الشارقة في 21 سبتمبر/ وام/ افتتحت الشيخة نوار القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون مساء أمس معرضاً للفنانة الفلسطينية الأمريكية سامية حلبي في متحف الشارقة للفنون، وذلك بحضور كل من الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون وسعادة عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف والفنانة سامية حلبي والقيمة إيناس ياسين وعدد من الشخصيات الثقافية وجمهور كبير من متذوقي الفن.

يهدف المعرض الذي يستمر حتى ال 7 من يناير 2024 ويقام ضمن سلسلة معارض "علامات فارقة" الى تسليط الضوء على الشخصيات الفنية البارزة التي ساهمت في تطوير الفن الحديث في العالم العربي.

ويتضمن المعرض الشامل ما يقارب 200 عمل إبداعي متعدد الأوجه لحلبي، تم إنتاجها على مدار ستة عقود من مسيرتها الفنية، بدءاً من اللوحات التجريدية والأعمال الرقمية إلى الرسومات الوثائقية القوية، والتي تم استعارتها من مجموعات مختلفة محلياً ودولياً، بما في ذلك استوديو سامية حلبي الخاص في نيويورك.

ويمنح المعرض فرصة للجمهور لاستكشاف تجربة سامية حلبي الفنية المميزة والتعرف على الدور الملهم الذي لعبته كفنانة ومناضلة فلسطينية، في تشكيل المشهد الفني العربي المعاصر من خلال عملها النابض بالحياة والإبداع، الذي أتاح لها ترك بصمة قوية في عالم الفن.

ويقدم المعرض نظرة شاملة على مسيرة الفنانة باعتبارها أحد أبرز رواد الفن التجريدي في العالم العربي، مستعرضا أعمالاً تروي رحلة من استكشاف مفهوم صناعة الصورة والتجريد عبر عقود من العمل، حيث تعبّر أعمالها عن تفاعل المبادئ الهندسية مع الرؤية والإدراك، متجاوزة التشخيص الواقعي ليرتقي الى ما هو جمالي، ما يجعلها نموذجاً فريداً في عالم الفن التجريدي.

وتتيح هيئة الشارقة للمتاحف للفنانة الفلسطينية ومن خلال المعرض، تقديم فلسفتها الخاصة حول صناعة الصورة والرسم كحقل فني مستقل عن ممارستها الفنية الملتزمة بتقديم الرواية الفلسطينية، كما يُمكّن المعرض الجمهور من التعرّف عن قرب على تطور وتنوع إبداعات الفنانة بصورة خاصة والمدرسة التجريدية بصورة عامة.

وقد ثمنت هيئة الشارقة للمتاحف "عالياً " الدعم الكبير والمساندة التي وجدتها من مؤسسة سامية حلبي كما وجهت تحية شكر وتقدير الى كافة الجهات التي أسهمت في وضع الترتيبات التنظيمية لاستضافة المعرض في إمارة الشارقة.

يشار إلى أن المعرض الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، وتشرف عليه القيّمة إيناس ياسين، هو استمرار لمسيرة العطاء والتوهج والإبداع، وجزء من جهود الشارقة للترويج للفنون والثقافة وتقديم منصة للفنانين المتميزين في العالم، من خلال سلسلة "علامات فارقة" التي تستضيف سنوياً فناناً متميزاً ممن أثروا المشهد الفني العربي، وتعد النسخة الأحدث من هذا المعرض فرصة استثنائية لعشاق الفن لاستكشاف إبداعات سامية حلبي والتعرف على مسارها الفني المميز والثري.

ويتخلل معرض "علامات فارقة" في نسخته الجديدة عدداً من الفعاليات والورش الثقافية المتنوعة التي تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، منها جولة بلغة الإشارة تستهدف الأفراد ذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى جولات خاصة وبرامج تعليمية مجانية موجهة لطلاب المدارس.

