السودان يطلب ومصر تتحرك فورا.. كيف قدمت القاهرة الدعم للخرطوم في أزماتها؟
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
السودان.. تبادر مصر دائما بتقديم الدعم الممكن للدول الشقيقة والصديقة خلال الأزمات الطارئة، وهو نهج يمثل في حد ذاته تأكيدًا إضافيًا على تمسك مصر بعمقها العربي، ودورها الإقليمي والدولي.
مصر ترسل مساعدات إغاثية للسودانولم تتوقف مصر يومًا عن مد أيدي الإغاثة والدعم والإسناد لمحيطها العربي خلال الأزمات والكوارث المختلفة، سواء عبر تسيير القوافل البرية والبحرية والجوية الحاملة للمساعدات الإنسانية، أو بإرسال فرق الإغاثة وإعادة الإعمار المزودة بأحدث المعدات والتجهيزات الفنية، لنجدة الشعوب الشقيقة والصديقة، خلال أزماتها الطارئة.
في هذا السياق، وصلت إلى ميناء بورسودان بدولة السودان، سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية من ميناء سفاجا بقاعدة البحر الأحمر البحرية محملا عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجامعة الدول العربية، وجمعية الهلال المصرى، والسفارة السودانية بمصر، وذلك لدفعها إلى المناطق الأكثر احتياجاً بدولة السودان الشقيق .
جاء ذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين.
ومن جانبهم أعرب مسئولو الجانب السوداني عن تقديرهم للجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية، مقدمين الشكر والتقدير للقيادة السياسية المصرية على ما تبذله من جهود متواصلة للتغلب على كافة الشدائد التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، يأتى ذلك انطلاقاً من الدور المصرى الفاعل تجاه الأشقاء، وتقديم الدعم والتضامن لهم فى مختلف المحن والأزمات.
من جانبه قال مكي مغربي الخبير في الشأن الأفريقي، إن العلاقات المصرية السودانية فهي علاقات متميزة ومتينة وليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة ولها جذور تاريخية عميقة للغاية، ورغم ما يشهده السودان من حرب إلا أن المساعدات المصرية لم تتوقف نحو السودان وهناك حركة تجارية نشطة خلال المعابر التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أن التبادل التجاري ين البلدين تجاوز 800 مليون دولار، وبالتالي كلامها دولاً استراتيجية مهمة بالنسبة لبعضهم البعض حسب إحصائيات أغسطس الماضي.
وأضاف مغربي عوض الله - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، ويقوم الرئيس السيسي باتصالات مكثفة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وذلك من أجل إيجاد حل سلمي للسودان، مشيرا: أسفرت تلك الجهود عن عقد قمة دول جوار السودان والتي عقدت في القاهرة بهدف حل الأزمة في السودان.
وأشار الخبير في الشأن الأفريقي أنه من أبرز المواقف التي ظهر خلالها دعم مصر للسودان الشقيقة استضافة مصر في 13 يوليو الماضي قمة دول جوار السودان، لبحث حل الأزمة داخل البلد العربي الشقيق، وأكد الرئيس السيسي حينها- أنه يتم تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة، لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية، مطالباً الدول العربية وكافة أطراف المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة.
لقاء البرهان والسيسي
وكان قام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، في إطار العلاقات القوية التي تجمع القاهرة بالخرطوم والدعم الكبير المقدم من قبل مصر قيادة سياسية وشعبا للسودان، بزيارة إلى مصر التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مدينة العلمين، وذلك في أول زيارة خارجية مُعلنة له منذ اندلاع المعارك في السودان الشقيق.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
دور مصر في دعم السودانفي 15 من شهر أبريل، كان هذا التاريخ ينذر باندلاع نزاع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في عدة مواقع في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى في البلاد، وعلى مدار شهر لم تتوقف المواجهات، ومنذ الوهلة الأولى بدأت الدولة المصرية فى التعامل بكل حكمة وثبات مع الأزمة.
