مصدر مسؤول يكشف عن مخطط حوثي خطير لتصفية واغتيال قيادات مؤتمر صنعاء بعد مباحثات الرياض وقبائل حاشد تدخل على الخط
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
كشف مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام بالعاصمة صنعاء، عن مخطط غادر لمليشيات الحوثي، لتصفية واغتيال قيادات الحزب بصنعاء، بتوجيهات مباشرة من عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات الانقلابية.
وأكد المصدر حصولهم على معلومات تفيد بتخطيط الحوثيين، للتخلص من قيادات الحزب بصنعاء، ومناطق سيطرة الجماعة السلالية، مشيرًا إلى أن جهاز المخابرات التابع للجماعة بدأ منذ الشهر الجاري، بإخضاع قيادات حزب المؤتمر لرقابة شاملة.
وأكد المصدر معلومات سبق وأن نشرها المشهد اليمني في وقت سابق، تفيد بأن الحوثيين، قد وضعوا مخطط الانقضاض على الحزب، لكنهم اضطروا لتأجيل التنفيذ لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي والحراك الإقليمي والدولي لعملية السلام في اليمن.
المصدر تطرق إلى أن مليشيا الحوثي ستبدأ بتسريح الكوادر المؤتمرية من مناصب ووظائف حكومة الانقلاب، وخصوصا في المناطق الحساسة كالأمن والداخلية، وصولا إلى بقية المؤسسات الحكومية.
اقرأ أيضاً الحوثيون يفرضون الإقامة الجبرية على قيادات المؤتمر ويحاصرون 30 برلمانيًا بصنعاء ”مؤتمر صنعاء” يستعيد المشاركة الفاعلة في عضوية المفاوضات كفريق مستقل! أحمد سيف حاشد معلقًا على الحوثيين والمولد النبوي: صيرتموه شهر إفقار ونزيف وقطع طريق وجبايات ثقيلة لا تطاق الكشف عن أسماء الوفد الحوثي في مفاوضات الرياض.. جناح صعدة يطيح بالمؤتمر و”هواشم صنعاء” ويحتكر التمثيل الكشف عن تحرك مفاجئ قام به محمد علي الحوثي مع قيادات مؤتمرية عقب خطاب الشيخ صادق أبوراس أول تعليق لمؤتمر صنعاء على زيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية الرياض.. ماذا قال عن المرتبات؟ بن عديو يغادر صمته ويعلق على احتفاء حزبي المؤتمر والاصلاح بذكرى التأسيس ”دركتل المليشيا” يستفز قبائل طوق صنعاء: ما معكم إلا احنا و”أين الراتب” شائعة مغرضة! دعوات للشيخ حمير الأحمر وابو رأس بدعوة قبيلتي حاشد وبكيل للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر قبائل حاشد تجدد مبايعة الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر شيخًا لها وتؤدي قسم الولاء للجمهورية ”شاهد” قبائل اليمن تتوافد إلى صنعاء وتقيم حفلًا سبتمبريًا جمهوريًا رفقة الشيخ حمير الأحمر بعد تعرضه لتهديد حوثي ”فيديو” عبدالملك الحوثي يستدعي المشاط ويصفع ”محمد علي الحوثي” بقوة والعدو اللدود للأخير يقلب كل التوقعاتوأشار المصدر إلى أن المليشيات الحوثية، تحاول إشغال القبائل المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام، في حزام العاصمة صنعاء، وخصوصا قبال حاشد، خوفًا من تدخلها لمساندة المؤتمر وإفشال المخطط الحوثي الذي وصفه بـ" الغادر والجبان " .
المولد النبوي و21 سبتمبر
وكان المشهد اليمني، قد علم قبل أيام، من مصادر مطلعة عن مخطط لجماعة الحوثي السلالية، لاجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء بالتزامن مع فعاليات المولد النبوي، الشهر الجاري، وذكرى نكبة 21 سبتمبر.
وعلم المشهد اليمني من المصادر بأن الحوثيين، يخططون للسيطرة على حزب المؤتمر واحتلال عدد من مقراته وممتلكاته خلال شهر سبتمبر الجاري، ضمن خطة تضعها القيادات السلالية تحت مسمى "استمرار الثورة واجتثاث ذيول الخيانة".
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يعملون على حشد المواطنين والموظفين وأبناء القبائل والمشايخ وخصوصا المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام، وإجبارهم على حضور فعاليات "المولد النبوي" في صنعاء وعدد من المحافظات، وإشغالهم بذلك، فيما تقوم عبر كتائب عسكرية وعناصر مدربة على القنص، حول منازل قيادات مؤتمرية ومقرات تابعة للحزب في صنعاء بشكل خاص.
ولفتت المصادر إلى أن السلالة الحوثية، تعد لتكون فعاليات ذكرى النكبة 21 سبتمبر، والمولد النبوي، ساعة الصفر، لبدء المعركة الحقيقة لاجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام، بصنعاء، ومصادرة ممتلكاته، والإطاحة بقياداته الجمهورية، وتنصيب قيادات شكلية تدين بالولاء المطلق لزعيم السلالة، عبدالملك الحوثي.
وقالت المصادر، إن فعاليات المولد النبوي، وذكرى نكبة 21 سبتمبر، سيرافقهما قرارات وتوجيهات لزعيم المليشيات الحوثية، للإطاحة بقيادات مؤتمرية من قيادة الحزب ومن المجلس السياسي وحكومة الانقلاب، فضلا عن عمليات اعتقالات واغتيالات متوقعة.
المصادر ذاتها، لم تستبعد حدوث عمليات اغتيال وتفجيرات في مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين، لاستثمار ذلك، ضمن مخطط اجتثاث المؤتمر.
مناورة عسكرية وتهديد ضمني
وكانت المليشيات الحوثية نفذت في الثامن من الشهر الجاي، مناورة عسكرية لما يسمى باللواء الثامن، حماية رئاسية، التابع لوزارة دفاع حكومة السلالة الانقلابية تحت عنوان : " "مولد النور".
وحضر المناورة مدير مكتب رئيس الانقلاب، السلالي أحمد حامد، ومنتحل صفة رئيس هيئة الأركان العامة،السلالي محمد الغماري الحسني، ونائبه السلالي علي الموشكي الحسني، ومساعد وزير دفاع السلالة لشؤون الموارد البشرية، السلالي علي الكحلاني.
وخلال المناورة، قال قائد فيما يسمى باللواء الثامن حماية رئاسية، السلالي عبدالصمد المتوكل، إن هذه المناورة "قطرة من فيض، وعبارة عن كتيبة رمزية خاصة، هدفها بعث رسالة إلى العدو وأذنابه في الداخل والخارج، تفيد بالجاهزية التامة والحضور الفاعل لأي مواجهة يتطلبها الميدان، في أي مكان وزمان".
وفي هذا تهديد ضمني إلى القبائل الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء، بعد تصريحات لرئيس الحزب، الشيخ صادق أمين أبوراس، تحدث فيها عن "قطرة من مطرة" مما يحدث وتحدث خلالها عن حقوق المواطنين، وواجبات الدولة تجاههم وضرورة صرف مرتبات الموظفين، ودعا جماعة عبدالملك الحوثي للكف عن تخوين واستعداء ومعاملة الآخرين بعنصرية .
إشاعات بانتشار قتالي بصنعاء
ويواصل الإعلام التابعة لجماعة عبدالملك الحوثي التابع لإيران، التحريض على حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء، بعد الخطاب الأخير لرئيس الحزب، الشيخ صادق أمين أبو راس.
وقالت قناة الهوية الحوثية، مؤخرًا، عبر أحد برامجها التلفزيونية، أن حزب المؤتمر الشعبي العام، انتشر عسكريًا في أكثر من 1000 مربع قتالي في العاصمة صنعاء، وجهز عتادا عسكريًا للانقضاض على من أسمتهم "المجاهدين"، وتقصد بهم مليشيا الحوثي الإرهابية.
وزعمت القناة الحوثية، في الفيديو الذي طالعه "المشهد اليمني"، أن حزب المؤتمر سينقض على مليشيا الحوثي حتى لو حصلت تسوية سياسية.
دعوات للقبائل
وفي وقت سابق، دعت مصادر قبلية، قبائل دهم وكافة قبائل بكيل، وقبائل حاشد، إلى التدفق إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لحماية الشيخ صادق أمين أبوراس وقيادات مؤتمرية من مخطط لمليشيات الحوثي التابعة لإيران، باغتياله بعد مساندته لمطالب الشعب بالرواتب.
وقالت المصادر، إن الحوثيين يخططون لاغتيال الشيخ صادق بن الشيخ أمين أبو راس، ضمن مخطط، يسعى لتصفية زعماء القبائل اليمنية وإثارة النعرات والحروب والثارات البينية؛ بهدف تحويل أبناء القبائل إلى عبيد لدى السلالة الكهونية البغيضة.
وحثت المصادر قبائل ذو محمد التي ينتمي لها الشيخ صادق بن أمين أبوراس، وقبائل دهم بمحافظة الجوف، وكافة قبائل بكيل، وإخوانهم من قبائل حاشد لرص الصفوف والاستعداد للدفاع عن كرامة القبيلة اليمنية، والاحتفال بذكرى ثورة اليمنيين الخالدة التي فجرها الآباء والأجداد في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، ضد الحكم الإمامي الكهنوتي الذي أذل قبائل اليمن وأذاقها الويلات طوال عقود وقرون من الزمن.
وكان الشيخ أبوراس، ألقى خطابا بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، بحضور الشيخ حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، الشهر الماضي، وتحدث عن حقوق المواطنين، وواجبات الدولة تجاههم وضرورة صرف مرتبات الموظفين، ودعا جماعة عبدالملك الحوثي للكف عن تخوين واستعداء ومعاملة الآخرين بعنصرية .
القبائل تستعد للانتقام
وكانت مصادر قبلية، كشفت أن القبائل اليمنية المحيطة بالعاصمة صنعاء، المعروفة باسم "قبائل الطوق"، تستعد للانتقام والأخذ بالثأر من عبدالملك الحوثي ومليشياته التي نكلت بالقُبل اليمنية وأهانت مشايخها وأعرافها وسطت على الكثير من أراضيها.
وقالت المصادر القبلية للمشهد اليمني، مطلع الشهر الجاري، إن قبائل بني حشيش وهمدان وبني الحارث وبني مطر وأرحب، ناقمة على المليشيات الحوثية، بعد تزايد جرائهما بحق أبناء القبائل وممتلكاتهم خلال السنوات الماضية، وخصوصا منذ إعلان الهدنة الأممية في إبريل من العام الماضي.
وتصاعدت منذ إبريل 2022، أعمال البلطجة الحوثية والبسط على أراضي أبناء القبائل وشنت المليشيات حملات عسكرية ممنهجة على قبائل بني حشيش وبني مطر وهمدان وبني الحارث وأرحب، سطت خلالها على مساحات شاسعة من الأراضي، وهدمت عشرات المنازل، تحت ذريعة مزاعم ملكيتها للأوقاف وللإمام الهالك يحيى حميد الدين.
وبقوة السلاح ونفوذ سلطاتها، اقتحمت المليشيات الحوثية، منازل العديد من مشايخ وأبناء قبائل طوق صنعاء، وزجت بالعشرات منهم في سجون صنعاء وصعدة، وأهانت كرامتهم، ورمتهم بأقذع التهم والألفاظ، وارتكبت العديد من الجرائم بحق النساء والأطفال المستضعفين، مستفردة بكل قرية وكل قبيلة على حدة.