وينظم متحف الشارقة للفنون بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة جلسة حوارية تحت عنوان "حوار مع الفنانة سامية حلبي: بحضور قيّمة المعرض إيناس ياسين ومدير الحوار سلطان القاسمي" وذلك يوم السبت الموافق 23 سبتمبر2023 من الساعة 5:00 إلى 7:00 مساءً بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بالفن حيث يمكن للراغبين في المشاركة الضغط على الرابط التالي: https://rb.gy/zwtch.

ومن الفعاليات الشيقة كذلك، تنظم الهيئة ورشة ”موسيقى الألوان“ المُلهمة التي تستند إلى أعمال سامية حلبي، لتوفر للأطفال من ذوي الإعاقة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عامًا، فرصة لاستكشاف عالم الفن التجريدي والتعبير عن أنفسهم من خلال الألوان والأشكال، مع التعرف على تقنيات هذا الفن، وتشجع الورشة المشاركون على تكوين لوحاتهم التجريدية الخاصة، فيما تتيح ورشة ”خط وفن“ للمشاركين من عمر 18 عاماً فمت فوق، مشاهدة لوحة "اللولب الأصفر"، للفنانة قبل أن يشرعوا في إبداع لوحاتهم الخاصة، فيما تتيح ورشة "سلسلة الإبداع" لليافعين، بين 13 و17 عاماً، اكتشاف تأثير الطبيعة على لوحات الفنانة سامية حلبي التجريدية، قبل أن يرسموا لوحاتهم الفنية تحت مؤثرات الطبيعة.

اسلامه الحسين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الشارقة للفنون من خلال

إقرأ أيضاً:

معرض وقف إطلاق النار.. الحرب اللبنانية كما لم يرها أحد من قبل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يغوص الفنان اللبناني جورج مكتبي في ذاكرة جماعية لم تُشفَ بعد، طارحًا سؤالًا إنسانيًا عميقًا: هل يمكن للفن أن يمنحنا لحظة سلام وسط صخب الحروب؟ 

في معرضه "وقف إطلاق النار"، الذي أُقيم ضمن فعالية "احكيلي" في متحف "بيت بيروت"، يقدّم مكتبي قراءة فنية مغايرة للحرب الأهلية اللبنانية تمزج بين صور رمزي حيدر الأرشيفية وألوان مكتبي الطفولية.

فيما يلي حوار أجراه موقع CNN بالعربية مع مكتبي حول ثقل الحروب وصناعة الحياة:

ما الذي ألهمك لاختيار "وقف إطلاق النار" عنوانًا لمعرضك؟ وكيف ترى العلاقة بين الفن والذاكرة الجماعية للحرب الأهلية اللبنانية؟

جورج مكتبي: مرّ لبنان في عام 2024 بمرحلة صعبة أنهكت شعبه وأرضه، وعدنا مجددًا نعيش مرارة انتظار وساطات لإيقاف الحرب وإعلان وقف إطلاق النار. هذا الانتظار المستفز حرّك في داخلي – وفي داخل كثير من اللبنانيين – ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، حيث كان مصيرنا دومًا معلّقًا بخبر نترقّبه ونتمنّاه.

عادت بي الذاكرة، بسهولة مؤلمة، إلى تلك الحرب ونحن نستذكر مرور خمسين عامًا على اندلاعها. أعتقد أن هذه الذاكرة الجماعية، رغم تعدّد السرديات والانتماءات، تُشكّل جامعًا مشتركًا بين اللبنانيين. عشنا جميعًا صوت القصف، وإغلاق المدارس، وانقطاع الكهرباء، وطوابير الخبز، وسيطرة المليشيات.

بالنسبة لي، كان الفن ملاذًا. لطالما لجأت إليه هربًا من واقع قاسٍ لا أملك القدرة على تغييره. الفن يتيح لنا الهروب أحيانًا، ولكنه يمنحنا أيضًا مساحة للتصالح مع واقعنا، بما فيه من عنف وحرب. الفن لا يخضع للسياسة الضيقة، بل يخلق مجالًا للتفكير الحرّ والتعبير المختلف.

معرض "وقف إطلاق النار" يوثّق ذاكرة الحرب برسومات جورج مكتبي وصور رمزي حيدرCredit: George Maktabi

أخبرنا عن تعاونك مع المصوّر الصحفي اللبناني رمزي حيدر. هل شكّلت صوره نقطة انطلاق لمشروعك الفني؟

جورج مكتبي: رمزي حيدر مصوّر صحفي متميّز وأرشيفه زاخر بآلاف الصور من الحرب اللبنانية. كان اسمه حاضرًا في ذاكرتي حين بدأتُ العمل على مشروع يتناول هذه الحرب التي لا تزال تتسلّل إلى ما أرسمه. 

بالصدفة، أخبرتني صديقة مشتركة أن رمزي يعيد تنظيم أرشيفه، واكتشفت أن كثيرًا من صوره لم يُعرض من قبل. زاد فضولي، فتعرّفت إليه، وكان كريمًا للغاية بقبوله أن أعمل على صوره، وهذا أمر نادر لأن المصور عادة يتحفّظ بحق – وأتفهم ذلك – على التعديلات. 

كل صورة من أرشيف رمزي كانت تقدم لي قصة غير مكتملة، تدفعني لإخراجها من الحرب، لا بمعنى نسيانها، بل للمطالبة بحقّنا في السلم والسلام، حتى بعد خمسين عامًا على اندلاع الحرب.

في المعرض الذي تنظمه، تمنح الأطفال قوة لتفكيك أسلحة الميليشيات، وتمنح النساء مساحة للهروب إلى عالم من الأمل. حدّثنا عن جورج الطفل الذي وُلد في الحرب ونجده اليوم في لوحاتك؟

جورج مكتبي: تماما. هذه مساحة للهروب ليس تناسيا بل أملا. أعطي الأطفال حقّهم في أن يعيشوا طفولتهم، في اللعب لا التسلّح. 

هذا ما تفتقده مجتمعات كثيرة اليوم. أما المرأة، فقد عانت بصمت في الحرب؛ كثيرات منهن خسرن أزواجهن، أو غادرهن، أو خضن الحروب بأنفسهن. والدتي مثال حيّ على ذلك. 

استشهد والدي، وبقيت أمي وحيدة تربي ثلاثة أطفال. أراها في لوحة المرأة الحالمة، البعيدة عن أثقال الحرب. أجد نفسي في أطفال يصنعون من قطع الأحجار لعبة ليغو. أرى لوحات يقتحمها صوت فيروز والذي لطالما كان منفذا لي ولكثير من اللبنانيين

أغنية ريمي بندلي "أعطونا الطفولة، أعطونا السلام" ليست مجازًا، بل واقعًا عايشناه. سُلبت طفولتنا، لكننا سرقناها خلسة. لعبت كرة القدم، أخذت من السطح قصرا لي، أحلم وأرسم وناديت البطل "غرانديزر" لينقذني. 

استحضرت كل هذه الصور لأحلق بعيدا، وهذه المشاهد ما زالت حية في ذاكرتي، حيث رسمتها بريشة ابن الخمسين، لكن بذاكرة ابن الخامسة.

كيف ترى دور الفن في إعادة سرد الحرب بعيدًا عن السرديات الرسمية؟

جورج مكتبي: يخترق الفن التابوهات والصمت والمألوف، وهو مساحة حرة للآخر – لا أحب مصطلح الآخر، ولكن أقصد به كل من يظن أنه لا يشبهني. 

يُجبرنا الفن على التفكير، لا التكرار. يُتيح التناقض، بعيدا عن ما قيل لنا – من العائلة، أو المحيط، أو المجتمع، أو الحي، أو المدرسة.

تُظهر في معرضك كيف تحاول الحياة أن تتنفس خلال لحظات الهدوء المؤقت بين فترات الحرب. كيف تجسّد هذا المفهوم في أعمالك؟

جورج مكتبي: أجسّد ذلك بتسلّل اللون الواحد إلى الأبيض والأسود. بتفصيل صغير يذكّر بلحظة فرح أو حياة عشتها أنا شخصيا أو عاشها غيري. 

في فترات وقف إطلاق النار، كانت والدتي تسمح لنا باللعب على سطح المبنى، وفي الحيّ. أردت أن أترجم هذا الهامش من الحياة في الصور. الصور مأساوية نعم، لكنني قررت أن "ألعب" معها.

يقام المعرض ضمن فعالية "احكيلي" في بيت بيروتCredit: George Maktabi

هل تعتقد أن الفن يمكن أن يشفي جراح الحرب النفسية؟

جورج مكتبي: لا أجرؤ على قول ذلك احترامًا لعمق الجراح النفسية التي خلفتها الحرب. لكن هناك تيارًا في الطب النفسي بدأ يعتمد الفن كوسيلة مساعدة ضمن العلاج المتكامل. وعلى المستوى الشخصي، أجد أن الفن يفتح مساحة جماعية للتعبير، مما يساعدنا على مواجهة ذاكرتنا لا طمسها، وهذا بحد ذاته شكل من أشكال الشفاء النفسي الجماعي غير المباشر.

يقدّم جورج مكتبي قراءة فنية مغايرة للحرب الأهلية اللبنانية في المعرضCredit: George Maktabi

لوحاتك تلمّح دائمًا إلى بصيص أمل في الظلمة. إلى أي مدى يحضر الأمل في حياتك؟

جورج مكتبي: أنا لا أنفي الظلمة، بل أتعامل معها. أقبلها، أتصالح معها، وأحيانًا أطبع معها. لكنني أيضًا أبرع في التحايل عليها، عبر إدخال ومضات من الأمل وسطها. هذا ما فعلته منذ صغري وهذا ما أدركته بقوة في الفترة الأخيرة.

ما هي اللوحة الأحب إلى قلبك في المعرض؟ ولماذا؟

جورج مكتبي:  تمسّ كل لوحة جانبًا من ذاكرتي، من حادثة مررت بها، أو قصة سمعتها، أو رواية قرأتها لجبور الدويهي وأمين معلوف، في كل لوحة هناك شيء منّي.

أخيرًا، ما الذي تأمل أن يشعر به الزوّار بعد المعرض؟ وما هي الرسالة التي تودّ أن تبقى معهم؟

جورج مكتبي: آمل أن يخرجوا بإحساس مفاده أن الحرب، مهما طالت، هي استثناء، وأن دورة الحياة أقوى. اللبنانيون يُعرفون بإرادتهم الصلبة في العيش، وقد انتزعنا الحياة رغم أحلك الظروف، وقد آن الأوان أن ندرك بأن إرادة الحياة جامعة ومشتركة رغم كل شيء.

لبنانرسمفنونمعارضنشر الاثنين، 26 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • معهد التربية الفنية بحلب يحتفي بنتاجات طلابه
  • تامر عاشور يعتذر عن ارتباطاته الفنية بعد خضوعه لعملية جراحية
  • سفير صربيا يفتتح معرض الفن الإفريقي في بلجراد بالمتحف الوطني للحضارة
  • «الشارقة للفنون»: ثلاث دعوات مفتوحة في السينما والرسوم المصورة
  • مهرجان روتردام للفيلم العربي يحتفل بربع قرن من الفن والانفتاح
  • معرض وقف إطلاق النار.. الحرب اللبنانية كما لم يرها أحد من قبل
  • حضور قوي في معرض بيروت الدولي للكتاب
  • ندوة اليوم عن الفن التشكيلي بمتحف الإسكندرية القومي
  • “متحف السيرة النبوية”.. مقصد ثقافي لضيوف الرحمن
  • افتتاح "معرض استديو الفن" لطلبة ماجستير الفنون بجامعة السلطان قابوس