وظفت الدولة المصرية مؤسساتها للتعامل مع الأزمة، فضلا عن التحركات الدبلوماسية التى قامت بها وزارة الخارجية بقيادة الوزير سامح شكري فى محاولة لإحتواء الأزمة، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى المعهود فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "اسكات البنادق" تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.
ومنذ الوهلة الأولى فى الأزمة لم تتخل عن أشقائها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، ليس ذلك فحسب، فقد ترجمت مصر حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة.
فقد أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة اتصالات بنظرائه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.
وعبر أكثر من 70 ألف شخص إلى مصر من منفذي قسطل وأرقين - خلال الفترة من 15 أبريل إلى 7 مايو - فرارا من الحرب الدائرة في السودان، بحسب وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت الآتي: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل، بالإضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم؛ قيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".
وأقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين الحدودي مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم علي استكمال رحلاتهم حتي الوصول لمنازلهم سالمين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان أحداث السودان أزمة السودان مصر تدعم السودان مصر والسودان الدولة المصریة الهلال الأحمر فی السودان
إقرأ أيضاً:
قرقاش يرد على نيويورك تايمز: تدخلنا في السودان بطلب أممي
علق المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور أنور قرقاش، على ما ورد في تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بشأن تورط الشيخ منصور بن زايد في النزاع الدامي بالسودان.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع إكس، وصف قرقاش المقال بأنه "إعادة طرح لادعاءات قديمة لا أساس لها من الصحة" تجاه دولة الإمارات وقادتها.
وأشار المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إلى أن قادة الإمارات حافظوا على تواصل مستمر مع الطرفين السودانيين الرئيسيين، الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي، بناءً على طلب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان، في محاولة دبلوماسية لمنع الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة.
وأضاف: "سنواصل التواصل مع كل من يستطيع المساعدة في إنهاء الحرب الأهلية الوحشية في السودان بسرعة".
A long piece by Declan Welsh & Tariq Panja rehashes many old, unfounded claims about the UAE & its leadership. My eyewitness account confirms that UAE leaders engaged with both Generals Burhan & Hemedti, often at UN Special Representative request, to prevent the slide to war.… — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) July 1, 2025
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعيش فيه السودان حالة من الفوضى والصراع المسلح بين القوات المسلحة بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحميدتي، مما أدى إلى آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.
وارتبط اسم الإمارات، كإحدى الدول الإقليمية الفاعلة، في الصراع بظاهر محاولة الوساطة لحل الأزمة السودانية، وسط اتهامات سودانية بدعمها لقوات الدعم السريع بالأموال والسلاح.
واتهمت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" في مقالها الإمارات بـ"اللعب دورًا غير شفاف" في تأجيج النزاع، مستندة إلى مصادر لم تسم ولم تتضح مواقفها، غير أن مسؤولين إماراتيين، وعلى رأسهم الدكتور أنور قرقاش، رفضوا هذه الاتهامات وأكدوا أن الإمارات تعمل بشكل بناء ومسؤول من أجل السلام والاستقرار في السودان.
ويذكر أن الإمارات لطالما أكدت التزامها بدعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وتعمل بالتعاون مع شركائها الدوليين، خصوصًا الأمم المتحدة، لاحتواء النزاعات وحماية المدنيين.
وفي ظل تصاعد الصراع الداخلي في السودان اتهمت السلطات السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع وتقديم دعم لوجستي وعسكري لقوات الدعم السريع، ما ساهم في تصعيد الصراع الداخلي وتوسيع رقعة العنف، الأمر الذي دفع الحكومة السودانية إلى اللجوء إلى الساحة الدولية لمحاسبة المتورطين.
وفي هذا الإطار، أعلنت الخرطوم رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد الإمارات، مطالبة بإثبات تورطها في دعم قوات الدعم السريع، وادعاء أن ذلك يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للسودان وانتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة.