"أبوظبي للغة العربية" يُصدر "الحرب الخفيّة" لـ"جان مارك مورا"
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
من خلال مشروع "كلمة" للترجمة، أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، الترجمة العربية لرواية "الحرب الخفية"، للكاتب الفرنسي جان مارك مورا، أنجزتها المترجمة والأديبة اللّبنانيّة ماري طوق، وراجعها وقدّم لها الشّاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس كاظم جهاد.
وصدرت "الحرب الخفيّة" عام 2018 قبل جائحة (كورونا) بأقلّ من عامين، وفي ذلك مصادفة شيقة، ووصلت إلى التّصفية النّهائيّة لجائزة رونودو للرّواية، وتدور قصتها حول الفتاة ليلي التي تنشأ بلا أبوين في بدايات القرن العشرين، واسمها في البداية هو ليليت، وبين الدّلالة المحايدة للاسم "ليلي" وتلك المعبّأة بمحمول أسطوريّ معروف للاسم "ليليت"، يقوم في حياة هذه المرأة ووعيها صراع محتدم ومستمرّ يقف القارئ على تفاصيله المقلقة، ولعلّه يلخّص كاملَ سرّ الرّواية وشخصيّـتها المحوريّة.بعد تجارب مريرة في مؤسّسة كنسيّة يمارس بعض رهبانها وراهباتها طقوساً شيطانيّة، تضع ليلي قدراتها العلميّة وحدسها العميق في خدمة عالِم فلمنكيّ، وتكشف له عن المصدر الحيوانيّ للفيروس المتسبّب بالإنفلونزا الإسبانيّة، ثمّ تندم على ذلك أشدّ الندّم عندما تكتشف التناقض المُريع لهدفَيهما في البحث: فهي تسعى إلى تشخيص الفيروس وإيجاد طُعم ينقذ البشريّة من أضراره، وهو يسعى لاستخدامه لصالح فرنسا في هجمات جرثوميّة أو بكتريولوجيّة على الألمان، الذين كانوا يسعون هم أيضاً إلى تحقيق الهدف ذاته، وكلّ جيش ينشط في هذا المسعى من خلال علمائه ومختبراته الملحقة بقوّاته، وعبثاً تسعى ليلي إلى إيقافه، ثمّ تختفي الجائحة كما ظهرت، بعد إيقاعها مئات آلاف الضحايا، وتضع الحرب العالميّة الأولى أوزارها، وينتهي الأمر بليلي/ليليت إلى الجنوح إلى ليل الوعي، على أحد أسرّة مستشفى سانت آنّ الباريسيّ للأمراض العصبيّة.
ويتَجابه في "الحرب الخفيّة" عالَمان هما على طرفَي نقيض: عالم البراءة والموهبة والإيمان بالعِلم الحقّ، وعالَم الشّعوذة والدّجل الدّينيّ والِعلميّ واستغلال المواهب والقدرات لغايات إجراميّة، وإذا بالجائحة تضيف نفسها إلى حرب البشر، بصفتها حرباً شعواء أخرى، لا من خلال خفائها المُلغِز وانتشارها وأذاها المريعَين فحسب، بل بفعل الجشع الآثم لبعض البشر أيضاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مركز أبوظبي للغة العربية
إقرأ أيضاً:
غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية بلندن
لندن ـ بعد شهور من الاحتجاجات المتواصلة المنددة بحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، تسعى الجاليات العربية في بريطانيا إلى تحويل الزخم الشعبي إلى عمل سياسي منظم وفاعل، من أجل التأثير في دوائر صناعة القرار البريطانية لصالح القضية الفلسطينية.
وتجلى هذا الزخم من خلال انطلاق أعمال المؤتمر الأول للجالية العربية في بريطانيا بمشاركة نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية من أبناء الجاليات العربية، في خطوة تعد الأولى من نوعها، وتهدف إلى البناء على حالة التلاحم التي تجلت بين قوى المجتمع العربي المدني والسياسي في المملكة المتحدة دعما لفلسطين، لتأسيس إطار ضاغط ومنظم على الحكومة البريطانية.
واعتبر السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط، خلال كلمته في المؤتمر، أن بريطانيا تمثل ساحة اشتباك مركزية مع الرواية الصهيونية، نظرا للدور التاريخي الذي لعبته جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في ترسيخ هذه الرواية داخل المجتمع البريطاني ومؤسساته.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، أكد زملط أن الحراك الشعبي المناصر لفلسطين في بريطانيا -والذي استمر بشكل غير مسبوق منذ أكثر من عامين- يمثل فرصة ينبغي التقاطها وتحويلها إلى مسار مؤسسي يقوم على جهد عربي موحد وفعال، في ظل ما وصفه بـ"الاختراقات المهمة" التي حققها هذا الحراك داخل المجتمع البريطاني.
وتشهد لندن منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 مظاهرات حاشدة ومتكررة، دعت إليها منظمات مدنية وحقوقية بريطانية، وانضمت إليها أطياف واسعة من الحركات الشبابية والسياسية. وقد اعتبرت هذه المظاهرات من الأضخم في التاريخ السياسي البريطاني المعاصر.
ورغم أن الجالية العربية في بريطانيا لا تتجاوز 356 ألف نسمة، وفق آخر الإحصاءات الرسمية، فقد تخطى الحراك التضامني مع فلسطين بعد حرب غزة الإطار العربي والإسلامي ليشمل تنظيمات ومجموعات بريطانية تعتبر القضية الفلسطينية رمزا عالميا للنضال من أجل العدالة والاستقلال.
ويقول رئيس تحرير منصة "عرب لندن" وأحد مؤسسي المؤتمر محمد أمين، في حديثه للجزيرة نت، إن الجاليات العربية بدأت تتدارك تأخرها في بناء منظومة تأثير سياسي، وتسعى لتشكيل لوبي عربي فاعل داخل المملكة المتحدة، من خلال شبكة تحالفات تستثمر التعاطف الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية.
إعلانويضيف أمين أن الحركة الصهيونية أدركت منذ قرن أهمية العمل المنظم والمؤتمرات والتجمعات السياسية في بناء نفوذها، في حين تأخر العرب في بريطانيا طويلا عن إدراك هذه الحقيقة.
وفي حين لا تمثل الجاليات العربية كتلة انتخابية ضخمة في بريطانيا، فقد أطلق نشطاء عرب مبادرات سياسية نوعية، أبرزها حملة "الصوت العربي" بالتعاون مع حملة "الصوت المسلم"، لتوجيه أصوات الناخبين نحو المرشحين المناصرين للقضية الفلسطينية، في مقاربة وصفها مراقبون بـ"المقايضة السياسية" بين الأصوات والمواقف.
وأسفرت الانتخابات البرلمانية السابقة عن فوز مرشحين اثنين فقط من أصول عربية بمقاعد برلمانية، غير أن رقعة الدعم السياسي لفلسطين اتسعت داخل البرلمان، وشهدت تشكل تكتلات جديدة من نواب مستقلين داعمين لغزة، إلى جانب تحركات داخل بعض الأحزاب الكبرى لدفعها نحو مواقف أكثر وضوحا من العدوان الإسرائيلي.
ويشدد مدير مركز التفاهم العربي البريطاني كريس دويل، في تصريح للجزيرة نت، على أهمية تعزيز تمثيل الجاليات العربية داخل المؤسسات البريطانية، داعيا إلى تجاوز الانتماءات الحزبية والخلفيات الأيديولوجية وتوحيد المصالح العربية داخل البلاد.
لكن هذه الجهود السياسية تصطدم أحيانا بتحديات داخلية، إذ يرى كثيرون أن الجاليات العربية تنقل خلافاتها السياسية من بلدانها الأصلية إلى المهجر، وتعيد إنتاج الانقسامات بدلا من بناء جبهة موحدة.
وفي هذا السياق، دعا الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في كلمته خلال المؤتمر، إلى تجاوز الانقسامات السياسية التي عانت منها المجتمعات العربية، والعمل على تقديم نموذج جديد لوحدة الجالية العربية في بريطانيا.
وشدد البرغوثي على ضرورة تصعيد حملات المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي في بريطانيا، والاحتجاج ضد استمرار تصدير الأسلحة لإسرائيل، في ظل مواقف حكومية بريطانية وصفها بـ"الرمزية والخجولة".
وتزايدت في الفترة الأخيرة مطالب نواب برلمانيين لحكومة كير ستارمر بفرض حظر شامل على تصدير السلاح لإسرائيل، بينما رفعت "مؤسسة الحق" الفلسطينية دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لدفعها إلى وقف تصدير قطع الغيار المستخدمة في طائرات "إف-35" التي تشكل ركيزة أساسية في سلاح الجو الإسرائيلي.
كما تسببت مواقف ستارمر الداعمة لإسرائيل في انشقاقات داخل حزب العمال، إذ غادره في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عشرة نواب وعشرات الأعضاء في المجالس المحلية احتجاجا على تصريحاته، في حين يواصل عدد من نواب الحزب المنتمين لتيار اليسار الضغط على قيادته لتغيير نهجها تجاه العدوان على غزة.
وقد بدأ ستارمر بالفعل تبني خطاب أكثر تشددا تجاه إسرائيل، إذ أعلن فرض عقوبات على وزيرين في الحكومة الإسرائيلية، وعلّق مباحثات الشراكة التجارية معها.
لكن هذا المسار السياسي لا يخلو من تحديات إضافية، أبرزها تنامي الخطاب اليميني المتطرف في بريطانيا، خاصة بعد النتائج اللافتة التي حققها حزب الإصلاح الشعبوي في الانتخابات المحلية الأخيرة، وهو ما أثار قلق الجاليات العربية والمسلمة من تصاعد العنصرية وتهميشهم سياسيا.
إعلانوبحسب البيانات الرسمية، فقد ارتفعت جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في بريطانيا بنسبة 13% خلال العام الماضي، حيث سجلت الشرطة أكثر من 3866 بلاغا، تتعلق كلها باعتداءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، قالت الأكاديمية الفلسطينية غادة الكرمي إن ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه كشف الطبيعة الإقصائية للنظام الرسمي الغربي، والذي ينطوي على نزعة عدائية تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ودعت الكرمي الجاليات العربية إلى إعادة تعريف هويتها السياسية، وبناء فهم أعمق للقيم الغربية الحاكمة للمجتمعات الأوروبية، والانطلاق منها لتأسيس خطاب سياسي فاعل يعزز حضورها ويخدم مصالحها العادلة.