رئاسة الشؤون الدينية تكثف الإرشادات لتعزيز قيم الوسطية والسماحة خلال موسم الحج
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
كثفت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الإرشادات خلال موسم الحج لتهيئة بيئة تعبدية وأجواء إيمانية تجسد قيم الوسطية والسماحة الإسلامية.
وكانت رئاسة الشؤون الدينية أطلقت بوابة "قاصد" الذكية، التي تعد الأولى والأكبر من نوعها في الرئاسة، لإثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام الرقمية، بمحتوى شرعي محكّم وبأسلوب مبسط وشامل، يراعي المتطلبات التعبدية لضيوف الرحمن والقاصدين والزائرين والمعتمرين، في خطوة نوعية تعزز التحول الرقمي الذكي في الخدمات الإثرائية المقدمة، حيث تعد منصة رقمية متكاملة تُعنى بتقديم الخدمات الدينية والإثرائية، بأسلوب ميسر ومتكامل يراعي احتياجات الزائرين، وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وأوضح رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الرئاسة خصصت مسارًا إثرائيًا ذكيًا في موسم الحج، لإيصال رسالة الحج الوسطية لضيوف الرحمن، وسخرت مساراتها التخصصية؛ لتعزيز الرقمنة والتقنية والذكاء الاصطناعي لإثراء تجربة الزائرين وضيوف الرحمن، ومواكبة التحولات الرقمية الذكية واستدامتها، كونها إحدى المنطلقات الإستراتيجية للرئاسة، في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الوسطية للعالم باللغات المختلفة.
الشؤون الدينية في الحرمين تكثف الإرشادات خلال موسم الحج لتهيئة بيئة تعبدية وأجواء إيمانية تجسد قيم الوسطية والسماحة الإسلامية#الإخبارية pic.twitter.com/B3CqeCLcDS
— الإخبارية السعودية - آخر الأخبار (@alekhbariyaNews) May 22, 2025 أخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةموسم الحجرئاسة الشؤون الدينيةقيم الوسطية والسماحةقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية أخر أخبار السعودية موسم الحج رئاسة الشؤون الدينية الشؤون الدینیة موسم الحج
إقرأ أيضاً:
الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.