المصادر أكدت دعما كبيرا من قبل التجار ورجال الأعمال، يساند الاحتقان القبلي والاستعداد للانقضاض على المليشيات الحوثي، وإعادة صنعاء إلى حضن الجمهورية اليمنية وعودة احتفالات السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، واستعادة مكانة القبيلة اليمنية الشامخة التي حولتها المليشيات الحوثية، إلى أداة مُهانة لخدمة السلالة الحوثية، وسيّدت عليها "ورعان صعدة" - حسب تعبير المصادر - .
وأشارت المصادر، إلى أن القبائل باتت تعرف سياسة المليشيات الحوثية بالتحريش فيما بينها، ودعم طرف قبلي على آخر، لضمان إبقائها تحت السيطرة وتحويل القبائل إلى قوى ضعيفة منهارة تفتك بها الثارات والخلافات البينية على غرار ما كان يفعله الحكم الإمامي الكهنوتي، طوال عهوده الظلامية.
ويتحين التجار ورجال الأعمال، أي فرصة تتحرك فيها القبائل، لمساندتها، بعدما أنهكت مليشيات الحوثي قواهم، ونهبت حقوقهم وأهلكت تجارتهم بالإتاوات والجبايات ومصادرة الأموال والودائع، وضربت الحركة التجارية في مقتل.
وقالت المصادر القبلية، إن الغضب الشعبي المتنامي ضد المليشيات الحوثية، فرصة، لقلب الطاولة على المليشيات الحوثية التي ارتكبت كل "عيب قبلي" وأساءت لأعراف وقوانين وتقاليد القبيلة اليمنية المعروفة بالنُبل والشهامة والعزة والكرامة، وتعدت ذلك إلى انتهاك حرمات البيوت والمساجد.
وأكدت المصادر بأن القبائل ستعيد ملاحم الآباء والأجداد وتستعيد أمجاد السادس والعشرين من سبتمبر العظيم.
وتتعامل جماعة عبدالملك الحوثي السلالية، بازدراء وفوقية تجاه القبائل اليمنية، ولا تعتبرهم أكثر من وقود لحروبها و"زنابيل" عليها الطاعة لسيد الكهف بصعدة، والامتثال لأوامر قيادات السلالة البغيضة، دون كرامة آدمية.
وطوال سنوات الحرب، تسببت المليشيات الحوثية باستنزاف القبائل، وانتزاع مئات الآلاف من أبنائهم وشبابهم وزجهم في محارق الموت وجبهات القتال العبثية لخدمة أجندات إيران ومشروع السلالة الكهنوتي الذي يريد أن يكون سيدًا على الشعب اليمني الحر.
فعلت مليشيات الحوثي ذلك، غير آبهة بخسائر قبائل اليمن، ضمن استراتيجيتها برفع أرقام القتلى وزيادة الضحايا، لتستغل ذلك في تحريض أهاليهم بمواصلة القتال على نهج قتلاهم خدمة لأطماع السلالة الخبيثة.
ويهدف الحوثي إلى تغيير ديمغرافي في بنية الطوق القبلي لصنعاء، بالسيطرة على الأرض، يساهم في تعزيزها قاعدة بيانات غير مكتوبة لدى الهاشميين بأن أراضي القبائل ملك لهم، وهناك أيضاً قواعد عسكرية في تلك المناطق يستغلها الحوثي مبررا للسيطرة على العقارات. بحسب خبراء عسكريين.
وتسيّر مليشيات الحوثي، حملات عسكرية كبيرة، بلغت ذروتها مطلع العام الجاري، لتنفيذ عمليات سلب ونهب منظم لأراضي وعقارات ومزارع المواطنين في احياء الروضة وعصر بالعاصمة المختطفة صنعاء، ومديريات "همدان، صرف، بني مطر" بمحافظة صنعاء.
وتنفذ مليشيا الحوثي، أعمال السلب والنهب الممنهج للأراضي والعقارات في ضواحي العاصمة المختطفة صنعاء ومديريات حزام صنعاء، تحت مزاعم أراضي الدولة والأوقاف والاحكام القضائية الصادرة عن قضاة ومحاكم خاضعة لسيطرتها، ضمن مخططها للتغيير الديمغرافي، عبر تهجير وتشريد المواطنين في تلك المناطق، وتوطين عناصرها القادمين من محافظة صعده.
وتحاول جماعة عبدالملك الحوثي بشكل متواصل لإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالعاصمة المختطفة صنعاء التي ظلت طيلة عقود حاضنة لكل اليمنيين، ومساعيها انشاء حزام طائفي يدين بالولاء لنظام الولي الفقيه في طهران حول العاصمة، في تهديد للنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم التنوع، وامكانية العيش المشترك بين اليمنيين.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: حزب المؤتمر الشعبی العام جماعة عبدالملک الحوثی الملیشیات الحوثیة الملیشیات الحوثی المولد النبوی وقالت المصادر العاصمة صنعاء المشهد الیمنی ملیشیا الحوثی قبائل الیمن الشیخ صادق قبائل حاشد من مخطط إلى أن
إقرأ أيضاً:
السيد القائد عبدالملك الحوثي: الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته
قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: يقول الله سبحانه وتعالى {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} وهو يعمل -النبي إبراهيم عليه السلام- على هداية قومه، وفي مسيرة الهداية يحاول أن يعالج معهم فيه من مشكلة الشرك الذي هو باطلٌ فظيع، يترتب عليه بقية التفاصيل من الضلال والباطل، باطلٌ رهيب.. في ذلك العصر كانت هذه الحالة من الشرك، الذي هو العبادة للأصنام الحجرية، منتشرة بشكلٍ كبير، من ضمن ذلك في قومه، فهم يعتمدون على العبادة للتماثيل، التماثيل عبارة عما يقومون بصناعته من الأحجار، أو الأخشاب… أو أي مادة أخرى.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: كما يقول تعالى {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} لأنهم يعكفون على العبادة لها، من خلال طقوس معينة معهم، هذا السؤال- كما قلنا- هو سؤالٌ يهدف إلى إلجائهم إلى الاعتراف بالحقيقة؛ لأنهم يعرفون حقيقة تلك التماثيل، التي صنعت على يد الإنسان نفسه.. {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} يعني: ليس لهم أي مستند في أن يجعلوا من تلك التماثيل التي صنعوها هم آلهة، صناعتهم لها بشكل معين لا يجعل منها آلهة، ولا يستطيعون أن يبرروا ذلك، فاستندوا فقط إلى مستند ليس حجةً لهم، وهم أنهم ورثوا العبادة لها كظاهرة اجتماعية، وعادة اجتماعية من آبائهم.
وأردف قائلا: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} يعني: ملة التوحيد لله سبحانه وتعالى، فهي بالنسبة له موروث من آبائه، لكن موروث حق، موروث هدى، موروث صواب، وآباؤه أنبياء، وهو يسير على نهج أنبياء، وخطى أنبياء، وطريق أنبياء هداه مهتدين.. فلذلك ما كان موروثاً حقاً كان عليه من هم على حق، من هم على هدى، فهو موروثٌ عظيم، مقدِّس، يستحق الاستمرار عليه، والافتخار به، والانتماء إليه، وما كان بخلاف ذلك فعلى العكس من ذلك.. {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} لأن ضلالهم واضح، {مُبِينٍ}، فهم على معتقد باطل، ضلوا فيه عن الحقيقة، وتاهوا فيه عن الحقيقة، وضلال في نفس الوقت خطير وكبير، يعني: لا يمكن التقبل له، أو أن يبقى ولا يكون له آثاره وأضراره الكبيرة المؤثِّرة عليهم في حياتهم؛ لأنهم باطل كبير، يترتب عليه الكثير من الباطل، ويتفرع عنه الكثير من الباطل.. {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} وهم في نقاشٍ معه، هم لم يعد لديهم أي حجة، ولا برهان، ولا مستند صحيح؛ ولذلك عندما اتَّجهوا لجداله بهذا الأسلوب، هل أنت جاد؟ هل أنت تمتلك الدليل على ما لديك أنت، على ما تدعيه أنت؟ {أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} تهدف إلى إثارة الشكوك في ما نحن عليه، والتلاعب بذلك.. {قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} فهو يتحدث معهم بكل جدية، ويستند إلى ما هو حقٌ واضح، حقٌ له دلائله الكبرى، وبراهينه العظيمة.
وأضاف قائلا: الله سبحانه وتعالى الذي خلق السماوات والأرض، وهو ربُّ السماوات والأرض، المالك للسماوات والأرض، والخالق لهذا الكون وكل ما فيه.. {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} لأن أنبياء الله ورسل الله صلوات الله عليهم، هم يأتون بالحق الذي يؤمنون به إيماناً قاطعاً حاسماً لا ريب عندهم، ولا شك أبداً، ويشهدون على ذلك الحق، ويقدِّمون للناس بما هداهم الله إليه من الدلائل، والبراهين القاطعة، والحجج النيرة، حتى تكون الحقيقة واضحة تماماً للناس.. ثم عندما يكون هناك انحراف في المقابل، هو انحراف وهلاك عن بيِّنة، لم يعد على أساس غموض في الحق، أو عدم اتِّضاح للحقائق… أو غير ذلك، فالمسألة واضحة، وهو يتحرك على أساس هذا الحق، وأساس هذا الهدى، هو يبلِّغهم هذا الحق، وهو يؤمن به، ويتحرك على أساسه.
وقال السيد القائد: ثم يتَّجه إلى الحديث عن خطوات عملية: {وَتَاللَّهِ} هنا يقسم بالله سبحانه وتعالى، {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} نبي الله إبراهيم عليه السلام بدأ التحضير لخطوةٍ عمليةٍ ذات أهمية كبيرة جداً من الواقع العملي، لإثبات أنَّ تلك الأصنام لا تمتلك أي قدرة، ولا أي تأثير، ولا أي مؤهل لأن يجعل منها آلهة، بل هي دون مستوى ما عليه البشر مما وهبهم الله من قدرات، وطاقات، وإمكانات.. فهو يحضِّر لهذه الخطوة العملية، التي هي جزءٌ من مساعيه لهدايتهم، ولإيضاح الحقيقة لهم، ولإنقاذهم مما هم فيه من ضلالٍ مبين.. الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته: (الضلال على المستوى العقائدي، الضلال على المستوى الفكري والثقافي، الضلال على مستوى المواقف والتوجهات)، الضلال بكله خطيرٌ جداً على الإنسان، ضياعٌ له، إبعادٌ له عن الحقائق، وتيهٌ به في الاتِّجاه الخاطئ، الذي لا يوصله إلى النتيجة الصحيحة.
وأوضح قائلا: هنا في وعيده الذي أقسم عليه بالكيد لأصنامهم، هو أيضاً يقدِّم درساً مهماً، يشهد على عجز أصنامهم؛ لأنه هنا يتوعَّد أصنامهم، فهي لو كانت تمتلك ما يعتقدونه هم، ويدَّعونه لها من القدرات الخارقة، وأنها تضر، وأنها تؤثر.. وغير ذلك؛ لكانت تمكَّنت من أن تدفع عن نفسها مسبقاً ما توعَّدها به، وتوعَّد أن ينالها به، في قوله: {لَأَكِيدَنَّ} لأن معنى ذلك أنه سيستهدفها من خلال خطة خفية يعد لها ويحضِّر لها لاستهدافها بها، فهذا الوعيد بنفسه، وهذا التهديد بنفسه هو شاهدٌ على عجزها، على ضعفها، أنها ليست ذات شعور، أو معرفة، أو إدراك لما قال، ولا ذات قدرة على الامتناع لما يخطط له، ولا تمتلك شيئاً لنفسها.