وقال الراغب: ((وتحقيقه أولعني بذلك))([2])، والمعنى: أي ألهمني، واجعلني مولعاً به، راغباً في تحصيله .

هذه من الدعوات المباركة في كتاب ربنا سبحانه وتعالى الذي نحن متعبدون بتلاوته، المأمورون بتدبره، والعمل به .

ففي هذه الدعوات العلم النافع، والعمل الموفق الصالح، إذا تدبّرها العبد، وعمل بمقاصدها، وما دلّت عليه من المدلولات، فإن مآلها الخير العظيم في الدارين من كل خير .

فلقد أعطى اللَّه تعالى سليمان عليه السلام النبوة والملك، وعُلِّم منطق الطير، فكان شاكراً لأنعم اللَّه عليه .

فقال: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾: أي ألهمني، ووفقني لشكر نعمائك، وأفضالك عليَّ بالنعم الكثيرة التي لا تعدُّ، ولا تُحصى، فتضمّن سؤال اللَّه تعالى التوفيق لملازمة شكره على الدوام.

﴿وَعَلَى وَالِدَيَّ﴾: ((أدرج فيه والديه تكثيراً للنعمة؛ فإن الإنعام عليهما إنعام عليه من وجه مستوجب الشكر، أو تعميماً لها))([3])، فإن النعمة عليه يرجع نفعها إليهما كذلك.

لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية، وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ ولا تحصى, والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس.

﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾: صالحاً - بالتنوين والتنكير-: للتفخيم والتكثير، فسأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن يكون باللسان، والقلب، والأركان .

وقوله: ﴿تَرْضَاهُ﴾: فيه نكتة مهمة: أن ليس كل عمل يعمله العبد الصالح، وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل لما فيه من المنقصات من الرياء والعجب والشرك. والثاني: غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة.

وفي هذا بيان على الحثّ في تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات، وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود.

 وقوله : ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾: أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده برحمتك وفضلك .

قوله: ﴿فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ ألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك في أعلى جنانك؛ جنات الخلد التي لا يدخلها إلا الصالحون.

فقد طلب عليه الصلاة والسلام كمال السعادة البشرية الدنيوية والأخروية:

1- التوفيق للشكر على نعمه الجليلة الدينيَّةِ والدنيويَّة .

2-وعمل الطاعات المرضيّة.

3- ومرافقة خير البريَّة .

وقد تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد:

1- أهمية سؤال اللَّه تعالى العون على الطاعة، ومن أخصِّها الشكر التي تستوجب حفظ النعم الدينية والدنوية، وهذا المقصد كان من سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ر ب أ و ز ع ن ي أ ن أ ش ك ر ن ع م ت ك ال ت ي أ ن ع م ت ع ل ي و ع ل ى و ال د ي ه تعالى

إقرأ أيضاً:

تنفيذ حكم القتل تعزيرًا لخاطفي الأطفال الثلاثة بالمنطقة الشرقية

أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بجانيين في المنطقة الشرقية، فيما يلي نصه:
قال الله تعالى: "وَلَا تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"، وقال تعالى: "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، وقال تعالى: "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَاد"، وقال تعالى: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".

أقدمت/ مريم بنت محمد بن حمد المتعب ـ سعودية الجنسية ـ وبمشاركة / منصور قايد عبدالله ـ يمني الجنسية ـ على خطف ثلاثة أطفال حديثي الولادة من مأمنهم بالمستشفى وذلك عن طريق الحيلة والخداع على أمهاتهم ونسب المخطوفين إلى غير آبائهم وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقيام / منصور بتسهيل مهام / مريم المذكورة والتستر عليها في وقائع الخطف بعد علمه بذلك.

وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجانيين المذكورين، وأسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب الجريمة، وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقهما حكم يقضي بثبوت ما نُسب إليهما، ولأن ما قاما به المدعى عليهما فعل محرم ومعاقب عليه شرعًا وهو من الاعتداء على الأنفس البريئة مسلوبة الإرادة ومن الإفساد في الأرض فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد تأييده من مرجعه، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا بحق المذكورين.

وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجانيين / مريم بنت محمد بن حمد المتعب و / منصور قايد عبدالله يوم الأربعاء بتاريخ 23 / 11 / 1446هـ الموافق 21 / 5 / 2025م بالمنطقة الشرقية. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في كل من يتعدى على الآمنين وينتهك أعراضهم وحقهم في الحياة والأمن، وتحذر في الوقت نفسه كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. والله الهادي إلى سواء السبيل.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • ذِكر واحد من واظب عليه صباحا ومساء أصبح من أهل الجنة
  • 3 شروط لن يستجاب الدعاء بدونها.. لا تغفل عنها
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا لخاطفي الأطفال الثلاثة بالمنطقة الشرقية
  • دعاء استقبال العشر من ذي الحجة.. احرص عليه هذه الأيام
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق جانيين في المدينة المنورة
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين في منطقة المدينة المنورة
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين لتهريبهما الشبو إلى المملكة
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في مكة المكرمة
  • صلاة الشكر .. حكمها ودعائها وشروط صحتها
  • أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم